السبت، 25 يونيو 2022

معاني كلمات وفوائد تفسير سورة غافر (من تفسير النسفي)

بسم الله الرحمن الرحيم

معاني كلمات وفوائد تفسير سورة غافر

(من تفسير النسفي)


إعداد/ عبداللطيف بن محمد البلوشي

 

معاني كلمات تفسير سورة غافر

 

سورة المؤمن مكية وهي خمس وثمانون آية

1.        {حم} عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه: اسم الله الأعظم

2.        {الله العزيز} أي: المنيع بسلطانه

3.        {غَافِرِ الذنب} ساتر ذنب المؤمنين

4.        {ذي الطول} ذي الفضل على العارفين، أو ذي الغنى عني الكل،

5.        وعن ابن عباس رضي الله عنهما: غافر الذنب وقابل التوب لمن قال لا إله إلا الله شديد العقاب لمن لا يقول لا إله إلا الله

6.        والتوب والثوب والأوب أخوات في معنى: الرجوع والطول والغنى والفضل

7.        {إِلَيْهِ المصير} المرجع

8.        {ما يجادل في آيات الله} ما يخاصم فيها بالتكذيب بها والإنكار لها

9.        {فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ في البلاد} بالتجارات النافقة والمكاسب المربحة

10.    {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ والأحزاب} وهم عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم   

11.    {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ} ليتمكنوا منه فيقتلوه، والأخيذ: الأسير

12.    {وجادلوا بالباطل} بالكفر

13.    {لِيُدْحِضُواْ بِهِ الحق} ليبطلوا به الإيمان

14.    {وكذلك حقت كلمة رَبِّكَ عَلَى الذين كَفَرُواْ} قريش، ومعناه: كما وجب إهلاك أولئك الأمم كذلك وجب إهلاك هؤلاء   

15.    {الذين يَحْمِلُونَ العرش وَمَنْ حَوْلَهُ} يعني: حاملي العرش، والحافين حوله وهم: الكروبيون سادة الملائكة.   

16.    {واتبعوا سَبِيلَكَ} طريق الهدى الذي دعوت إليه

17.    {العزيز الحكيم} الملك الذي لا يغلب، لا تفعل شيئا خاليا عن الحكمة  

18.    {وَقِهِمُ السيئات} جزاء السيئات، وهو عذاب النار

19.    {إِنَّ الذين كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ} أي: يوم القيامة إذا دخلوا النار

20.    {لَمَقْتُ الله أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ} أي: لمقت الله أنفسكم أكبر من مقتكم أنفسكم   والمقت أشد البغض، وقيل معناه: لمقت الله إياكم الآن أكبر من مقت بعضكم لبعض

21.    {إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيمان} حين كان الأنبياء يدعونكم إلى الإيمان فتأبون قبوله.  

22.    {فَتَكْفُرُونَ} فتصرون على الكفر

23.    {قَالُواْ رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثنتين وَأَحْيَيْتَنَا اثنتين} أي: إماتتين وإحياءتين، أو موتتين وحياتين، وأراد بالإماتتين: خلقهم أمواتاً أولاً، وإماتتهم عند انقضاء آجالهم، وبالاحياءتين: الإحياءة الأولى في الدنيا والإحياءة الثانية البعث، وقيل: الموتة الأولى: في الدنيا والثانية: في القبر بعد الإحياء للسؤال، والإحياء الأول: إحياؤه في القبر بعد موته للسؤال، والثاني: للبعث

24.    {فَهَلْ إلى خُرُوجٍ} من النار أي: إلى نوع من الخروج سريع أو بطيء لنتخلص

25.    {العلى} شأنه فلا يرد قضاؤه {الكبير} العظيم سلطانه فلا يحد جزاؤه

26.    {هو الذي يريكم آياته} من الريح والسحاب والرعد والبرق والصواعق ونحوها

27.    {وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السماء رِزْقاً} مطراً، لأنه سبب الرزق

28.    {وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ} وما يتعظ وما يعتبر بآيات الله إلا من يتوب ويرجع إلى الله

29.    {فادعوا الله} فاعبدوه

30.    {وَلَوْ كَرِهَ الكافرون} وإن غاظ ذلك أعداءكم  

31.    {رَفِيعُ الدرجات ذُو العرش يُلْقِى الروح} معنى رفيع الدرجات: رافع السماوات بعضها فوق بعض،

32.    أو رافع درجات عباده في الدنيا بالمنزلة، أو رافع منازلهم في الجنة

33.    وذو العرش: مالك عرشه الذي فوق السماوات، خلقه مطافا للملائكة اظهار لعظمته مع استغنائه  

34.    والروح: جبريل عليه السلام، أو الوحي الذي تحيا به القلوب

35.    {لِيُنذِرَ} أي: الله، أو الملقى عليه وهو النبي عليه الصلاة والسلام

36.    {يَوْمَ التلاق} يوم القيامة؛ لأنه يلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض والأولون والآخرون

37.    {يَوْمَ هُم بارزون} ظاهرون لا يسترهم شيء من جبل أو أكمة أو بناء

38.    {لمن الملك اليوم} أي: يقول الله تعالى ذلك حين لا أحد يجيبه ثم يجيب نفسه بقوله {للَّهِ الواحد الْقَهَّارِ} {للَّهِ الواحد الْقَهَّارِ} أي: الذي قهر الخلق بالموت،

39.    وقيل: ينادي منادٍ فيقول لمن الملك اليوم فيجيبه أهل المحشر لله الواحد القهار.

40.    {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزفة} أي: القيامة سميت بها لأزوفها، أي: لقربها

41.    {إِذِ القلوب لَدَى الحناجر} أي: التراقي، يعني ترتفع قلوبهم عن مقارها فتلصق بحناجرهم فلا هي تخرج فيموتوا ولا ترجع إلى مواضعها فيتنفسوا ويتروّحوا

42.    {كاظمين} ممسكين بحناجرهم

43.    {مَا للظالمين} الكافرين

44.    {مِنْ حَمِيمٍ} محب مشفق

45.    {يَعْلَمُ خَآئِنَةَ الأعين} والمراد: استراق النظر إلى ما يحل

46.    {وَمَا تُخْفِى الصدور} وما تسره من أمانة وخيانة،

47.    وقيل: هو أن ينظر إلى أجنبية بشهوة مسارقة ثم يتفكر بقلبه في جمالها ولا يعلم بنظرته وفكرته من بحضرته والله يعلم ذلك كله

48.    {والله يَقْضِى بالحق} أي: والذي هذه صفاته لا يحكم إلا بالعدل

49.    {والذين يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَقْضُونَ بشيء} وآلهتهم لا يقضون بشيء

50.    {كَيْفَ كَانَ عاقبة} أي: آخر أمر الذين كذبوا الرسل

51.    {وآثارا في الأرض} أي: حصوناً وقصوراً

52.    {فَأَخَذَهُمُ الله بِذُنُوبِهِمْ} عاقبهم بسبب ذنوبهم

53.    {وَمَا كَانَ لَهُم مّنَ الله مِن وَاقٍ} ولم يكن لهم شيء يقيهم من عذاب الله

54.    {فَأَخَذَهُمُ الله إِنَّهُ قَوِىٌّ} قادر على كل شيء  

55.    {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} التسع

56.    {وسلطان مُّبِينٍ} وحجة ظاهرة

57.    {فَلَمَّا جَآءَهُمْ بالحق} بالنبوة

58.    {قَالُواْ اقتلوا أبناء الذين آمنوا مَعَهُ} أي: أعيدوا عليهم القتل كالذي كان أولاً

59.    {واستحيوا نِسَآءَهُمْ} للخدمة

60.    {وَمَا كَيْدُ الكافرين إِلاَّ في ضلال} ضياع

61.    {إني أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ} أن يغير ما أنتم عليه، وكانوا يعبدونه ويعبدون الاصنام
{
أَوْ أَن يُظْهِرَ في الأرض الفساد} والفساد في الأرض: التقاتل والتهايج الذي يذهب معه الأمن وتتعطل المزارع والمكاسب والمعايش ويهلك الناس قتلاً وضياعاً

62.    {وقال رجل مؤمن من آل فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إيمانه} قيل: كان قبطياً ابن عم لفرعون آمن بموسى سرا،

63.    وقيل: كان اسرائيليا من آل فرعون، واسمه: شمعان أو حبيب أو خربيل أو حزبيل، والظاهر الأول

64.    {مُسْرِفٌ} مجاوز للحد

65.    {لَكُمُ الملك اليوم ظاهرين} عالين

66.    {في الأرض} في أرض مصر

67.    {فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ الله إن جاءنا} بأس الله، أي: عذابه

68.    {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَآ أرى} أي: ما أشير عليكم برأي: إلا بما أرى من قتله، يعني لا أستصوب إلا قتله وهذا الذي تقولونه غير صواب

69.    {وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرشاد} طريق الصواب والصلاح

70.    {مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ والذين مِن بَعْدِهِمْ} ودأب هؤلاء: دؤبهم في عملهم من الكفر والتكذيب وسائر المعاصي

71.    {وَمَا الله يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ} أي: وما يريد الله أن يظلم عباده فيعذبهم بغير ذنب،

72.    أو يزيد على قدر ما يستحقون من العذاب

73.    {أخاف عليكم يوم التناد} أي: يوم القيامة، وهو ما حكى الله تعالى في سورة الأعراف (وَنَادَى أصحاب الجنة اصحاب النار) (ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة) (ونادى اصحاب الأعراف) وقيل: ينادي منادٍ: ألا إن فلانا سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً، ألا إن فلاناً شقي شقاوة لا يسعد بعدها أبداً

74.    {يوم تولون مدبرين} منصرفين عن موقف الحساب الى النار

75.    {ما لكم مِنَ الله} من عذاب الله

76.    {مِنْ عَاصِمٍ} مانع ودافع

77.    {وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} مرشد

78.    {وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بالبينات} هو يوسف بن يعقوب،

79.    وقيل: يوسف ابن أفراييم بن يوسف بن يعقوب، أقام فيهم نبياً عشرين سنة،

80.    وقيل: إن فرعون موسى هو فرعون يوسف، عُمّر إلى زمنه

81.    وقيل: هو فرعون آخر .

82.    {كَذَلِكَ يُضِلُّ الله مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ} أي: مثل هذا الإضلال يضل الله كل مسرف في عصيانه، مرتاب شاك في دينه

83.    {الذين يجادلون في آيات الله} في دفعها وإبطالها

84.    {بِغَيْرِ سلطان} حجة

85.    {كَبُرَ مَقْتاً} أي: عظم بغضاً

86.    {يا هامان ابن لي صَرْحاً} أي: قصراً، وقيل: الصرح البناء الظاهر الذي لا يخفى على الناظر وإن بعد

87.    {أسباب السماوات} أي: طرقها وأبوابها وما يؤدي اليها، وكل ما أداك إلى شيء فهو سبب إليه كالرشاء ونحوه

88.    {فَأَطَّلِعَ إلى إله موسى} والمعنى: فأنظر إليه

89.    {وإني لأَظُنُّهُ كاذبا} في قوله: له إله غيري

90.    {وكذلك زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءَ عَمَلِهِ} ومثل ذلك التزيين وذلك الصد

91.    {وَصُدَّ عَنِ السبيل} المستقيم، والمزين: الشيطان بوسوسته، كقوله (وَزَيَّنَ لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل) أو الله تعالى، ومثله (زَيَّنَّا لَهُمْ أعمالهم فهم يعمهون)

92.    {وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ في تَبَابٍ} خسران وهلاك

93.    {أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرشاد} وهو نقيض الغي

94.    {إِنَّمَا هذه الحياة الدنيا متاع} تمتع يسير

95.    {أَدْعُوكُمْ إِلَى النجاة} أي: الجنة  

96.    {وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لي بِهِ عِلْمٌ} أي: بربوبيته، والمراد بنفي العلم نفى المعلوم، كأنه قال: وأشرك به ما ليس بإله، وما ليس بإله كيف يصح أن يعلم إلهاً .

97.    {لاَ جَرَمَ} لا، رد لما دعاه اليه قومه، وجرم: فعل بمعنى: حق، أي: حق ووجب بطلان دعوته

98.    {أَنَّمَا تدعونني إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ في الدنيا وَلاَ في الآخرة} معناه: ان ما تدعونني إليه ليس له دعوة إلى نفسه قط، أي: من حق المعبود بالحق أن يدعو العباد إلى طاعته وما تدعون إليه وإلى عبادته لا يدعو هو إلى ذلك ولا يدعي الربوبية،

99.    أو معناه ليس له استجابة دعوة في الدنيا ولا في الآخرة دعوة مستجابة، جعلت الدعوة التي لا استجابة لها ولا منفعة كلا دعوة  

100.    {وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى الله} وأن رجوعنا إليه

101.    {وَأَنَّ المسرفين} وأن المشركين

102.    {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ} أي: من النصيحة عند نزول العذاب

103.    {وَأُفَوِّضُ} وأسلم

104.    {فَوقَاهُ الله سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُواْ} شدائد مكرهم وما هموا به من إلحاق أنواع العذاب،

105.    وقيل: إنه خرج من عندهم هارباً إلى جبل، فبعث قريباً من ألف في طلبه، فمنهم من أكلته السباع، ومن رجع منهم صلبه فرعون

106.    {وَحَاقَ} ونزل

107.    {النار يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا} وعرضهم عليها: إحراقهم بها   

108.    {غُدُوّاً وَعَشِيّاً} أي: في هذين الوقتين يعذبون بالنار، وفيما بين ذلك إما أن يعذبوا بجنس آخر أو يُنفّس عنهم، ويجوز أن يكون غدواً وعشياً: عبارة عن الدوام   

109.    {أدخلوا آل فِرْعَوْنَ} من الإدخال، أو أدخلوا أي: يقال لهم: ادخلوا يا آل فرعون

110.    {أَشَدَّ العذاب} أي: عذاب جهنم، وهذه الآية دليل على عذاب القبر

111.    {وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ} واذكر وقت تخاصمهم

112.    {فيقول الضعفاء لِلَّذِينَ استكبروا} يعني الرؤساء

113.    {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تبعا} أتباعا    

114.    {فهل أنتم مغنون} دافعون

115.    {عنا نصيبا} جزءا  

116.    {قَالَ الذين استكبروا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا} أي: إنا كلنا فيها، لا يغني أحد عن أحد

117.    {إِنَّ الله قَدْ حَكَمَ بَيْنَ العباد} قضى بينهم، بأن أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار

118.    {وَقَالَ الذين في النار لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ} للقُوَّام بتعذيب أهلها، وجهنم: هي أبعد النار قعراً   

119.    {ادعوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً} بقدر يوم من الدنيا  

120.    {وما دعاء الكافرين إِلاَّ في ضلال} بطلان، وهو من قول الله تعالى، ويحتمل: أن يكون من كلام الخزنة

121.    {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشهاد} أي: في الدنيا والآخرة،

122.    يعني: أنه يغلبهم في الدارين جميعا بالحجة والظفر على مخالفيهم ولو بعد حين

123.    والأشهاد: جمع شاهد، يريد: الأنبياء والحفظة:

124.    فالأنبياء يشهدون عند رب العزة على الكفرة بالتكذيب، والحفظة يشهدون على بني آدم بما عملوا   

125.    {لاَ يَنفَعُ الظالمين مَعْذِرَتُهُمْ} أي: لا يقبل عذرهم

126.    {وَلَهُمُ اللعنة} البعد من رحمة الله

127.    {وَلَهُمْ سُوءُ الدار} أي: سوء دار الأخرة، وهو عذابها

128.    {ولقد آتينا مُوسَى الهدى} يريد به: جميع ما أتى به في باب الدين من المعجزات والتوراة والشرائع {وأورثنا بني إسرائيل الكتاب} أي: التوراة والإنجيل والزبور، أي: تركنا الكتاب من بعد هذا الى هذا

129.    {هُدًى وذكرى} إرشاداً وتذكرة

130.    {لأُوْلِى الألباب} لذوي العقول

131.    {إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ} يعني: إن ما سبق به وعد من نصرتك واعلاء كلمتك حق

132.    {واستغفر لِذَنبِكَ} أي: لذنب أمتك

133.    {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بالعشى والإبكار} أي: دم على عبادة ربك والثناء عليه،

134.    وقيل: هما صلاتا العصر والفجر،

135.    وقيل: قل سبحان الله وبحمده

136.    {إن الذين يجادلون في آيات الله بِغَيْرِ سلطان أتاهم} لا وقف عليه، لان خبر ان {إِن في صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ}

137.    {إِن في صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ} تعظم، وهو إرادة التقدم والرياسة،

138.    أو إرادة أن تكون لهم النبوة دونك حسدا وبغيا،

139.    أو إرادة دفع الآيات بالجدال

140.    {مَّا هُم ببالغيه} ببالغي موجب الكبر ومقتضيه، وهو متعلق إرادتهم من الرياسة أو النبوة أو دفع الآيات

141.    {فاستعذ بالله} التجئ إليه

142.    {قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ} تتعظون

143.    {وَقَالَ رَبُّكُمْ أدعوني} اعبدوني

144.    {أَسْتَجِبْ لَكُمْ} أثبكم ، فالدعاء بمعنى العبادة كثير في القرآن،

145.    وعن ابن عباس رضي الله عنهما: وحدوني أغفر لكم، وقيل: سلوني أعطكم

146.    {داخرين} صاغرين

147.    {فأنى تُؤْفَكُونَ} فكيف ومن أي: وجه تصرفون عن عبادته إلى عبادة الأوثان

148.    {جَعَلَ لَكُمُ الأرض قَرَاراً} مستقراً

149.    {والسمآء بِنَاءً} سقفاً فوقكم

150.    {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} قيل: لم يخلق حيواناً أحسن صورة من الإنسان،

151.    وقيل: لم يخلقهم منكوسين كالبهائم

152.    {وَرَزَقَكُم مّنَ الطيبات} اللذيذات

153.    {لاَ إله إِلاَّ هُوَ فادعوه} فاعبدوه

154.    {مُخْلِصِينَ لَهُ الدين} أي: الطاعة من الشرك والرياء،

155.    وعن ابن عباس رضى الله عنهما: من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرها الحمد لله رب العالمين

156.    سبب نزول: ولما طلب الكفار منه عليه السلام عبادة الأوثان نزل {قُلْ إني نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله}

157.    {جاءني البينات مِن رَّبِّى} هي: القرآن، وقيل: العقل، أو الوحي

158.    {وأمرت أن أسلم} استقيم وانقاد
{
هُوَ الذى خَلَقَكُمْ} أي: أصلكم

159.    {وَمِنكُمْ مَّن يتوفى مِن قَبْلُ} أي: من قبل بلوغ الأشد، أو من قبل الشيخوخة

160.    {وَلِتَبْلُغُواْ أَجَلاً مُّسَمًّى} معناه: ويفعل ذلك لتبلغوا أجلاً مسمى، وهو وقت الموت، أو يوم القيامة

161.    {فَإِذَا قضى أَمْراً فإنما يقول له كن فيكون} أي: فإنا يكون سريعاً من غير كلفة

162.    {ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يُصْرَفُونَ} ذكر الجدال في هذه السورة في ثلاثة مواضع، فجاز أن يكون في ثلاثة أقوام أو ثلاثة أصناف أو للتأكيد

163.    {الذين كَذَّبُواْ بالكتاب} بالقرآن

164.    {يُسْحَبُونَ في الحميم} يجرّون في الماء الحار

165.    {ثُمَّ في النار يُسْجَرُونَ} من سجر التنور إذا ملأه بالوقود،

166.    ومعناه: أنهم في النار فهي محيطة بهم، وهم مسجورون بالنار، مملوءة بها أجوافهم

167.    {أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ مِن دُونِ الله} يعني الأصنام التي تعبدونها

168.    {قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا} غابوا عن عيوننا فلا نراهم ولا ننتفع بهم

169.    {بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً} أي: تبين لنا أنهم لم يكونوا شيئاً، وما كنا نعبد بعبادتهم شيئاً  

170.    {ذلكم} العذاب الذي نزل بكم

171.    {بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ في الأرض بِغَيْرِ الحق وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ} بغير الحق، وهو الشرك وعبادة الأوثان

172.    {ادخلوا أبواب جَهَنَّمَ} السبعة المقسومة لكم   

173.    {إِنَّ وَعْدَ الله} بإهلاك الكفار

174.    {حَقٌّ} كائن

175.    {فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} َإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ من العذاب وهو: القتل يوم بدر ، أو أن نتوفينك قبل يوم بدر

176.    {مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} قيل: بعث الله ثمانية آلاف، في أربعة آلاف من بني إسرائيل، وأربعة آلاف من سائر الناس

177.    {فَإِذَا جَآءَ أَمْرُ الله} أي: يوم القيامة

178.    {وَخَسِرَ هُنَالِكَ المبطلون} المعاندون الذين اقترحوا الآيات عناداً

179.    {الله الذي جَعَلَ} خلق

180.    {لَكُمُ الأنعام} الإبل

181.    {لِتَرْكَبُواْ مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} أي: لتركبوا بعضها وتأكلوا بعضها

182.    {وَلَكُمْ فيِهَا منافع} أي: الألبان والأوبار

183.    {وَلِتَبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً في صُدُورِكُمْ} أي: لتبلغوا عليها ما تحتاجون إليه من الأمور

184.    {وعليها وعلى الفلك تحملون} أي: على الأنعام وحدها لا تحملون، ولكن عليها وعلى الفلك في البر والبحر

185.    {فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ أَكْثَرَ مِنْهُمْ} عددا {وأشد قوة} بدنا

186.    {وآثارا في الأرض} قصوراً ومصانع

187.    {فَلَمَّا جاءتهم رُسُلُهُم بالبينات فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ العلم} يريد: علمهم بأمور الدنيا ومعرفتهم بتدبيرها، فلما جاءتهم الرسل بعلوم الديانات لم يلتفتوا إليها واستهزؤوا بها،

188.    أو علم الفلاسفة والدهريين،

189.    أو المراد: فرحوا بما عند الرسل من العلم فرح ضحك منه واستهزاء به

190.    {فلما رأوا بأسنا} شدة عذابنا

191.    {فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إيمانهم لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا} أي: فلم يصح ولم يستقم أن ينفعهم ايمانهم

192.    {سنة الله التي قَدْ خَلَتْ في عِبَادِهِ} أن الإيمان عند نزول العذاب لا ينفع، وأن العذاب نازل بمكذبي الرسل

 

 

 

أقوال السلف في التفسير:

{حم} وعن ابن عباس أنه اسم الله الأعظم

{غافر الذنب} وعن ابن عباس: غافر الذنب وقابل التوب لمن قال لا إله إلا الله شديد العقاب لمن لا يقول لا إله إلا الله

{فالحكم للَّهِ} وقال قتادة لما خرج اهل حروراء قال علي رضى الله عنه من هؤلاء قيل المحكمون أي يقولون لا حكم الا لله فقال علي رضى الله عنه كلمة حق أريد بها باطل

{أَسْتَجِبْ لَكُمْ} عن ابن عباس رضي الله عنهما: وحدوني أغفر لكم

{مُخْلِصِينَ لَهُ الدين الحمد لله رب العالمين} عن ابن عباس رضى الله عنهما: من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرها الحمد لله رب العالمين

{ما للظالمين مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ} عن الحسن والله ما يكون لهم شفيع البتة

 

معنييان:

{ذِى الطول} ذي الفضل على العارفين أو ذي الغنى عني الكل

{قَالُواْ رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثنتين وَأَحْيَيْتَنَا اثنتين} أي: إماتتين وإحياءتين، أو موتتين وحياتين، وأراد بالإماتتين: خلقهم أمواتاً أولاً، وإماتتهم عند انقضاء آجالهم، وبالاحياءتين: الإحياءة الأولى في الدنيا والإحياءة الثانية البعث، وقيل: الموتة الأولى: في الدنيا والثانية: في القبر بعد الإحياء للسؤال، والإحياء الأول: إحياؤه في القبر بعد موته للسؤال، والثاني: للبعث

{رَفِيعُ الدرجات ذُو العرش يُلْقِى الروح} معنى رفيع الدرجات: رافع السماوات بعضها فوق بعض،

أو رافع درجات عباده في الدنيا بالمنزلة، أو رافع منازلهم في الجنة

والروح: جبريل عليه السلام، أو الوحي الذي تحيا به القلوب

{لِيُنذِرَ} أي: الله، أو الملقى عليه وهو النبي عليه الصلاة والسلام

{يَعْلَمُ خَآئِنَةَ الأعين} والمراد: استراق النظر إلى ما يحل

وقيل: هو أن ينظر إلى أجنبية بشهوة مسارقة ثم يتفكر بقلبه في جمالها ولا يعلم بنظرته وفكرته من بحضرته والله يعلم ذلك كله

{وَمَا الله يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ} أي: وما يريد الله أن يظلم عباده فيعذبهم بغير ذنب،

أو يزيد على قدر ما يستحقون من العذاب

{أَنَّمَا تدعونني إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ في الدنيا وَلاَ في الآخرة} معناه: ان ما تدعونني إليه ليس له دعوة إلى نفسه قط، أي: من حق المعبود بالحق أن يدعو العباد إلى طاعته وما تدعون إليه وإلى عبادته لا يدعو هو إلى ذلك ولا يدعي الربوبية، أو معناه ليس له استجابة دعوة في الدنيا ولا في الآخرة دعوة مستجابة، جعلت الدعوة التي لا استجابة لها ولا منفعة كلا دعوة 

{فَوقَاهُ الله سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُواْ} شدائد مكرهم وما هموا به من إلحاق أنواع العذاب،

وقيل: إنه خرج من عندهم هارباً إلى جبل، فبعث قريباً من ألف في طلبه، فمنهم من أكلته السباع، ومن رجع منهم صلبه فرعون

{أدخلوا آل فِرْعَوْنَ} من الإدخال، أو أدخلوا أي: يقال لهم: ادخلوا يا آل فرعون

{إِن في صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ} وهو إرادة التقدم والرياسة، أو إرادة أن تكون لهم النبوة دونك حسدا وبغيا،

أو إرادة دفع الآيات بالجدال

{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} قيل: لم يخلق حيواناً أحسن صورة من الإنسان،

وقيل: لم يخلقهم منكوسين كالبهائم

{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} قيل: لم يخلق حيواناً أحسن صورة من الإنسان،

وقيل: لم يخلقهم منكوسين كالبهائم

 

ثلاث معان:

{أَسْتَجِبْ لَكُمْ} أثبكم ، فالدعاء بمعنى العبادة كثير في القرآن،

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: وحدوني أغفر لكم، وقيل: سلوني أعطكم

{فَلَمَّا جاءتهم رُسُلُهُم بالبينات فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ العلم} يريد: علمهم بأمور الدنيا ومعرفتهم بتدبيرها، فلما جاءتهم الرسل بعلوم الديانات لم يلتفتوا إليها واستهزؤوا بها،

أو علم الفلاسفة والدهريين،

أو المراد: فرحوا بما عند الرسل من العلم فرح ضحك منه واستهزاء به

 

 

قراءات:

{حم} وما بعده بالإمالة ، وبين الفتح والكسر ، بالتفخيم

{فَأَخَذَتْهُمْ} مظهر

{وكذلك حقت كلمة رَبِّكَ } كلمات رَبكَ

{وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السماء} وبالتخفيف

{لِيُنذِرَ لّتُنذِرَ

{أَوْ أَن يُظْهِرَ فِى الأرض الفساد} بضم الياء ونصب الدال ، وبفتح الياء ورفع الدال 

{وعذت} وعت بالإدغام

{ يوم التناد} التنادي في الحالين وإثبات الياء هو الأصل وحذفها حسن لأن الكسرة تدل على الياء 

{على كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} قَلْبٍ بالتنوين

{فَأَطَّلِعَ} بالنصب وبالرفع

{وَصُدَّ عَنِ السبيل} وبفتح الصاد

{يا قوم اتبعون} اتبعوني في الحالين

{فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجنة يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} يُدخلون

{ويا قوم ما لي} وبفتح الياء

{وَأُفَوِّضُ أَمْرِى} وبفتح الياء

{أدخلوا آل فِرْعَوْنَ} من الإدخال مدني وحمزة وعلي وحفص خلف ويعقوب وغيرهم أدخلوا أي يقال لهم ادخلوا يا آل فرعون

 {وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} تَقُومُ بالتاء

{يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظالمين مَعْذِرَتُهُمْ} لا ينفع

{قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ} بتاءين ، وبياء وتاء

{سَيَدْخُلُونَ جهنم} سيدخلون

{ثُمَّ لِتَكُونُواْ شُيُوخاً} وبكسر الشين

 

المراد والمقصود:

{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ} نوحاً {والأحزاب} وهم عادو ثمود وقوم لوط وغيرهم {مِّن بَعْدِهِمْ} من بعد قوم نوح

{الذين يَحْمِلُونَ العرش وَمَنْ حَوْلَهُ} يعني حاملي العرش والحافين حوله وهم الكروبيون سادة الملائكة

{هو الذي يريكم آياته} من الريح والسحاب والرعد والبرق والصواعق ونحوها

{وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السماء رِزْقاً} مطراً، لأنه سبب الرزق

{وآثارا في الأرض} أي: حصوناً وقصوراً

{ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} التسع

{فَلَمَّا جَآءَهُمْ بالحق} بالنبوة

{لَكُمُ الملك اليوم ظاهرين في الأرض} في أرض مصر

{أَدْعُوكُمْ إِلَى النجاة} أي: الجنة 

{أَشَدَّ العذاب} أي: عذاب جهنم

{وَقَالَ الذين في النار لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ} للقُوَّام بتعذيب أهلها

{وأورثنا بني إسرائيل الكتاب} أي: التوراة والإنجيل والزبور،

{ادخلوا أبواب جَهَنَّمَ} السبعة المقسومة لكم  

{فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ } من العذاب وهو: القتل يوم بدر

{مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} قيل: بعث الله ثمانية آلاف، في أربعة آلاف من بني إسرائيل، وأربعة آلاف من سائر الناس

{فَإِذَا جَآءَ أَمْرُ الله} أي: يوم القيامة

{لَكُمُ الأنعام} الإبل

{وَلَكُمْ فيِهَا منافع} أي: الألبان والأوبار

 

 

مرادين:

{وقال رجل مؤمن من آل فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إيمانه} قيل: كان قبطياً ابن عم لفرعون آمن بموسى سرا،

وقيل: كان اسرائيليا من آل فرعون، واسمه: شمعان أو حبيب أو خربيل أو حزبيل، والظاهر الأول

{وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بالبينات} هو يوسف بن يعقوب،

وقيل: يوسف ابن أفراييم بن يوسف بن يعقوب، أقام فيهم نبياً عشرين سنة،

وقيل: إن فرعون موسى هو فرعون يوسف، عُمّر إلى زمنه

وقيل: هو فرعون آخر

{وَصُدَّ عَنِ السبيل} والمزين: الشيطان بوسوسته، كقوله (وَزَيَّنَ لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل) أو الله تعالى، ومثله (زَيَّنَّا لَهُمْ أعمالهم فهم يعمهون)

{غُدُوّاً وَعَشِيّاً} أي: في هذين الوقتين يعذبون بالنار، وفيما بين ذلك إما أن يعذبوا بجنس آخر أو يُنفّس عنهم، ويجوز أن يكون غدواً وعشياً: عبارة عن الدوام  

{جاءني البينات مِن رَّبِّى} هي: القرآن، وقيل: العقل، أو الوحي

{وَمِنكُمْ مَّن يتوفى مِن قَبْلُ} أي: من قبل بلوغ الأشد، أو من قبل الشيخوخة

{وَلِتَبْلُغُواْ أَجَلاً مُّسَمًّى} معناه: ويفعل ذلك لتبلغوا أجلاً مسمى، وهو وقت الموت، أو يوم القيامة

 

ثلاثة مرادات:

{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بالعشى والإبكار} أي: دم على عبادة ربك والثناء عليه، وقيل: هما صلاتا العصر والفجر، وقيل: قل سبحان الله وبحمده

 

أسئلة متفرقة

س- اذكر ثلاثة من أسماء يوم القيامة وسبب تسميتها .

{يَوْمَ التلاق} يوم القيامة؛ لأنه يلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض والأولون والآخرون

{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزفة} أي: القيامة سميت بها لأزوفها، أي: لقربها

{أخاف عليكم يوم التناد} أي: يوم القيامة،

 

س. من الذي ينادي {لمن الملك اليوم}

 أي: يقول الله تعالى ذلك حين لا أحد يجيبه ثم يجيب نفسه بقوله {للَّهِ الواحد الْقَهَّارِ}

وقيل: ينادي منادٍ فيقول لمن الملك اليوم فيجيبه أهل المحشر لله الواحد القهار

 

س- ما هي الآية التي هي أصل ودليل على عذاب القبر

{النار يعرضون عليها غدوا وعشيا}

 

س- من القائل للمشركين {وما دعاء الكافرين إِلاَّ في ضلال} ؟

من قول الله تعالى، ويحتمل: أن يكون من كلام الخزنة

 

س- في الآية موضع لا يجوز الوقف عليه . بينه {إن الذين يجادلون في آيات الله بِغَيْرِ سلطان أتاهم}

قوله {أتاهم} لا وقف عليه، لان خبر ان {إِن في صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ}

 

س- اذكر سبب نزول قول الله تعالى  {قُلْ إني نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله}

لما طلب الكفار منه عليه السلام عبادة الأوثان نزل .

 

س- كم مرة ذكر الله الجدال في هذه السورة ؟ وما المقصود بها ؟

{ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يُصْرَفُونَ} ذكر الجدال في هذه السورة في ثلاثة مواضع، فجاز أن يكون في ثلاثة أقوام أو ثلاثة أصناف أو للتأكيد


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


فوائد من تفسير سورة غافر

منتقاة من تفسير النسفي

 

{غافر الذنب وقابل التوب}

 وإدخال الواو في وَقَابِلِ للتوب لنكتة وهي افادة الجمع المذنب التائب بين رحمتين بين أن يقبل توبته فيكتبها له طاعة من الطاعات وأن يجعلها محّاءة للذنوب كأن لم يذنب كأنه قال جامع المغفرة والقبول

 

مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4)
فاما الجدال فيها لا يضاح ملتبسها وحل مشكلها واستنباط معانيها ورد أهل الزيغ بها فأعظم جهاد في سبيل الله

 

الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)
{وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} وفائدته مع علمنا بأن حملة العرش ومن حوله من الملائكة الذين يسبحون بحمده مؤمنون اظهارا شرف الإيمان وفضله والترغيب فيه كما وصف الأنبياء في غير موضع بالصلاح لذلك وكما عقب أعمال الخير بقوله ثُمَّ كَانَ مِنَ الذين امنوا فأبان بذلك فضل الإيمان

وقد روعي التناسب في قوله ويؤمنون به {ويستغفرون للذين آمنوا} كأنه قيل ويؤمنون به ويستغفرون لمن في مثل حالهم

وفيه دليل على أن الاشتراك في الإيمان يجب أن يكون أدعى شيء إلى النصيحة والشفقة وإن تباعدت الأجناس والأماكن

 

{وَسِعْتَ كُلَّ شَىْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً} والرحمة والعلم هما اللذان وسعا كل شيء في المعنى إذ الأصل وسع كل شيء رحمتك وعلمك ولكن أزيل الكلام عن أصله بأن أسند الفعل إلى صاحب الرحمة والعلم وأخرجا منصوبين على التمييز مبالغة في وصفه بالرحمة والعلم

 

 

فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25)
يعني أنهم باشروا قتلهم أولاً فما أغنى عنهم ونفذ قضاء الله بإظهار من خافوه فما يغني عنهم هذا القتل الثاني وكان فرعون قد كف عن قتل الولدان فلما بعث موسى عليه السلام وأحس بأنه قد وقع أعاده عليهم غيظاً وظناً منه أنه يصدهم بذلك عن مظاهرة موسى عليه السلام وما علم أن كيده ضائع في الكرتين جميعاً

 

{إِنِّى عُذْتُ بِرَبِّى وَرَبِّكُمْ مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَّ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الحساب} وفي قوله وَرَبِّكُمْ بعث لهم على أن يقتدوا به فيعوذوا بالله عياذه ويعتصموا بالتوكل عليه اعتصامه

وقال مّن كُلّ مُتَكَبّرٍ لتشمل استعاذته فرعون وغيره من الجبابرة وليكون على طريقة التعريض فيكون أبلغ

وأراد بالتكبر الاستكبار عن الاذعان للحق وهو أقبح استكبار وأدل على دناءة صاحبه وعلى فرط ظلمه

وقال لاَّ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الحساب لأنه إذا اجتمع في الرجل التكبر والتكذيب بالجزاء وقلة المبالاة بالعاقبة فقد استكمل أسباب القسوة والجراءة على الله وعباده ولم يترك عظيمة إلا ارتكبها  

  

{وَإِن يَكُ كاذبا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صادقا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الذى يَعِدُكُمْ} احتج عليهم بطريق التقسيم فإنه لا يخلو من أن يكون كاذباً أو صادقاً فإن يك كاذباً فعليه وبال كذبه ولا يتخطاه وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم من العذاب

ولم يقل كل الذي يعدكم مع أنه وعد من نبي صادق القول مداراة لهم وسلوكاً لطريق الإنصاف فجاء بما هو أقرب إلى تسليمهم له وليس فيه نفي اصابه الكل فكانه قال لهم لعل ما يكون في صدقه أن يصيبكم بعض ما يعدكم وهو العذاب العاجل وفي ذلك هلاككم وكان وعدهم عذاب الدنيا والآخرة

 

{إِنَّ الله لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ} وهذا أيضاً من باب المجاملة

والمعنى انه كان مسرفاً كذاباً خذله الله وأهلكه فتتخلصون منه أو لو كان مسرفاً كذاباً لما هداه الله بالنبوة ولما عضده بالبينات وقيل اوهم أنه عنى بالمسرف موسى وهو يعني به فرعون

 

{وَمَا الله يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ} وهو أبلغ من قوله وما ربك بظلام للعبيد حيث جعل المنفي إرادة ظلم منكّر ومن بعد عن إرادة ظلم ما لعباده كان عن الظلم أبعد وأبعد وتفسير المعتزلة بأنه لا يريد لهم أن يظلموا بعيد لأن أهل اللغة قالوا إذا قال الرجل لآخر لا أريد ظلماً لك معناه لا أريد أن أظلمك

 

{عِندَ الله وعند الذين آمنوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ الله على كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}  وإنما وصف القلب التكبر والتجبر لأنه منبعهما كما تقول سمعت الأذن وهو كقوله فانه اثم قلبه وإن كان الآثم هو الجملة

 

{وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرشاد}

وفيه تعريض شبيه بالتصريح أن ما عليه فرعون وقومه سبيل الغي

 

وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41)
وتكرير النداء لزيادة التنبيه لهم والإيقاظ عن سنة الغفلة وفيه أنهم قومه وأنه من آل فرعون

وجيء بالواو في النداء الثالث دون الثاني ولان الثاني داخل على كلام هو بيان للمجمل وتفسير له بخلاف الثالث


{
وَقَالَ الذين فِى النار لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ} وإنما لم يقل لخزنتها لأن في ذكر جهنم تهويلاً وتفظيعاً ويحتمل أن جهنم هي أبعد النار قعراً من قولهم بئر جهنّام بعيدة القعر وفيها أعتى الكفار وأطغاهم فلعل الملائكة الموكلين بعذاب أولئك أجوب دعوة لزيادة قربهم من الله تعالى فلهذا تعمدهم أهل النار بطلب الدعوة منهم

 

{لَخَلْقُ السماوات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس} لما كانت مجادلتهم في آيات الله مشتملة على إنكار البعث وهو أصل المجادلة ومدارها حجوا بخلق السموات والارض لأنهم كانوا مقرين بأن الله خالقها فإن من قدر على خلقها مع عظمها كان على خلق الإنسان مع مهانته أقدر

 

{إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ عَلَى الناس} ولم يقل لمفضل أو لمتفضل لأن المراد تنكير الفضل وأن يجعل فضلاً لا يوازيه فضل وذلك إنما يكون بالإضافة

{ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَشْكُرُونَ} ولم يقل ولكن اكثرهم حتى لا يتكرر ذكرالناس لأن في هذا التكرير تخصيصاً لكفران النعمة بهم وأنهم هم الذين يكفرون فضل الله ولا يشكرونه كقوله ان الانسان لكفور وقوله ان الانسان لظلوم كفار

 

{إذ الأغلال في أعناقهم} اذ ظرف زمان ماضٍ والمراد به هنا الاستقبال كقوله فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ وهذا لأن الأمور المستقبلة لما كانت في أخبار الله تعالى مقطوعاً بها عبر عنها بلفظ ما كان ووجد والمعنى على الاستقبال

 

{ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون} واى نصب بتنكرون وقد جاءت على اللغة المستفيضة وقولك فأية آيات الله قليل لأن التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات نحو حمار وحمارة غريب وهي في أي أغرب لإبهامه

 

فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)
{وَخَسِرَ هُنَالِكَ الكافرون} هنالك مكان مستعار للزمان والكافرون خاسرون في كل أوان ولكن يتبين خسرانهم إذا عاينوا العذاب

وفائدة ترادف الفاآت في هذه الآيات أن فَمَا أغنى عَنْهُمْ نتيجة قوله كانوا اكثر منهم وفلما جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم كالبيان والتفسير لقوله فَمَا أغنى عَنْهُمْ كقولك رزق زيد المال فمنع المعروف فلم يحسن الى الفقراء وفلما رَأَوْاْ بَأْسَنَا تابع لقوله فَلَمَّا جَاءتْهُمْ كأنه قال فكفروا فلما رأوا بأسنا آمنوا وكذلك فلم يك ينفعهم ايمانهم تابع لايمانهم لمارأوا باس الله .

 

 والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق