الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

فقيه الحجاز عبد الملك ابن جريج رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فقيه الحجاز عبد الملك ابن جريج رحمه الله

 

إعداد/ عبد اللطيف بن محمد البلوشي

 

نسبه:

الإمام الحافظ فقيه الحرم عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج[1] الأموي مولاهم المكي وأصله رومي [2] من موالي قريش.

مولى بني أمية بن خالد القرشي، ويقال مولى لآل خالد بن أسيد [3].

قال ابن سعد: كان جريج عبدا لأم حبيب بنت جبير وكانت تحت عبد العزيز بن عبدالله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية فنسب إلى ولائه [4].

قال عبد الرزاق له كنيتان: أبو الوليد وأبو خالد .

قال مسلم: وهو بأبي الوليد أشهر.

عالم مكة فقيه الحجاز مشهور بالعلم والتثبت كثير الحديث.

من السادسة ، من تابعي التابعين.

ولابن جريج ابن يسمى: عبد العزيز، وله ابن يقال له: الوليد بن عبد العزيز بن جريج.

وقال المزي: وكان لابن جُرَيْج أخ اسمه محمد بن عبد العزيز، وابن اسمه محمد بن عَبدالمَلِك بن عبد العزيز [5].

 

ولادته:

مكي المولد والوفاة.

نقل ابن حجر عن ابن سعد قال: ولد سنة ثمانين عام الجحاف (سيل كان بمكة).

قال الذهبي: ولد سنة نيف وسبعين وأدرك صغار الصحابة لكن لم يحفظ عنهم.

 

نشأته :

كان ينزل بئر ميمون بمكة في أصل ثبير على ثلاثة أميال من مكة [6].

طلبه للعلم:

قال الذهبي: قال أحمد: كان ابن جريج من أوعية العلم.

قلت: ولم يطلب العلم إلا في الكهولة، ولو سمع في عنفوان شبابه لحمل عن غير واحد من الصحابة.

وقال : أخذت أحاديث صفية بنت شيبة وأردت أن أدخل عليها [7].

قال بن جريج: قدمت بلدا داثراً فنثرت لهم عيبة علم يعني اليمن.

ملازمته لعطاء:

قال ابن جريج: كنت أتتبع الأشعار الغريبة والأنساب فقيل لي: لو لزمت عطاء فلزمته ثماني عشرة سنة أو تسع عشرة سنة إلا أشهرا أو ما شاء الله .

وعن ابن جُرَيْج : اختلفت إلى عطاء ثماني عشرة سنة، وكان يبيت في المسجد عشرين سنة.

وقال: جالست عمرو بن دينار: بعدما فرغت من عطاء سبع سنين [8].

عن مسعدة بن اليسع يقول: سمعت بن جريج يقول: لم يغلبني على يسار عطاء عشرين سنة أحد قيل له: ما يمنعك عن يمينه، قال: كانت قريش تغلبني عليه [9].

عن عبد الوهاب بن همام أخي عبد الرزاق بن همام ، عن ابن جُرَيْج : أتيت عطاء وأنا أريد هذا الشأن وعنده عَبد الله بن عُبَيد بن عُمَير ، فقال لي عَبد الله بن عُبَيد : قرأت القرآن ؟ قلت : لا. قال : فاذهب فاقرأ القرآن ثم اطلب العلم. قال : فذهبت فغبرت زمانا حتى قرأت القرآن ، ثم جئت إلى عطاء وعنده عَبد الله بن عُبَيد ، فقال : تعلمت القرآن. أو قرأت القرآن ؟ قلت : نعم. قال : تعلمت الفريضة ؟ قلت : لا. قال : فتعلم الفريضة ثم اطلب العلم. قال : فطلبت الفريضة ، ثم جئت ، فقال : تعلمت الفريضة ؟ قلت : نعم ، قال : الآن فاطلب العلم. قال : فلزمت عطاء سبع عشرة سنة [10].

قال ابن خلكان: وكان عبد الملك أحد العلماء المشهورين.

 وكان يقول كنت مع معن بن زائدة باليمن فحضر وقت الحج، فلم تحضرني نية فخطر ببالي قول عمر بن أبي ربيعة:

( بالله قولي له من غير معتبة * ماذا أردت بطول المكث في اليمن )

( إن كنت حاولت دنيا أو نعمت بها * فما أخذت بترك الحج من ثمن )

قال: فدخلت على معن فأخبرته أني قد عزمت على الحج، فقال لي: ما يدعوك إليه ولم تكن تذكره، فقلت له: ذكرت بيتين لعمر بن أبي ربيعة وأنشدته إياهما، فجهزني وانطلقت[11].

 

شيوخه.

قال النووي: تفقه ابن جريج على أبى محمد عطاء بن أسلم أبى رباح، وتفقه عطاء على أبى العباس عبد الله بن عباس، وأخذ ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عمر بن الخطاب، وعلى، وزيد بن ثابت، وجماعات من الصحابة، رضي الله عنهم، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[12].

روى عن حكيمة بنت رقيقة وأبيه عبد العزيز وإسحاق بن أبي طلحة وزيد بن أسلم

والزهري، وقال لم أسمع من الزهري إنما أعطاني جزأ كتبته وأجازه لي[13].

 ورى كذلك عن سليمان بن أبي مسلم الأحول وصالح بن كيسان وصفوان بن سليم وطاووس وابن أبي مليكة وعبد الله بن محمد بن عقيل وعطاء الخراساني وعكرمة وقيل: لم يسمع منه، وعمرو بن دينار وسعيد بن الحويرث وأبي الزبير ومحمد بن المنكدر ونافع مولى بن عمر وهشام بن عروة وموسى بن عقبة ومنصور بن عبد الرحمن الحجبي وأبي بكر بن أبي مليكة وإسماعيل بن أمية وإسماعيل بن محمد بن سعد وأيوب السختياني وجعفر الصادق والحارث بن أبي ذباب والحسن بن مسلم بن يناق وزياد بن سعد الخراساني وسليمان الأحول وسهيل بن أبي صالح وأبي قزعة سويد بن حجير وعامر بن مصعب وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وعبد الله بن طاوس وعبد الله بن عبيد بن عمير وعبد الله بن كيسان ومحمد بن عمر وعبد الحميد بن جبير بن شيبة وعثمان بن أبي سليمان وعكرمة بن خالد المخزومي وعمرو بن عبد الله بن عروة وعمرو بن عطاء أبي الخوار وعمرو بن يحيى بن عمارة وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وعبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس وعبد الكريم الجزري وعبيد الله بن أبي يزيد والعلاء بن عبد الرحمن والقاسم بن أبي بزة ومحمد بن عباد بن جعفر ومحمد بن يوسف المدني وهشام بن حسان والوليد بن عطاء بن خباب ويحيى بن سعيد الأنصاري ويعلى بن مسلم ويعلى بن حكيم ويحيى بن عبد الله بن صيفي ويوسف بن ماهك ويوسف بن يونس وبنانة مولاة عبد الرحمن بن حيان وسعيد بن أبي أيوب ويحيى بن أيوب المصريان وهما أصغر منه وعبيد الله بن عمر العمري ومعمر بن راشد وهما من أقرانه وخلق كثير [14].

 

تلامذته.

روى عنه ابناه عبد العزيز ومحمد والأوزاعي والليث ويحيى بن سعيد الأنصاري وهو من شيوخه وحماد بن زيد وعبد الوهاب الثقفي وعيسى بن يونس ووهيب بن خالد وأبو قرة موسى بن طارق وحفص بن غياث ومسلم بن خالد الزنجي ومفضل بن فضالة المصري وهمام بن يحيى وإسماعيل بن علية وإسماعيل بن عياش وابن عيينة وخالد بن الحارث وزهير بن محمد التميمي وأبو خالد الأحمر وأبو ضمرة وعبد الله بن إدريس وابن المبارك وابن وهب والقطان والوليد بن مسلم ووكيع ويحيى بن زائدة ويحيى بن سعيد الأموي وهشام بن يوسف الصنعاني وغندر وأبو أسامة ومحمد بن بكر البرساني وحجاج بن محمد المصيصي وحماد بن مسعدة وروح بن عبادة وعبد الله بن الحارث المخزومي وعبد الله بن داود الخريبي وعبد الرزاق وعبد المجيد بن أبي رواد ومخلد بن يزيد والنضر بن شميل وعلي بن مسهر ومكي بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله الأنصاري وعبيد الله بن موسى وأبو عاصم وعثمان بن الهيثم وآخرون [15].

 

حكم العلماء فيه:

 

تعديله:

قال ابن حجر في التقريب: ثقة فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل من السادسة[16].

وسئل عنه أبو زرعة فقال بخ من الأئمة .

وَقَال ابن خراش : كان صدوقا[17].

وقال العجلي مكي ثقة [18].

وسئل أبو حاتم عنه فقال هو صالح الحديث.

وَقَال ابن شاهين : ثقة حجة ، قاله عثمان.

وَقَال علي بن المديني: سألت يحيى بن سَعِيد : من أثبت أصحاب نافع ؟ قال : أيوب ، وعُبَيد الله ، ومالك بن أنس ، وابن جُرَيْج أثبت من مالك في نافع [19].

وَقَال إسحاق بن منصور عن يحيى بن مَعِين ، وسئل عن ابن جُرَيْج أين يقع من قيس بن سعد وعبد الملك بن أَبي سُلَيْمان ؟ قال : هو أثبت منهما .

وَقَال عثمان بن سَعِيد الدارمي : قلت (أي ليحيى بن مَعِين) : ابن جُرَيْج أحب إليك أو عَبد المَلِك بن أَبي سُلَيْمان ؟ فقال : كلاهما ثقتان .

وَقَال أبو زُرْعَة الدمشقي ، عن أحمد بن حنبل : روى عن ست عجائز من عجائز المسجد الحرام ، وكان صاحب علم.

وَقَال سُلَيْمان بن النضر الشيرازي ، عن مخلد بن الحسين : ما رأيت خلقا من خلق الله أصدق لهجة من ابن جُرَيْج.

قال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد القطان: بن جريج أثبت في نافع من مالك.

وقال أحمد: بن جريج أثبت الناس في عطاء .

وَقَال يعقوب بن سفيان قال علي : قلت ليحيى : سفيان في عَمْرو بن دينار أثبت من ابن جُرَيْج ؟ فقال : بل ابن جُرَيْج أثبت.

 وقال الأثرم عن أحمد: إذا قال بن جريج قال فلان وقال فلان وأخبرت جاء مناكير وإذا قال أخبرني وسمعت فحسبك به .

وقال جعفر بن عبد الواحد عن يحيى بن سعيد: كان بن جريج صدوقا، فإذا قال  "حدثني" فهو سماع، وإذا قال "أخبرني" فهو قراءة، وإذا قال "قال" فهو شبه الريح .

 

كتبه:

وقال أبو بكر بن خلاد عن يحيى بن سعيد: كنا نسمي كتب بن جريج كتب الأمانة وأن لم يحدثك بها بن جريج من كتابه لم ينتفع به .

 وَقَال أحمد بن سعد بن أَبي مريم، عن يحيى بن مَعِين : ثقة في كل ماروى عنه من الكتاب [20].

وَقَال عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان الثوري : أعياني حديث ابن جُرَيْج أن أحفظه ، فنظرت إلى شيء يجمع فيه المعنى ، فحفظته وتركت ما سوى ذلك.

 

تجريحه:

وقال عثمان الدارمي عن إسماعيل بن داود عن بن معين: ليس بشيء في الزهري .

وقال المخراقي عن مالك كان بن جريج حاطب ليل .

وَقَال محمد بن المنهال الضرير ، عن يزيد بن زريع : كان ابن جُرَيْج صاحب غثاء.

قال عَبد الله بن أحمد : قال أبي : بعض الأحاديث التي كان يرسلها ابن جُرَيْج أحاديث موضوعة.

وَقَال عبد الرزاق : قدم أبو جعفر ، يعني : الخليفة - مكة ، فقال : اعرضوا علي حديث ابن جُرَيْج ، فعرضوا ، فقال : ما أحسنها لولا هذا الحشو الذي فيها ، يعني : قوله : بلغني وحدثت -.

قال أبو بكر ورأيت في كتاب علي بن المديني سألت يحيى بن سعيد عن حديث بن جريج عن عطاء الخراساني فقال ضعيف، قلت ليحيى إنه يقول "أخبرني" قال لا شيء كله ضعيف، إنما هو كتاب دفعه إليه.

وَقَال أبو الحسن الميموني ، عن أحمد بن حنبل : إذا قال ابن جُرَيْج "قال" فاحذره ، وإذا قال : سمعت "أو"سألت" جاء بشيءٍ ليس في النفس منه شئ.

وَقَال أبو بكر بن أَبي خيثمة رأيت في كتاب علي ابن المديني : سألت يحيى بن سَعِيد ، عن حديث ابن جُرَيْج ، عن عطاء الخراساني ، فقال : ضعيف ، قلت ليحيى : إنه يقول : أخبرني. قال : لا شيء كله ضعيف إنما هو كتاب دفعه إليه.

 

سماعه:

قال أبو بكر بن أبي خيثمة حدثنا إبراهيم بن عرعرة عن يحيى بن سعيد عن بن جريج قال إذا قلت: قال عطاء فأنا سمعته منه، وإن لم أقل سمعت .

وقال الذهلي : وابن جُرَيْج إذا قال حدثني وسمعت فهو محتج بحديثه داخل في الطبقة الأولى من أصحاب الزُّهْرِيّ.

عن عبد الرحمن بن أبي زناد قال شهدت بن جريج جاء إلى هشام بن عروة فقال يا أبا المنذر الصحيفة التي أعطيتها فلانا هي من حديثك قال نعم قال محمد بن عمر فسمعت بن جريج بعد ذلك يقول ثنا هشام ما لا أحصي .

وقال الترمذي قال محمد بن إسماعيل: لم يسمع بن جريج من عمرو بن شعيب ولا من عمران بن أبي أنس .

وقال أحمد لم يسمع من عثيم بن كليب.

 وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبي الزناد ولا من أبي سفيان طلحة بن نافع .

وقال البرديجي: لم يسمع من مجاهد إلا حرفا واحدا .

وقال البزار: لم يسمع من حبيب بن أبي ثابت انتهى .

وقد قال بن معين: لم يسمع بن جريج من حبيب بن أبي ثابت إلا حديثين : حديث أم سلمة "ما أكذب الغرائب" و"حديث الراقي" .

وقال قريش بن أنس عن بن جريج: لم أسمع من الزهري شيئا إنما أعطاني جزء فكتبته وأجاز له

وَقَال عبد الرحمن بن أَبي حاتم : سمعت أبي يقول : ابن جُرَيْج : لم يسمع من أبي الزناد شيئا. وَقَال : سمعت أبي يسأل عن ابن جُرَيْج : سمع من أبي سفيان طلحة بن نافع ؟ قال : ما آراه ، رأيت في موضع ، بينه وبين أبي سفيان : أبا خالد شيخا له.

كان ابن جُرَيْج لا يبالي من أين يأخذها ، يعني قوله : أخبرت ، وحدثت عن فلان.

نقل ابن سعد عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة قال: قال بن جريج: اكتب لي أحاديث سنن، قال: فكتبت له ألف حديث ثم بعثت بها إليه ما قرأها علي ولا قرأتها عليه، قال محمد بن عمر فسمعت بن جريج بعد ذلك يحدث يقول: حدثنا أبو بكر بن أبي سبرة في أحاديث كثيرة [21].

 

 

 

تدليسه:

قال الدارقطني: ثقة حافظ وربما حدث عن الضعفاء ودلس أسماءهم مثل أبي بكر بن أبي سبرة وإبراهيم بن أبي يحيى وغيرهما [22].

وقال الدارقطني:  تجنب تدليس بن جريج فإنه قبيح التدليس لا يدلس إلا فما سمعه من مجروح مثل: إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما.

وذكره بن حبان في الثقات وقال كان من فقهاء أهل الحجاز وقرائهم ومتقنيهم وكان يدلس [23].

قال الذهبي: كان ثبتا إلا انه كان يدلس[24].

 وَقَال الذهبي في "الميزان" : أحد الأعلام الثقات ، يدلس وهو في نفسه مجمع على ثقته مع كونه قد تزوج نحوا من سبعين امرأة نكاح المتعة ، كان يرى الرخصة في ذلك.

 

ثناء علماء عصره عليه.

قال النووي: اعلم أن ابن جريج أحد شيوخنا وأئمتنا في سلسلة الفقه، فإن الشافعي أخذ الفقه عن مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس [25].

وقال طلحة بن عمر المكي: قلت لعطاء من نسأل بعدك ؟ قال: هذا الفتى إن عاش.

وقال عطاء: شاب أهل الحجاز بن جريج .

ونقل المزي عن عطاء بن أَبي رباح : سيد شباب أهل الحجاز ابن جُرَيْج ، وسيد شباب أهل الشام سُلَيْمان بن موسى ، وسيد شباب أهل العراق حجاج بن أرطاة.

قال ابن المديني: لم يكن في الأرض أعلم بعطاء بن أبي رباح من ابن جريج.

وقال أيضاً : نظرت فإذا الإسناد تدور على ستة فذكرهم ثم قال فصار علم هؤلاء إلى من صنف في العلم منهم من أهل مكة عبد الملك بن جريج .

قال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي وغير واحد لمن طلبتم العلم فكلهم يقول لنفسي غير بن جريج فإنه قال طلبته للناس .

وقال الميموني: سمعت أبا عبد الله غير مرة يقول: كان بن جريج من أوعية العلم.

وقال سليمان بن النضر بن مخلد بن يزيد: ما رأيت أصدق لهجة من بن جريج.

قال ابن حبان: من فقهاء أهل مكة وقرائهم ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر.

 

عبادته:

وقال أحمد عن عبد الرزاق: ما رأيت أحسن صلاة من بن جريج .

وعنه قال أهل مكة: يقولون اخذ ابن جريج الصلاة من عطاء وأخذها عطاء من ابن الزبير وأخذها ابن الزبير من أبي بكر الصديق وأخذها أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم [26].

وقال عبد الرزاق: كنت إذا رأيت ابن جريج يصلى علمت أنه يخشى الله عز وجل.

وقال أبو عاصم كان من العباد وكان يصوم الدهر إلا ثلاثة أيام من الشهر [27]. 

وكانت له امرأة عابدة.

وعن عبد الرزاق قال كان بن جريج يخضب بالسواد ويتغلى بالغالية وكان من ملوك القراء وخرجنا معه فأتاه سائل فأعطاه دينارا [28].

وأقوال العلماء من السلف والخلف في الثناء عليه وذكر مناقبه أكثر من أن تُحصر [29].

قال الذهبي: وكان يبيح المتعة ويفعلها.

وقال الشافعي: استمتع بن جريج بسبعين امرأة .

وقال الذهبي: قال بن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول استمتع بن جريج بتسعين امرأة حتى أنه كان يحتقن في الليلة بأوقية شيرج طلبا للجماع.

 

مؤلفاته ومصنفاته.

قال بن عيينة سمعت أخي عبد الرزاق بن همام عن بن جريج يقول: ما دون العلم تدويني أحد .

قال عبد الله بن أحمد قلت لأبي من أول من صنف الكتب قال بن جريج وابن أبي عروبة .

قال ابن عدي: أول من صنف في العلم بمكة.

وقيل: هو أول من صنف التصانيف في الإسلام.

من آثاره: السنن، مناسك الحج، وتفسير القرآن[30].

 

وفاته.

قال الذهبي: وكان بن جريج قد قدم في آخر أيامه البصرة وحدث بها[31].

عن محمد بن عبد الله الأنصاري قال قدم علينا بن جريج البصرة في ولاية سفيان بن معاوية قبل خروج إبراهيم بن عبد الله بسنة [32].

قال عمرو بن علي مات سنة تسع وأربعين ومائة

قال علي: وكان جاوز السبعين.

وقال القطان وغيره مات سنة خمسين وهذا قول الأكثرين كما ذكره النووي.

قال الواقدي مات بن جريج في أول ذي الحجة سنة خمسين ومائة.

وقال بن المديني سنة إحدى وخمسين

وقيل: سنة ستين.

وقال غيره جاز المائة. قال ابن حجر في التقريب: ولم يثبت [33].

قال محمد بن عمر : مات بن جريج في أول عشر ذي الحجة سنة خمسين ومائة وهو ابن 70 سنة وكان ثقة كثير الحديث [34].  وقيل توفي عن تسعين سنة ذكره الذهبي [35]. وقيل: إنه جاوز المائة.

 

 

المراجع:

 

- تهذيب التهذيب لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي - الناشر : دار الفكر – بيروت - الطبعة الأولى ، 1404 - 1984

- التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح تأليف الحافظ أبي الوليد سليمان بن خلف بن سعد ابن أيوب الباجي المالكي - دراسة وتحقيق أحمد البزار

- الثقات - محمد بن حبان بن أحمد ابن حبان

- الطبقات الكبرى ابن سعد

- الكامل في ضعفاء الرجال للإمام الحافظ أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني

- تقريب التهذيب لخاتمة الحفاظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 هـ - دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا-دار المكتبة العلمية بيروت - لبنان

- تهذيب الأسماء واللغات للعلامة أبى زكريا محيي الدين بن شرف النووي المتوفى سنة 676 هـ تحقيق مصطفى عبد القادر عطا

- تهذيب الكمال مع حواشيه - يوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي    - د. بشار عواد معروف - مؤسسة الرسالة – بيروت - الطبعة الأولى ، 1400

-  الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين تأليف خير الدين الزركلي الجزء الأول دار العلم للملايين.

- المؤتلف والمختلف أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني البغدادي - المحقق : الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر - الطبعة :دار الغرب الإسلام

- صفة الصفوة أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي

- وفيات الأعيان وأنباء الزمان أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان - دار النشر : دار الثقافة - المحقق : د.إحسان عباس

 



[1] - بجيم مكررة الأولى مضمومة وفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها جيم ثانية

[2] - تهذيب التهذيب ابن حجر 6/357

[3] - التاريخ الصغير (الأوسط) للبخاري 2/25

[4] - الطبقات الكبرى ابن سعد 4/293

[5] -   تهذيب الكمال مع حواشيه  أبو الحجاج المزي  33/339

[6] - الثقات ابن حبان 6/29

[7] - التاريخ الكبير  5/153

[8] - تهذيب التهذيب ابن حجر 6/357

[9] - التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح سليمان بن خلف الباجي 3/ 419

[10] - تهذيب الكمال مع حواشيه  أبو الحجاج المزي 

[11] - وفيات الأعيان وأنباء الزمان - أبي العباس أحمد بن خلكان

[12] - تهذيب الأسماء واللغات للعلامة أبى زكريا محيي الدين بن شرف النووي 1/33

[13] -  تذكرة الحفاظ - الذهبي 1/170

[14] - تهذيب التهذيب ابن حجر 6/357

[15] - تهذيب التهذيب ابن حجر 6/358

[16] - تقريب التهذيب لابن حجر 2/115

[17] - تهذيب الكمال مع حواشيه  أبو الحجاج المزي 

[18] - تهذيب التهذيب ابن حجر 6/357 ومعرفة الثقات للعجلي

[19] - تهذيب الكمال مع حواشيه  أبو الحجاج المزي 

[20] - تهذيب الكمال مع حواشيه  أبو الحجاج المزي 

[21] - الطبقات الكبرى ابن سعد 4/293

[22] - المؤتلف والمختلف للدارقطني

[23] - الثقات ابن حبان 6/29

[24] - الكامل في ضعفاء الرجال للإمام الحافط أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني 1/201

[25] - تهذيب الأسماء واللغات

[26] - صفة الصفوة - بن الجوزي

[27] - تهذيب التهذيب ابن حجر 6/357

[28] - تذكرة الحفاظ – الذهبي 1/170

[29] - تهذيب الأسماء واللغات للعلامة أبى زكريا محيي الدين بن شرف النووي 1/885

[30] - معجم المؤلفين - عمر كحالة

[31] - تذكرة الحفاظ – الذهبي 1/170

[32] - الطبقات الكبرى ابن سعد 4/293

[33] - تقريب التهذيب

[34] - تهذيب التهذيب ابن حجر 6/357

[35] - العبر في خبر من غبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق