فَضْلُ الْعِلْمِ والتَّعَلُّم
إعداد/
عبداللطيف محمد البلوشي
1. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ e:
" طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ "([1])
2.
وَعَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ t قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ e:
" مَنْ
يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا , يُفَقِّهْهُ فِي
الدِّينِ([2])"([3])
3.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:
" خَيْرُ
مَا يُخَلِّفُ الرَّجُلُ مِنْ بَعْدِهِ ثَلَاثٌ: وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ، وَصَدَقَةٌ
تَجْرِي يَبْلُغُهُ أَجْرُهَا، وَعِلْمٌ يُعْمَلُ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ "([4])
4.
وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:
"
النَّاسُ مَعَادِنٌ كَمَعَادِنِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ خِيَارُهُمْ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ , خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ ,
إِذَا فَقِهُوا" ([5]) ([6])
وفي لفظ: (
النَّاسُ مَعَادِنٌ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ([7]))([8])
5. وَعَنْ
حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ t
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله e:
" إِنَّكُمْ قَدْ
أَصْبَحْتُمْ فِي زَمَانٍ كَثِيرٍ فُقَهَاؤُهُ، قَلِيلٍ خُطَبَاؤُهُ، كَثِيرٍ
مُعْطُوهُ، قَلِيلٍ سُؤَّالُهُ([9])الْعَمَلُ
فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعِلْمِ، وَسَيَأْتِي زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ، كَثِيرٌ
خُطَبَاؤُهُ , كَثِيرٌ سُؤَّالُهُ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ، الْعِلْمُ فِيهِ خَيْرٌ
مِنَ الْعَمَلِ"([10])
6. وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ t قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ e رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ , وَالْآخَرُ
عَالِمٌ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e:
" فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ , كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ، ثُمَّ
قَالَ رَسُولُ اللهِ e: إِنَّ
اللهَ , وَمَلَائِكَتَهُ , وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ , وَالْأَرَضِينَ , حَتَّى
النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا , وَحَتَّى الْحُوتَ , لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ
النَّاسِ الْخَيْرَ([11])"([12])
7.
وَعَنْ ابْنِ
مَسْعُودٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:
" فَضْلٌ فِي عِلْمٍ
, خَيْرٌ مِنْ فَضْلٍ فِي عِبَادَةٍ "([13])
8. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ e:
" أَلَا
إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ([14])مَلْعُونٌ مَا
فِيهَا , إِلَّا ذِكْرُ اللهِ، وَمَا وَالَاهُ([15])وَعَالِمٌ
أَوْ مُتَعَلِّمٌ "([16])
9.
وَعَنْ قَيْسِ
بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: ( كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ t فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ , فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا
الدَّرْدَاءِ , إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ e، فَقَالَ: مَا أَقْدَمَكَ يَا أَخِي ؟ قَالَ:
حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ e، قَالَ: أَمَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ ؟ قَالَ:
لَا , قَالَ: أَمَا قَدِمْتَ لِتِجَارَةٍ ؟ , قَالَ: لَا, مَا جِئْتُ إِلَّا فِي
طَلَبِ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ e يَقُولُ: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي
فِيهِ عِلْمًا (وفي رواية: يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا([17]))
سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ،
(وفي رواية: سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا([18]))، وَإِنَّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً
لِطَالِبِ العِلْمِ، (وفي رواية: لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ
رِضًا بِمَا يَصْنَعُ([19]).([20]))
وَإِنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ
فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الحِيتَانُ فِي المَاءِ([21])، وَفَضْلُ
العَالِمِ عَلَى العَابِدِ، كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ([22])، إِنَّ
العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا
وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ([23])"([24]).
10. وَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ t قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ e" وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ مُتَّكِئٌ
عَلَى بُرْدٍ لَهُ أَحْمَرَ "، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي
جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ، فَقَالَ: " مَرْحَبًا بِطَالِبِ الْعِلْمِ، إِنَّ
طَالِبَ الْعِلْمِ لَتَحُفُّهُ الْمَلَائِكَةُ , وَتُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا،
ثُمَّ يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى يَبْلُغُوا السَّمَاءَ الدُّنْيَا ,
مِنْ حُبِّهِمْ لِمَا يَطْلُبُ "([25]).
11.
وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ t
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:
" مَثَلُ
مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ
أَرْضًا , فَكَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ([26]) طَيِّبَةٌ , قَبِلَتْ الْمَاءَ , فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ
وَالْعُشْبَ([27]) الْكَثِيرَ , وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ([28]) أَمْسَكَتْ الْمَاءَ , فَنَفَعَ اللهُ بِهَا النَّاسَ
, فَشَرِبُوا مِنْهَا , وَسَقَوْا وَزَرَعُوا , وَأَصَابَ([29])مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى , إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ([30]) لَا تُمْسِكُ مَاءً , وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً ,
فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ([31]) فِي دِينِ اللهِ , وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللهُ
بِهِ , فَعَلِمَ وَعَلَّمَ , وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا, وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ")([32]).
الشرح([33])
12. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ e:
" لَا
حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ([34])رَجُلٌ آتَاهُ
اللهُ مَالًا, فَسَلَّطَهُ([35])عَلَى
هَلَكَتِهِ([36])
فِي الْحَقِّ([37])
وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْحِكْمَةَ([38])فَهُوَ يَقْضِي
بِهَا وَيُعَلِّمُهَا "([39])
13. وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: كَانَ
أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ e فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأْتِي النَّبِيَّ e ([40])وَالآخَرُ
يَحْتَرِفُ([41]) فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّe ([42])فَقَالَ:
" لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ "([43])
14. وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ e:
" مَنْ
خَرَجَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ , كَانَ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَرْجِعَ "([44])
15.
وَعَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ t قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:
"
مَنْهُومَانِ([45])
(وفي رواية: لَا يَشْبَعَانِ)([46]) مَنْهُومٌ فِي
طَلَبِ الْعِلْمِ , لَا تَنْقَضِي نُهْمَتُهُ , وَمَنْهُومٌ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا
, لَا تَنْقَضِي نُهْمَتُهُ" )([47])
16. وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ e:
"
إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ , وَمَنْ
يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ "([48])
فَضْلُ
مَجَالِسِ الْعِلْم
17.
عَنْ أَبِي
وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ t قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ e جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ
وَالنَّاسُ مَعَهُ , إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ, فَأَقْبَلَ
اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللهِe([49]) فَأَمَّا
أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا , وَأَمَّا
الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ , وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا ,
فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ e قَالَ:
" أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ النَّفَرِ الثَلَاثَةِ ؟ ,
أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللهِ , فَآوَاهُ اللهُ([50])وَأَمَّا
الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا , فَاسْتَحْيَا اللهُ مِنْهُ([51])
وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ , فَأَعْرَضَ اللهُ عَنْهُ([52])")([53])
18. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ e:
" مَا
اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ , يَتْلُونَ كِتَابَ اللهُ،
وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ،
وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللهُ
فِيمَنْ عِنْدَهُ "([54])
19. وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ e:
" مَا
مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللهَ، لَا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلَّا
وَجْهَهُ، إِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا
لَكُمْ، قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ "([55])
20.
وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَة t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:
" إِنَّ لِلَّهِ
مَلاَئِكَةً (وفي رواية: مَلَائِكَةً سَيَّارَةً , فُضُلًا)([56])
(وفي رواية: عَن كُتَّابِ النَّاسِ)([57]) يَطُوفُونَ فِي
الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ (وفي رواية: مَجَالِسَ الذِّكْرِ)([58])،
فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ
" قَالَ: "فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ
إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا" قَالَ: " فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ، وَهُوَ
أَعْلَمُ مِنْهُمْ، مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالُوا: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ
وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ " (وفي رواية: حَتَّى يَمْلَئُوا مَا
بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا , عَرَجُوا
وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ اللهُ U وَهُوَ
أَعْلَمُ بِهِمْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟ , فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ
عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ , يُسَبِّحُونَكَ , وَيُكَبِّرُونَكَ ,
وَيُهَلِّلُونَكَ , وَيَحْمَدُونَكَ , وَيَسْأَلُونَكَ )([59])
قَالَ: " فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ " قَالَ: " فَيَقُولُونَ: لاَ
وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ؟ " قَالَ: " فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟
" قَالَ: " يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ
لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا " قَالَ: " يَقُولُ:
فَمَا يَسْأَلُونِي؟ " قَالَ: «يَسْأَلُونَكَ الجَنَّةَ» قَالَ: " يَقُولُ:
وَهَلْ رَأَوْهَا؟ " قَالَ: " يَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا
" قَالَ: " يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟ " قَالَ:
" يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ
لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟
" قَالَ: " يَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ " قَالَ: " يَقُولُ: وَهَلْ
رَأَوْهَا؟ " قَالَ: " يَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا
" ( وفي رواية: قَالَ: فَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَ ؟ , قَالُوا: يَسْتَجِيرُونَكَ
مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي ؟ , قَالُوا: لَا )([60])
قَالَ: " يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ " قَالَ: " يَقُولُونَ:
لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً
" قَالَ: " فَيَقُولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ
" (وفي رواية: قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ
, وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا , وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا )([61])،
قَالَ: " يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ المَلاَئِكَةِ:
فِيهِمْ فُلاَنٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. (في رواية: رَبِّ
فِيهِمْ فُلَانٌ , عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، قَالَ: فَيَقُولُ:
وَلَهُ غَفَرْتُ )([62])
(وفي رواية:
لَمْ يُرِدْهُمْ )([63])
قَالَ: هُمُ الجُلَسَاءُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ "([64])
21. وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ e:
" مَنْ
غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ
يُعَلِّمَهُ , كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ , تَامًّا حَجَّتُهُ "([65])
22. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ e:
" مَنْ
جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا , لَمْ يَأْتِ إِلَّا لِخَيْرٍ([66])
يَتَعَلَّمُهُ أَوْ يُعَلِّمُهُ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ
اللهِ([67])
وَمَنْ جَاءَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ يَنْظُرُ إِلَى
مَتَاعِ غَيْرِهِ([68])"([69])
23.
وَعَنْ عُقْبَةَ
بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ t قَالَ:
"
خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ يَوْمًا
وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ([70])فَقَالَ:
أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ([71])إِلَى
بُطْحَانَ([72])أَوْ
إِلَى الْعَقِيقِ , فَيَأْتِيَ كُلَّ يَوْمٍ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ([73])زَهْرَاوَيْنِ([74])فَيَأْخُذَهُمَا
فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ ؟ " , فَقُلْنَا:كُلُّنَا يَا رَسُولَ
اللهِ يُحِبُّ ذَلِكَ , قَالَ: "فَلَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ كُلَّ يَوْمٍ
إِلَى الْمَسْجِدِ , فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ U خَيْرٌ
لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ , وَثَلَاثٌ خَيْرٌ مِنْ ثَلَاثٍ , وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ مِنْ
أَرْبَعٍ , وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ " ([75])
24. وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ e:
" إِذَا
مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا([76])"
, قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ: حِلَقُ الذِّكْرِ "([77])
25. وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ
الْبَاهِلِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:
" إِنَّ
اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ , وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ , حَتَّى
النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا , وَحَتَّى الْحُوتَ , لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ
النَّاسِ الْخَيْرَ([78])"([79])
26. وَعَنْ جَابِرٍ t قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ e:
"
مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ([80])حَتَّى
الْحِيتَانُ فِي الْبِحَارِ "([81])
27. وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ e:
" مَنْ
دَعَا إِلَى هُدًى , كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا
يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ , كَانَ
عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ
آثَامِهِمْ شَيْئًا "([82])
28.
وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ t أَنَّ النَّبِيَّ eقَالَ:
" مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا
فَلَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْعَامِلِ "([83])
29.
وَعَنْ أَنَسٍ t
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:
" مَنْ عَلَّمَ آيَةً
مِنْ كِتَابِ اللهِ U كَانَ لَهُ ثَوَابُهَا مَا تُلِيَتْ "([84])
30. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو t قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ e:
" بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ([85])
وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا
فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ "([86])
النَّهْيُ
عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْم
31. وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ t
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِe:
" إِنَّ
للهِ قَوْمًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا
فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ فَحَوَّلَهَا
إِلَى غَيْرِهِمْ "([87])
32. وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ e:
"مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ
فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"([88])
وفي رواية: (مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ يَعْلَمُهُ)([89]).
33. وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله ِe:
"مَا مِنْ
رَجُلٍ يَحْفَظُ عِلْمًا فَيَكْتُمُهُ، إِلَّا أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا
بِلِجَامٍ([90])
مِنَ النَّارِ"([91])
وفي رواية: ( آتَاهُ اللهُ
عِلْمًا فَكَتَمَهُ )([92])
34. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ e:
" مَثَلُ
الَّذِي يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ ثُمَّ لَا يُحَدِّثُ بِهِ، كَمَثَلِ الَّذِي
يَكْنِزُ الْكَنْزَ فلَا يُنْفِقُ مِنْهُ"([93])
وفي رواية: (
كَمَثَلِ رَجُلٍ رَزَقَهُ اللهُ مَالًا , فَلَمْ يُنْفِقْ مِنْهُ )([94])
وفي
حديث ابن عمر t:
"
عِلْمٌ لَا يُقَالُ بِهِ , كَكَنْزٍ لَا يُنْفَقُ مِنْهُ "([95])
أَهَمِّيَّةُ
الْفَهْمِ فِي الْعِلْمِ
35. وقَالَ رَسُولُ اللهِ e:" رُبَّ
مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ "([96])
36.
وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّt
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِe:
"
الْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ , أَوْ عَلَيْكَ([97])"([98])
37.
وَعَنْ أَبِي
مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِe:
" الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ
وَيَعْمَلُ بِهِ , كَالْأُتْرُجَّةِ([99])طَعْمُهَا
طَيِّبٌ , وَرِيحُهَا طَيِّبٌ, وَالْمُؤْمِنُ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ,
وَيَعْمَلُ بِهِ , كَالتَّمْرَةِ , طَعْمُهَا طَيِّبٌ , وَلَا رِيحَ لَهَا,
وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ (الْفَاجِرِ)([100]) الَّذِي
يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالرَّيْحَانَةِ , رِيحُهَا طَيِّبٌ , وَطَعْمُهَا مُرٌّ ,
وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ (الْفَاجِرِ)([101]) الَّذِي لَا
يَقْرَأُ الْقُرْآنَ , كَالْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ , وَطَعْمُهَا مُرٌّ([102])"
)([103])
38.
وعن النَّوَّاسَ
بْنَ سَمْعَانَ t يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ e
يَقُولُ:
"يُؤْتَى
بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ
(في رواية: بِهِ فِي الدُّنْيَا)([104]) تَقْدُمُهُ سُورَةُ
الْبَقَرَةِ، وَآلُ عِمْرَانَ"، وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ e ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ،
قَالَ: ( في رواية: " تَأْتِيَانِ )([105]) كَأَنَّهُمَا
غَمَامَتَانِ، أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ، أَوْ كَأَنَّهُمَا
حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا([106])"([107])
39.
عَنْ أَنَسٍ t
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
"مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ
شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ([108]) مِنْ نَارٍ , كلما قُرِضَتْ وَفَتْ , فَقُلْتُ: مَنْ
هَؤُلَاءِ يا جبريل ؟ , مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ
الَّذِينَ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَقْرَؤُنَ كِتَابَ اللهِ وَلَا
يَعْمَلُونَ بِهِ"([109])
وفي رواية: "
هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ , الَّذِينَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ
وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ , أَفَلَا يَعْقِلُونَ ؟
"([110])
40. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ r:
" لَا
تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ
عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ([111]) وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ([112]) وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ([113]) وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ ([114])مَاذَا
عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ([115])وَعَنْ مَالِهِ
مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ([116])وَفِيمَ
أَنْفَقَهُ([117])"([118])([119])
41.
وَعَنْ
أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
" يُؤْتَى
بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ
بَطْنِهِ([120])،
فَيَدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِالرَّحَى، فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ
النَّارِ([121])،
فَيَقُولُونَ: يَا فُلَانُ مَا لَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَى
عَنِ الْمُنْكَرِ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، قَدْ كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ،
وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ "([122])
وفي رواية: "
إِنِّي كُنْتُ آمُرُكُمْ بِأَمْرٍ , وَأُخَالِفُكُمْ إِلَى غَيْرِهِ"([123])
42. وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
" سَلُوا اللهَ
عِلْمًا نَافِعًا , وَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ "([124])
43. وَعَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِي t
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
" مَثَلُ
الْعَالِمِ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ وَيَنْسَى نَفْسَهُ , كَمَثَلِ
السِّرَاجِ , يُضِيءُ لِلنَّاسِ , وَيُحْرِقُ نَفْسَهُ "([125])
وُجُوبُ
عَدَمِ التَّقْصِيرِ فِي طَلَبِ الْعِلْم
44. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ t قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
"
نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ([126])فِيهِمَا
كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ: الصِّحَّةُ , وَالْفَرَاغُ([127])"([128])
45.
قَالَ
الْبُخَارِيُّ: وقَالَ رَبِيعَةُ([129]):لَا يَنْبَغِي
لِأَحَدٍ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنْ الْعِلْمِ أَنْ يُضَيِّعَ نَفْسَهُ([130]).([131])
اِتِّخَاذُ
الْعِلْمِ مَطِيَّةً لِمَنَاصِبِ الدُّنْيَا
46. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
" مَنْ
تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ([132])وَجْهُ اللهِ U([133])
لَا
يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ([134]) عَرَضاً مِنَ
الدُّنْيَا([135])
لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ([136]) يَوْمَ
الْقِيَامَةِ "([137])
47. وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ r:
" مَنْ
طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ([138]) أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ([139]) أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ([140])أَدْخَلَهُ
اللهُ النَّارَ "([141])
48.
وَعَنْ
حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
" لَا
تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ , أَوْ لِتُمَارُوا بِهِ
السُّفَهَاءَ , أَوْ لِتَصْرِفُوا وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ , فَمَنْ فَعَلَ
ذَلِكَ فَهُوَ فِي النَّارِ "([142])
عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ t قَالَ: ( كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا
لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ([143])فِيهَا
الْكَبِيرُ , وَيَرْبُو([144])فِيهَا
الصَّغِيرُ , وَيَتَّخَذُهَا النَّاسُ سُنَّةً , فَإِذَا غُيِّرَتْ يَوْمًا ,
قَالُوا:غُيِّرَتْ السُّنَّةُ , قِيلَ:وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ؟ )([145])(
قَالَ: إِذَا ذَهَبَتْ عُلَمَاؤُكُمْ , وَكَثُرَتْ
جُهَلَاؤُكُمْ , وَكَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ([146])وَقَلَّتْ
فُقَهَاؤُكُمْ , وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ , وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ , وَتُفُقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ , وَالْتُمِسَتْ([147])الدُّنْيَا
بِعَمَلِ الْآخِرَةِ)([148]).
49. وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ r:
" تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَسَلُوا
اللهَ بِهِ الْجَنَّةَ , قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ بِهِ
الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْقُرْآنَ يَتَعَلَّمُهُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ يُبَاهِي بِهِ،
وَرَجُلٌ يَسْتَأْكِلُ بِهِ، وَرَجُلٌ يَقْرَأُهُ للهِU"([149])
50.
وَعَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
" يَقْرَأُ
الْقُرْآنَ ثَلَاثةٌ: مُؤْمِنٌ، وَمُنَافِقٌ، وَفَاجِرٌ "، قَالَ بَشِيرٌ([150]):
فَقُلْتُ لِلْوَلِيدِ([151]):
مَا هَؤُلَاءِ الثَلَاثةُ ؟، فَقَالَ: الْمُنَافِقُ كَافِرٌ بِهِ، وَالْفَاجِرُ
يَتَأَكَّلُ بِهِ، وَالْمُؤْمِنُ يُؤْمِنُ بِهِ([152]).
51.
وَعَنْ عُقْبَةَ
بْنِ عَامِرٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
" سَيَخْرُجُ
أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي يَشْرَبُونَ الْقُرْآنَ كَشُرْبِهِمُ اللَّبَنَ([153])"([154])
52. عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ t
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
" إِنَّ
أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي , كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ "([155])
53. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو t قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
"
أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا([156])"([157])
54. وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ r:
" هَلَاكُ
أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ " , فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ,
مَا بَالُ الْكِتَابِ ؟ , قَالَ: " يَتَعَلَّمُهُ
الْمُنَافِقُونَ , فَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُU ثُمَّ يُجَادِلُونَ بِهِ
الْمُؤْمِنِينَ " , فَقِيلَ لَهُ: وَمَا بَالُ اللَّبَنِ ؟ ,
قَالَ: " أُنَاسٌ يُحِبُّونَ اللَّبَنَ , فَيَبْتَغُونَ الرِّيفَ([158])
فَيَخْرُجُونَ مِنْ الْجَمَاعَاتِ , وَيَتْرُكُونَ الْجُمُعَاتِ "([159])
أَخْذُ
الْأُجْرَةِ عَلَى تَعْلِيمِ الْعِلْم
55.
عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ الْأَنْصَارِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ r:
"
اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَاعْمَلُوا بِهِ , وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ([160])
وَلَا تَغْلُوا فِيهِ([161])وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ , وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ
"([162])
56.
وَعَنْ
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
" مَنْ قَرَأَ
الْقُرْآنَ فَلْيَسْأَلْ اللهَ بِهِ , فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يَقْرَءُونَ
الْقُرْآنَ , يَسْأَلُونَ بِهِ النَّاسَ "([163])
57.
وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ t
قَالَ: (
" كَانَ رَسُولُ اللهِ e يُشْغَلُ ,
فَإِذَا قَدِمَ رَجُلٌ مُهَاجِرٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ r دَفَعَهُ إِلَى
رَجُلٍ مِنَّا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ , فَدَفَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ r رَجُلًا "
, فَكَانَ مَعِي فِي الْبَيْتِ أُعَشِّيهِ عَشَاءَ أَهْلِ الْبَيْتِ , فَكُنْتُ
أُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ , فَانْصَرَفَ انْصِرَافَةً إِلَى أَهْلِهِ , فَرَأَى أَنَّ
عَلَيْهِ حَقًّا , فَأَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا لَمْ أَرَ أَجْوَدَ مِنْهَا عُودًا ,
وَلَا أَحْسَنَ مِنْهَا عِطْفًا، في رواية: (فَقُلْتُ: لَيْسَتْ بِمَالٍ ,
وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللهِU
لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللهِ r فَلَأَسْأَلَنَّهُ ,
فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , رَجُلٌ أَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا
مِمَّنْ كُنْتُ أُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ , وَلَيْسَتْ بِمَالٍ ,
وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ , فَمَا تَرَى فِيهَا ؟ , قَالَ: " إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تُطَوَّقَ طَوْقًا مِنْ نَارٍ
فَاقْبَلْهَا" )([164]) وفي رواية: " جَمْرَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْكَ تَقَلَّدْتَهَا أَوْ
تَعَلَّقْتَهَا"([165]).
58.
وَعَنْ أُبَيِّ
بْنِ كَعْبٍ t قَالَ:عَلَّمْتُ رَجُلًا
الْقُرْآنَ فَأَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ r فَقَالَ:
" إِنْ أَخَذْتَهَا أَخَذْتَ قَوْسًا مِنْ نَارٍ "، فَرَدَدْتُهَا.([166])
59.
وَعَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t قَالَ:( انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِيِّ r فِي سَفْرَةٍ
سَافَرُوهَا حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ
فَاسْتَضَافُوهُمْ , فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ , فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ
الْحَيِّ , فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ , فَلَمْ يَنْفَعْهُ شَيْءٌ , فَقَالَ
بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا , لَعَلَّهُ
أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ , فَأَتَوْهُمْ فَقَالُوا: يَا أَيُّهَا
الرَّهْطُ , إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ , وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا
يَنْفَعُهُ، وفي رواية: ( فَهَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رَاقٍ ؟ )([167])
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ , وَاللهِ إِنِّي لَأَرْقِي وَلَكِنْ وَاللهِ لَقَدْ
اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا , فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى
تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا([168])فَصَالَحُوهُمْ
عَلَى قَطِيعٍ مِنْ الْغَنَمِ , فَانْطَلَقَ يَتْفُلُ عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ: ﴿
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ ,
فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَمَا بِهِ قَلَبَةٌ([169])
وفي رواية: (فَأَمَرَ
لَهُ بِثَلَاثِينَ شَاةً , وَسَقَاهُمْ لَبَنًا)([170]) فَقَالَ
بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا , فَقَالَ الَّذِي رَقَى: لَا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ
النَّبِيَّ r فَنَذْكُرَ
لَهُ الَّذِي كَانَ , فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا , فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ
اللهِ r
فَذَكَرُوا
لَهُ , " فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ r وَقَالَ: وَمَا
يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ؟ , ثُمَّ قَالَ: قَدْ
أَصَبْتُمْ , اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا "([171])
60. وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ t قَالَ: مَرَّ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ r بِمَاءٍ فِيهِمْ لَدِيغٌ ,
فَعَرَضَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَاءِ , فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ
؟ , إِنَّ فِي الْمَاءِ رَجُلًا لَدِيغًا , فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَرَأَ
بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى شَاءٍ([172])فَبَرَأَ , فَجَاءَ بِالشَّاءِ إِلَى أَصْحَابِهِ , فَكَرِهُوا ذَلِكَ ,
وَقَالُوا: أَخَذْتَ عَلَى كِتَابِ اللهِ أَجْرًا ؟ , حَتَّى قَدِمُوا
الْمَدِينَةَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ, أَخَذَ عَلَى كِتَابِ اللهِ أَجْرًا ,
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r:
" إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللهِ
"([173])
61.
وَعَنْ عبد الله
بن حُثَيْر التَّمِيمِيِّ t قَالَ: أَقْبَلْنَا مِنْ عِنْدِ
رَسُولِ اللهِ r فَأَتَيْنَا عَلَى حَيٍّ
مِنْ الْعَرَبِ (في رواية: عِنْدَهُمْ رَجُلٌ مَجْنُونٌ مُوثَقٌ بِالْحَدِيدِ ,
فَقَالَ أَهْلُهُ: إِنَّا )([174]) أُنْبِئْنَا
أَنَّكُمْ قَدْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِ هَذَا الرَّجُلِ بِخَيْرٍ , فَهَلْ
عِنْدَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رُقْيَةٍ ؟ , فَقُلْنَا: نَعَمْ , قَالَ: فَقَرَأْتُ
عَلَيْهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً ,
كُلَّمَا خَتَمْتُهَا أَجْمَعُ بُزَاقِي ثُمَّ أَتْفُلُ (في رواية: فَبَرَأَ , فَأَعْطَوْنِي مِائَةَ
شَاةٍ )([175])
فَقُلْتُ: لَا , حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِe ( فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ r فَأَخْبَرْتُهُ
, فَقَالَ: " هَلْ قُلْتَ غَيْرَ هَذَا ؟ " , قُلْتُ: لَا , قَالَ:
" خُذْهَا , فَلَعَمْرِي لَمَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ
بَاطِلٍ لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ" )([176])
الْعِلْم
الْمَحْمُود الَّذِي هُوَ فَرْض عَيْن
62.
عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ t
قَالَ:
(لَا يَبِعْ
فِي سُوقِنَا إِلَّا مَنْ قَدْ تَفَقَّهَ فِي الدِّينِ).([177])
الْعِلْمُ
الْمَذْمُوم
63. وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ t قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
" مَنْ
اقْتَبَسَ([178])عِلْمًا
مِنْ النُّجُومِ , اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ , زَادَ مَا زَادَ([179])"([180])
64. وَعَنْ أَبِي نَمْلَةَ
الْأَنْصَارِيُّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
" إذَا
حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ , فلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ ,
وَقُولُوا: آمَنَّا بِاللهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ , فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ
تُكَذِّبُوهُمْ , وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُمْ "([181])
وَعَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ t
قَالَ:( يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ , كَيْفَ
تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ)([182]) (عَنْ
كُتُبِهِمْ وَعِنْدَكُمْ كِتَابُ اللهِ)([183])( الَّذِي
أَنْزَلَ اللهُ عَلَى نَبِيِّكُمْe؟ )([184])(
أَقْرَبُ الْكُتُبِ عَهْدًا بِاللهِ , تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا([185])لَمْ
يُشَبْ([186]))([187])(
وَقَدْ حَدَّثَكُمْ اللهُ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا )([188])(
كِتَابَ اللهُ وَغَيَّرُوهُ , وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ الْكِتَابَ وَقَالُوا: ﴿
هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾([189]))([190])
( أَوَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنْ الْعِلْمِ عَنْ مُسَاءَلَتِهِمْ ؟ ,
فَلَا وَاللهِ مَا رَأَيْنَا )([191])( مِنْهُمْ
رَجُلًا قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عَنْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ )([192]).
آدَابُ الْمُتَعَلِّم
مِنْ
آدَابِ الْمُتَعَلِّمِ اِحْتِرَامُ الْمُعَلِّمِ وَالتَّوَاضُعُ لَهُ
65. وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ r:
" لَيْسَ
مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا , وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا , وَيَعْرِفْ
لِعَالِمِنَا حَقَّهُ "([193])
66.
وَعَنْ أَبِي
مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
" إِنَّ
مِنْ إِجْلَالِ اللهِ([194])إِكْرَامُ ذِي
الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ([195])وَحَامِلِ
الْقُرْآنِ([196])غَيْرِ
الْغَالِي فِيهِ([197])وَالْجَافِي
عَنْهُ([198])وَإِكْرَامَ
ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ "([199])
67. وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍبقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
"
الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ "([200])
68.
عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ t، قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ e
يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ:
"أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ"، فَإِذَا أُشِيرَ
لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، وَقَالَ: «أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَءِ
يَوْمَ القِيَامَةِ»، وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُغَسَّلُوا،
وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ. ([201])
مِنْ
آدَابِ الْمُتَعَلِّمِ قِلَّةُ الْأَسْئِلَةِ وَعَدَمُ الْإِحْرَاج
69.
( مي ) , عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ:( كُنْتُ
أَمْشِي مَعَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ t
فَقَالَ فَتًى:
مَا تَقُولُ يَا عَمَّاهُ فِي كَذَا وَكَذَا، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَكَانَ
هَذَا ؟ , قَالَ: لَا، قَالَ: فَأَعْفِنَا حَتَّى يَكُونَ )([202])(
فَإِذَا كَانَ, اجْتَهَدْنَا لَكَ رَأْيَنَا )([203]).
مِنْ آدَابِ
الْمُتَعَلِّمِ عَدَمُ تَخْطِئَةِ الْمُعَلِّمِ وَتَصْوِيبِ رَأْيِ غَيْره
70. وَعَنْ يُونُسَ قَالَ:كَتَبَ إِلَيَّ
مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: إِيَّاكَ وَالْخُصُومَةَ وَالْجِدَالَ فِي الدِّينِ ,
لَا تُجَادِلَنَّ عَالِمًا وَلَا جَاهِلًا , أَمَّا الْعَالِمُ , فَإِنَّهُ
يَخْزُنُ عَنْكَ عِلْمَهُ , وَلَا يُبَالِي مَا صَنَعْتَ , وَأَمَّا الْجَاهِلُ
فَإِنَّهُ يُخَشِّنُ بِصَدْرِكَ , وَلَا يُطِيعُكَ.([204])
مِنْ آدَابِ
الْمُتَعَلِّمِ أَنْ يَكُونَ ذَا هِمَّةٍ عَالِيَةٍ , لَا يَشْبَعُ عِلْمًا
71.
وَعَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ t قَالَ: لَمَّا
تُوُفِّىَ رَسُولُ اللهِ r قُلْتُ
لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا فُلاَنُ , هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ
النَّبِيِّ r فَإِنَّهُمُ
الْيَوْمَ كَثِيرٌ , فَقَالَ: وَاعَجَباً لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ , أَتَرَى
النَّاسَ يَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ r
مَنْ تَرَى ؟ , فَتَرَكَ ذَلِكَ , وَأَقْبَلْتُ عَلَى الْمَسْأَلَةِ
, فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ عَنِ الرَّجُلِ , فَآتِيهِ وَهُوَ
قَائِلٌ , فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ , فَتَسْفِي الرِّيحُ عَلَى
وَجْهِي التُّرَابَ , فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي , فَيَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ
اللهِ , مَا جَاءَ بِكَ ؟ أَلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ ؟ , فَأَقُولُ: لاَ
, أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ , فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ , قَالَ: فَبَقِىَ
الرَّجُلُ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ , فَقَالَ: كَانَ
هَذَا الْفَتَى أَعْقَلَ مِنِّي.([205])
72.
وَعَنْ يَحْيَى
بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ:لَا يُسْتَطَاعُ الْعِلْمُ بِرَاحَةِ الْجِسْمِ.([206])
مِنْ
آدَابِ الْمُتَعَلِّمِ الْبِدْءُ بِأَهَمِّ الْعُلُوم
73.
عَنْ جُنْدُبِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ t قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ r
وَنَحْنُ
فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ([207])فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ , ثُمَّ
تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ , فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا.([208])
74.
وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍt قَالَ: ( "بَعَثَ
رَسُولُ اللهِ e مُعَاذَ بْنَ
جَبَلٍtإِلَى
الْيَمَنِ فَقَالَ: إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ
كِتَابٍ , فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ
إِلَّا اللهُ , وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ([209])فَإِنْ هُمْ
أَطَاعُوا لِذَلِكَ([210])فَأَعْلِمْهُمْ
أَنَّ اللهَ قَدْ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ
وَلَيْلَةٍ , فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ , فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ
افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ([211])تُؤْخَذُ
مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى
فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا
لِذَلِكَ , فَخُذْ مِنْهُمْ، وَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ([212]))([213])
( وَاتَّقِ
دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ
بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ([214])" )([215])
مِنْ
آدَابَ الْمُتَعَلِّمِ كِتَابَةُ الْعِلْم
75. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو t قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
"
قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ "([216])
76.
وَعَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَمْرٍو t
قَالَ:
(كُنْتُ
أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ r أُرِيدُ
حِفْظَهُ , فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ , وَقَالُوا: أَتَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ
رَسُولِ اللهِ e؟ , وَرَسُولُ
اللهِ r
بَشَرٌ
, يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا , فَأَمْسَكْتُ عَنْ الْكِتَابِ )
(في رواية:
حَتَّى ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ e)([217]) "
فَأَوْمَأَ رَسُولُ اللهِ r بِأُصْبُعِهِ إِلَى فِيهِ
وَقَالَ: اكْتُبْ فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا
حَقٌّ " ([218])
77. وَعَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو t قَالَ:
( قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَحَادِيثَ لَا نَحْفَظُهَا
أَفَتَأْذَنُ لَنَا أَنْ نَكْتُبَهَا ؟ , قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ:
فَكَانَ أَوَّلُ مَا كَتَبَ: كِتَابَ النَّبِيِّ r
إِلَى
أَهْلِ مَكَّةَ: "لَا يَجُوزُ شَرْطَانِ فِي بَيْعٍ وَاحِدٍ، وَلَا بَيْعٌ
وَسَلَفٌ جَمِيعًا، وَلَا بَيْعُ مَا لَمْ يُضْمَنْ، وَمَنْ كَانَ مُكَاتَبًا
عَلَى مِائَةِ دِرْهَمٍ , فَقَضَاهَا إِلَّا عَشْرَةَ دَرَاهِمَ , فَهُوَ عَبْدٌ،
أَوْ عَلَى مِائَةِ أُوقِيَّةٍ , فَقَضَاهَا إِلَّا أُوقِيَّةً , فَهُوَ عَبْدٌ
" )([219])
78.
( خ ت حم ) ,
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله r
أَكْثَرَ
حَدِيثاً عن رَسُولِ الله r مِنِّي ,
إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو t فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلَا
أَكْتُبُ ([220]) (في رواية: كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ
, وَيَعِيهِ بِقَلْبِهِ , وَكُنْتُ أَعِيهِ بِقَلْبِي )([221]) (في
رواية: بِيَدِي , وَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ
الله r فِي الْكِتَابِ
عنهُ , " فَأَذِنَ لَهُ" )([222])
79.
وَعَنْ حُيَيِّ
بْنِ هَانِئٍ الْمَعَافِرِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص t فَسُئِلَ
أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا ؟ , الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ , أَوْ
رُومِيَّةُ ؟ , فَدَعَا عَبْدُ اللهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ فَأَخْرَجَ مِنْهُ
كِتَابًا، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ r نَكْتُبُ
,
إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ r: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ
تُفْتَحُ أَوَّلًا ؟ , قُسْطَنْطِينِيَّةُ , أَوْ رُومِيَّةُ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ r: " لَا ,
بَلْ مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا "([223]).
80. وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ t قَالَ: ( مَا كَتَبْنَا عَنِ النَّبِيِّ e
إِلَّا
القُرْآنَ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، قَالَ النَّبِيُّ e: "المَدِينَةُ حَرَامٌ
مَا بَيْنَ عَائِرٍ إِلَى كَذَا، فَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ
لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ
وَلاَ صَرْفٌ، وَذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ
أَخْفَرَ مُسْلِمًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ،
لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلاَ عَدْلٌ، وَمَنْ وَالَى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ،
فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُقْبَلُ
مِنْهُ صَرْفٌ وَلاَ عَدْلٌ"([224])
81. عن
أَبُي هُرَيْرَةَ t قَالَ: لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ e مَكَّةَ قَامَ فِي
النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ([225])
عَنْ مَكَّةَ الفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهَا
لاَ تَحِلُّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَإِنَّهَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ،
وَإِنَّهَا لاَ تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، فَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا([226])،
وَلاَ يُخْتَلَى شَوْكُهَا([227])،
وَلاَ تَحِلُّ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ([228])، وَمَنْ قُتِلَ
لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إِمَّا أَنْ يُفْدَى وَإِمَّا أَنْ يُقِيدَ"، فَقَالَ
العَبَّاسُ: إِلَّا الإِذْخِرَ([229])، فَإِنَّا
نَجْعَلُهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: "إِلَّا الإِذْخِرَ" فَقَامَ أَبُو شَاهٍ - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ - فَقَالَ: اكْتُبُوا
لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ»، قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ:
مَا قَوْلُهُ اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هَذِهِ الخُطْبَةَ الَّتِي
سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ e.([230])
مِنْ
آدَابِ الْمُعَلِّمِ الشَّفَقَةُ وَالرَّحْمَةُ بِالْمُتَعَلِّمِين
82.
وَعَنْ
سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ t قَالَ: ( كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ r
سِتَّةَ
نَفَرٍ: أَنَا , وَابْنُ مَسْعُودٍ , وَصُهَيْبٌ , وَعَمَّارٌ , وَالْمِقْدَادُ ,
وَبِلَالٌ، فَجَاءَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ , وَعُيَيْنَةُ بْنُ
حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ , فَوَجَدَا رَسُولَ اللهِ r قَاعِدًا فِي
نَاسٍ مِنْ الضُّعَفَاءِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ , فَلَمَّا رَأَوْهُمْ حَوْلَ
النَّبِيِّ r حَقَرُوهُمْ ,
فَأَتَوْهُ فَخَلَوْا بِهِ , وَقَالُوا:إِنَّا نُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَ لَنَا مِنْكَ
مَجْلِسًا تَعْرِفُ لَنَا بِهِ الْعَرَبُ فَضْلَنَا , فَإِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ
تَأْتِيكَ , فَنَسْتَحْيِي أَنْ تَرَانَا الْعَرَبُ مَعَ هَذِهِ الْأَعْبُدِ ,
فَإِذَا نَحْنُ جِئْنَاكَ فَأَقِمْهُمْ عَنْكَ , فَإِذَا نَحْنُ فَرَغْنَا ,
فَاقْعُدْ مَعَهُمْ إِنْ شِئْتَ , قَالَ: " نَعَمْ " , قَالُوا:فَاكْتُبْ
لَنَا عَلَيْكَ كِتَابًا , " فَدَعَا رَسُولُاللهِ r بِصَحِيفَةٍ ,
وَدَعَا عَلِيًّا لِيَكْتُبَ " - وَنَحْنُ قُعُودٌ فِي نَاحِيَةٍ - فَنَزَلَ
جِبْرَائِيلُ u
فَقَالَ: ﴿ وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ , مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ,
وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ
الظَّالِمِينَ ﴾([231])ثُمَّ
ذَكَرَ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ , وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ , فَقَالَ:﴿
وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ , لِيَقُولُوا: أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللهُ
عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا ؟ , أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ؟ ﴾([232])ثُمَّ
قَالَ: ﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا , فَقُلْ: سَلَامٌ
عَلَيْكُمْ , كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ , أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ
مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ , ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ , فَأَنَّهُ
غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾([233])
قَالَ: فَدَنَوْنَا مِنْهُ حَتَّى وَضَعْنَا رُكَبَنَا عَلَى رُكْبَتِهِ , "
وَكَانَ رَسُولُ اللهِ r يَجْلِسُ مَعَنَا ,
فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ , قَامَ وَتَرَكَنَا " , فَأَنْزَلَ اللهُ: ﴿
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ , وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ﴾([234])وَلَا
تُجَالِسْ الْأَشْرَافَ ﴿ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا , وَلَا تُطِعْ
مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾يَعْنِي:عُيَيْنَةَ
وَالْأَقْرَعَ﴿ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾([235])قَالَ: أَمْرُ
عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ , قَالَ: ﴿ فُرُطًا ﴾هَلَاكًا , ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ
مَثَلَ الرَّجُلَيْنِ , وَمَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا , قَالَ: فَكُنَّا
نَقْعُدُ مَعَ النَّبِيِّ r فَإِذَا
بَلَغْنَا السَّاعَةَ الَّتِي يَقُومُ فِيهَا , قُمْنَا , وَتَرَكْنَاهُ حَتَّى
يَقُومَ ([236]).
83.
وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ
الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ t قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي
مَعَ رَسُولِ اللهِ r إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ
الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ , فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ ,
فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ , مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ ؟ ,
فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ , فَلَمَّا
رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي سَكَتُّ , " فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ r فَبِأَبِي هُوَ
وَأُمِّي , مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا
مِنْهُ , وَاللهِ مَا كَهَرَنِي([237])وَلَا
ضَرَبَنِي، وَلَا شَتَمَنِي , قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا
شَيْءٌ , (لَا يَحِلُّ فِيهَا شَيْءٌ)([238])مِنْ كَلَامِ
النَّاسِ , إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ
"([239])
84. ( جة ك ) , وَعَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ tأَنَّهُ
قَالَ:
( مَرْحَبًا
بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ r " كَانَ رَسُولُ
اللهِ r
يُوصِينَا
بِكُمْ)([240])
في رواية: (
يَقُولُ: سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ , فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ
فَقُولُوا لَهُمْ: مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ r وَعَلِّمُوهُمْ
"([241])
85. وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ t
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
" إِنَّ
للهِ قَوْمًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا
فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا , نَزَعَهَا مِنْهُمْ , فَحَوَّلَهَا
إِلَى غَيْرِهِمْ "([242])
86. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ t
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
87.
" مَا مِنْ عَبْدٍ
أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَأَسْبَغَهَا عَلَيْهِ , إلَّا جَعَلَ إِلَيْهِ
شَيْئًا مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ , فَإنْ تَبَرَّمَ([243])بِهِمْ
, فَقَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِلزَّوَالِ "([244])
88. وَعَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ t
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
"
عَلِّمُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا , وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا ,
وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ "([245])
مِنْ
آدَابِ الْمُعَلِّمِ النُّصْحُ لِلْمُتَعَلِّمِ وَتَوْضِيحُ الْأُمُورِ لَه
89. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
النَّبِيِّ r فَقَالَ: يَا
مُحَمَّدُ , أَرَأَيْتَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ؟ , فَأَيْنَ
النَّارُ ؟ , قَالَ: " أَرَأَيْتَ هَذَا اللَّيْلَ
في
رواية: ( الَّذِي قَدْ أَلْبَسَ كُلَّ شَيْءٍ )([246])
ثُمَّ لَيْسَ شَيْءٌ, أَيْنَ جُعِلَ ؟ , قَالَ: اللهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " كَذَلِكَ يَفْعَلُ
اللهُ مَا يَشَاءُ " )([247])
90. وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ t قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى النَّبِيِّ r فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِيهِ
عَنْهَا ؟، فَقَالَ: " لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِيهُ
عَنْهَا ؟ " , قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى "([248])
مِنْ
آدَابِ الْمُعَلِّمِ كَوْنُهُ قُدْوَةً حَسَنَةً لِلْمُتَعَلِّمِين
91. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سِيرِينَ قَالَ: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ
تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ.([249])
92.
وَعَنْ
إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: كَانُوا إِذَا أَتَوْا الرَّجُلَ
لِيَأْخُذُوا عَنْهُ الْعِلْمَ , نَظَرُوا إِلَى صَلَاتِهِ , وَإِلَى سَمْتِهِ ,
وَإِلَى هَيْئَتِهِ , ثُمَّ يَأْخُذُونَ عَنْهُ.([250])
مِنْ آدَابِ
الْمُعَلِّمِ عِزَّةُ النَّفْسِ وَاحْتِرَامُهَا
93. عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: " مَا رَأَيْتُ رَسُول اللهِ r مُسْتَجْمِعًا([251])قَطُّ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ([252])إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ "([253])
94.
( ك ) , وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو t قَالَ: " كَانَ
رَسُولُ اللهِ r يَكْرَهُ أَنْ يَطَأَ
أَحَدٌ عَقِبَهُ، وَلَكِنْ يَمِينٌ وَشِمَالٌ "([254])
95. وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: إِنَّ أَزْهَدَ النَّاسِ
فِي عَالِمٍ أَهْلُهُ.([255])
آدَابُ
الْمُعَلِّمِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِدَرْسِهِ وَتَعْلِيمِهِ لِلْعِلْم
96.
عَنْ زَيْدِ
بْنِ ثَابِتٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
97.
" نَضَّرَ اللهُ
امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا , فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ ,
فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ , وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ
لَيْسَ بِفَقِيهٍ "([256])
98. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ r:
" نَضَّرَ
اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا , فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ , فَرُبَّ
مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ "([257])
99. ( خ م ت د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها
قَالَتْ: "لَمْ يَكُنْ رَسُولُ
اللهِ r يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ ([258])(في رواية: وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ بَيْنَهُ فَصْلٌ )([259])
(في رواية: يَفْهَمُهُ
كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ " )([260]) " كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ
الْعَادُّ لَأَحْصَاهُ" ([261])
100.وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ t قَالَ:
" كَانَ فِي كَلَامِ
رَسُولِ اللهِ r تَرْتِيلٌ([262])أَوْ تَرْسِيلٌ([263])"([264])
101.
وَعَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: " كَانَ رَسُولُ
اللهِ r
إِذَا
تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ([265])أَعَادَهَا
ثَلَاثًا حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ، وَإِذَا أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ
عَلَيْهِمْ , سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثًا([266])"([267])وفي رواية: "وَكَانَ
يَسْتَأْذِنُ ثَلَاثًا "([268])
102.
وَعَنْ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ t قَالَ:حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا
يَعْرِفُونَ([269])أَتُحِبُّونَ
أَنْ يُكَذَّبَ اللهُ وَرَسُولُهُ ؟.([270])
103. وَعَنْ عُبَيْدِاللهِ بْنِ عَبْدِاللهِ
بْنِ عُتْبَةَ , أَنَّ عَبْدَاللهِ بْنَ مَسْعُودٍ t قَالَ:"
مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ , إِلَّا كَانَ
لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً "([271])
104. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ r:
" مَا
أَدْرِي تُبَّعٌ أَلِعِينًا كَانَ أَمْ لَا ؟ , وَمَا أَدْرِي ذُو الْقَرْنَيْنِ
أَنَبِيًّا كَانَ أَمْ لَا ؟ , وَمَا أَدْرِي الْحُدُودُ كَفَّارَاتٌ لأَهْلِهَا
أَمْ لَا ؟ "([272])
105.
عَنْ جُبَيْرِ
بْنِ مُطْعِمٍ t قَالَ:أَتَى رَجُلٌ
إِلَى النَّبِيِّ r
فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللهِ , أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ ؟ , فَقَالَ: " لَا أَدْرِي ,
فَلَمَّا أَتَاهُ جِبْرِيلُ u قَالَ:
يَا جِبْرِيلُ , أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ ؟ " , قَالَ: لَا أَدْرِي حَتَّى
أَسْأَلَ رَبِّي U
فَانْطَلَقَ جِبْرِيلُ u ثُمَّ
مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثَ , ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ,
إِنَّكَ سَأَلْتَنِي أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ , فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي , وَإِنِّي
سَأَلْتُ رَبِّي U أَيُّ
الْبُلْدَانِ شَرٌّ , فَقَالَ: أَسْوَاقُهَا "([273])
106.
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t
قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ tفَقَالَ: " نُهِينَا
عَنْ
التَّكَلُّفِ([274])"([275])
107.
وَعَنْ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقَدْ
أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنْ الْأَنْصَارِ , وَمَا
مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ , إِلَّا وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ
الْحَدِيثَ , وَلَا يُسْأَلُ عَنْ فُتْيَا , إِلَّا وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ
الْفُتْيَا.([276])
108. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ r:
" مَنْ
أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ "([277])
109. وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ t قَالَ:
(خَرَجْنَا
فِي سَفَرٍ (في رواية: عَلَى عَهْدِ رَسُولِ
اللهِe)([278]) فَأَصَابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ،
ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ: هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ؟
فَقَالُوا: مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ
فَمَاتَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ e
أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ: "قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَلَا سَأَلُوا إِذْ
لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ([279]) السُّؤَالُ، إِنَّمَا
كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ وَيَعْصِرَ - أَوْ" يَعْصِبَ "شَكَّ مُوسَى
- عَلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً، ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ"([280])
110.
وَعَنْ أَيُّوبَ
قَالَ: سَمِعْتُ
الْقَاسِمَ يُسْأَلُ , فَقَالَ: إِنَّا وَاللهِ مَا نَعْلَمُ كُلَّ مَا
تَسْأَلُونَ عَنْهُ , وَلَوْ عَلِمْنَا مَا كَتَمْنَاكُمْ , وَلَا حَلَّ لَنَا
أَنْ نَكْتُمَكُمْ.([281])
111.
وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا سُئِلَ عَنْ الْأَمْرِ فَكَانَ فِي الْقُرْآنِ ,
أَخْبَرَ بِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْقُرْآنِ وَكَانَ عَنْ رَسُولِ اللهِ r أَخْبَرَ بِهِ , فَإِنْ لَمْ يَكُنْ , فَعَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَب فَإِنْ
لَمْ يَكُنْ , قَالَ فِيهِ بِرَأْيِهِ.([282])
([2])(يُفَقِّهْهُ)أَيْ: يُفَهِّمْهُ، يُقَال: فَقُهَ، إِذَا صَارَ الْفِقْهُ لَهُ سَجِيَّةً، وَفَقَهَ بِالْفَتْحِ:
إِذَا سَبَقَ غَيْرَهُ إِلَى الْفَهْمِ، وَفَقِهَ بِالْكَسْرِ: إِذَا فَهِمَ.
وَمَفْهُومُ الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي الدِّينِ -
أَيْ: يَتَعَلَّمْ قَوَاعِدَ الْإِسْلَامِ، وَمَا يَتَّصِلُ بِهَا مِنْ الْفُرُوعِ - فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْر.
فتح الباري(ح71).
([6]) قَوْلُهُ" إِذَا فَقُهُوا " فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ
الشَّرَفَ الْإِسْلَامِيَّ لَا يَتِمُّ إِلَّا بِالتَّفَقُّهِ فِي الدِّين، وَالْمُرَادُ
بِالْخِيَارِ وَالشَّرَفِ وَغَيْر ذَلِكَ: مَنْ كَانَ مُتَّصِفًا بِمَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ كَالْكَرَمِ،
وَالْعِفَّةِ، وَالْحِلْمِ، وَغَيْرهَا، مُتَوَقِّيًا لِمَسَاوِئِهَا، كَالْبُخْلِ، وَالْفُجُور وَالظُّلْم، وَغَيْرهَا.
وقَوْله:
" إِذَا فَقِهُوا " بِضَمِّ الْقَاف، وَيَجُوز كَسْرُهَا. فتح الباري (10/ 295)
([7]) أَيْ: أُصُولٌ مُخْتَلِفَة، وَالْمَعَادِنُ: جَمْعُ مَعْدِن، وَهُوَ الشَّيْءُ الْمُسْتَقِرُّ فِي الْأَرْضِ، فَتَارَةً يَكُونُ
نَفِيسًا، وَتَارَةً يَكُونُ خَسِيسًا،
وَكَذَلِكَ النَّاسُ. فتح الباري (10/295)
([11]) قَالَ أَبُو عِيسَى: سَمِعْت أَبَا عَمَّارٍ الْحُسَيْنَ بْنَ
حُرَيْثٍ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ:
عَالِمٌ، عَامِلٌ، مُعَلِّمٌ، يُدْعَى كَبِيرًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ.
([13]) رواه البيهقي في شعب الإيمان 5751، وابن حبان فى الضعفاء (2/269،
ترجمة 955، وابن عدي (6/160 ترجمة 1649) انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب:
68
([15]) أَيْ: مَا أَحَبَّهُ اللهُ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ وَأَفْعَالِ
الْقُرَبِ، أَوْ مَعْنَاهُ: مَا وَالَى ذِكْرَ اللهِ، أَيْ: قَارَبَهُ، مِنْ ذِكْرِ خَيْرٍ، أَوْ تَابَعَهُ مِنْ اِتِّبَاعِ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، لِأَنَّ
ذِكْرَهُ يُوجِبُ ذَلِكَ. تحفة الأحوذي (ج 6 / ص 107)
([19]) مَعْنَاهُ أَنَّهَا تَتَوَاضَعُ لِطَالِبِهِ تَوْقِيرًا لِعِلْمِهِ،
أَوْ الْمُرَاد: الْكَفُّ عَنْ الطَّيَرَان، وَالنُّزُول لِلذِّكْرِ، أَوْ
مَعْنَاهُ: الْمَعُونَةُ، وَتَيْسِيرُ الْمُؤْنَةِ بِالسَّعْيِ فِي طَلَبِه، أَوْ
الْمُرَادُ: تَلْيِينُ الْجَانِبِ، وَالِانْقِيَادِ، وَالْفَيْءِ عَلَيْهِ بِالرَّحْمَةِ وَالِانْعِطَاف. أَوْ الْمُرَادُ
حَقِيقَتُهُ، وَإِنْ لَمْ تُشَاهَدْ، وَهِيَ فَرْشُ الْجَنَاحِ وَبَسْطُهَا
لِطَالِبِ الْعِلْمِ لِتَحْمِلَهُ عَلَيْهَا، وَتُبَلِّغهُ مَقْعَدَهُ مِنْ
الْبِلَاد. عون المعبود (8 / 137)
([22]) قَالَ الْقَاضِي: شَبَّهَ الْعَالِمَ بِالْقَمَرِ، وَالْعَابِدَ بِالْكَوَاكِبِ،
لِأَنَّ كَمَالَ الْعِبَادَةِ وَنُورَهَا لَا يَتَعَدَّى مِنْ الْعَابِدِ، وَنُورُ
الْعَالِمِ يَتَعَدَّى إِلَى غَيْرِهِ.تحفة (6/481)
([27]) قَوْله: " وَالْعُشْب "هُوَ مِنْ ذِكْرِ الْخَاصِّ بَعْدَ
الْعَامّ؛ لِأَنَّ الْكَلَأَ يُطْلَقُ عَلَى النَّبْتِ الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ
مَعًا، وَالْعُشْبُ لِلرَّطْبِ فَقَطْ. فتح الباري (ح79)
([28])( أَجَادِب): جَمْعُ جَدْب، وَهِيَ الْأَرْضُ الصُّلْبَةُ الَّتِي
لَا يَنْضُبُ مِنْهَا الْمَاء. فتح الباري(ح79)
([30])(قِيعَان): جَمْعُ قَاع، وَهُوَ الْأَرْضُ الْمُسْتَوِيَةُ
الْمَلْسَاء، الَّتِي لَا تُنْبِت. فتح الباري (ح79)
([33])
قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَغَيْره: ضَرَبَ النَّبِيُّe لِمَا
جَاءَ بِهِ مِنْ الدِّينِ مَثَلًا بِالْغَيْثِ الْعَامِّ الَّذِي يَأْتِي فِي
حَالِ حَاجَتِهِمْ إِلَيْهِ، ثُمَّ شَبَّهَ السَّامِعِينَ لَهُ بِالْأَرْضِ
الْمُخْتَلِفَةِ الَّتِي يَنْزِلُ بِهَا الْغَيْثُ، فَمِنْهُمْ الْعَالِمُ
الْعَامِلُ الْمُعَلِّمُ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْضِ الطَّيِّبَةِ، شَرِبَتْ
فَانْتَفَعَتْ فِي نَفْسهَا، وَأَنْبَتَتْ فَنَفَعَتْ غَيْرهَا.
وَمِنْهُمْ الْجَامِعُ لِلْعِلْمِ، الْمُسْتَغْرِقُ لِزَمَانِهِ فِيهِ، غَيْر أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ
بِنَوَافِلِهِ أَوْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِيمَا جَمَعَ، لَكِنَّهُ أَدَّاهُ
لِغَيْرِهِ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يَسْتَقِرُّ فِيهَا الْمَاءُ، فَيَنْتَفِعُ
النَّاسُ بِهِ، وَهُوَ الْمُشَارُ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ: " نَضَّرَ اللهُ
اِمْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا ".
وَمِنْهُمْ
مَنْ يَسْمَعُ الْعِلْمَ، فَلَا يَحْفَظُهُ، وَلَا يَعْمَلُ بِهِ، وَلَا يَنْقُلُهُ لِغَيْرِهِ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ
الْأَرْضِ السَّبْخَة، أَوْ الْمَلْسَاء، الَّتِي لَا تَقْبَلُ الْمَاءَ، أَوْ
تُفْسِدُهُ عَلَى غَيْرِهَا. فتح الباري(ح79)
([34]) أُطْلِقَ الْحَسَدُ عَلَى الْغِبْطَةِ مَجَازًا،، فَكَأَنَّهُ قَالَ
فِي الْحَدِيث: لَا غِبْطَةَ أَعْظَمُ أَوْ أَفْضَلُ مِنْ الْغِبْطَةِ فِي
هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ. فتح الباري(1 /
119)
([35]) عَبَّرَ بِالتَّسْلِيطِ لِدَلَالَتِهِ عَلَى قَهْرِ النَّفْسِ
الْمَجْبُولَةِ عَلَى الشُّحّ. فتح (ح73)
([36]) أَيْ: إِهْلَاكِهِ، وَعَبَّرَ بِذَلِكَ لِيَدُلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا
يُبْقِي مِنْهُ شَيْئًا. فتح (ح73)
([38]) الْمُرَادُ بِهَا الْقُرْآن، وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْحِكْمَةِ: كُلُّ مَا مَنَعَ مِنْ
الْجَهْل، وَزَجَرَ عَنْ الْقَبِيح.
( فَائِدَة):زَادَ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا
يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْحَسَدِ الْمَذْكُور هُنَا الْغِبْطَةُ كَمَا
ذَكَرْنَاهُ، وَلَفْظُه: " فَقَالَ رَجُلٌ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ
مَا يَعْمَل " أَوْرَدَهُ الْمُصَنِّفُ فِي فَضَائِلِ الْقُرْآن. (فتح
الباريح73)
([42]) أَيْ: فِي عَدَمِ مُسَاعَدَةِ أَخِيهِ إِيَّاهُ فِي حِرْفَتِهِ،
وَفِي كَسْبٍ آخَرَ لِمَعِيشَتِهِ. تحفة الأحوذي (ج 6 / ص 130)
([44]) رواه الترمذي 2647، والطبراني في الصغير 380، وقد كان الألباني ضعّف
الحديث، ثم تراجع عن تضعيفه في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب:88
([47]) رواه الطبراني في الأوسط
5670، و أبو خيثمة في العلم ج1ص33 ح141، انظر كتاب العلم بتخريج الألباني
ص56
([50]) " أَوَى إِلَى الله ": لَجَأَ إِلَى الله، أَيْ:
اِنْضَمَّ إِلَى مَجْلِسِ رَسُولِ الله ِe. وَمَعْنَى "فَآوَاهُ الله "أَيْ:
جَازَاهُ بِنَظِيرِ فِعْلِه، بِأَنْ ضَمَّهُ إِلَى رَحْمَتِهِ وَرِضْوَانِه. فتح الباري(ح66)
([52]) أَيْ: سَخِطَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ ذَهَبَ
مُعْرِضًا، لَا
لِعُذْرٍ، هَذَا إِنْ كَانَ مُسْلِمًا. وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مُنَافِقًا،
وَاطَّلَعَ النَّبِيُّ r عَلَى أَمْرِهِ. كَمَا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ
قَوْلُهُ e: " فَأَعْرَضَ الله عَنْهُ "
إِخْبَارًا أَوْ دُعَاءً.
وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ أَنَس: " فَاسْتَغْنَى، فَاسْتَغْنَى اللهُ عَنْهُ
" وَهَذَا يُرَشِّحُ كَوْنَهُ خَبَرًا. فتح الباري(ح66)
([55]) أحمد 12476، أبو يعلى 4141،
انظر الصَّحِيحَة: 2210، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب:1504، وقال شعيب
الأرناؤوط: إسناده حسن.
([66])الْكَلَامُ فِيمَنْ لَمْ يَأْتِ لِصَلَاةٍ، وَإِلَّا فَالْإِتْيَانُ
لَهَا هُوَ الْأَصْلُ الْمَطْلُوبُ فِي الْمَسَاجِد. حاشية السندي على ابن ماجه -
(ج 1 / ص 211)
([67]) وَجْهُ مُشَابَهَةِ طَلَبِ الْعِلْمِ بِالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيل
اللهِ، أَنَّهُ إِحْيَاءٌ لِلدِّينِ، وَإِذْلَالٌ لِلشَّيْطَانِ، وَإِتْعَابٌ
لِلنَّفْس، وَكَسْرُ ذُرَى اللَّذَّة، كَيْفَ وَقَدْ أُبِيحَ لَهُ التَّخَلُّفُ
عَنْ الْجِهَاد، فَقَالَ تَعَالَى: { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا }
الْآيَة. حاشية السندي على ابن ماجة (ج1ص 211)
([68])أَيْ: بِمَنْزِلَةِ مَنْ دَخَلَ السُّوقَ، لَا يَبِيعُ وَلَا
يَشْتَرِي، بَلْ لِيَنْظُرَ إِلَى أَمْتِعَةِ النَّاسِ، فَهَلْ يَحْصُلُ لَهُ
بِذَلِكَ فَائِدَة ؟، فَكَذَلِكَ هَذَا. وَفِي الحديثِ أَنَّ مَسْجِدَهُ e سُوقُ الْعِلْم، فَيَنْبَغِي لِلنَّاسِ شِرَاءُ الْعِلْمِ
بِالتَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيم. حاشية السندي على ابن ماجة (ج1ص 211)
([70]) أَصْحَاب الصُّفَّةِ: هُمْ الْفُقَرَاءُ الْغُرَبَاءُ الَّذِينَ
كَانُوا يَأْوُونَ إِلَى مَسْجِدِ النَّبِيّ e وَكَانَتْ لَهُمْ فِي
آخِرِهِ صُفَّةٌ، وَهُوَ مَكَانٌ مُنْقَطِعٌ مِنْ الْمَسْجِدِ، مُظَلَّلٌ عَلَيْهِ، يَبِيتُونَ
فِيهِ، وَأَصْلُهُ مِنْ صُفَّةِ
الْبَيْتِ، وَهِيَ شَيْءٌ كَالظُّلَّةِ قُدَّامَهُ. النووي( 6 / 380)
([76]) رَتَعَ: أَكَلَ وَشَرِبَ مَا شَاءَ فِي خِصْبٍ وَسَعَةٍ، أَوْ هُوَ
الْأَكْلُ وَالشُّرْبُ رَغَدًا فِي الرِّيفِ.
([78]) قَالَ أَبُو عِيسَى: سَمِعْت أَبَا عَمَّارٍ الْحُسَيْنَ بْنَ
حُرَيْثٍ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ:
عَالِمٌ، عَامِلٌ، مُعَلِّمٌ، يُدْعَى كَبِيرًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ.
([79]) رواه الترمذي 2685، والدارمي 289، والطبراني في الكبير7911، صَحِيح
التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب:81
([85]) لِيُسَارِعْ كُلُّ سَامِعٍ إِلَى تَبْلِيغِ مَا وَقَعَ لَهُ مِنْ الْآيِ
وَلَوْ قَلَّ، لِيَحْصُلَ بِذَلِكَ نَقْلُ جَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ e. فتح الباري (ج 10 / ص 261)
([87]) رواه الطبراني في الأوسط 5162، وأبو
نعيم في الحلية 6/115، صَحِيح
التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2617
([97]) أَيْ: تَنْتَفِعُ بِهِ إِنْ
تَلَوْتَهُ وَعَمِلْتَ بِهِ، وَإِلَّا فَهُوَ حُجَّةٌ عَلَيْك. تحفة الأحوذي
([99]) الأُتْرُجّ: قيل هو التفاح، وقيل:
هو ثمر طيب الطعم والرائحة يشبه الليمون، حامض يسكن شهوة النساء، ويجلو اللون
والكلف، وقِشره يمنع السوس.
([102]) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ t قَالَ: مِنْ
النَّاسِ مَنْ يُؤْتَى الْإِيمَانَ، وَلَا يُؤْتَى الْقُرْآنَ، وَمِنْهُمْ مَنْ
يُؤْتَى الْقُرْآنَ، وَلَا يُؤْتَى الْإِيمَانَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْتَى
الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْتَى الْقُرْآنَ وَلَا
الْإِيمَانَ، ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلًا، فَقَالَ: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ
الْإِيمَانَ، وَلَمْ يُؤْتَ الْقُرْآنَ، فَمَثَلُهُ مَثَلُ التَّمْرَةِ، حُلْوَةُ
الطَّعْمِ لَا رِيحَ لَهَا، وَأَمَّا مَثَلُ الَّذِي أُوتِيَ الْقُرْآنَ، وَلَمْ
يُؤْتَ الْإِيمَانَ، فَمَثَلُ الْآسَةِ، طَيِّبَةُ الرِّيحِ، مُرَّةُ الطَّعْمِ،
وَأَمَّا الَّذِي أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ، فَمَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ،
طَيِّبَةُ الرِّيحِ، حُلْوَةُ الطَّعْمِ، وَأَمَّا الَّذِي لَمْ يُؤْتَ الْقُرْآنَ
وَلَا الْإِيمَانَ، فَمَثَلُهُ مَثَلُ الْحَنْظَلَةِ، مُرَّةُ الطَّعْمِ لَا رِيحَ
لَهَا. رواه الدرامي 3362 بإسناد ضعيف، وذكرته لأنه فيه شرحا لحديث الباب.
([106]) قال الترمذي: وَمَعْنَى هَذَا
الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ يَجِيءُ ثَوَابُ قِرَاءَتِهِ كَذَا
فَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ هَذَا الْحَدِيثَ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنْ
الْأَحَادِيثِ أَنَّهُ يَجِيءُ ثَوَابُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَفِي حَدِيثِ
النَّوَّاسِ عَنْ النَّبِيِّ r مَا يَدُلُّ عَلَى مَا فَسَّرُوا
إِذْ قَالَ النَّبِيُّ e: " وَأَهْلُهُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ
بِهِ فِي الدُّنْيَا "، فَفِي هَذَا دَلَالَةٌ أَنَّهُ يَجِيءُ ثَوَابُ
الْعَمَلِ. الترمذي 2883
([112]) فِيهِ تَخْصِيصٌ بَعْدَ تَعْمِيمٍ،
وَإِشَارَةٌ إِلَى الْمُسَامَحَةِ فِي طَرَفَيْهِ مِنْ حَالِ صِغَرِهِ وَكِبَرِهِ،
قَالَ الطِّيبِيُّ: فَإِنْ قُلْت: هَذَا دَاخِلٌ فِي الْخَصْلَةِ
الْأُولَى فَمَا وَجْهُهُ ؟، قُلْت: الْمُرَادُ سُؤَالُهُ عَنْ قُوَّتِهِ،
وَزَمَانِهِ الَّذِي يَتَمَكَّنُ مِنْهُ عَلَى أَقْوَى الْعِبَادَةِ. تحفة الأحوذي
- (ج 6 / ص 206)
([114]) فِيهِ إِيذَانٌ بِأَنَّ الْعِلْمَ
مُقَدِّمَةُ الْعَمَلِ، وَهُوَ لَا يُعْتَدُّ بِهِ لَوْلَا الْعَمَلُ. تحفة (6/
206)
([119]) كَانَ أَبُو
الدَّرْدَاءِ t يَقُولُ: إِنَّمَا أَخْشَى مِنْ رَبِّي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَنْ يَدْعُوَنِي عَلَى رُؤوسِ الْخَلَائِقِ، فَيَقُولُ لِي: يَا
عُوَيْمِرُ، فَأَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبِّي، فَيَقُولُ لِي: مَا عَمِلْتَ فِيمَا
عَلِمْتَ؟. البيهقي في الشعب 1852، صَحِيح التَّرْغِيبِ
وَالتَّرْهِيب: 129
([127]) أَيْ: لَا يَعْرِفُ قَدْرَ هَاتَيْنِ النِّعْمَتَيْنِ كَثِيرٌ مِنْ
النَّاسِ، حَيْثُ لَا يَكْسِبُونَ فِيهِمَا مِنْ الْأَعْمَالِ كِفَايَةَ مَا
يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي مَعَادِهِمْ، فَيَنْدَمُونَ عَلَى تَضْيِيعِ
أَعْمَارِهِمْ عِنْدَ زَوَالِهَا، وَلَا يَنْفَعُهُمْ النَّدَمُ، قَالَ تَعَالَى {
ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ }.تحفة(6 / 89)
([129]) هُوَ اِبْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن الْفَقِيه الْمَدَنِيّ،
الْمَعْرُوف بِرَبِيعَة الرَّأْي، قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لِكَثْرَةِ اِشْتِغَاله
بِالِاجْتِهَادِ.
([130]) مُرَاد رَبِيعَة أَنَّ مَنْ كَانَ فِيهِ فَهْمٌ وَقَابِلِيَّةٌ
لِلْعِلْمِ، لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُهْمِلَ نَفْسَهُ، فَيَتْرُكُ الِاشْتِغَالَ،
لِئَلَّا يُؤَدِّي ذَلِكَ إِلَى رَفْعِ الْعِلْم. فتح الباري (ج 1 / ص 131)
([131]) رواه البخاري معلقا ج1ص42، وقال الألباني في مختصر صحيح
البخاري تحت حديث 60: وصله الخطيب في (الجامع)، والبيهقي في(المدخل).
([136]) أَيْ:
رِيحَهَا، وهذا مُبَالَغَةٌ فِي تَحْرِيمِ الْجَنَّةِ، لِأَنَّ مَنْ لَمْ يَجِدْ
رِيحَ الشَّيْءِ، لَا يَتَنَاوَلُهُ قَطْعًا، وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ
يَسْتَحِقُّ أَنَّهُ لَا يَدْخُلَ أَوَّلًا، ثُمَّ أَمْرُهُ إِلَى اللهِ تَعَالَى،
كَأَمْرِ أَصْحَابِ الذُّنُوبِ كُلِّهِمْ إِذَا مَاتَ عَلَى الْإِيمَان. عون
المعبود(8 / 162)
([138]) أَيْ:
يَجْرِي مَعَهُمْ فِي الْمُنَاظَرَةِ وَالْجِدَالِ، لِيُظْهِرَ عِلْمَهُ فِي
النَّاسِ رِيَاءً وَسُمْعَةً. تحفة الأحوذي(ج 6 / ص 454)
([139])(السُّفَهَاءَ):
جَمْعُ السَّفِيهِ، وَهُوَ قَلِيلُ الْعَقْلِ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْجَاهِلُ، أَيْ:
لِيُجَادِلَ بِهِ الْجُهَّالَ، وَالْمُمَارَاةُ: مِنْ الْمِرْيَةِ، وَهِيَ
الشَّكُّ، فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الْمُتَحَاجَّيْنِ يَشُكُّ فِيمَا يَقُولُ
صَاحِبُهُ، وَيُشَكِّكُهُ بِمَّا يُورِدُ عَلَى حُجَّتِهِ. تحفة (6/454)
([140])
أَيْ:
يَطْلُبَهُ بِنِيَّةِ تَحْصِيلِ الْمَالِ وَالْجَاهِ، وَإِقْبَالِ الْعَامَّةِ
عَلَيْهِ. تحفة (6 / 454)
([150]) هو بشير بن أبي عمرو الخولاني، من
كبار أتباع التابعين، روى له: البخاري في خلق أفعال العباد، وثقه ابن حجر.
([151]) هو الوليد بن قيس بن الأخرم
التجيبي المصري، من صغار التابعين ت 100، روى له البخاري في خلق أفعال العباد -
أبو داود - الترمذي)، رتبته عند ابن حجر: مقبول، رتبته عند الذهبي: ثقة.
([153]) أَيْ: يسلُقونه بألسنتهم من غير تدبُّر
لمعانيه، ولا تأمُّل في أحكامِه، بل يمرُّ على ألسنتهم كما يمرُّ اللبن المشروب
عليها بسرعة. فيض القدير(4 / 156)
([156]) أَيْ: الذين يتأوَّلونه على غير
وجهه، ويضعونه في غير مواضعه، أو يحفظون القرآن تَقِيَّةً للتُّهمة عن أنفسهم، وهم
مُعتقدون خلافَه، فكان المنافقون في عصر النبي r بهذه الصفة.
وقال الزمخشري: أراد بالنفاق الرياء، لأن كُلًّا منهما إرادةٌلما في
الظاهر، خلافا لمافي الباطن.فيض القدير(ج2ص102)
([157]) رواه أحمد 6633، الطبراني في الكبير ج17ص179ح471، انظر صَحِيح الْجَامِع:
1203 الصَّحِيحَة: 750
([161])(ولا تغلوا فيه): لا تجاوزوا حده،
بأن تتأولوه بباطل، أو المراد:لا تبذلوا جهدكم في قراءته، وتتركوا غيره من
العبادات.
([179]) أَيْ: زَادَ مِنْ السِّحْر مَا
زَادَ مِنْ النُّجُوم.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: عِلْمُ
النُّجُومِ الْمَنْهِيّ عَنْهُ هُوَ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ أَهْل التَّنْجِيم، مِنْ
عِلْم الْكَوَائِن وَالْحَوَادِث الَّتِي لَمْ تَقَع، كَمَجِيءِ الْأَمْطَار، وَتَغَيُّر
الْأَسْعَار، وَأَمَّا مَا يُعْلَمُ بِهِ أَوْقَات الصَّلَاة، وَجِهَة الْقِبْلَة،
فَغَيْر دَاخِلٍ فِيمَا نُهِيَ عَنْهُ، قَالَ تَعَالَى {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ
النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}، فَأَخْبَرَ اللهُ
تَعَالَى أَنَّ النُّجُومَ طُرُقٌ لِمَعْرِفَةِ الْأَوْقَاتِ وَالْمَسَالِكِ، وَلَوْلَاهَا
لَمْ يَهْتَدِ النَّاسُ إِلَى اِسْتِقْبَالِ الْكَعْبَة. عون المعبود - (ج 8 / ص
432)
([193])رواه أحمد 22807، الحاكم 421، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 101،(الحديث حجة بنفسه)
ص83
([195]) أَيْ: تَعْظِيمُ الشَّيْخِ
الْكَبِيرِ فِي الْإِسْلَام، بِتَوْقِيرِهِ فِي الْمَجَالِس، وَالرِّفْقِ بِهِ
وَالشَّفَقَةِ عَلَيْهِ، وَنَحْو ذَلِكَ. عون المعبود(ج 10 / ص 365)
([197]) الْغُلُوّ:التَّشْدِيدُ وَمُجَاوَزَةُ الْحَدِّ، يَعْنِي:غَيْرُ
الْمُتَجَاوِزِ الْحَدَّ فِي الْعَمَلِ بِهِ وَتَتَبُّعِ مَا خَفِيَ مِنْهُ،
وَاشْتَبَهَ عَلَيْهِ مِنْ مَعَانِيهِ، وَفِي حُدُودِ قِرَاءَتِهِ وَمَخَارِجِ
حُرُوفه. عون المعبود - (ج 10 / ص 365)
([198]) الْجَفَاء: أَنْ يَتْرُكَهُ بَعْدَمَا عَلِمَهُ، لَا سِيَّمَا إِذَا
كَانَ نَسِيَهُ، فَإِنَّهُ عُدَّ مِنْ الْكَبَائِر، قَالَ فِي النِّهَايَة:
وَمِنْهُ الْحَدِيث:" اِقْرَءُوا الْقُرْآن وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ "
أَيْ: تَعَاهَدُوهُ وَلَا تَبْعُدُوا عَنْ تِلَاوَتِهِ، بِأَنْ تَتْرُكُوا
قِرَاءَتَهُ، وَتَشْتَغِلُوا بِتَفْسِيرِهِ وَتَأْوِيله، وَلِذَا قِيلَ:اِشْتَغِلْ
بِالْعِلْمِ بِحَيْثُ لَا يَمْنَعُك عَنْ الْعَمَلِ، وَاشْتَغِلْ بِالْعَمَلِ
بِحَيْثُ لَا يَمْنَعُك عَنْ الْعِلْم، وَحَاصِله أَنَّ كُلًّا مِنْ طَرَفَيْ
الْإِفْرَاطِ وَالتَّفْرِيطِ مَذْمُومٌ، وَالْمَحْمُودُ هُوَ الْوَسَطُ الْعَدْلُ
الْمُطَابِقُ لِحَالِهِ r فِي جَمِيع الْأَقْوَالِ
وَالْأَفْعَالِ. عون المعبود - (ج 10 / ص 365)
([203])قال الألباني في الضعيفة تحت حديث
882: أخرجه ابن عبد البر في " الجامع "(2 / 58). وإسناده صحيح.
([209]) وَقَعَتْ
الْبُدَاءَةُ بِهِمَا لِأَنَّهُمَا أَصْلُ الدِّينِ الَّذِي لَا يَصِحُّ شَيْءٌ
غَيْرُهُمَا إِلَّا بِهِمَا، فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ غَيْرَ مُوَحِّدٍ،
فَالْمُطَالَبَةُ مُتَوَجِّهَةٌ إِلَيْهِ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْ الشَّهَادَتَيْنِ
عَلَى التَّعْيِينِ، وَمَنْ كَانَ مُوَحِّدًا، فَالْمُطَالَبَةُ لَهُ بِالْجَمْعِ
بَيْنَ الْإِقْرَارِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ، وَالْإِقْرَارِ بِالرِّسَالَةِ، وَإِنْ
كَانُوا يَعْتَقِدُونَ مَا يَقْتَضِي الْإِشْرَاكَ أَوْ يَسْتَلْزِمُهُ، كَمَنْ
يَقُولُ بِبُنُوَّةِ عُزَيْرٍ، أَوْ يَعْتَقِدُ التَّشْبِيهَ، فَتَكُونُ
مُطَالَبَتُهُمْ بِالتَّوْحِيدِ لِنَفْيِ مَا يَلْزَمُ مِنْ عَقَائِدِهِمْ.فتح
الباري (ج 5 / ص 123)
([211]) ذِكْرُ
الصَّدَقَةِ أُخِّرَ عَنْ ذِكْرِ الصَّلَاةِ، لِأَنَّهَا إِنَّمَا تَجِبُ عَلَى
قَوْمٍ دُونَ قَوْمٍ، وَلأَنَّهَا لَا تُكَرَّرُ تَكْرَارَ الصَّلَاةِ،
وَتَمَامُهُ أَنْ يُقَالَ: بَدَأَ بِالْأَهَمِّ فَالْأَهَمِّ، وَذَلِكَ مِنْ
التَّلَطُّفِ فِي الْخِطَابِ، لِأَنَّهُ لَوْ طَالَبَهُمْ بِالْجَمِيعِ فِي
أَوَّلِ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْمَنْ النُّفْرَةَ.فتح الباري (ج 5 / ص 123)
([212])
الْكَرَائِمُ: جَمْعُ كَرِيمَةٍ، أَيْ: نَفِيسَةٍ، فَفِيهِ تَرْكُ أَخْذِ خِيَارِ
الْمَالِ، وَالنُّكْتَةُ فِيهِ أَنَّ الزَّكَاةَ لِمُوَاسَاةِ الْفُقَرَاءِ، فَلَا
يُنَاسِبُ ذَلِكَ الْإِجْحَافَ بِمَالِ الْأَغْنِيَاءِ، إِلَّا إِنْ رَضُوْا
بِذَلِكَ.(فتح) - (ج 5 / ص 123)
([214])أَيْ:
لَيْسَ لَهَا صَارِفٌ يَصْرِفُهَا وَلَا مَانِعٌ، وَالْمُرَادُ أَنَّهَا
مَقْبُولَةٌ، وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا عَاصِيًا، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ أَبِي
هُرَيْرَةَ عِنْدَ أَحْمَدَ مَرْفُوعًا " دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ
مُسْتَجَابَةٌ، وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا، فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ "
وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ. فتح الباري (ج 5 / ص 123)
([223])رواه أحمد 6645، الحاكم 8301، انظر الصَّحِيحَة: 4
ثم قال الألباني: و( رومية) هي روما كما في " معجم البلدان
"، وهي عاصمة إيطاليا اليوم، وقد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني
كما هو معروف، وذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي r بالفتح، وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولابد ﴿
وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴾[ص/88].
ومن فوائد الحديث أن فيه دليلا على أن الحديث كُتِب في عهده r خلافا لما يظنُّه بعض الخَرَّاصين.
([225])(حَبَسَ)
أَيْ: مَنَعَ عَنْ مَكَّة، والْمُرَاد بِحَبْسِ الْفِيل، أَهْلَ الْفِيل،
وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى الْقِصَّة الْمَشْهُورَة لِلْحَبَشَةِ.
([226]) قَالَ
عِكْرِمَةَ: هَلْ تَدْرِي مَا(لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا) ؟ هُوَ: أَنْ تُنَحِّيَهُ
مِنْ الظِّلِّ وَتَنْزِلَ مَكَانَهُ. البخاري
1984
([227]) أَيْ: لَا يُحْصَد، يُقَال:(اِخْتَلَيْته) إِذَا
قَطَعْته، وَذِكْر الشَّوْك دَالٌّ عَلَى مَنْع قَطْع غَيْره مِنْ بَاب أَوْلَى. فتح
الباري(ح112)
([228]) قَوْله:(إِلَّا
لِمُنْشِدٍ) أَيْ: مُعَرِّف، أَيْ: لَا يَلْتَقِطهَا أَحَد إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا
لِيَرُدّهَا عَلَى صَاحِبهَا، وَلَمْ يَأْخُذهَا لِنَفْسِهِ وَانْتِفَاعهَا،
وقِيلَ: لَيْسَ فِي لُقَطَة الْحَرَم إِلَّا التَّعْرِيف.عون المعبود - (ج 4 / ص 403)
([229])
الإذخِر:
نَبْتٌ عَرِيض الْأَوْرَاق طَيِّب الرَّائِحَة تُسْقَف بِهَا الْبُيُوت فَوْق
الْخَشَب، ويستخدم في تطييب الموتي.
([242]) أخرجه ابن أبي الدنيا فى قضاء
الحوائج (1/24، رقم 5)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2617
([244]) رواه البيهقي في
الشعب 7660، والطبراني في الأوسط 7529، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ
وَالتَّرْهِيب: 2618
([247])رواه ابن حبان 103، انظر الصَّحِيحَة: 2892.
وقال الألباني: وإن من فقه الحديث ما ترجم له ابن حبان بقوله: "
ذكر الخبر الدَّالِّ على إجابة العالم السائل بالأجوبة على سبيل التشبيه والمقايسة،
دون الفصل في القصة ".
([262]) أَيْ: تَأَنٍّ وَتَمَهُّلٍ مَعَ تَبْيِينِ الْحُرُوفِ وَالْحَرَكَاتِ،
بِحَيْثُ يَتَمَكَّنُ السَّامِعُ مِنْ عَدِّهَا. عون المعبود(ج 10 / ص 360)
([263]) مَعْنَى التَّرْتِيل وَالتَّرْسِيل وَاحِد، وَفِي بَعْض النُّسَخ
بِالْوَاوِ، فَهُوَ عَطْفُ تَفْسِير.عون المعبود - (ج 10 / ص 360)
([266]) قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ: يُشْبِهُ
أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ كَانَ إِذَا سَلَّمَ سَلَامَ الِاسْتِئْذَان، عَلَى مَا
رَوَاهُ أَبُو مُوسَى وَغَيْرُه، وَأَمَّا أَنْ يَمُرَّ الْمَارُّ مُسَلِّمًا،
فَالْمَعْرُوفُ عَدَمُ التَّكْرَار.
قُلْت: وَقَدْ فَهِمَ الْمُصَنِّفُ هَذَا بِعَيْنِهِ، فَأَوْرَدَ
هَذَا الْحَدِيث مَقْرُونًا بِحَدِيثِ أَبِي مُوسَى فِي قِصَّته مَعَ عُمَر فِي
الِاسْتِئْذَان.فتح الباري( ح95)
([269]) الْمُرَاد بِقَوْلِهِ: "
بِمَا يَعْرِفُونَ " أَيْ: يَفْهَمُونَ، وَزَادَ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ
فِي كِتَابِ الْعِلْم لَهُ عَنْ عَبْد الله بْن دَاوُدَ، عَنْ مَعْرُوفِ فِي
آخِرهٍ " وَدَعُوا مَا يُنْكِرُونَ "، أَيْ: يَشْتَبِه عَلَيْهِمْ
فَهْمُه، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمُتَشَابِهَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ
عِنْدَ الْعَامَّةِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ ابْنُ مَسْعُود: " مَا أَنْتَ
مُحَدِّثًا قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغهُ عُقُولهمْ، إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ
فِتْنَة " رَوَاهُ مُسْلِم.
وَمِمَّنْ كَرِهَ التَّحْدِيث بِبَعْضٍ دُون بَعْض: أَحْمَد، فِي
الْأَحَادِيثِ الَّتِي ظَاهِرُهَا الْخُرُوج عَلَى السُّلْطَان، وَمَالِكُ فِي
أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ، وَأَبُو يُوسُفَ فِي الْغَرَائِب وَمِنْ قَبْلِهِمْ: أَبُو
هُرَيْرَة كَمَا تَقَدَّمَ عَنْهُ فِي الْجِرَابَيْنِ، وَأَنَّ الْمُرَاد مَا
يَقَع مِنْ الْفِتَن، وَنَحْوه عَنْ حُذَيْفَة، وَعَنْ الْحَسَن أَنَّهُ أَنْكَرَ
تَحْدِيثَ أَنَسٍ لِلْحَجَّاجِ بِقِصَّةِ الْعُرَنِيِّينَ لِأَنَّهُ اِتَّخَذَهَا
وَسِيلَة إِلَى مَا كَانَ يَعْتَمِدهُ مِنْ الْمُبَالَغَة فِي سَفْكِ الدِّمَاءِ
بِتَأْوِيلِهِ الْوَاهِي وَضَابِطُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ ظَاهِرُ الْحَدِيثِ
يُقَوِّي الْبِدْعَةَ، وَظَاهِرُهُ فِي الْأَصْلِ غَيْر مُرَادٍفَالْإِمْسَاكُ
عَنْهُ عِنْدَ مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِ الْأَخْذُ بِظَاهِرِهِ مَطْلُوبٌ. وَالله
أَعْلَم.فتح الباري( ح127)
([272])رواه الحاكم 2174، البيهقي 17373، أبو داود 4674، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5524،
الصَّحِيحَة: 2217،
وقال الألباني: فائدة: من السنة أن يقول: لَا أدري.
وقال ابن عساكر: وهذا الشك من النبي r كان قبل أن يُبَيَّنَ له أمره، ثم أَخْبَرَ أنه كان مسلما وذاك فيما
أخبرنا... ثم ساق إسناده بحديث: " لَا تسبوا تبعا فإنه قد كان أسلم "،
ولهذا الحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن كما سيأتي برقم 2423، ونحوه قول
الهيثمي: يحتمل أنه r قاله في وقت لم يأته فيه العلم عن
الله، ثم لما أتاه قال ما رويناه في حديث عبادة وغيره، يعني قوله r: " ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له..." أخرجه
الشيخان وغيرهما. أ. هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق