أقوال في الدنيا
1.
قال
تعالى حاكيا عن مؤمن آل فرعون أنه قال إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار
القرار غافر.
2.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول مالي و لي الدنيا
إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها
3.
ومن وصايا المسيح عليه السلام لأصحابه أنه قال لهم اعبروها ولا تعمروها
4.
وروى
عنه أنه قال من ذا الذي يبني على موج البحر دارا تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا
5.
ودخل
رجل على أبي ذر فجعل يقلب بصره في بيته فقال يا أبا ذر أين متاعكم فقال إن لنا بيتا
نتوجه إليه فقال إنه لا بد لك من متاع مادمت هاهنا فقال إن صاحب المنزل لا يدعنا هاهنا
6.
ودخلوا
على بعض الصالحين فقلبوا بصرهم في بيته فقالوا إنا نري بيتك بيت رجل مرتحل فقال لا
أرتحل ولكن أطرد طردا
7.
وكان
على بن أبي طالب رضي الله عنه يقول إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الآخرة قد ارتحلت
مقبلة ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم
عمل ولاحساب وغدا حساب ولا عمل
8.
قال بعض الحكماء
عجبت ممن الدنيا مولية عنه والآخرة مقبلة إليه يشغل بالمدبرة ويعرض عن المقبلة
9.
لما
خلق الله آدم عليه السلام أسكن هو وزوجته الجنة ثم أهبط منها ووعد بالرجوع إليها وصالحوا
ذريتهما فالمؤمن أبدا يحن إلى وطنه الأول ، كم منزل للمرء يألفه الفتي وحنينه أبدا
لأول منزل
10. ولبعض شيوخنا: فحي على جنات عدن فإنها
منازلك الأولي وفيها المخيم
ولكننا
سبي العدو فهل تري نعود إلى أوطاننا ونسلم
11. وكان عطاء السلمي يقول في دعائه اللهم
ارحم في الدنيا غربتي وارحم في القبر وحشتي وارحم موقفي غدا بين يديك
12. قال يحيى بن معاذ الرازي: الدنيا خمر
الشيطان من سكر منها لم يفق إلا في عسكر الموت نادما مع الخاسرين
13. وقال الحسن إنما أنت أيام مجموعة كلما
مضي يوم مضي بعضك
14. وقال ابن آدم إنما أنت بين مطيتين يوضعانك
يوضعك الليل إلى النهار والنهار إلى الليل حتى يسلمانك إلى الآخرة فمن أعظم منك يا
ابن آدم خطرا
15. وكتب بعض السلف إلى أخ له ياأخي يخيل
لك أنك مقيم بل أنت دائب السير تساق مع ذلك سوقا حثيثا الموت متوجه إليك والدنيا تطوي
من ورائك ومامضي من عمرك فليس بكار عليك يوم الغابن سبيلك في الدنيا سبيل مسافر ولا
بد من زاد لكل مسافر
ولا
بد للإنسان من حمل عدة ولا سيما إن خاف صولة قاهر.
16. وقال بعض الحكماء: كيف يفرح بالدنيا من
يومه يهدم شهره وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله وتقوده
حياته إلى موته
17. وقال الفضيل بن عياض لرجل كم أتت عليك
قال ستون سنة قال فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ فقال الرجل إنا لله
وإنا إليه راجعون فقال الفضيل أتعرف تفسيره تقول إنا لله وإنا إليه راجعون فمن عرف
أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسئول ومن
علم أنه مسئول فليعد للسؤال جوابا فقال الرجل فما الحيلة قال يسيرة قال ما هي قال تحسن
فيما بقي يغفر لك ما مضي فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضي وما بقي
18. وفي هذا قال بعضهم: وما هذه الأيام إلا
مراحل يحث بها داع إلى الموت قاصد
وأعجب شيء لو تأملت أنها منازل تطوي والمسافر قاعد
19. قال الحسن لم يزل الليل والنهار سريعين
في نقص الأعمار وتقريب الآجال هيهات قد صحبا نوحا وعادا وثمودا وقرونا بين ذلك كثيرا
فأصبحوا قد أقدموا على ربهم ووردوا على أعمالهم .
20.
وكتب الأوزاعي
إلى أخ له أما بعد فقد أحيط بك من كل جانب واعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة فاحذر
الله والمقام بين يديه وأن يكون آخر عهدك به والسلام
21. نسير إلى الآجال في كل لحظة وأيامنا تطوي
وهن مراحل
ولم أر مثل الموت حقا كأنه إذا ما تخطته الأماني باطل
وما أقبح التفريط في زمن الصبا فكيف به والشيب للرأس شاعل
ترحل من الدنيا بزاد من التقي فعمرك أيام وهن قلائل
22. قال المروزي قيل لأبي عبدالله يعني أحمد
أي شيء الزهد في الدنيا قال قصر الأمل من إذا أصبح قال لا أمسي .
23. قيل لأبي عبدالله بأي شيء نستعين على
قصر الأمل قال ما ندري إنما هو توفيق
24. قال الحسن اجتمع ثلاثة من العلماء فقالوا
لأحدهم ما أملك قال ما أتي على شهر إلا ظننت أني سأموت فيه قال فقال صاحباه إن هذا
هو الأمل فقالا لأحدهم فما أملك قال ما أتت على جمعة إلا ظننت أني سأموت فيها قال فقال
صاحباه إن هذا هو الأمل فقالا للآخر فما أملك قال ما أمل من نفسه في يد غيره
25. قال داود الطائي: سألت عطوان بن عمرو
التيمي قلت ما قصر الأمل قال ما بين تردد النفس فحدث بذلك الفضيل بن عياض فبكي وقال:
يقول يتنفس
فيخاف أن يموت قبل أن ينقطع نفسه لقد كان عطوان من الموت على حذر
26. وقال بعض السلف مانمت نوما قط فحدثت نفسي
أني أستيقظ منه
27. وكان حبيب أبو محمد كل يوم يوصي بما يوصي
به المحتضر عند موته من يغسله ونحوه وكان يبكي كلما أصبح أو أمسي فسألت امرأته عن بكائه
فقالت يخاف الله إذا أمسي أن لايصبح وإذا أصبح أن لايمسي
28. وكان محمد بن واسع إذا أراد أن ينام قال
لأهله أستودعكم الله فلعلها أن تكون منيتي لاأقوم منها وكان هذا دأبه إذا أراد النوم
29.
وقال بكر
المزني إن استطاع أحدكم أن لا يبيت إلا وعهده عند رأسه مكتوب فليفعل فإنه لا يدري لعله
أن يبيت في أهل الدنيا ويصبح في أهل الآخرة
30. وكأن أويس إذا قيل له كيف الزمان عليك
قال كيف الزمان على رجل إن أمسي يظن أنه لايصبح وإن أصبح ظن أنه لايمسي فمبشر بالجنة
أو النار .
31. وكانت امرأة متعبدة بمكة إذا أمست قالت
يا نفس الليلة ليلتك لا ليلة لك غيرها فاجتهدت فإذا أصبحت قالت يانفس اليوم يومك لا
يوم لك غيره فاجتهدت
32. وقال بكر المزني إذا أردت أن تنفعك صلاتك
فقل لعلي لا أصلي غيرها
وهذا
مأخوذ مما روى عن النبي e أنه قال صل صلاة مودع
33. وأقام معروف الكرخي الصلاة ثم قال لرجل
تقدم فصل بنا فقال الرجل إني إن صليت بكم هذه الصلاة لم أصل بكم غيرها فقال معروف وأنت
تحدث نفسك أنك تصلي صلاة أخرى نعوذ بالله من طول الأمل فإنه يمنع خير العمل
34. وطرق بعضهم باب أخ له فسأل عنه فقيل له
ليس هو في البيت فقال متي يرجع فقالت له جارية من البيت من كانت نفسه في يد غيره من
يعلم متي يرجع
35. ولأبي العتاهية: وما أدري وإن أملت عمرا
لعلي حين أصبح لست أمسي
ألم
تر أن كل صباح يوم وعمرك فيه أقصر منه أمس
36. عن أبي الدرداء والحسن أنهما قالا ابن
آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك
37. ومما أنشد بعض السلف: إنا لنفرح بالأيام
نقطعها وكل يوم مضي يدني من الأجل
فاعمل
لنفسك قبل الموت مجتهدا فإنما الربح والخسران في العمل
38. عن ابن عباس عن النبي e قال نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس
الصحة والفراغ. البخاري
39.
عن ابن عباس
أن رسول الله e قال لرجل وهو يعظه اغتنم
خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك
قبل موتك ، صحيح الترغيب.
40. وعن أبي موسى عن النبي e قال إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط
يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها
41. وخرج الإمام أحمد والنسائى والترمذى وابن
ماجه من حديث صفوان بن عسال عن النبي e قال إن الله فتح بابا
قبل المغرب عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه
42. وروى عن عائشة قالت إذا خرج أول الآيات
طرحت الأقلام وحبست الحفظة وشهدت الأجساد على الأعمال خرجه ابن جرير الطبري
43. قال كثير بن مرة ويزيد بن شريح وغيرهما
من السلف إذا طلعت الشمس من مغربها طبع على القلوب بما فيها وترفع الحفظة الأعمال وتؤمر
الملائكة أن لا يكتبوا عملا
44. قال تعالى وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له
من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن
يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله
وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين تري العذاب
لو أن لي كرة فأكون من المحسنين الزمر
45. وقال تعالى حتى إذا جاء أحدهم الموت قال
رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى
يوم يبعثون المؤمنون
46. وقال عز وجل وأنفقوا مما رزقناكم من قبل
أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن
يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها المنافقون
47. وفي الترمذي عن أبي هريرة مرفوعا ما من
ميت يموت إلا ندم قالوا وما ندامته قال إن كان محسنا ندم أن لا يكون ازداد وإن كان
مسيئا ندم أن لا يكون استعتب
48. وقال سعيد بن جبير كل يوم يعيشه المؤمن
غنيمة
49. وقال بكر المزني ما من يوم أخرجه الله
إلى الدنيا إلا يقول يا ابن آدم اغتنمني لعله لا يوم لك بعدي ولا ليلة إلا تنادي ابن
آدم اغتنمني لعله لا ليلة لك بعدي
50. وقال محمود الوراق: مضي أمسك الماضي شهيدا
معدلا وأعقبه يوم عليك جديد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة فثن بإحسان وأنت حميد
فيومك إن أعقبته عاد نفعه عليك وماضي الأمس ليس يعود
ولا ترج فعل الخير يوما إلى غد لعل غدا يأتي وأنت فقيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق