بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة الحافظ ابن حجر العسقلاني
( 773 - 852
هـ = 1372 - 1449 م )
نسبه
[1]:
الحافظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن
محمود بن أحمد بن حجر[2] بن
أحمد الكناني العسقلاني الأصل، ثم المصري،
الشافعي،
أصله من عسقلان ( بفلسطين ) ومولده ووفاته بالقاهرة[3].
قاضي القضاة شيخ الإسلام، شهاب الدين، أبو الفضل بن نور الدين، بن قطب الدين، بن ناصر الدين، بن جلال الدين.
مولده ونشأته :
ولد
في ثاني عشري شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بمصر العتيقة، ونشأ بها يتيماً في
كنف أحد أوصيائه الزكي الخروبي فحفظ القرآن وهو ابن تسع عند الصدر السفطي شارح
مختصر التبريزي وصلى به على العادة بمكة حيث كان مع وصيه بها[4].
طلبه للعلم :
عني بالأدب والشعر حتى برع
فيهما ونظم الكثير فأجاد، وهو ثاني السبعة
الشهب من الشعراء. وكتب الخط المنسوب. ثم حبب إليه فن الحديث فأقبل عليه سماعاً وكتابة
وتخريجاً وتعليقا وتصنيفا.
حُكى
أنه شرب ماء زمزم ليصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ فبلغها وزاد عليها.
ولما حضرت العراقي الوفاة قيل له من تخلف بعدك؟ قال ابن حجر ثم ابني
أبو زرعة ثم الهيثمي[5].
صفاته :
كان رحمه الله تعالى صبيح الوجه للقصر أقرب ذا
لحية بيضاء وفي الهامة نحيف الجسم فصيح اللسان شجي الصوت جيد الذكاء عظيم الحذق
راوية للشعر وأيام من تقدمه ومن عاصره، هذا مع كثرة الصوم ولزوم العبادة واقتفاء
السلف الصالح، وأوقاته مقسمة للطلبة مع كثرة المطالعة والتأليف والتصدي للافتاء
والتصنيف[6].
شيوخه :
لازم
حافظ عصره زين الدين العراقي حتى تخرج به واكب عليه أكبابا لا مزيد عليه حتى رأس
فيه في حياة شيوخه وشهدوا له بالحفظ.
وتفقه على الشيخ سراج الدين البلقيني، والشيخ سراج الدين ابن الملقن، والشيخ برهان الدين الأنباسي.
وأخذ الأصول وغيرها عن العلامة عز الدين بن جماعة ولازمه طويلاً [7].
ورحل إلى الشام والحجاز
ودخل اليمن. فاجتمع بالعلامة مجد الدين
الشيرازي صاحب القاموس. ثم رجع فأقبل
بكليته على الحديث وصنف فيه التصانيف الباهرة.
وتقدم في جميع فنونه، وانتهت إليه الرحلة والرياسة في الحديث في
الدنيا بأسرها، فلم يكن في عصره حافظ سواه[8].
أعماله :
ولي وظائف سنية كتدريس الحديث بالشيخونية، وبجامع القلعة، وبالجمالية، وبالبيبرسية، وتدريس الفقه بالمؤيدية
وبالشيخونية وولي مشيخة الشيوخ بالبيبرسية، ومشيخة الصلاحية بجوار مشهد الإمام الشافعي رحمه
الله تعالى. وولي قضاء القضاة بالديار
المصرية، وأول ما وليه سنة سبع وعشرين [9].
وفاته:
توفي
في أواخر ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وكان له مشهد لم ير من حضره من الشيوخ فضلاً
عمن دونهم مثله وشهد أمير المؤمنين والسلطان فمن دونهما الصلاة عليه وقدم السلطان
الخليفة للصلاة؛ ودفن تجاه تربة الديلمي بالقرافة وتزاحم الأمراء والأكابر على حمل
نعشه ومشى إلى تربته من لم يمش نصف مسافتها قط، ولم يخلف بعده في مجموعه مثله[10].
تصانيفه :
قال
السخاوي: ( انتشرت مصنفاته في حياته
وتهادتها الملوك وكتبها الاكابر )[11].
من
أشهر مصنفاته : ( الدرر الكامنة في أعيان
المئة الثامنة )، و ( لسان الميزان )
تراجم، و ( الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف ) و ( تقريب التهذيب ) في أسماء
رجال الحديث، و ( الاصابة في تمييز أسماء الصحابة - ط ) و
( تهذيب التهذيب - ط ) في رجال الحديث، و ( تعجيل المنفعة بزوائد رجال الائمة الاربعة )
و ( تعريف أهل التقديس ) ويعرف بطبقات المدلسين، و ( بلوغ المرام من أدلة الاحكام
)، و ( نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر ) في
اصطلاح الحديث، و ( القول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد ) و ( تبصير
المنتبه في تحرير المشتبه ) ، و (
رفع الاصر عن قضاة مصر ) و ( إنباء الغمر بأنباء العمر ) و ( الديباجة ) في
الحديث، و ( فتح الباري في شرح صحيح البخاري ) و ( التلخيص الحبير في تخريج أحاديث
الرافعي الكبير ) و ( بلوغ المرام من أدلة الاحكام ) مع شرحه ( سبل السلام في شرح
بلوغ المرام ) لمحمد بن إسماعيل الامير. ولتلميذه السخاوي كتاب في ترجمته
سماه ( الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر )[12].
وله ديوان شعر ومن شعره
( أحببت وقادا كنجم طالع ** أنزلته برضا الغرام
فؤادي )
( وأنا
الشهاب فلا تعاند عاذلي ** إن ملت نحو الكوكب الوقاد )[13]
ومن شعره :
ثلاث من الدنيا إذا هي حُصلت. . . لشخص فلن يخشى من الضر والضير
غنى عن بنيها والسلامة منهم : . . . وصحة جسم ثم خاتمة الخير[14]
المصادر
:
1. نظم
العقيان في أعيان الأعيان لجلال الدين السيوطي، دار النشر : المكتبة العلمية – بيروت
2. شذرات
الذهب في أخبار من ذهب، لعبد الحي بن أحمد بن محمد العكري الحنبلي، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط، محمود الأرناؤوط، الناشر
دار بن كثير - دمشق، 1406هـ، ج: 10
3. الأعلام
لخير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي ( المتوفى : 1396هـ )، الناشر : دار العلم للملايين، الطبعة : الخامسة عشر - أيار
/ مايو 2002 م
4. الضوء
اللامع لأهل القرن التاسع لإمام السخاوي
5.
ذيل طبقات الحفاظ للذهبي، أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، دراسة وتحقيق: الشيخ زكريا عميرات، الناشر: دار الكتب العلمية
6. حسن
المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي ( المتوفى
: 911هـ )، المحقق : محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب
العربية - عيسى البابي الحلبي وشركاه – مصر، ط 1، 1387 هـ - 1967
م.
[1] - نظم العقيان في أعيان
الأعيان للسيوطي،
ص: 45
[2] - نسبة إلى آل حجر قوم
تسكن الجنوب الآخر على بلاد الجريد وأرضهم قابس. ينظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب لعبد الحي العكري
: 7 / 270
[3] - الأعلام لخير الدين الزركلي 1 / 178
[4] - الضوء اللامع للسخاوي
[6] - شذرات الذهب في أخبار
من ذهب لعبد الحي العكري : 7 / 270
[7] - نظم العقيان في أعيان
الأعيان للسيوطي،
ص: 45
[8] - حسن المحاضرة في
تاريخ مصر والقاهرة للسيوطي : 1 / 363
[9] - نظم العقيان في أعيان
الأعيان للسيوطي،
ص: 45
[10] - الضوء اللامع للسخاوي
[11] - الأعلام لخير الدين الزركلي 1 / 178
[12] - الأعلام لخير الدين الزركلي 1 / 178
[13] - شذرات الذهب في أخبار
من ذهب لعبد الحي العكري : 7 / 270
[14] - نظم العقيان في أعيان
الأعيان للسيوطي،
ص: 51
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق