الأربعاء، 24 نوفمبر 2021

فوائد ودروس من سورة نوح عليه السلام

 

بسم الله الرحمن الرحيم

فوائد ودروس من سورة نوح u

 جمع/ عبداللطيف محمد البلوشي

1.  رحمة رب العالمين، إذ أرسل نوحا إلى قومه؛ ليحذرهم من مغبة ما هم عليه، ولم يعاجلهم بالعقوبة. وهذا من باب إقامة الحجة.

2.   أهمية إرسال الرسل، يتضح هذا من نسبة الإرسال إليه جل جلاله وبضمير العظمة.

3.  فيه دليل على علمه وحكمته، إذ إن البشر لا يمكن أن تصلحهم القوانين الأرضية، وهم أحوج ما يكونون إلى الهداية الربانية.

4.  حكمة رب العالمين إذ اختار المنذر من جنس المنذرين، وأرسله إلى قومه، ليكونوا به آنس. وللاقتداء به.

5.  يقول تعالى لنوح عليه السلام: ( أنذر قومك )، مع أنه ليس هناك غيرهم، إلهابا لنفسه؛ ليكون شديد الحرص على هدايتهم

6.   الأنسب في التعامل مع المجتمعات العاصية، هو الإنذار فهو الذي يحملهم على الكف عن المعاصي، وهذا لا يعني إغفال الترغيب، ولكن لكل موضعه.

7.   إرسال محمد ليس بالأمر الغريب، فالله تعالى قد أرسل من قبله رسلاً كثيرين، منهم نوح عليه السلام. وكان في التأكيد تعريض بالمشركين ( إنا أرسلنا )، فلم أنكرتم إرسال الله تعالى محمداً.

8.  عذاب الله تعالى أليم، ينبغي أن يحذره کل عاص، فيقلع عن ذنبه.

9.  مبادرة نوح عليه السلام لإنذار قومه، فيه عبرة للدعاة، أن لا يتقاعسوا عن أداء الواجب المنوط بهم، وهو تحذير العصاة من مغبة الإصرار على المعاصي.

10.  ينبغي التلطف مع المدعوين، واستخدام التعابير التي من شأنها أن ترغبهم في النصيحة مثل يا قوم، ويا أخوتي، ونحو ذلك.

11.  ينبغي لمن يتصدى لدعوة الناس أن يكون كلامه واضحا لا غموض فيه؛ لأن كثيرا من الناس بحاجة لمثل هذا التوضيح.

12.  الاختصار في الحديث مع العصاة، وعدم الإكثار من الأوامر، فليس عند العصاة صبر لسماع محاضرة طويلة منمقة.

13.  البداءة بالأهم، فقد بدأ بالتوحيد، إذ هي القضية الأهم، فهم مشركون، وهكذا ينبغي على العلماء وهم يعالجون أمراض مجتمعاتهم، أن يشخصوا أمراضها، ثم يصنفوا هذه الأمراض، فيكون اهتمامهم بأخطرها.

14. إفراد الله تعالى بالعبادة هو أول ما دعا إليه الرسل.

15.  أهمية التقوى، فمع دخولها ضمن العبادة، إلا أنها أفردت، فعلى الدعاة أن يربوا الناس على خشية الله في السر والعلن .

16.  أهمية طاعة الرسل عليهم السلام، إذ هم الواسطة بين الله تعالى وبين عباده، وفيه الرد على من يزعم الاكتفاء بالقرآن.

17. دعوة الرسل عليهم السلام لا تختلف في أصولها، وهي توحيد الله تعالى وتقواه وطاعته وطاعة رسله.

18. غفران الذنوب لا يكون بالتمني، بل لابد من أعمال حتى يستحقها المرء، وفيه أهمية المغفرة، وأنها مطلب يسعى إليه.

19. عدم استجابة المدعوين لا تعني بالضرورة أن هناك تقصير قد حصل من الداعية، فهذا نوح عليه السلام وهو من أولي العزم من الرسل، ومع ذلك كانت النتيجة ما حكته الآيات

20.  قلة عقول المشركين، إذ عطلوا الوسائل التي أنعم الله تعالى بها عليهم: السمع والبصر ففاتهم التعقل.

21. شدة عناد المشركين، مع ما هم عليه من باطل، مما يستوقف دعاة الحق؛ ليروا إلى أي مدى يستطيعون الصبر وهم على الحق

22.  الجهد العظيم الذي بذله نوح عليه السلام، ينبغي أن يكون دافعا للدعاة ليقتفوا أثر هؤلاء الذين أمر الله بالاقتداء بهم

23. أهمية الاستغفار وثمراته الكثيرة، يقول الشوكاني: في الآية دليل على أن الاستغفار من أعظم أسباب المطر وحصول الرزق

24. في الآيات إيجاز في الطلب وإطناب في الجزاء، وهو من باب الترغيب، فلو تأملنا ما طلب منهم، وما وعدوا على ذلك، لرأينا أن هذا منهج قرآني يغفل عنه الدعاة، يقول تعالى: (فقلت استغفروا ربكم) هذا هو الطلب، وقوله: (إنه كان غفارا) داخل في ضمن الترغيب، ثم (يرسل السماء عليكم مدرارا...).

25. أهمية الترغيب في الدعوة إلى الله، إذ النفس متشوفة للحصول على العاجل، وهنا رغبهم نوح عليه السلام في خير دنيوي

26. واقعية هذا الدين، فلم يأت بها مخالف النفس مما هو حلال لها، لكن لتحقيق ذلك، لا بد من شروط، وهنا بين أنه الاستغفار، ويقول تعالى مبينا أن هذا سنة من سننه جل جلاله: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات..)

27. لا يعاب المسلم أن كثر ماله، فالله تعالى وعد قوم نوح عليه السلام بخيرات كثيرة إن هم آمنوا، فدل على أن لا بأس في ذلك، ولكن المطلوب أن لا تشغله عن ذكر الله، بل تكون عونا له على الطاعة.

28. لابد من الدعوة إلى التفكر في سنن الله الدالة على عظمته، وأبرزها صفة الخلق، وما تميزت به من إتقان وبديع صنع، ولفت الأنظار إلى ما توصل إليه العلم الحديث فيما يتعلق بالأطوار التي مر بها الإنسان، كما فصلت في مواضع من القرآن.

29. لفت الأنظار أيضا إلى أسرار علم الفلك، وأهمية الاستفادة من هذا الجانب في الدعوة إلى دين الله عز وجل. وحبذا لو استخدمت التقنيات الحديثة.

30. ضرورة الدخول إلى النفس من جميع مسالكها، فللجانب العاطفي طرق، وللجانب العقلي دروب، بل إن مخاطبة النفس الواحدة بأدلة متنوعة من شأنه أن يغرس الاقتناع في أرجائها، ويشبع رغباتها كلها.

31. التأكيد على مسألة البعث، وذلك من خلال تنبيه الناس على قدرة الله والتذكير بالنشأة الأولى، وهم لا ينكرونها، ولكنه إيقاظ من الغفلة التي غشيتهم بسبب حبهم للدنيا، ثم يأتي إثبات البعث وتأكيده وهذا مبعثه إنكارهم للبعث.

32. أسلوب ذكر نعم الله تعالى وتفضله على عباده، طريقة من طرق الدعوة؛ للوصول إلى قضية الإيمان بالله، ووجوب إفراده بالعبادة، وهو أمر لا يجادل فيه أحد، فلن يكون بمقدور أحد أن يدعي أن آلهته قادرة على ذلك.

33. لا بأس أن يشكو الدعاة لربهم ما يلاقونه من أذى المدعوين، مع علمهم بأن الله تعالى عالم بحالهم.

34.  الهداية بيد الله، فنوح عليه السلام نبي مؤيد بالوحي، وقد بذل ما في وسعه، ومع ذلك قوبل بالعصيان إلا من فئة قليلة.

35.  شدة فتنة الدنيا وزينتها على الناس، وفي الآيات ما يدل على أن سبب اتباعهم ما عند هؤلاء من مال وولد.

36. الإيمان بالغيب ليس من طبع الكافرين، فقد وعدوا على الاستغفار أموالا وبنين من الرزاق الكريم، وهذا أمر غيبي، فلم يصدقوا، واتبعوا من رأوا عنده أموالا وبنين.

37. بذل أهل الباطل في سبيل باطلهم، فمن مكر هؤلاء في الصد عن سبيل الله الإغراء بالمال واستمالة ضعاف النفوس، وما دام الأمر كذلك، فعلى ذوي اليسار والغنى من المسلمين، أن يستخدموا أموالهم، وكذا أولادهم في خدمة هذا الدين.

38. ضعف همة الكفار، إذ ارتضوا أن يكونوا تابعين أذلاء لأصحاب الأموال والأولاد، في حين رفضوا أن يوحدوا ربهم الذي خلقهم والذي يغمرهم بأنواع النعم.

39. أهل الباطل يخططون، ويبذلون الغالي والنفيس لنصرة باطلهم، ولهذا سمي الله تعالى فعلهم (مكرا)، بل وصف بأنه مکر کبار، فحري بأهل الحق أن لا تكون خطواتهم لنصرة الدين مرتجلة، آنية، عاطفية.

40.  لقد كان علية القوم - وهم كذلك في كل عصر- من أشد العقبات التي واجهت الرسل عليهم السلام في طريق تبليغهم دعوة الله، فالفساد في الأرض والفسوق والاستعباد، والاستعلاء عن قبول الحق، واحتقار المؤمنين المستضعفين، وتحريف الحق وصرف الناس بأساليب متعددة عن دين الله جل جلاله، كل ذلك إنها كان مصدره هؤلاء.

41. لا دلالة بكثرة مال الإنسان أو ولد، أو قلة ذلك، على إكرام عند الله جل جلاله أو هوان عليه.

42.  عدل الله جل جلاله، إذ كان سبب عقابهم هو خطاياهم، وفي تقديم (مما خطيئاتهم )، دفع لما قد يتوهم، أن سبب عذابهم هو دعاء نوح عليه السلام عليهم.

43.  هوان المشركين على الله تعالى، يؤكد هذا الإتيان بالمبني للمجهول، دون بيان من تولى ذلك (أُغرقوا فأُدخلوا نارا).

44. لا بد من أخذ العبرة من قوم نوح عليه السلام، فهذا هو جزاء العصاة وما يسمى بشؤم المعصية، عذاب في الدنيا والآخرة

45. من أسباب هلاك الأمم: الظلم، فقد أهلك الله تعالى قوم نوح بسبب ظلمهم.

46. قال الرازي في قوله: (فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا): واعلم أن هذه الآية حجة على كل من عول على شيء غير الله تعالى).

47. عدم استفادة مشركي قريش، مما حصل للأمم السابقة، فهم بلا شك قد سمعوا ما حصل لقوم نوح عليه السلام ولغيرهم.

48. مع أن الرسل عليهم السلام كانوا رحمة، فقد دعا نوح عليه السلام على قومه، ومرد ذلك أن وجود هؤلاء المشركين قد أصبح مفسدة، وصار هلاكهم رحمة للناس، بل ولغيرهم من الحيوان والنبات، ولأنهم لم يقبلوا هدي الله.

49. العبد المؤمن مهما قدم في سبيل الله، فإنه يخشى أن يكون قد قصر، ولم يؤد ما كلفه الله تعالى به على الوجه اللائق کما يحبه جل جلاله ويرضى، ولذا علمنا أن نجعل آخر عباداتنا استغفارا.

50. بر البنوة بالوالدين المؤمنين،  فلقد طلب نوح عليه السلام المغفرة لوالديه، وقد حثنا القرآن الكريم على الدعاء لهما .

51. دعاؤه الله لمن دخل بيته مؤمنا، فيه حب المسلم لأخيه المسلم ما يحب لنفسه، فقد خصهم بالدعاء، مع أنهم يندرجون في المؤمنين والمؤمنات، ولكن هؤلاء هم مزید عناية، للود الذي حصل بزيارتهم .

52.  إن المؤمن يألف ويؤلف، فالدعاة إلى الله ينبغي عليهم أن لا يغلقوا أبوابهم أمام الناس.

53. دعاؤه عليه السلام بعد ذلك للمؤمنين والمؤمنات، هو بر المؤمن بالمؤمنين كافة في كل زمان ومكان، وهذا هو سر هذه العقيدة التي تربط بين أصحابها برباط الحب على تباعد الزمان والمكان.

54.  من فقه الدعاء أن يدعو الإنسان لنفسه أولا ثم الأخص به والأحق بدعائه.

55.  الولاء للمؤمنين، وتمثل هنا بالدعاء لهم، وهذا دليل محبتهم والشفقة عليهم، والبراء من الكافرين، وتمثل في الدعاء عليهم.

56. التعامل مع الآخرين إنما يقوم على أساس الدين، وليس على أساس القومية والوطنية ونحو ذلك، فهذا نوح عليه السلام، يدعو على الكافرين من قومه.

57.  رباط العقيدة هو الأصل، وعلى أساسه يكون التوحد.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق