بسم الله الرحمن
الرحيم
المبادئ العشرة
لعلم أصول التفسير
إعداد/ عبداللطيف
بن محمد البلوشي
إنّ مبـادئ كلّ فـنّ عَشـره *** الحـدّ، والمـوضـوع، ثمّ الثَّمرهْ
وفضـلُه، ونسبـةٌ، والواضـع *** والاسم، الاستمداد، حكم الشارع
مسائلٌ، والبعضُ بالبعضِ اكتفى *** ومن درى الجميـع حـاز الشّرفا
1- أمّا حدّه: وهو اصطلاح المناطقة.
فأصول التّفسير له تعريفان، أحدهما:
أ) التّعريف باعتباره مركّباً تركيبا إضافيّا:
- فالأصول جمع
أصل، وهو لغة: ما يُبنَى عليه غيره بناءً حسّيا أو معنويّا، أو هو أسفل الشيء
وأسّه، ومنه قوله تعالى: (كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء)
- التفسير:
في اللّغة: مأخوذ من مادة (فَسَرَ)، وهي تدل على الإيضاح والتّبيان، والكشف عن
الشّيء، ومنه قوله تعالى:{وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ
إِلَّا جِئْنَاكَ بِالحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً}
أي: بيانا وإيضاحا.
و( التّفسير ) مشتقّ من ( الفسر )، فإذا قلت: فَسَرَ الشّيءُ، أي: بان وظهر.
وغلب التفسير على بيان معاني كلام الله، ولفظ الشرح على شرح كلام
رسوله صلى الله عليه وسلم وشرح الكتب.
والتّفسير في الاصطلاح: هو
بيان معاني القرآن الكريم، وقال الزّركشي رحمه الله في " البرهان
":" هو علم يفهم به كتاب الله
المنزّل على نبيّه محمّد صلّى الله عليه
وسلّم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه ".
ب) التّعريف باعتباره لقبا لعلم من
العلوم:
أصول التّفسير هو: هي الأسس والمقدمات العلمية التي تعين على
فهم التفسير، وما يقع فيه من الاختلاف، وكيفية التعامل معه.
أي: هو العلم الّذي يضع القواعد والضّوابط
للمنهج الأمثل لتفسير القرآن.
2- موضوعه:
القواعد والأصول الّتي لا بدّ من اعتمادها لتفسير القرآن الكريم.
3- ثمرتُه: اجتناب الوقوع في الغلط و التّحريف في بيان مراد
الله تعالى من كلامه.
فالفائدة الكبرى من أصول التفسير:
الأولى: معرفة القول الصواب وتمييزه عن غيره.
الثانية: معرفة القول الخطأ بأنه خطأ، وإلا لما أمكن الحذر منه.
وغايته: تمييز الصواب من الخطأ، والبرهان على ذلك بالعلم الصحيح.
4- فضلُه: فشرف
العلم بشرف المعلوم، وهذا العلم أشرف العلوم لأنّه يتعلّق بكلام الله عزّ وجلّ.
5- نسبتُه: من
العلوم الشّرعيّة، وبالأخصّ: علوم القرآن.
6- واضعُه: أو نشأة علم أصول التفسير:
منثورة متعل بدأت بوجود تطبيقات قة به، ثم جمعت هذه التطبيقات؛ فحصل
منها علم أصول التفسير .
مراحل تطور علم أصول التفسير وكتبه :
- أولا: وجود أصول التفسير في الآثار النبوية، وآثار السلف الكرام.
- ثانيا : التدوين الضمني في كتب التفسير ومقدمات بعض المفسرين وكتب
علوم القرآن وأصول الفقه .
1 - مقدمات المفسرين التي يقدمون بها
تفاسيرهم:
تجد
في بعض التفاسير مقدماتٍ مهمة تتعلق بهذا العلم، حيث يذكرون شيئاً من مباحثه، ومن
أمثلة ذلك:
1)
مقدمة
ابن كثير، وقد استفادها من شيخ الإسلام ابن تيمية.
2)
مقدمة
النكت والعيون، للماوردي.
3)
مقدمة
ابن جزي الكلبي لتفسيره.
4)
مقدمة
جامع التفاسير، للراغب الأصفهاني.
5)
مقدمة
القاسمي لتفسيره.
6)
مقدمة
التحرير والتنوير.
وغيرها
من المقدمات التي تطول فصولها وتستوعب كثيراً من المباحث، فإنها لا تخلو من مباحث
في هذا العلم.
2- كتب
علوم القرآن:
يعتبر
أصول التفسير جزءاً من علوم القرآن ـ وإن كان بعضهم يجعله مصطلحاً مرادفاً ـ ولذا؛
فإن الباحث في كتب علوم القرآن سيظفر بمجموعة من مسائل هذا العلم.
ومن
هذه الكتب:
كتاب
«البرهان في علوم القرآن» لبدر الدين الزركشي (ت:794هـ)، وكتاب «الإتقان في علوم
القرآن» لجلال الدين السيوطي (ت:911هـ). وغيرها من الكتب التي تشمل جملة من علوم القرآن .
3 - كتب التفاسير:
استقراء
كتب التفسير أهم هذه المراجع، وبه تظهر فوائد هذا العلم، والرجوع إلى التفاسير
واستنباط المعلومات منها يثري البحث ويزيده قوة، ومن أهم الكتب التي يمكن
استقراؤها في التفسير كتب المحققين الذين يعتمدون النقاش والترجيح بعد نقل الأقوال. ومن هذه الكتب على سبيل
المثال:
1 - تفسير الإمام الطبري.
2 - تفسير ابن عطية.
3 - تفسير الشنقيطي.
4
- تفسير الطاهر بن عاشور.
4-
كتب أصول الفقه:
كتب
أصول الفقه تتضمن مباحث تتعلق بأصول تفسير القرآن وقواعده
ومن
أنفس هذه الكتب الأصولية: كتاب الموافقات للشاطبي
ثالثا:
التدوين المستقل في كتب مخصصة لهذا
العلم .
وهذه الكتب لم تحوِ جميع مادة هذا العلم، ولكن فيها
مسائل متناثرة منه، ومن أهم هذه المؤلفات:
أـ «مقدمة في أصول التفسير»، لشيخ الإسلام ابن تيمية
(ت:728هـ).
وليس هذا الاسم (مقدمة في أصول التفسير) من وضع شيخ
الإسلام، بل هو من وضع مفتي الحنابلة بدمشق، جميل الشطي الذي طبع الكتاب سنة
1355هـ .
وقد نبه شيخ الإسلام في المقدمة على أن ما سيكتبه هو
قواعد تعين على فهم القرآن وتفسيره وبيان معانيه .
ب ـ «الفوز الكبير في أصول التفسير» للدهلوي (ت:1176هـ).
جـ «أصول في التفسير» للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين.
د ـ «أصول التفسير وقواعده» لخالد العك.
هـ «بحوث في أصول التفسير» لمحمد لطفي الصباغ.
وـ «دراسات في أصول التفسير» لمحسن عبد الحميد.
ز ـ «أصول التفسير ومناهجه» للدكتور فهد الرومي
7- اسمُه: أصول التّفسير، أو قواعد التّفسير، أو قانون التّأويل.
-
أصول التفسير مغاير لعلوم القرآن الكريم: وذلك ظاهر بالإضافة،
فالأصول مضافة إلى التفسير والتفسير جزء من علوم القرآن، وبهذا يكون أصول التفسير
جزء من علوم القرآن.
-
وقد يشتبه أصول التفسير بمصطلح قواعد التفسير: غير أن
القواعد تندرج تحت الأصول.
-
الفرق بين التفسير وبين التأويل والاستنباط والتدبر.
8- واستمداده: من كلام الله تعالى، وكلام رسوله صلّى الله
عليه وسلّم، وأقوال الصّحابة والتّابعين، وعلوم اللّغة العربيّة.
9- حكم تعلّمه: الوجوب الكفائيّ على أهل كلّ ناحية، والعينيّ على
المفسّر تأليفا أو تدريسا.
10- ومسائله:
من أهم مسائل هذا العلم ثلاثة أمور كلية : الأول: مصادر التفسير
وطرقه . الثاني : الاختلاف في التفسير : أنواعه وأسبابه . الثالث : قواعد التفسير،
وهي قسمان :
ا- القواعد العامة .
۲ - قواعد الترجيح .
ومن أشهر مسائله: التّعريف بالقرآن، ونزول
القرآن، وأسباب النزول، والنّاسخ والمنسوخ، وأنواع التّفسير، واختلاف المفسّرين،
وغير ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق