بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة عن تفسير
الجلالين
عبد اللطيف
محمد البلوشي
أهمية كتاب تفسير الجلالين:
قال حاجي خليفة:
" وهو -تفسير الجلالين- صغير الحجم كبير المعنى وهو لب لباب التفاسير"
قال الصباغ :
ولعل إخلاص مؤلفيه كان من الأسباب التي مكنت له من الذيوع والانتشار، فما أعلم
تفسيرا أكثر منه انتشارا وذيوعا .
وقال: وكثيرا ما
وازنت بين المعاني التي يوردها في تفسير الآية وبين ما في التفاسير المطولة في
شرحها فلم أجد في كثير من المواضع معنى من المعاني التي أوردوها قد فاته.
الجلالان:
ألَّف هذا التفسير
الإمامان الجليلان، جلال الدين المحلَّى المتوفى 864هـ، وجلال الدين السيوطي 911هـ.
مصادر التفسير:
التعريف بهذا التفسير
وطريقة مؤلفيه فيه:
القدر الذي فسره
كل واحد منهما :
أما جلال الدين المحلَّى،
فقد ابتدأ تفسيره من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس، ثم ابتدأ بتفسير الفاتحة،
وبعد أن أتمها اخترمته المنية فلم يُفسِّر ما بعدها.
وأما جلال الدين
السيوطى - فقد جاء بعد الجلال المحلَّى فكمَّل تفسيره، فابتدأ بتفسير سورة البقرة،
وانتهى عند آخر سورة الإسراء، ووضع تفسير الفاتحة فى آخر تفسير الجلال المحلَّى لتكون
ملحقة به.
متابعة السيوطي
للمحلي في نمط تفسيره:
فالجلال المحلَّى،
فسَّر الجزء الذى فسَّره بعبارة موجزة محررة، فى غاية الحسن ونهاية الدقة.
والجلال السيوطى
تابعه على ذلك ولم يتوسع؛ لأنه التزم بأن يتم الكتاب على النمط الذى جرى عليه الجلال
المحلَّى، كما أوضح هو ذلك فى مقدمته.
وذكر فى خاتمة سورة
الإسراء أنه ألَّف الجزء الذى ألَّفه فى قدر ميعاد الكليم، وهو أربعون يوماً،
وكان عمره –
السيوطي حينما انتهى من تأليفه : اثنتان وعشرون سنة .
وذكر السيوطي: أنه
استفاد فى تفسيره من تفسير الجلال المحلَّى، وأنه اعتمد عليه فى الآى المتشابهة، كما
أنه اعترف - جازماً - بأن الذى وضعه الجلال المحلَّى فى قطعته أحسن مما وضعه هو بطبقات
كثيرة".
وعلى الجملة.. فالسيوطى
قد نهج فى تفسيره منهج المحلَّى "من ذكر ما يفهم من كلام الله تعالى، والاعتماد
على أرجح الأقوال، وإعراب ما يحتاج إليه، والتنبيه على القراءات المختلفة المشهورة،
على وجه لطيف، وتعبير وجيز، وترك التطويل بذكر أقوال غير مرضية، وأعاريب محلها كتب
العربية".
ولا شك أن الذى يقرأ
تفسير الجلالين، لا يكاد يلمس فرقاً واضحاً بين طريقة الشيخين فيما فسَّراه، ولا يكاد
يحس بمخالفة بينهما فى ناحية من نواحى التفسير المختلفة، اللَّهم إلا فى مواضع قليلة
لا تبلغ العشرة كما قيل.
إلا أن السيوطي
كان أكثر اهتماما بتفسير المأثور وكثرة الاستشهاد بالأحاديث وإيراد أسباب النزول .
التفسيران في
غاية الاختصار :
ثم إن هذا التفسير،
غاية فى الاختصار والإيجاز، حتى لقد ذكر صاحب كشف الظنون عن بعض علماء اليمن أنه قال:
"عددتُ حروف القرآن وتفسيره للجلالين فوجدتهما متساويين إلى سورة المزمل. ومن
سورة المدثر التفسير زائد على القرآن، فعلى هذا يجوز حمله بغير الوضوء".
اهتمام العلماء
به :
ومع هذا الاختصار،
فالكتاب قَيِّمٌ فى بابه، وهو من أعظم التفاسير انتشاراً، وأكثرها تداولاً ونفعاً،
وقد طُبِع مراراً كثيرة، وظفر بكثير من تعاليق العلماء وحواشيهم عليه، ومن أهم هذه
الحواشى: حاشية الجمل، وحاشية الصاوى، وهما متداولتان بين أهل العلم.
وأجودها حاشية الشيخ
سليمان الجمل الشافعي، وحاشية الصاوي أحمد الصاوي المالكي وهي مختصرة
من حاشية الجمل كما نص على ذلك الصاوي في المقدمة، وزادها فوائد وزوائد وطرائف، لكن
حاشية الجمل تغني عنها.
مذهب الجلالين الفقهي
والعقدي:
أما المذهب الفقهي هما شافعيان،
وأثر ذلك على فهمهما للنصوص، وترجيحهما في آيات الأحكام،
أما المذهب العقدي بالنسبة للجلالين
فقد سلكا مسلك التأويل لكثير من الصفات التي يؤولها الأشاعرة
أولا: التأويلات
في بعض آيات الصفات
جاء في تفسير الجلالين
تأويل بعض آيات الصفات على خلاف الظاهر وعلى خلاف منهج السلف في ذلك، ومن الأمثلة على
ذلك:
الثاني: قصر العام
على بعض أفراده
وذلك أن اللفظ أحياناً
قد يصدق على عدة معان ويطلق عليها ويحتملها كلها أو يقصد به مجموعها، فلو قيل بأحدها
فقط وطرح الباقي، ولم يلتفت إليه لكان اطراحاً لمعان حقه هي جزء من مدلولات اللفظ.
في الإسرائيليات
يقصد بالإسرائيليات
هنا ما ورد من حكايات نقلاً عن أهل الكتاب من بني إسرائيل، عن بعض التابعين ومعلوم
لنا جميعاً أنه فيما يتعلق بالإسرائيليات فهي ثلاثة أنواع:
1 - ما ورد شرعنا
بتصديقه، فهذا نصدقه ونحكيه.
2 - ما ورد شرعنا
بتكذيبه، فهذا لا نشتغل به ولا نحكيه إلا على سبيل بيان بطلانه.
3 - ما لم يرد شرعنا
بتصديق له ولا تكذيب، فهذا وإن حكي فإنه لا يصدق ولا يكذب لأنه يحتمل الأمرين.
مميزات الكتاب :
1.
مناسبة الكتاب وأسلوبه للفئة
العمرية للطلاب ومناسبة حجم الكتاب للمنهج والحصص المقررة.
2.
جاء في غاية من الاختصار، وأسلوب مميز من سلامة في العبارة، وسلاسة في
اختيار الألفاظ.
3.
يذكر ما تدل عليه الآيات القرآنية، وما يُفهم منها، ومن ثَمَّ يختار أرجح
الأقوال وأصحها.
4.
يقوم على إعراب ما يحتاج إلى إعراب، دون توسُّع يُخرج عن القصد، بل في
حدود ما يفي بالغرض.
5.
التنبيه على القراءات المشهورة على وجه لطيف، وبتعبير وجيز، والإعراض عن
القراءات الشاذة.
6.
كثرة علوم التفسير التي تعرض
لها وأنواع الفوائد والنكات العلمية مع اختصاره.
ملاحظات على الكتاب :
1.
تأويل
آيات الصفات، خلافاً لمنهج سلف هذه الأمة في إمرارها من غير تأويل.
2.
وجود
بعض الإسرائيليات الباطلة، على نحو ما هو ملاحظ في عامَّة كتب التفسير.
3.
التوسع
في استعمال مصطلحات نحوية لا يفهمها إلا المختصون.
4.
تعدد
القراءات في التفاسير الموجزة حيث لا يفيد غير المتخصِّصين من القرَّاء، وبناء
التفسير على قراءة غير قراءة حفص الشائعة.
5- الإيجاز
الشديد المؤدِّي في كثير من الأحيان إلى الغموض، والسكوت في بعض الأحيان عما يحتاج
إلى التفسير.
6-
اختيار قول مرجوح في التفسير.
7-
صعوبة الوقوف على تفسير الآية أحيانا لأن مؤلفيه يردان القاريء إلى البحث عن تفسير
الآية فيما سبق ولا يحددان له المواضع المطلوبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق