بسم الله
الرحمن الرحيم
أسئلة وفوائد في تفسير سورة الزمر
(من تفسير النسفي)
إعداد/ عبداللطيف بن محمد البلوشي
س. ما معنى الكلمات الآتية:
1.لِيُقَرِّبُونَا إِلَى الله زُلْفَى} أي
تقريباً
2.{سبحانه هو الله} نزه ذاته عن أن يكون له أحذ
ما نسبوا إليه من الأولياء والأولاد
3.{يكور الليل على النهار} والتكوير اللف واللي
يقال كار العمامة على رأسه وكورها
4.{ألاَّ هُوَ العزيز} الغالب القادر
5.{ثمانية أزواج} الزوج اسم لواحد معه آخر،
فإذا انفرد فهو فرد ووتر
6.{ فأنى تصرفون} فكيف يعدل بكم عن عبادته إلى
عبادة غيره
7.{فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
فيخبركم بأعمالكم ويجازيكم عليها
8.{ مس الإنسان ضُرٌّ} بلاء وشدة
9.{دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ} راجعاً
إلى الله بالدعاء لا يدعو غيره
10.{وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً} أمثالاً
11.{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ} القانت المطيع لله
12.{آناء الليل} ساعاته
13.{إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الألباب} أي
إنما يتعظ بوعظ الله أولوا العقول
14.{لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ} أطباق أي
النار محيطة بهم
15.{والذين اجتنبوا الطاغوت} الشياطين
16.{وَأَنَابُواْ} رجعوا
17.{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ
العذاب} أي: وجب
18.{فَسَلَكَهُ} فأدخله
19.{ثُمَّ يَهِيجُ} يجف
20.{ يَجْعَلُهُ حطاما} فتاتاً متكسراً، فالحطام: ما تفتت وتكسر من النبت وغيره
21.{ شَرَحَ الله صَدْرَهُ} أي: وسع صدره
22.{فَهُوَ على نُورٍ مِّن رَّبّهِ} بيان
وبصيرة
23.{أُوْلَئِكَ فِى ضلال مُّبِينٍ} غواية ظاهرة
24.{كتابا متشابها} يشبه بعضه بعضاً في الصدق
والبيان والوعظ والحكمة والإعجاز وغير ذلك
25.{تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ } تضطرب وتتحرك،
يقال: اقشعر الجلد إذا تقبض تقبضاً شديداً
26.ما فرطت} قصرت
27.{ يَتَّقِى بِوَجْهِهِ سُوءَ العذاب}
شدته
28.{فَأَذَاقَهُمُ الله الخزى} الذل والصغار كالمسخ
والخسف والقتل والجلاء ونحو ذلك
29. {شُرَكَآءُ متشاكسون} متنازعون ومختلفون
30. {وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ} والمعنى ذا
سلامة، أي: ذا خلوص له من الشركة
31.{هَلْ هُنَّ كاشفات ضُرِّهِ} دافعات شدته
32.{قُلْ حَسْبِىَ الله} كافياً لمعرة –أذى-
أوثانكم
33.{وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ} بحفيظ
34. {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ}
أي نفرت وانقبضت
35.{أَنتَ تَحْكُمُ} تقضي
36.{وَحَاقَ بِهِم} ونزل بهم وأحاط
37.{ثُمَّ إِذَا خولناه} أي: أعطيناه تفضلاً،
يقال: خولني إذا أعطاك على غير جزاء.
38.{وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ} بفائتين من عذاب
الله
39.{غَيْرَ ذِى عِوَجٍ} مستقيماً بريئاً من
التناقض والاختلاف، وقيل: المراد بالعوج الشك
40.{بَلْ هِىَ فِتْنَةٌ} أي: ابتلاء وامتحان لك
أتشكر أم تكفر .
41.{يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ}
ويضيق، وقيل: يجعله على قدر القوت
42.{أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ} جنوا عليها
بالإسراف في المعاصي والغلو فيها
43.{لاَ تَقْنَطُواْ} لا تيأسوا
44.{وأنيبوا إلى ربكم} وتوبوا إليه
45.{وأسلموا} وأخلصوا له العمل
46.الساخرين} المستهزئين
47.{لَوْ أَنَّ لِى كَرَّةً} رجعة
48.{فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى} منزل
49.{مقاليد} هي المفاتيح، وأحدها: مقليد، وقيل:
ولا واحد لها من لفظها، والكلمة أصلها فارسية
50.{فَصَعِقَ} مات
51.{وَمَا قَدَرُواْ الله حَقَّ قَدْرِهِ} وما
عظموه حق عظمته إذ دعوك إلى عبادة غيره
52.{نَتَبَوَّأُ مِنَ الجنة حَيْثُ نَشَآءُ} أي: فيتخذ متبوأ ومقراً من جنته حيث يشاء
53.{وَأَشْرَقَتِ الأرض} أضاءت
54.{زُمَراً} أي: أفواجاً متفرقة بعضها في إثر
بعض
55.{وَتَرَى الملائكة حَآفِّينَ مِنْ حول
العرش} أي محدقين من حوله
56.{يَنَابِيعَ فِى الأرض} عيوناً ومسالك ومجاري
كالعروق في الأجساد
57.{بِمَفَازَتِهِمْ} 1) بفلاحهم يقال: فاز بكذا
إذا أفلح به وظفر بمراده منه
2) أو بسبب
منجاتهم
58.{والسماوات مطويات بِيَمِينِهِ} المطويات من
الطي الذي هو ضد النشر
وبيمينه : بقدرته
. والأولى إثبات صفة اليمين لله على ما يليق به.
وقيل: مطويات
بيمينه مفنيات بقسمه لأنه أقسم أن يفنيها
س. اذكر
الأقوال في معنى قوله {فِى جَنبِ الله} .
ج. 1) في أمر
الله 2) أو في طاعة الله 3) أو في ذاته 4) وفي حرف –قراءة- عبد الله: في ذكر الله
5) والجنب
الجانب يقال أنا في جنب فلان وجانبه وناحيته وفلان لين الجانب والجنب، ثم قالوا
فرط في جنبه وفي جانبه يريدون في حقه
6) وقال الزجاج
معناه : فرط في طريق الله، وهو توحيده والاقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم
س. ما معنى
مثاني ؟ ولماذا وصف القرآن بأنه مثاني ؟
ج. {مَّثانِىَ}
جمع مثنى بمعنى مردد ومكرر،
وصف بالمثاني
1- لما ثنى من قصصه وأنبائه وأحكامه وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده ومواعظه، فهو
بيان لكونه متشابهاً لأن القصص المكررة وغيرهما لا تكون إلا متشابهة
2- وقيل لأنه
يثنّى في التلاوة فلا يمل .
س. ما معنى (ميت) بالتخفيف في {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ} ؟
ج. من حل به الموت،
قال الخليل أنشد أبو عمرو:
... وتسألني
تفسير ميت وميّت ... فدونك قد فسرت إن كنت تعقلُ ...
... فمن كان ذا روح فذلك
ميت ... وما الميت إلا من إلى القبر يحملُ ...
س. {وَإِذَا
ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ
بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} لقد
تقابل الاستبشار والاشمئزاز. فما الفرق بينهما ؟
ج. الاستبشار
أن يمتلىء قلبه سروراً حتى تنبسط له بشرة وجهه ويتهلل
والاشمئزاز أن
يمتلىء غماً وغيظاً حتى يظهر الانقباض في أديم وجهه
س. اذكر
الأقوال الثلاثة في معنى (وأنزل) في قوله {وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ الأنعام}
ج. 1) أي جعل
عن الحسن، 2) أو خلقها في الجنة مع آدم عليه السلام ثم أنزلها ،
3) أو لأنها لا
تعيش إلا بالنبات والنبات لا يقوم إلا بالماء وقد أنزل الماء فكأنه أنزلها .
س. وضّح المراد بالكلمات الآتية:
1.{تَنزِيلُ الكتاب} أي: القرآن
2.{والذين اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ} أي:
آلهة
3.{كُلٌّ يَجْرِى لأَجَلٍ مسمى} أي: يوم القيامة
4.{ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} أي: حواء
من قُصَيراه –ضلعه-، قيل: أخرج ذرية آدم من ظهره كالذر ثم خلق بعد ذلك حواء
5.{ثمانية أزواج} ذكر وأنثى من الإبل والبقر
والضأن والمعز
6.{يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أمهاتكم خَلْقاً
مِّن بَعْدِ خَلْقٍ} نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم إلى تمام الخلق
7.{وَإِذَا مَسَّ الإنسان} هو أبو جهل، أو كل
كافر
8.{ليضل عَن سَبِيلِهِ} أي: الإسلام
9.{يحذر الآخرة} أي: عذاب الآخرة {ويرجو
رَحْمَةَ رَبِّهِ} أي الجنة
10.{وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ المسلمين}
أي: مقدمهم وسابقهم في الدنيا والآخرة
11.{كَذَبَ علَى الله} افترى عليه بإضافة الولد
والشريك إليه
12.{وَكَذَّبَ بالصدق} بالأمر الذي هو الصدق
بعينه، وهو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم
13.{إِنْ أَرَادَنِىَ الله بِضُرٍّ} مرض أو فقر
أو غير ذلك
14.{أَوْ أَرَادَنِى بِرَحْمَةٍ} صحة أو غنى أو
نحوهما
15.{مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ
عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} عَذَابٌ يُخْزِيهِ وهو يوم بدر وعذاب مقيم دائم وهو
عذاب النار
16.{عالم الغيب والشهادة} السر والعلانية
17.{والذين ظَلَمُواْ} كفروا
18.{لاَ يَمَسُّهُمُ السوء} النار
19.{له مقاليد السموات والأرض} أي هو مالك أمرها
وحافظها، وهو من باب الكناية لان حافظ الخزائن ومدير أمرها هو الذي يملك مقاليدها
ومنه قولهم فلان القيت إليه الملك
20.{والأرض جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامة}
المراد بالأرض الأرضون السبع، يشهد لذلك قوله جميعا وقوله والسموات ولأن الموضع
موضع تعظيم فهو مقتضٍ للمبالغة
21.{بِنُورِ رَبِّهَا} أي بعدله بطريق الاستعارة
يقال للملك العادل أشرقت الآفاق بعدلك وأضاءت الدنيا بقسطك
22.{وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بالحق} بالعدل
23.{وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا} أي: حفظة جهنم
وهم الملائكة الموكلون بتعذيب أهلها
24. {وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هذا}
أي وقتكم هذا، وهو وقت دخولهم النار لا يوم القيامة
25.{وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ إِلَى الجنة
زُمَراً} المراد سوق مراكبهم، لأنه لا يذهب بهم إلا راكبين إلى دار الكرامة
والرضوان كما يفعل بمن يكرم ويشرف من الوافدين على بعض الملوك
26.{وَقَالُواْ الحمد للَّهِ الذى صَدَقَنَا
وَعْدَهُ} أنجزنا ما وعدنا في الدنيا من نعيم العقبى
27.{وَأَوْرَثَنَا الأرض} أرض الجنة، وقد
أورثوها أي ملكوها جعلوا ملوكها
28.{وَقِيلَ الحمد لِلَّهِ رَبِّ العالمين} أي
يقول أهل الجنة شكراً حين دخولها، وتم وعد الله لهم كما قال وآخر دعواهم أن الحمد
لله رب العالمين
س. اذكر الأقوال في الكلمات الآتية:
1.{وَوُضِعَ الكتاب} أي صحائف الأعمال أو اللوح
المحفوظ
2.{يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} أي:
يقولون سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أو سبوح قدوس رب
الملائكة والروح ، وذلك للتلذذ دون التعبد لزوال التكليف
3.{فِى ظلمات ثلاث} ظلمة البطن والرحم والمشيمة،
أو ظلمة الصلب والبطن والرحم
4.{نَسِىَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن
قَبْلُ} نسى ربه الذي كان يتضرع إليه، أو نسي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه.
5.{للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة} وهي دخول
الجنة أي حسنة لا توصف
6.{ أَنزَلَ مِنَ السمآء مَآءً} يعني: المطر ، وقيل:
كل ماء في الأرض فهو من السماء ينزل منها إلى الصخرة ثم يقسمه الله
7.{زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ} هيئاته من خضرة وحمرة وصفرة وبياض، أو أصنافه
من بر وشعير وسمسم وغير ذلك
8.{فَوَيْلٌ للقاسية قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ
الله} أي من ترك ذكر الله ، أو من أجل ذكر الله ، أي إذا ذكر الله عندهم أو آياته
ازدادت قلوبهم قساوة
9.{قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ} مني
أني سأعطاه لما فيّ من فضل واستحقاق، أو على علم مني بوجوه الكسب
10.{فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ} يقلبون
أبصارهم في الجهات نظر المبهوت إذا فاجأه خطب، أو ينظرون أمر الله فيهم
11.{وجيء بالنبيين والشهداء} الحفظة،
وقيل: هم الأبرار في كل زمان يشهدون على أهل ذلك الزمان
12.{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ
رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ } 1) الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركون
2) الصحابة رصى
الله عنهم أجمعين، 3) وعن أبي العالية نزلت في أهل القبلة وذلك في الدماء والمظالم
التي بينهم ، والوجه هو الأوّل ألا ترى إلى قوله: {فَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ}
13.{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى
مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} إنما نكرت
لأن المراد بها 1) بعض الأنفس وهي نفس الكافر ، 2) ويجوز أن يراد نفس متميزة من الأنفس إما بلجاج في الكفر شديد أو
بعذاب عظيم 3) ويجوز أن يراد التكثير
س.
ما المقصود بالضمير أو الإشارة أو الخطاب في الكلمات التالية:
1.{إن الله يحكم بينهم} بين المسلمين والكافرين
2.{وقيل للظالمين} أن تقول لهم خزنة النار
3.{كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ} من قبل قريش
4.{وَيُخَوِّفُونَكَ بالذين مِن دُونِهِ} أي:
بالأوثان التي اتخذوها آلهة من دونه، وذلك أن قريشاً قالت لرسول الله صلى الله
عليه وسلم إنا نخاف أن تخبلك آلهتنا وإنا نخشى عليك مضرتها لعيبك إياها
5.{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ} من دون
إذنه
6.{قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ} هذه المقالة وهي قوله: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ}
7.{الذين مِن قَبْلِهِمْ} أي: قارون وقومه
راضون بها فكأنهم قالوها، ويجوز أن يكون في الأمم الخالية
آخرون قائلون
مثلها
8.{تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار} أي من تحت
منازلها
9.{والذين ظَلَمُواْ مِنْ هَؤُلآءِ} أي من
مشركي قومك
10.{سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ}
فقتل صناديدهم ببدر وحبس عنهم الرزق فقحطوا سبع سنين
11.{وَلَقَدْ أُوْحِىَ إِلَيْكَ وَإِلَى الذين
مِن قَبْلِكَ} من الأنبياء عليهم السلام
12.{وَنُفِخَ فِى الصور فَصَعِقَ مَن فِى
السماوات ومن فى الأرض إلا من شاء الله} أي جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت
وقيل هم حملة العرش أو رضوان والحور العين ومالك والزبانية
13.{حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها} وهي سبعة
14.{وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ} بين الأنبياء والأمم،
أو بين أهل الجنة والنار
ثلاثة
أقوال:
15. {والذى جَآءَ بالصدق وَصَدَّقَ بِهِ} 1) هو
رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بالحق وآمن به وأراد به إياه ومن تبعه فلذا قال
تعالى (أُوْلَئِكَ هُمُ المتقون)
2) وقال الزجاج
روى عن علي رضي الله عنه أنه قال: والذي جاء بالصدق محمد رسول الله صلى الله عليه
وسلم، والذي صدق به أبو بكر الصديق رضي الله عنه
3) ورُوي أن
الذي جاء بالصدق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي صدق به المؤمنون والكل صحيح
16.{وبدا لهم سيئات ما كسبوا} 1) أي: سيآت
أعمالهم التى كسبوها، 2) أو سيئات كسبهم حين تعرض صحائف أعمالهم وكانت خافية عليهم
، 3) أو عقاب ذلك
17.{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا
خَالِدِينَ } 1) طبتم من دنس المعاصي وطهرتم من خبث الخطايا )
2) وقال الزجاج:
أي كنتم طيبين في الدنيا ولم تكونوا خبيثين أي لم تكونوا أصحاب خبائث
3) وقال ابن
عباس: طاب لكم المقام
س.
اذكر القراءات الواردة في الكلمات الآتية:
1.{وإن تشكروا يرضه لكم} يرضه بضم الهاء
والإشباع ، يرضه بضم الهاء بدون الإشباع ، يرضه بالسكون
2.{لِيُضِلَّ عن سبيله } ليَضل
3.{أَمَّنْ هو قانت} بالتخفيف وبالتشديد
4.{قل يا عباد الذين آمنوا} بلا ياء عند الأكثر
5.{وَرَجُلاً سَلَماً} سالماً أي خالصاً له
6.{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ} بالتخفيف:
من حل به الموت
7.إِنْ أَرَادَنِىَ الله} بفتح الياء
8.{أَلَيْسَ الله بِكَافٍ عبده} أي محمدا صلى
الله عليه وسلم، (عباده) أي : الأنبياء والمؤمنين
9.{كاشفات ضُرّهِ وممسكات رحمته} بالتنوين على
الأصل
10.{قل يا قوم اعملوا على مكانتكم} مكاناتكم
11.{فَيُمْسِكُ التى قضى} قُضِىَ
12.{قل يا عبادي الذين} وبسكون الياء
13.{لاَ تَقْنَطُواْ} وبكسر النون
14.{يا حسرتى} الألف بدل من ياء المتكلم، وقرىء
يا حسرتى على الأصل، ويا حسرتاي على الجمع بين العوض والمعوض منه
15.{وَيُنَجِّى الله} وَيُنجي
16.{بِمَفَازَتِهِمْ} بمفازاتهم
17.{تَأْمُرُونِّى أَعْبُدُ} تَأْمُرُونِّىَّ
مكي، تأمرونني على الأصل شامي، تَأْمُرُونِىَ مدني
18.{حتى إذا جاؤوها فتحت} بالتخفيف فيهما
س.
اشرح الآيات التالية:
1.{فاعبد الله مُخْلِصاً لَّهُ الدين} أي
ممحضاً له الدين من الشرك والرياء بالتوحيد وتصفية السر
2.{أَلاَ لِلَّهِ الدين الخالص} أي هو الذي وجب
اختصاصه بأن تخلص له الطاعة من كل شائبة كدر لاطلاعه على الغيوب والأسرار
3.{وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى} أي لا
يؤاخذ أحد بذنب آخر
4.{لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِى هذه الدنيا
حَسَنَةٌ} أي أطاعوا الله في الدنيا معناه الذين أحسنوا في هذه الدنيا فلهم حسنة
في الآخرة
5.{ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ} أي
لهم منازل في الجنة رفيعة وفوقها منازل أرفع منها
6.{إِنَّ الله لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ كاذب
كَفَّارٌ} أي لا يهدي من هو في علمه أنه يختار الكفر يعني لا يوفقه للهدى ولا يعينه
وقت اختياره الكفر ولكنه يخذله
7.{لَّوْ أَرَادَ الله أَن يَتَّخِذَ وَلَداً
لاصطفى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ} أي لو جاز اتخاذ الولد على ما تظنون لاختار
مما يخلق ما يشاء لا ما تختارون أنتم وتشاؤون
8.{يكور الليل على النهار ويكور النهار على
الليل} المعنى أن كل واحد منهما يغيّب الآخر إذا طرأ عليه فشبه في تغييبه إياه
بشيء ظاهر لف عليه ما غيبه عن مطامح الأبصار وأن هذا يكر على هذا كروراً متتابعاً
فشبه ذلك بتتابع أكوار العمامة بعضها على أثر بعض
9.{أَفَمَن شَرَحَ الله صَدْرَهُ} والمعنى أفمن
شرح الله صدره فاهتدى كمن طبع على قلبه فقسا قلبه فحذف لأن قوله {فَوَيْلٌ للقاسية
قُلُوبُهُمْ} يدل عليه
10.{تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الذين
يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} والمعنى أنهم إذا سمعوا بالقرآن وبآيات وعيده أصابتهم خشية
تقشعر منها جلودهم
11.{ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ
إلى ذِكْرِ الله} أي إذا ذكرت آيات الرحمة لانت جلودهم وقلوبهم وزال عنها ما كان
بها من الخشية والقشعريرة
12.{فأتاهم العذاب مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ}
من الجهة التي لا يحتسبون ولا يخطر ببالهم أن الشر يأتيهم منها بينما هم آمنون إذا
فوجئوا من مأمنهم
13.{إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ
لِلنَّاسِ} لأجلهم ولأجل حاجتهم إليه ليبشروا وينذروا فتقوى دواعيهم إلى اختيار
الطاعة على المعصية
14.{فَمَنِ اهتدى فَلِنَفْسِهِ} فمن اختار الهدى
فقد نفع نفسه {وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} ومن اختار الضلالة فقد
ضرها
15.{وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ الله مَا لَمْ
يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ} وظهر لهم من سخط الله وعذابه مالم يكن قط في حسبانهم
ولا يحدثون به نفوسهم
16.{أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي
لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} {أَوْ
تَقُولَ لَوْ أَنَّ الله هَدَانِى} أي أعطاني الهداية {لَكُنتُ مِنَ المتقين} من
الذين يتقون الشرك
17.{أَوْ تَقُولَ حِينَ
تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى العذاب لَوْ أَنَّ
لِى كَرَّةً} رجعة إلى الدنيا {فَأَكُونَ مِنَ المحسنين} من الموحدين
18.{وَسِيقَ الذين كَفَرُواْ إلى جَهَنَّمَ}
سوقاً عنيفاً كما يفعل بالاسارى والخارجين على السلطان إذا سيقوا إلى حبس أو قتل
19.{والأرض جَمِيعاً قَبْضَتُهُ} القَبضة: المرة
من القبض، والقُبضة: المقدار المقبوض بالكف وكلا المعنيين محتمل، يعني أن الأرضين
مع عظمهن وبسطهن لا يبلغن إلا قبضة واحدة من قبضاته كأنه يقبضها قبضة بكف واحدة، وإذا أريد معنى القُبضة
فظاهر لأن المعنى أن الأرضين بجملتها مقدار ما يقبضه بكف واحدة
وقيل: قبضته
ملكه بلا مدافع ولا منازع .
س. ما المراد
بقوله {الذين
يَسْتَمِعُونَ القول فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} اذكر الأقوال في ذلك .
ج. 1) أراد أن
يكونوا نقاداً في الدين يميزون بين الحسن والأحسن والفاضل والأفضل فإذا اعترضهم
أمران واجب وندب اختاروا الواجب وكذا المباح والندب حرصا على ما هو أقرب عند الله
وأكثر ثواباً
2) أو يستمعون
القرآن وغيره فيتبعون القرآن
3) أو يستمعون
أوامر الله فيتبعون أحسنها نحو القصاص والعفو ونحو ذلك
4) أو يستمعون
الحديث مع القوم فيه محاسن
ومساو فيحدث بأحسن ما سمع ويكف عما سواه
س. اذكر أقوال السلف في تفسير الآيات التالية:
1.{ألا لله الدين الخالص} عن قتادة: الدين
الخالص: شهادة أن لا إله إلا الله ، وعن الحسن: الإسلام
2.{أَجْرَهُمْ بغير حساب} عن ابن عباس رضى الله
عنهما: لا يهتدي إليه حساب الحسّاب ولا يعرف
3.{إنك ميت وإنهم ميتون} عن قتادة: نعى إلى
نبيه نفسه ونعى إليكم أنفسكم أي: إنك وإياهم في عداد الموتى لأن ما هو كائن فكأن
قد كان
4.{للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة} علقه
السدى ففسر الحسنة بالصحة والعافية
5.{قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ
فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} وقيل هذه محاكمة من النبي للمشركين إلى الله،
وعن ابن المسيب: لا أعرف آية قرئت فدعي عندها إلا أجيب سواها
6.{وَبَدَا لَهُمْ
مِّنَ الله مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ} قيل: عملوا أعمالاً حسبوها حسنات فإذا هي سيئات
وعن سفيان الثوري أنه قرأها فقال: ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء، وجزع محمد بن
المنكدر عند موته فقيل له فقال: أخشى آية من كتاب الله وتلاها فأنا أخشى أن يبدوا
لى من الله مالم أحتسبه
7.{وَإِن كُنتُ لَمِنَ الساخرين} قال قتادة: لم
يكفه أن ضيع طاعة الله حتى
سخر من أهلها
8.{وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا
بِمَفَازَتِهِمْ} فسر ابن عباس رضى الله عنهما المفازة بالأعمال الحسنة
س.
ما سبب نزول الآيات التالية:
18.{قُلْ إِنّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّي
عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} ذلك أن كفار قريش قالوا له عليه السلام: الا تنظر إلى
أبيك وجدك وسادات قومك يعبدون اللات والعزى ؟ فنزلت رداً عليهم.
19.قيل له عليه السلام: إن خالفت دين آبائك فقد
خسرت فنزلت {قُلْ إِنَّ الخاسرين الذين خَسِرُواْ أَنفُسَهُم }
20.{قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} قيل نزلت فى وحشى قاتل حمزة رضى الله عنه
21.يُروى أن النبي صلى الله عليه وسلم سألهم أي
المشركين في قوله {وَلَئِن
سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقُولُنَّ الله قُلْ أَفَرَايْتُم
مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله إِنْ أَرَادَنِىَ الله} فسكتوا، فنزل: {قُلْ حَسْبِىَ الله}
س.
أكمل الفراغ بالعبارة المناسبة.
1. {الله يَتَوَفَّى الأنفس حِينَ مِوْتِهَا}
وتوفيها إماتتها وهو أن يسلب ما هي به حية حساسة دراكة {والتى لَمْ تَمُتْ فِى
مَنَامِهَا} ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها أي يتوفاها حين تنام
{فَيُمْسِكُ} {التى قضى} {عَلَيْهَا الموت} الحقيقي أي لا يردها في وقتها حية ( {وَيُرْسِلُ الأخرى}
النائمة {إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى} إلى وقت ضربه لموتها ، وقيل: يتوفى الأنفس أي
يستوفيها ويقبضها وهي الأنفس التي تكون معها الحياة والحركة ويتوفى الأنفس التي لم
تمت في منامها وهي أنفس التمييز.
2. {وَسِيقَ الذين كَفَرُواْ إلى جَهَنَّمَ}
سوقاً عنيفاً {زُمَراً} أي أفواجاً متفرقة بعضها في اثر بعض {حتى إذا جاؤوها فتحت}
{أبوابها} وهي سبعة {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا} أي حفظة جهنم وهم الملائكة
الموكلون بتعذيب أهلها {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ} من بني آدم {يتلون
عليكم آيات رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هذا} أي وقتكم هذا وهو
وقت دخولهم النار لا يوم القيامة {قَالُواْ بلى} {ولكن حَقَّتْ كَلِمَةُ العذاب
عَلَى الكافرين} أي ولكن وجبت علينا كلمة الله لاملأن جهنم بسوء أعمالنا .
س. ما سبب قول
المشركين عن أصنامهم {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى الله
زُلْفَى}
ج. قيل: كان
المسلمون إذا قالوا لهم: من خلق السموات والأرض قالوا: الله فإذا قالوا لهم: فما
لكم تعبدون الأصنام ؟ قالوا: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى .
س. ثُمَّ
إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) ماذا قال
الصحابة عن الآية ؟
ج. قال الصحابة رصى الله
عنهم أجمعين: ما خصومتنا ونحن إخوان ؟ فلما قتل عثمان رضى الله عنه قالوا: هذه
خصومتنا
س. {وَأَنَابُواْ
إِلَى الله لَهُمُ البشرى} متى نبشرهم الملائكة ؟
ج. تتلقاهم
الملائكة عند حضور الموت مبشرين وحين يحشرون
س. استدل على
المعاني التالية:
1.كانوا يتربصون برسول الله صلى الله عليه وسلم
موته فأخبر أن الموت يعمهم فلا معنى للتربص وشماتة الفاني بالفاني {إنك ميت وإنهم
ميتون}
2.فيه وعيد لقريش ووعد للمؤمنين بأنه ينتقم لهم
منهم وينصرهم عليهم {وَمَن
يَهْدِ الله فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ الله بِعَزِيزٍ ذِى انتقام}
س. {فَإِذَا
مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا
قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ}
ج. عند أي
كلمة قال المفسر لا ينبغي الوقوف عندها : ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً
مِنَّا
س. {وَيُنَجِّي
اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ} ما تفسير المفازة ؟
ج. كأنه
قيل وما مفازتهم ؟ فقيل: لا يمسهم السوء أي: ينجيهم بنفي السوء والحزن عنهم أي: لا
يمس أبدانهم أذى ولا قلوبهم خزي
س. {الله خالق كُلِّ
شَىْءٍ} رد على أي المذاهب المخالفة ؟
ج. رد على
المعتزلة والثنوبة
س. كم عدد
النفخات يوم القيامة . وما الدليل عليها ؟
ج. {وَنُفِخَ
فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ
شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} دلت
الآية على أن النفخة اثنتان: الأولى للموت والثانية للبعث، والجمهور على أنها ثلاث:
الأولى للفزع كما قال ونفخ في الصور ففزع والثانية للموت والثالثة للإعادة
س. لماذا جىء
بالواو في فتح أبواب الجنة دون جهنم ؟
ج. قيل
أبواب جهنم لا تفتح إلا عند دخول أهلها فيها، وأما أبواب الجنة فمتقدم فتحها .
س. متى كان
يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة الزمر ؟
ج. كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرا كل ليلة بني اسرائيل والزمر
س.
ما إعراب الكلمات الآتية:
1.{فاعبد الله مُخْلِصاً} حال
2.{والذين اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ}
مبتدأ محذوف الخبر تقديره والذين عبدوا الأصنام يقولون
3.{ساجدا وَقَائِماً} حالان من الضمير في قانت
4.{الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الحديث} {كتابا} بدل
من أَحْسَنَ الحديث أو حال منه ، {مَّثانِىَ} نعت كتابا أو منصوب على التمييز من
متشابها
5.{قرآنا عَرَبِيّاً} حال مؤكدة كما تقول جاءني
زيد رجلاً صالحاً وإنساناً عاقلاً فتذكر رجلاً أو إنساناً توكيداً أو نصب على
المدح
6.{ضَرَبَ الله مَثَلاً رَّجُلاً} بدل
7.{مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ : ويخزيه
صفة للعذاب كمقيم أي عذاب مخزي
8.{وَإِن كُنتُ لَمِنَ
الساخرين} محل وَإِن كُنتُ النصب على الحال كأنه قال فرطت وأنا ساخر أي فرطت في
حال سخريتي
9.{وَيَوْمَ القيامة تَرَى الذين كَذَبُواْ
عَلَى الله} {وُجُوهُهُمْ} مبتدأ {مُّسْوَدَّةٌ} خبر والجملة في محل النصب على
الحال إن كان ترى من رؤية البصر وإن كان من رؤية القلب فمفعول ثانٍ
10.لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ: واللام
الأولى موطئة للقسم المحذوف والثانية لام الجواب وهذا الجواب ساد مسد الجوابين اعني
جواب القسم والشرط
11.{بل الله فاعبد} بل إن عبدت فاعبد الله فحذف
الشرط وجعل تقديم المفعول عوضاً عنه
12.{والأرض جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامة :
والارض مبتدأ وقبضته الخبر وجميعا منصوب على الحال أي والأرض إذا كانت مجتمعة
قبضته يوم القيامة
13.{قِيلَ ادخلوا أبواب جَهَنَّمَ خالدين فِيهَا}
حال مقدرة أي مقدرين الخلود
14.{وَتَرَى الملائكة حَآفِّينَ} حال من الملائكة
15.{مِنْ حول العرش} ومن لابتداء الغاية أي
ابتداء حفوفهم من حول العرش إلى حيث شاء الله
16.{ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ
إلى ذِكْرِ الله} عدى بالى لتضمنه معنى فعل متعد بالى كأنه قيل اطمأنت إلى ذكر
الله لينة غير منقبضة.
فوائد من تفسير
سورة الزمر
منتقاة من
تفسير النسفي
{أمن هو
قانت آناء الليل...}
دلت الآية على
أن المؤمن يجب أن يكون بين الخوف والرجاء يرجو رحمته لا عمله ويحذر عقابه لتقصيره
في عمله ثم الرجاء إذا جاوز حده يكون أمناً والخوف إذا جاوز حده يكون أياما وقد
قال الله تعالى فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِلاَّ القوم الخاسرون وقال إنه لا
ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون فيجب أن لا يجاوز أحدهما حده
قوله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكتاب بالحق}
هذا ليس بتكرار،
لأن الأول كالعنوان للكتاب والثاني لبيان ما في الكتاب
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الذين يَعْلَمُونَ والذين
لاَ يَعْلَمُونَ} أي يعلمون ويعملون به كأنه جعل من لا يعمل غير عالم وفيه ازدراء
عظيم بالذين يقتنون العلوم ثم لا يقنتون ويفتنّون فيها ثم يفتنون بالدنيا فهم عند
الله جهله حيث جعل الفانتين هم العلماء أو أريد به التشبيه أي كما لا يستوي العالم
والجاهل كذلك لا يستوي المطيع والعاصي
معنى {وَأَرْضُ
الله وَاسِعَةٌ} أي لا عذر للمفرطين في الإحسان البتة حتى إن اعتلوا بأنهم لا
يتمكنون في أوطانهم من التوفر على الإحسان قيل لهم فإن أرض الله واسعة وبلاده
كثيرة فتحولوا إلى بلاد
أخر واقتدوا بالأنبياء والصالحين في مهاجرتهم إلى غير بلادهم ليزدادوا إحساناً إلى
إحسانهم وطاعة إلى طاعتهم
{إِنَّمَا
يُوَفَّى الصابرون} على مفارقة أوطانهم وعشائرهم وعلى غيرها من تجرع الغصص واحتمال البلايا في طاعة الله وازدياد
الخير
{وَأُمِرْتُ لأَنْ
أَكُونَ أَوَّلَ المسلمين} والمعنى أن الإخلاص له السبقة فى الدنيا فمن أخلص كان
سابقاً
{قُلِ الله أَعْبُدُ
مُخْلِصاً لَّهُ دِينِى} وهذه الآية إخبار بأنه يخص الله وحده بعبادته مخلصاً له
دينه دون غيره والأولى إخبار بأنه مأمور بالعبادة والإخلاص فالكلام أولاً واقع في
نفس الفعل وإثباته وثانياً فيما يفعل الفعل لأجله
ولقد وصف
خسرانهم بغاية الفظاعة في قوله {أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الخسران المبين} حيث صدر الجملة بحرف التنبيه ووسط الفصل بين المبتدأ
والخبر وعرف الخسران ونعته بالمبين وذلك لأنهم استبدلوا بالجنة ناراً وبالدرجات
دركات
{والذين اجتنبوا
الطاغوت} أطلقت على الشيطان
أو الشياطين لكون الطاغوت مصدراً وفيها مبالغات وهي التسمية بالمصدر كأن عين
الشيطان طغيان وأن البناء بناء مبالغة فإن الرحموت الرحمة الواسعة والملكوت الملك
المبسوط والقلب وهو للاختصاص إذ لا تطلق على غير الشيطان
الَّذِينَ
يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ
اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)
{الذين يَسْتَمِعُونَ
القول فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} وإنما أراد بهم أن يكونوا مع الاجتناب والإنابة
على هذه الصفة فوضع الظاهر موضع الضمير أراد أن يكونوا نقاداً في الدين يميزون بين
الحسن والأحسن والفاضل والأفضل فإذا اعترضهم أمران واجب وندب اختاروا الواجب وكذا
المباح والندب حرصا على ما هو أقرب عند الله وأكثر ثواباً أو يستمعون القرآن وغيره
فيتبعون القرآن أو يستمعون أوامر الله فيتبعون أحسنها نحو القصاص والعفو ونحو ذلك
أو يستمعون الحديث مع
القوم فيه
محاسن ومساو فيحدث بأحسن ما سمع ويكف عما سواه
اللَّهُ
نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ
جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ
إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ
يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)
إنما جاز وصف الواحد
بالجمع لأن الكتاب جملة ذات تفاصيل وتفاصيل الشيء هي جملته ألا تراك تقول القرآن أسباع وأخماس وسور وآيات فكذلك
تقول أقاصيص وأحكام ومواعظ مكررات
{ثُمَّ تَلِينُ
جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ الله} واقتصر على ذكر الله من غير ذكر
الرحمة لأن رحمته سبقت غضبه فلا صالة رحمته إذا ذكر الله لم يخطر بالبال إلا كونه
رؤوفا رحيما
وذكرت الجلود وحدها
أولاً ثم قرنت بها القلوب ثانياً لأن محل الخشية القلب فكان ذكرها يتضمن ذكر
القلوب
{أَفَمَن يَتَّقِى
بِوَجْهِهِ سُوءَ العذاب يَوْمَ القيامة} ومعناه أن الإنسان إذا لقي مخوفاً من
المخاوف استقبله بيده وطلب أن بقى بها وجهه لأنه أعز أعضائه عليه والذي يلقى في
النار يلقى مغلولة يداه إلى عنقه فلا يتهيأ له أن يتقي النار إلا بوجهه الذي كان
يتقي المخاوف بغيره وقاية له ومحاماة عليه
{قرآنا عَرَبِيّاً}
{غَيْرَ ذِى عِوَجٍ} ولم يقل مستقيماً للإشعار بأن لا يكون فيه عوج قط
ضَرَبَ اللَّهُ
مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ
يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29)
مثل الكافر ومعبوديه بعبد اشترك فيه شركاء بينهم تنازع
واختلاف وكل واحد منهم يدعي أنه عبده فهم يتجاذبونه ويتعاورونه في مهن شتى وهو
متحير لا يدري أيهم يرضي بخدمته وعلى أيهم يعتمد في حاجاته وممن يطلب رزقه وممن
يلتمس رفقه فهمه شعاع وقلبه أوزاع والمؤمن بعبد له سيد واحد فهّمه واحد وقلبه
مجتمع
{والذى
جَآءَ بالصدق وَصَدَّقَ بِهِ} هو رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بالحق وآمن به
وأراد به إياه ومن تبعه كما أراد بموسى إياه وقومه في قوله ولقد آتينا موسى الكتاب
لعلهم يهتدون فلذا قال تعالى (أُوْلَئِكَ هُمُ المتقون) وقال الزجاج روى عن علي
رضي الله عنه أنه قال والذي جاء بالصدق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي
صدق به أبو بكر الصديق رضي الله عنه ورُوي أن الذي جاء بالصدق محمد رسول الله صلى
الله عليه وسلم والذي صدق به
المؤمنون والكل صحيح كذا له قاله والوجه في العربية أن يكون جاء وصدق لفاعل واحد
لأن التغاير يستدعي إضمار الذي وذا غير جائز أو إضمار الفاعل من غير تقدم الذكر
وذا بعيد
{لِيُكَفِّرَ الله
عَنْهُمْ أَسْوَأَ الذى عَمِلُواْ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الذى
كَانُواْ يَعْمَلُونَ} إضافة أسوأ وأحسن من إضافة الشيء إلى ما هو بعضه من غير
تفضيل كقولك الأشج أعدل بني مروان
{وَلَئِن
سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقُولُنَّ الله قُلْ أَفَرَايْتُم
مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله إِنْ أَرَادَنِىَ الله} وفرض المسألة في نفسه دونهم لأنهم خوفوه معرة
الأوثان وتخبيلها بأمر بأن يقررهم أولاً بأن خالق العالم هو الله وحده ثم يقول لهم
بعد التقرير فإن أرادني خالق العالم الذي أقررتم به بضر أو برحمة هل يقدرون على خلاف
ذلك
وإنما قال
كاشفات وممسكات على التأنيث بعد قوله وَيُخَوّفُونَكَ بالذين مِن دونه لانهن إناث
وهو اللات والعزى ومناة وفيه تهكم بهم وبمعبوديهم
قُلْ يَا
قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39)
{قل يا قوم اعملوا على
مكانتكم}
والمكانة بمعنى
المكان فاستعيرت عن العين للمعنى كما يستعار هنا وحيث للزمان وهما للمكان
{إِنِّى عامل}
أي على مكانتي وحذف للاختصار ولما فيه من زيادة الوعيد والإيذان بأن حالته تزداد
كل يوم قوّة لأن الله تعالى ناصره ومعينه ألا ترى إلى قوله {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}
{مَن يَأْتِيهِ
عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} كيف توعدهم بكونه منصوراً
عليهم غالباً عليهم في الدنيا والآخرة لأنهم إذا أتاهم الخزي والعذاب فذاك عزه
وغلبته من حيث إن الغلبة تتم له بعز بعزيز من أوليائه وبذل ذليل من أعدائه
اللَّهُ
يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا
فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ
مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)
قيل يتوفى الأنفس أي
يستوفيها ويقبضها وهي الأنفس التي تكون معها الحياة والحركة ويتوفى الأنفس التي لم
تمت في منامها وهي أنفس التمييز قالوا التي تتوفى في المنام هي نفس التمييز لا نفس
الحياة لأن نفس الحياة إذا زالت زال معها النفسَ والنائم يتنفس ولكل إنسان نفسا
إحداهما نفس الحياة وهي التي تفارق عند الموت والأخرى نفس التمييز وهي التي تفارقه
إذا نام
ورُوي عن ابن
عباس رضى الله عنهما في ابن آدم نفس روح بينهما شعاع مثل شعاع الشمس فالنفس هي
التي بها العقل والتمييز والروح هي التي بها النفس والتحرك فاذا انام العبد قبض
الله نفسه ولم يقبض روحه
وعن علي رضي
الله عنه قال تخرج الروح عند النوم ويبقى شعاعها في الجسد فبذلك يرى الرؤيا فإذا
انتبه من النوم عاد الروح إلى جسده بأسرع من لحظة
وعنه ما رأت
نفس النائم في السماء فهي الرؤيا الصادقة وما رأت بعد الإرسال فيلقنها الشيطان فهي
كاذبة
وعن سعيد بن
جبير أن أرواح الأحياء وأرواح الأموات تلتقي في المنام فيتعارف منها ما شاء الله
أن يتعارف فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجسادها إلى انقضاء مدة
حياتها
ورُوي أن أرواح
المؤمنين تعرج عند النوم في السماء فمن كان منهم طاهراً أذن له في السجود ومن لم
يكن منهم طاهراً لم يؤذن له فيه
قُلْ لِلَّهِ
الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ (44)
{قُل لِلَّهِ الشفاعة
جَمِيعاً} {لَّهُ مُلْكُ السماوات والأرض} تقرير لقوله لِلَّهِ الشفاعة جَمِيعاً
لأنه إذا كان له الملك كله والشفاعة من الملك كان مالكاً لها
فَإِذَا مَسَّ
الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ
إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا
يَعْلَمُونَ (49)
وإنما ذكر الضمير في
أُوتِيتُهُ وهو للنعمة نظراً إلى المعنى لأن قوله نِعْمَةً مّنَّا شيئاً من النعمة وقسماً منها وقيل
ما في إنما موصولة لا كافة فيرجع الضمير إليها أي إن الذي أوتيته على علم
{بَلْ هِىَ
فِتْنَةٌ} ولما كان الخبر مؤنثاً أعني فتنة ساغ تأنيث المبتدأ لأجله
والسبب في عطف
هذه الآية بالفاء وعطف مثلها في أول السورة بالواو: أن هذه وقعت مسببة عن قوله
وَإِذَا ذُكِرَ الله وَحْدَهُ اشمأزت على معنى أنهم يشمئزون من ذكر الله ويستبشرون
بذكر الآلهة فإذا مس أحدهم ضر دعا من اشمأز بذكره دون من استبشر بذكره: وما بينهما
من الآي اعتراض
فإن قلت حق
الاعتراض أن يؤكد المعترض بينه وبينه
قلت ما في الاعتراض من دعاء الرسول صلى الله
عليه وسلم ربه بأمر من الله وقوله أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ ثم ما عقبه من
الوعيد العظيم تأكيد لإنكار اشمئزازهم واستبشارهم ورجوعهم إلى الله في الشدائد دون
آلهتهم كأنه قيل قل يا رب لا يحكم بيني وبين هؤلاء الذين يجترؤون عليك مثل هذه
الجراءة إلا أنت وقوله
ولو أن للذين ظلموا متناول لهم ولكل ظالم إن جعل عاماً أو إياهم خاصة إن عنينهم به
كأنه قيل ولو أن لهؤلاء الظالمين مَّا فِي الأرض جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ
لاَفْتَدَوْاْ به حكم عليهم بسوء العذاب
وأما الآية
الأولى فلم تقع مسببة وما هي إلا جملة ناسبت جملة قبلها فعطفت عليها بالواو ونحو
قام زيد وقعد عمرو وبيان وقوعها مسببة أنك تقول زيد يؤمن بالله فإذا مسه ضر التجأ
إليه فهذا تسبيب ظاهر ثم تقول زيد كافر بالله فإذا مسه ضر التجأ إليه فتجيء بالفاء
مجيئك بها ثمة كأن الكافر حين التجأ إلى الله التجاء المؤمن إليه مقيم كفره مقام
الإيمان في جعله سبباً في الالتجاء
أَوْ تَقُولَ
لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)
قال الشيخ الإمام أبو منصور رحمه الله تعالى هذا
الكافر أعرف بهداية الله من المعتزلة وكذا أولئك الكفرة الذين قالوا لأتباعهم لو
هدانا الله لهديناكم يقولون لو وفقنا الله للهداية وأعطانا الهدى لدعوناكم إليه
ولكن علم منا اختيار الضلالة والغواية فخذلنا ولم يوفقنا والمعتزلة يقولون بل
هداهم وأعطاهم التوفيق لكنهم لم يهتدوا
والحاصل أن عند
الله لطفاً من أعطى ذلك اهتدى وهو التوفيق والعصمة ومن لم يعطه ضل وغوى وكان
استحبابه العذاب وتضييعه الحق بعد ما مكن من تحصيله لذلك
بَلَى قَدْ
جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ
(59)
بلى جواب لنفي تقديري
لأن المعنى لو أن الله هداني ما هديت وإنما لم يقرن الجواب به لأنه لا بد من حكاية
أقوال النفس على ترتيبها ثم الجواب من بينها عما اقتضى الجواب
وَيُنَجِّي
اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ (61)
تفسير المفازة {لاَ
يَمَسُّهُمُ السوء} النار {وَلاَ هُمْ يحزنون} كأنه قيل وما مفازتهم فقيل لا يمسهم
السوء أي ينجيهم بنفي السوء والحزن عنهم أي لا يمس أبدانهم أذى ولا قلوبهم خزي
أو بسبب
منجاتهم من قوله تعالى فلا نحسبنهم بمفازة من العذاب أي بمنجاة منه لأن النجاة من
أعظم الفلاح وسبب منجاتهم العمل الصالح ولهذا فسر ابن عباس رضى الله عنهما المفازة
بالأعمال الحسنة ويجوز بسبب فلاحهم لأن العمل الصالح سبب الفلاح وهو دخول الجنة
ويجوز أن يسمى العمل الصالح في نفسه مفازة لانه سببها
{والذين
كَفَرُواْ بآيات الله أُوْلَئِكَ هُمُ الخاسرون} هو متصل بقوله وَيُنَجّى الله
الذين اتقوا أي
ينجي الله
المتقين بمفازاتهم والذين كفروا هم الخاسرون واعترض بينهما بأنه خالق كل شيء فهو
مهيمن عليه فلا يخفى عليه شيء من أعمال المكلفين فيها وما يجزون عليها أو بما يليه
على ان كل شىء في السموات والأرض فالله خالقه وفاتح بابه والذين كفروا وجحدوا أن
يكون الأمر كذلك أولئك هم الخاسرون
وَلَقَدْ
أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ
لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)
وإنما قال لَئِنْ
أَشْرَكْتَ على التوحيد والموحى إليهم جماعة لأن معناه أوحي إليك لئن أشركت
ليحبطنّ عملك وإلى الذين من قبلك مثله
وإنما صح هذا
الكلام مع علمه تعالى بأن رسله لا يشركون لأن الخطاب للنبي عليه السلام والمراد به غيره ولأنه على
سبيل الفرض والمحالات يصح فرضها
وقيل لئن طالعت
غيري في السر ليحبطن ما بيني وبينك من السر
{والأرض
جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامة والسماوات مطويات بِيَمِينِهِ}
المراد بهذا الكلام
إذا اخذته كما هو بجملتيه ومجموعه تصوير عظمته والتوقيف على كنه جلاله لا غير من
غير ذهاب بالقبضة ولا باليمين الى جهة حقيقة أو جهة مجاز
وَأَشْرَقَتِ
الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ
وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69)
وإضافة اسمه إلى الأرض
لأنه يزينها حيث ينشر فيها عدله وينصب فيها موازين قسطه ويحكم بالحق بين أهلها ولا
ترى أزين للبقاع من العدل ولا أعمر لها منه
وقال الإمام
أبو منصور رحمه الله يجوز أن يخلق الله نوراً فينور به أرض الموقف
وإضافته إليه
تعالى للتخصيص كبيت الله وناقة الله
ختم الآية بنفي
الظلم كما افتتحها بإثبات العدل
وَسِيقَ
الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا
وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ
فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)
قال ابن عباس طاب لكم
المقام وجعل دخول الجنة مسببا عن الطيب والطهارة لأنها دار الطيبين ومثوى الطاهرين
قد طهرها الله من كل دنس وطيبها من كل قذر فلا يدخلها الا مناسب لها موصوف بصفتها
وَقَالُوا
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ
نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)
{وَقَالُواْ الحمد
للَّهِ الذى صَدَقَنَا وَعْدَهُ} {وَأَوْرَثَنَا الأرض} أرض الجنة وقد أورثوها أي
ملكوها جعلوا ملوكها واطلق تصرفهم فيها كما يشاؤون تشبيهاً بحال الوارث وتصرفه
فيما يرثه واتساعه فيه
{نَتَبَوَّأُ}
{مِنَ الجنة حَيْثُ نَشَآءُ} أي يكون لكل واحد منهم جنة لا توصف سعة وزيادة على الحاجة فيتبوأ أي فيتخذ
متبوأ ومقراً من جنته حيث يشاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق