مجالس الايمان في شهر رمضان
شهر رمضان موسم مبارك للدعوة الإسلامية
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين وبعد.
فالدعوة
الإسلامية مهمة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ، ما من نبي إلا قام داعية
ومعلما كلهم يقول :"اعبدوا الله ما لكم. ويقول الداعية منهم لقومه "
وما أسألكم عليه من أجر يقول عز من
قائل {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ}(النحل: من الآية125).
ويقول
تبارك اسمه :" {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ}(يوسف:108).
والبصيرة
هي العلم النافع والعمل الصالح. ويقول تعالى": )َمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً
مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ
الْمُسْلِمِينَ)(فصلت: من الآية33)
الدعوة إلى
الله لها آداب خمسة مع خمس وسائل وخمس نتائج:
أما آدابها
الخمسة فهي:
أولا : الإخلاص
لله والصدق مع الله وطلب ما عند الله تعالى ، يقول تعالى :" (وَمَا
أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ
عَمَّا يُشْرِكُونَ)(التوبة: من الآية31) . وقد أخبر المعصوم عليه الصلاة والسلام
أن من أول من تسعر بهم النار ثلاثة ومنهم: عالم تعلم العلم ليقال عالم .
وقد قيل .
وهو حديث صحيح
ثانيا العمل بما
يدعو إليه فإن مخالفة الفعل للقول فضيحة وعار ، قال سبحانه ( أتأمرون الناس
بالبر.
يقول
الشاعر:
يا أيها
الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم تصف الدواء لذي السقام وذي
الضنا كيما يصح به
وانت سقيم
ابدأ بنفسك
فانهها عن غيها
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
ثالثا: اللين في
تبليغ الدعوة (فقولا له قولا لينا) ويقول سبحانه (فبما رحمة من الله لنت
لهم.
وصح عنه
عليه الصلاة والسلام أنه قال ""يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا
تنفروا"(2)
رابعا: التدرج
في الدعوة والبدء بالأهم فالمهم، كما فعل عليه الصلاة والسلام في دعوته للناس ،
وكما قال لمعاذ لما أرسله إلى اليمن فقال :" إنك تأتي قوما أهل كتاب فليكن
أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أجابوك لذلك
فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ".الحديث متفق عليه.
خامسا : مخاطبة
كل قوم بما يناسبهم وما يحتاجونه فلأهل المدن خطاب ، ولأهل القرى خطاب ، ولأهل
البوادي خطاب ، وللمتعلم مقام وللجاهل مقام ، وللمجادل أسلوب وللمذعن أسلوب( ومن
يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثير"
ووسائل
الدعوة خمس
:
أولها : الدعوة
الفردية وهي مخاطبة المدعو منفردا عن الناس إذا كانت المسألة تخصه.
ثانيها : الدعوة
العامة في هيئة محاضرة ، أو موعظة وهي تنفع العامة وجمهور المسلمين.
ثالثها: الدرس
الخاص بطلبة العلم كل في فنه وهذه مهمة العلماء القائمين بفنونهم.
رابعها: الدعوة
بالمكاتبة والمراسلة والتآلف والهدايا وتقديم النفع للمدعو.
خامسها : الدعوة
بالوسائل الحديثة الإعلامية واستغلالها في رفع كلمة الحق .
أما نتائجها
فخمس:
أولها : إحراز
منصب ورثة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام فهم الدعاة الأوائل والمنائر
السامقة في عالم الدعوة .
ثانيها :استغفار
المخلوقات لمعلم الناس الخير حتى الحيتان في البحر كما صح به الحديث.
ثالثها : كسب
أجور عظيمة بقدر أجور المدعوين فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :"من
دعا إلى سنة حسنة كان له من الأجر مثل أجور من تبعه دون أن ينقص من أجورهم
شيئا"
رابعها : انتقال
الداعية من منزلة المدعو إلى منزلة الداعي فيؤثر في غيره ويتأثر بغيره من دعاة
السوء.
خامسها: إمامته
في الناس والاقتداء به ، فان الله عز وجل وصف الصالحين وذكر أنهم يدعون ويقولون (
واجعلنا للمتقين إماما).
وفي رمضان
تهيج مشاعر الدعاة وتنطلق ألسنتهم وتجود أقلامهم وترحب بهم المنابر لسماع دعوتهم
وكلامهم فهل من داعية يجود بالعلم في هذا الشهر لينفع الله به. اللهم زدنا علما نافعا
وعملا صالحا وفقها في الدين.
الألفاظ المخالفة للعقيدة الصحيحة
الحمد لله
رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء
والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم أما بعد :
فهذه بعض الألفاظ المخالفة للعقيدة الصحيحة يجب الحذر منها :
قولهم :{ فلان جاء أسرع من فرج الله} تقال لمن يقوم بنجدتهم من الناس .
قولهم :{أنا اعرف بأهلي من ربي } تقال لمن يبرىء أهله من أي سوء ويدافع عنهم .
قولهم :{الله يظلمك الله يبهتك } وهي تعدي على مقام ربنا المنزه عن الظلم والبهتان .
قولهم :{ يأكل معك الرحمن } تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا .
قولهم :{ ربنا لعب في حسبت فلان } تقال لمن حلت به مصيبة .
قولهم :{أين كنت يا رب قال : كنت على الضعيف ادبغه } كناية عن كثرت المصائب .
قولهم :{ ما أنا ارحم لكني أعوض } تقال لمن رزقه الله عوضا طيبا عن مصيبة أصابته .
قولهم :{ نم على كف الرحمن } تقال لمن أراد أن ينام .
قولهم :{ فلان وجه رحمن أو فلان أخو الرحمن } تقال لمن يعجبون به .
قولهم :{ كأن الله يعلم ما يريد أو تقول ربنا كأنه يعلم بما يحصل } تعالى الله عن قول الجهمية الضلال .
قولهم :{ لا حول لله } إن أراد بها النفي فقد كفر عياذا بالله من ذلك .
قولهم :{ خان الله من يخونك } يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله هذا منكر فاحش يجب النهي عنه .
قولهم :{ أنا ويش سويت يا ربي حتى تفعل بي كذا } احتجاج واعتراض على الله .
قولهم :{ من اخبر بذنبه غفر الله له } وهذا كذب على الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم { كل أمتي معافى إلا المجاهرين وان من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا كذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله } متفق عليه .
قولهم :{ بشرفي وجاه محمد } يقولها من أراد الحلف .
قولهم :{اى بالعون وهي تساوي في مفهومهم أي والله } يقولها من أراد الحلف .
قولهم :{ وحياة أبوك ورحمة والديك } يقولها من أراد الحلف .
قولهم :{ والله وحياتك } قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في هذا نوعان من الشرك الأول الحلف بغير الله والثاني الإشراك مع الله بقوله وحياتك وضمها إلى الله بالواو المقتضية للتسوية .
قولهم :{والنبي } يقولها من أراد الحلف .
قولهم :{ حلفهم بالطلاق } وهو يمين الفساق ويحصل فيه من التعظيم أكثر من الحلف وهو ما يجري في مجتمعاتنا ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قولهم :{أنا في وجه النبي }.
قولهم :{ هذا عند الله وعندك }.
قولهم :{أنا في وجه حيك وميتك أنا في وجه أبوك في قبره } شرك اكبر الاستغاثة بميت .
قولهم :{ نصيت الله ونصيتك } وقولهم :{ أنا عاني الله وعانيتك } وقولهم :{ داخل على الله وعليك } وقولهم :{ أنا متوكل على الله وعليك }
فهذه بعض الألفاظ المخالفة للعقيدة الصحيحة يجب الحذر منها :
قولهم :{ فلان جاء أسرع من فرج الله} تقال لمن يقوم بنجدتهم من الناس .
قولهم :{أنا اعرف بأهلي من ربي } تقال لمن يبرىء أهله من أي سوء ويدافع عنهم .
قولهم :{الله يظلمك الله يبهتك } وهي تعدي على مقام ربنا المنزه عن الظلم والبهتان .
قولهم :{ يأكل معك الرحمن } تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا .
قولهم :{ ربنا لعب في حسبت فلان } تقال لمن حلت به مصيبة .
قولهم :{أين كنت يا رب قال : كنت على الضعيف ادبغه } كناية عن كثرت المصائب .
قولهم :{ ما أنا ارحم لكني أعوض } تقال لمن رزقه الله عوضا طيبا عن مصيبة أصابته .
قولهم :{ نم على كف الرحمن } تقال لمن أراد أن ينام .
قولهم :{ فلان وجه رحمن أو فلان أخو الرحمن } تقال لمن يعجبون به .
قولهم :{ كأن الله يعلم ما يريد أو تقول ربنا كأنه يعلم بما يحصل } تعالى الله عن قول الجهمية الضلال .
قولهم :{ لا حول لله } إن أراد بها النفي فقد كفر عياذا بالله من ذلك .
قولهم :{ خان الله من يخونك } يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله هذا منكر فاحش يجب النهي عنه .
قولهم :{ أنا ويش سويت يا ربي حتى تفعل بي كذا } احتجاج واعتراض على الله .
قولهم :{ من اخبر بذنبه غفر الله له } وهذا كذب على الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم { كل أمتي معافى إلا المجاهرين وان من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا كذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله } متفق عليه .
قولهم :{ بشرفي وجاه محمد } يقولها من أراد الحلف .
قولهم :{اى بالعون وهي تساوي في مفهومهم أي والله } يقولها من أراد الحلف .
قولهم :{ وحياة أبوك ورحمة والديك } يقولها من أراد الحلف .
قولهم :{ والله وحياتك } قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في هذا نوعان من الشرك الأول الحلف بغير الله والثاني الإشراك مع الله بقوله وحياتك وضمها إلى الله بالواو المقتضية للتسوية .
قولهم :{والنبي } يقولها من أراد الحلف .
قولهم :{ حلفهم بالطلاق } وهو يمين الفساق ويحصل فيه من التعظيم أكثر من الحلف وهو ما يجري في مجتمعاتنا ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قولهم :{أنا في وجه النبي }.
قولهم :{ هذا عند الله وعندك }.
قولهم :{أنا في وجه حيك وميتك أنا في وجه أبوك في قبره } شرك اكبر الاستغاثة بميت .
قولهم :{ نصيت الله ونصيتك } وقولهم :{ أنا عاني الله وعانيتك } وقولهم :{ داخل على الله وعليك } وقولهم :{ أنا متوكل على الله وعليك }
وقولهم :{ مالي إلا الله وأنت } وقولهم :{ هذا
من الله ومنك } وقولهم :{ الله في السماء وأنت لي في الأرض } كلها تقال لمن له
حاجه عند احد .
وهي كما ترى مساوة الخالق بالمخلوق مما ينافي التوحيد ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قولهم :{ يا محمد اشفع لي }
قولهم :{ سبعة شلوك}
قولهم :{بقعا تصوعك }
قولهم :{خذوه ، غلوه ، اسحبوه ، غطو به ، افعلو به الخ ... }
قال الشيخ بن باز رحمه الله ( هذا من أقبح الشرك فالواجب تركه والحذر منه والتواصي بتركه والإنكار على من فعله ومن عرف بين الناس بهذه الشركيات لم تجز مناكحته ولا أكل ذبيحته ولا الصلاة عليه ولا الصلاة خلفه حتي يعلن توبته من ذلك وخلص الدعاء لله .
فالواجب علينا الحذر من هذه الكلمات والتحرز منها والعمل على تغييرها لانها من المنكرات الواجب تغييرها وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين .
وهي كما ترى مساوة الخالق بالمخلوق مما ينافي التوحيد ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قولهم :{ يا محمد اشفع لي }
قولهم :{ سبعة شلوك}
قولهم :{بقعا تصوعك }
قولهم :{خذوه ، غلوه ، اسحبوه ، غطو به ، افعلو به الخ ... }
قال الشيخ بن باز رحمه الله ( هذا من أقبح الشرك فالواجب تركه والحذر منه والتواصي بتركه والإنكار على من فعله ومن عرف بين الناس بهذه الشركيات لم تجز مناكحته ولا أكل ذبيحته ولا الصلاة عليه ولا الصلاة خلفه حتي يعلن توبته من ذلك وخلص الدعاء لله .
فالواجب علينا الحذر من هذه الكلمات والتحرز منها والعمل على تغييرها لانها من المنكرات الواجب تغييرها وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين .
**الزكاة
الفريضة المتروكة **
**الحمد
لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى:ـ *اما بعد:
*فان
الزكاة فى الاسلام ركن ركين من أركانه وهى رديف الصلاة التى هى عماد الدين فان
الزكاةهي الركن الثالث من الأركان التي بني الإسلام عليها.
وفرضيتها معلومة من الدين بالضرورة. ودليل فرضيتها: الكتاب، والسنة، والاجماع،
*الكتاب
الكريم:ـ قال تعالى : وَأَقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ
تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(110)البقرة
وقال تعالى
: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ
وَآتَوْا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(277)البقرة
**ولقد
جعلها الله هى والصلاة فقط سبب للأخوة فىالدين :
قال تعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا
الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ
الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(11)التوبة
**وهى من
أوجب الواجبات بعد الصلاة :
وقال
تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ
الْقَيِّمَةِ(5)البينة
**وبين أن
تركها من سبل الكافرين :
قال تعالى:
الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ(7)فصلت
**وحذر
ربنا الذين يكنزون ولا يزكون:
قال تعالى:
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ
لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(34)التوبة
**وتوعدهم
بالعذاب الشديد :
قال تعالى:
يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ
وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا
كُنتُمْ تَكْنِزُونَ(35)التوبة
**وكذالك
الرسول الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين بين مكان
الزكاة فى الاسلام :
ففى صحيح البخارى كتاب الأيمان :عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان *(وأخرجه مسلم فى
الأيمان )
*وفى كتاب الايمان أيضا:
باب:
سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الحديث
رقم: 50 -(الإسلام: أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة المفروضة،
وتصوم رمضان)
**وكان
الصحابة يبايعونه عليها :
ففى
البخارى كتاب الايمان:عن جرير بن عبدالله قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم *
*قال
الحافظ فى الفتح:
وكان
النبي صلى الله عليه وسلم أول ما يشترط بعد التوحيد إقامة الصلاة لأنها رأس
العبادات البدنية، ثم أداء الزكاة لأنها رأس العبادات المالية،
**وبين صلى
الله عليه وسلم مدى ما يلاقيه مانع الزكاة فقال:
عن
أبى هريرة رضي الله عنه يقول:
قال
النبي صلى الله عليه وسلم: (تأتي الإبل على صاحبها، على خير ما كانت، إذا هو لم
يعط فيها حقها، تطؤه بأخفافها، وتأتي الغنم على صاحبها على خير ما كانت، إذا لم
تعط فيها حقها، تطؤه بأضلافها، وتنطحه بقرونها،قال: (ولا يأتي أحدكم يوم القيامة
بشاة يحملها على رقبته لها يعار، فيقول: يا محمد، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد
بلغت، ولا يأتي ببعير يحمله على رقبته له رغاء، فيقول: يا محمد، فأقول: لا أملك لك
من الله شيئا، قد بلغت)
*عند
البخارى كتاب تفسير القرآن : عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى اللهم عليه
وسلم من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه
يوم القيامة يأخذ بلهزمتيه يعني بشدقيه يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا هذه الآية (
ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله ) إلى آخر الآية *
**الزكاة
الفريضة المتروكة ** 2
*والزكاة
لاتجب إلا فى مال بلغ النصاب وحال عليه الحول:ـ
وَشُرُوطُ
وُجُوبِهَا الْحَوْل (والمراد الحول القمري لا الشمسي،
والسنة القمرية ثلاثمائة وأربع وخمسون يوماً)،ُ
وَالنِّصَاب(والنصاب معناه في الشرع - ما نصبه الشارع علامة على
وجوب الزكاة )،ُ فِي مِلْكٍ كَامِلٍ
مُتَّحَدٍ.فيشترط لوجوب الزكاة الملك التام، سواء كان من النقدين أو غيرهما –
*عن
ابن عمر قال: لا تجبُ في مالٍ زكاةٌ حتى يَحولَ عليه الحَوْل، وإنما يشترط حولان الحول
في غير زكاة الزرع والثمار؛
**الأنواع التي تجب فيها الزكاة
خمسة أشياء الأول:ـ
*أولا
الذهب والفضة:ـ
(الجنيه أو أى عمله أخرى عوضا عنهما)
*ونصاب الفضة: فإنهم اتفقوا على أنه
خمس أواق لقوله عليه الصلاة والسلام الثابت "ليس فيما دون خمس أواق من الورق
صدقة" ما عدا المعدن من الفضة، فإنهم اختلفوا في اشتراط النصاب منه وفي
المقدار الواجب فيه، والأوقية عندهم أربعون درهما كيلا. وأما القدر الواجب فيه،
فإنهم اتفقوا على أن الواجب في ذلك هو ربع العشر: أعني في الفضة والذهب معا ما لم
يكونا خرجا معدن.مائتا درهم،(ونصاب الفضة هو
الأصل إذ كان النص قد ثبت فيها، وجعلوا الذهب تابعا لها في القيمة لا في الوزن) قال
في سبل السلام: أن قدر زكاة المائتي درهم ربع العشر هو إجماع.
ونصاب الذهب: عشرون مثقالاً، وهو
الدينار، باتفاق( إلا عند الحنابلة، قالوا: الدينار أصغر من المثقال)، فإن أكثر
العلماء على أن الزكاة تجب في عشرين دينارا وزنا, ولا بد في نصاب الذهب والفضة من أن يكونا خالصين
من الغش.(يعنى فى زماننا لابد أن يكون عيار أربعة وعشرين)
*زكاة الحلي، : قال الإمام الخطابي:
واختلف الناس في وجوب الزكاة في الحلي، قال الخطابي: الظاهر من الكتاب يشهد لقول من
أوجبها والأثر يؤيده ومن أسقطها ذهب إلى النظر ومعه طرف من الأثر والاحتياط أداؤها
انتهى.
عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ
عن أبِيهِ عن جَدّهِ: "أَنّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ الله صلى الله عليه
وسلم وَمَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا، وَفي يَدِ ابْنَتِهَا مَسَكَتَانِ غَلِيظَتَانِ مِنْ
ذَهَبٍ، فَقَالَ لَهَا: أَتُعْطِينَ زَكَاةَ هَذَا؟ قَالَتْ لاَ. قَالَ أَيَسُرّكِ
أَنْ يُسَوّرَكِ الله بِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ؟ قَالَ:
فَخَلَعَتْهُمَا فأَلْقَتْهُمَا إِلَى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَتْ:
هُمَا لله وَلِرَسُولِهِ". قال الزيلعي: قال ابن القطان في كتابه: إسناده
صحيح. وقال المنذري: إسناده لا مقال فيه .
**ملحوظة:الزكاة فى الحلى من جنس
زكاة الذهب والفضة بحسب النوع وتحسب كما تحسب الزكاة فى الذهب والفضة أو الأموال
التى هى عوض عنهما.
*ثانيا الزروع:ـ (الثمار)
ثبتت فرضيتها زيادة على
ما تقدم من الدليل العام بدليل خاص من الكتاب والسنة، قال تعالى: {وآتوا يوم حصاده}،
وقال صلى اللّه عليه وسلم: ما سقت السماء ففيه العشر، وما سقى غرب "دلو"
أو دالية "دولاب" ففيه نصف العُشر" وهذا الحديث قد بين ما أجملته
الآية الكريمة المذكورة.
وحكم زكاة الزرع والثمار:
هو أنه يجب فيها العشر إذا كانت خارجة من أرض تسقى بالمطر أو السيح - الماء الذي
يسيح على الأرض من المصارف ونحوها ونصف العشر إذا كانت خارجة من أرض تسقى بالدلاء
ونحوها،بشرط أن تبلغ نصاباً وقت وجوب الزكاة، والنصاب هنا خمسة أوسق (الوَسْق،
بالفِتْح: سِتُّون صاعاً وهو ثلاثُمائة وعِشْرون رِطْلا عند أهْل الحِجاز،
وأربَعمائة وثمانون رِطْلا عنْد أهْل العِراق، على اخْتِلافِهِم في مِقْدار
الصَّاع والمُدِّ.)
قال النووي في شرح مسلم:
إنهم أجمعوا فيما زاد على خمسة أوسق أنها تجب زكاته بحسابه وأنه لا أوقاص فيها
انتهى،ولا يشترط حولان الحول ـ "آتو حقه يوم حصاده" قال مالك رضي اللّه
عنه: إذا أزهى النخل، وطاب الكرم، وأسود الزيتون، أو قارب، وأفرك الزرع، واستغنى
عن الماء، وجبت فيه الزكاة،
**أصناف الزروع التى تجب فيها الزكاة:ـ
·
اتفقوا على صنفان من الحبوب الحنطة
والشعير، وصنفان من الثمر التمر والزبيب، أما اختلفوا فيه من النبات فهو جنس
النبات الذي تجب فيه الزكاة، فمنهم من لم ير الزكاة إلا في تلك الأربع فقط، ومنهم
من قال: الزكاة في جميع المدخر المقتات من النبات، ومنهم من قال: الزكاة في كل ما
تخرجه الأرض ما عدا الحشيش والحطب والقصب. وسبب اختلافهم هل هو قوت أم ليس
بقوت،
*قال
الحافظ، عن السائب بن يزيد كان الصاع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مداً
وثلثاً بمدكم اليوم، فزيد فيه في زمن عمر بن عبد العزيز انتهى
*ثالثا
النّعَم:
وهي الأبل والبقر والغنم:ـ (البهائم
والسوائم)
والمراد بالبقر ما يشمل
الجاموس، وبالغنم ما يشمل المعز ولا زكاة في غير ما بيناه من الحيوان، فلا زكاة في
الخيل والبغال والحمير والفهد والكلب المعلم ونحوها إلا إذا كانت للتجارة، ففيها
زكاة التجارة, لقوله عليه الصلاة والسلام "ليس على المسلم في عبده ولا فرسه
صدقة"
*واشترطوا للزكاة فيها:
(1) أن تكون سائمة, لقوله
عليه الصلاة والسلام "في سائمة الغنم الزكاة" (السائمة هي التي تكتفي
برعي الكلأ المباح في أكثر السنة) غير معلوفة،
واختلفوا فى ذلك ؛فلم
يحددوا السائمة، لأنه لا فرق عندهم بين السائمة وغيرها في وجوب الزكاة، ويؤيده
عموم ماورد.
(2) أن يملك منها عدداً
معيناً، وهو النصاب،لقوله صلى الله عليه وسلم:
وليس فيما دون خمس ذَوْدٍ من الإِبل (الذود هو من الثلاثة إلى العشرة) صدقة. وأخرجه
البخاري ومسلم. فإذا لم يملك هذا العدد،فإن الزكاة لا تجب فيها,وهذه
الأعداد كالتالى:ـ
*زكاة الابل:ـ
* وأجمع المسلمون على أن أول
نصاب الإبل خمس، فإذا بلغتها ففيها شاة من الضأن أو الماعز وهكذا في كل خمس شاة
إلى عشرين ففيها أربع شياه،
*فإن بلغت خمساً وعشرين،
ففيها بنت مخاض،( وابن المخاض: ما دَخل في السنة الثانية، لأنَّ أمَّه قد لَحِقَت
بالمخاض: أي الحَوامِل، وإن لم تكن حاملاً) وهي ما بلغت من الإبل سنة، ودخلت في
الثانية،
*وإذا بلغت ستً وثلاثين
ففيها بنت لبون(وابن اللَّبُون: وهُما من الإبل ما أتى عليه سَنَتَان ودخَل في
الثالثة، فصَارت أمُّه لَبُوناً، أي ذاتَ لَبَن؛ لأنَّها تكون قد حَمَلت حَمْلاً
آخَرَ وَوَضَعَتْه، وهي ما أتمت سنتين، ودخلت في الثالثة)
*فإذا بلغت ستاً وأربعين
ففيها حقة،( والحِقَّة: وهو من الإبل ما دخل في السنة الرابعة إلى آخرِها. وسُمِّي
بذلك لأنه اسْتَحقَّ الركوب والتَّحمِيل، ويُجمع على حِقَاق وحقائق) *فإذا بلغت
إحدى وستين، ففيها جذعة، والجذعة هي ما أتمت أربع سنين، ودخلت في الخامسة،
*فإذا بلغت ستاً وسبعين،
ففيها بنتا لبون، *فإذا بلغت إحدى وتسعين، ففيها حقتان،
*فإذا بلغت مائة وإحدى
وعشرين، حتى تبلغ تسعا وعشرين ومائة " ففيها ثلاث بنات لبون،أو حقتين، إذا
وجد الصنفان عند المزكي, هذا كله في كتاب الصدقة الذي أمر به رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وعمل به بعده أبو بكر وعمر.
**ملحوظة هامة!!! *ما بين كل فريضتين من
جميع الفرائض المتقدمة معفو عنه لا زكاة فيه، مثلاً الخمس من الإبل فيها شاة،
والتسع فيها شاة أيضاً، فلا شيء عليه في مقابل الأربع الزائدة على أصل النصاب،
وهكذا.
*زكاة البقر:ـ
*أول نصاب البقر ثلاثون،
فإذا بلغتها، ففيها تبيع، أو تبيعة، وإخراج التبيعة أفضل،( والتبيع ما أوفى سنة،
ودخل في الثانية،)
*فإذا بلغت أربعين، ففيها
مسنة،(البقرة المسنة هى ما أوفت سنتين، ودخلت في الثالثة،)
*فإذا زادت على ذلك ففي
كل ثلاثين تبيع أو تبيعة، وفي كل أربعين مسنة، ففي الستين تبيعان أو تبيعتان، وفي
السبعين مسنة وتبيع، وفي الثمانين مسنتان وفي التسعين ثلاثة أتبعة، وفي المائة
مسنة، وتبيعان، وفي مائة وعشرة مسنتان، وتبيع، وفي مائة وعشرين تجب أربعة أتبعة،
أو ثلاث مسنات، وهكذا؛ وما بين الفريضتين معفو عنه، ولا زكاة فيه.
*زكاة الغنم:ـ
*أول نصاب الغنم أربعون. وفيها شاة من
الضأن أو المعز إلا أنه إذا كانت الغنم ضأناً تعين ألإخراج منها. وإن كانت معزاً
فالإخراج من المعز، وإن كانت الغنم ضأنا ومعزاً فإن كان الغالب أحدهما فالشاة
المخرجة تكون منه. وإن تساويا مثل أن يكون عنده عشرون من الضأن، وعشرون من المعز
كان محصل الزكاة بالخيار في أخذ الشاة من أي الصنفين شاء؛( الشاة التي يجزئ
إخراجها في الزكاة لا بد أن تكون جذعة، أو جذعاً، بلغ كل منهما سنة تامة، سواء
كانت من الضأن أو المعز، ويجب أن تكون الشاة التي يخرجها سليمة من العيوب،الا ان
تكون أنفع للفقراء، لكثرة لحمها مثلاً، فيجزئ إخراجها،)
فإذا بلغت مائة وإحدى
وعشرين، ففيها شاتان، فإذا بلغت مائتين وواحدة، ففيها ثلاث شياه، وفي أربعمائة شاة
أربع شياه، وما زاد ففي كل مائة شاة، وما بين الفريضتين معفو عنه، فلا زكاة فيه.
**
رابعاالزكاة أيضا فى التجارات :
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا
أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ إِلَى قَوْلِهِ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ.
الشرح: ولفظه (من طيبات ما كسبتم)
قال: من التجارة، (ومما أخرجنا لكم من الأرض) قال: من الثمار
*قال
الجزيرى: وإذا كانت عروض التجارة مما تتعلق الزكاة
بعينها: كالسائمة والثمر، نظر، فإن وجد النصاب في عين المال وفي قيمته زكيت عين
المال على حكم زكاة السوائم والثمر دون القيمة، وإن وجد النصاب في أحدهما دون
الآخر زكى ما وجد فيه النصاب من قيمة عروض التجارة أو ذات السوائم والثمر، وتتكرر
زكاة عروض التجارة بتكرار الأعوام ما دام النصاب كاملاً، وكيفية زكاتها أن تقوم
آخر الحول بما اشتريت به من ذهب وفضة، أما إذا اشتراها بغير نقد فتقوم بالنقد
الغالب في البلد،
هل تجب الزكاة في عين
عروض التجارة أو قيمتها
تجب الزكاة في قيمة عروض
التجارة وفي عينها، ويضم عند التقويم بعضها إلى بعض، ولو اختلفت أجناسها، كثياب
ونحاس، كما يضم الربح الناشيء عن التجارة إلى أصل المال في الحول، وكذلك المال
الذي استفاده من غير التجارة، *
واتفقوا على أن لا زكاة في العروض التي لم يقصد بها التجارة،
*والخامس
زكاة المعادن التى توجد فى الأرض (الركاز ):ـ
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: في الركاز الخُمُس، قيل: يا رسول الله، وما
الركاز؟ قال: المال الذي خلقه الله تعالى في الأرض يوم خَلَق السموات والأرض في
هذه المعادن، ففيها الخمس(مخرَّج في الصحيحين)
المعدن: هو ما خلفه اللّه تعالى
في الأرض من ذهب أو فضة أو غيرهما؛ كالنحاس والرصاص والمغرة والكبريت، فهو غير الركاز
الآتي بيانه، وحكمه أنه تجب زكاته إن كان من الذهب أو الفضة، بشروط الزكاة
السابقة، من:بلوغ النصاب، وأما مرور الحول فلا يشترط،
وأما الركاز: فهو ما يوجد في الأرض من
دفائن أهل الجاهلية من ذهب أو فضة أو غيرهما، ويعرف ذلك بعلامة عليه، ويجب في
الركاز إخراج خمسه، سواء كان ذهباً أو فضة أو غيرهما، وسواء وجده مسلم أو غيره؛
حراً كان الواجد أو عبداً، ويكون الخمس كالغنائم يصرف في المصالح العامة،
*ليس
فى البيت والسيارة الملاكى ومتاع البيت وألة الصانع ونحو ذلك زكاة:
قال
النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس على المسلم في فرسه وغلامه صدقة). أي إذا لم يكونا للتجارة.".( أخرجه
الأئمة الستة وزاد: إلاَّ صدقةَ الفطر،
*قال
الجزيرى: لا تجب الزكاة في دور السكنى، وثياب
البدن، وأثاث المنزل، ودواب الركوب، وسلاح الاستعمال، وما يتجمل به من الأواني إذا
لم يكن من الذهب أو الفضة، وكذا لا تجب في الجواهر كاللؤلؤ، والياقوت والزبرجد؛
ونحوها إذا لم تكن للتجارة، باتفاق المذاهب، وكذا لا تجب في آلات الصناعة مطلقاً،
سواء أبقي أثرها في المصنوع أم لا، ،وكذا لا تجب في كتب العلم إذا لم تكن للتجارة،
سواء أكان مالكها من أهل العلم، أم لا،
**على
من تجب الزكاة :ـ *قال
صاحب بداية المجتهد: اتفقوا أنها على كل مسلم حر بالغ عاقل
مالك النصاب ملكا تاما, واختلفوا في وجوبها على اليتيم والمجنون والعبيد وأهل
الذمة والناقص الملك مثل الذي عليه دين أو له الدين، ومثال المال المحبس الأصل.
قال
الحافظ ابن حجر: وفيه إيجاب الزكاة في مال الصبي والمجنون لعموم قوله (من
أغنيائهم) قاله عياض.
*هل تخرج الزكاة قيمة:ـ
ولا يجوز إخراج الزكاة بقيمة
الواجب، وإنما الواجب إخراج عين ما وجب،(يعنى تخرج الزكاة من جنس المال الذهب
ذهب,والزروع من حصادها,وهكذا)
*هل على
الديون زكاة:ـومن كان عليه دينٌ يحيط بماله فلا زكاة عليه، وإن كان ماله
أكثر من الدين زكى الفاضل إذا بلغ نصاباً،
** مَصَارِفُ
الزَّكَاة:ــ *مَصَارِفُ
الزَّكَاةِ الأَصْنَافُ الثَّمَانِيَةُ التَّي ذَكَرَهَا اللّهُ تَعَالَى،
وَيَجُوز صَرْفُهَا إِلَى صِنْفٍ وَاحِدٍ مِنْهُ بِقَدْرِ كِفَايَتِهِ، وَإِنْ
زَادَ عَلَى النِّصَابِ. وَلاَ يُشْتَرَطُ عَدَمُ قُدْرَتِهِ عَلَى الْكَسْب،وَلاَ
تُصْرَفُ فِي شَيْءٍ مِنْ وُجُوهِ الْبِرِّ غَيْرِ مَصَارِفِهَا ِأ.هـ
*الفقير": هو الذي يملك أقل
من النصاب؛( أما من يملك نصاباً من أي مال كان، فاضلاً عن حاجته الأصلية، وهي
مسكنه، وأثاثه، وثيابه، وخادمه، ومركبه وسلاحه، فلا يجوز صرف الزكاة له)
*والمسكين: هو الذي لا يملك شيئاً
أصلاً، فيحتاج إلى المسألة لقوته، أو لتحصيل ما يوارى به بدنه، ويحل له أن يسأل
لذلك، بخلاف الفقير؛
*"والعامل": هو الذي نصبه
الإمام لأخذ الصدقات والعشور،كالساعي، والكاتب، والمفرق والذي يجمع أرباب المواشي
لتحصيل الزكاة منهم،فيأخذ بقدر ما عمل،ويعطي العامل منها ولو غنياً، لأنه يستحقها
بوصف العمل، لا الفقر، فإن كان فقيراً استحق بالوصفين،
*"والمؤلفة قلوبهم": هم كفار، يعطون
منها ليتمكن الإيمان في قلوبهم،وقالوا"المؤلف"هو السيد المطاع في عشيرته
ممن يرجى إسلامه أو يخشى شره، أو يرجى قوة إيمانه أو إسلام نظيره من الكفار أو
يحتاج إليه في جبايتها ممن لا يعطيها، فيعطى منها ما يحصل التأليف،
*"الرقاب": هم الأرقاء المكاتبون،الرقبة رقيق
مسلم يشتري من الزكاة ويعتق، ويكون ولاؤه للمسلمين،
*و"الغارم":هو المدين الذي لا يملك ما يوفي به
دينه، فيوفى دينه من الزكاة، ولو بعد موته وهو الذي عليه دين ولا يملك نصاباً
كاملاً بعد دينه، والدفع إليه لسداد دينه أفضل من الدفع للفقير،
وهو قسمان:ـ أحدهما: من
استدان للإصلاح بين الناس. ثانيهما: من استدان لإصلاح نفسه في أمر مباح أو
محرم وتاب، ويعطى ما يفي به دينه،
*"وفي سبيل اللّه: هم الفقراء المنقطعون
للغزو في سبيل اللّه على الأصح،ويصح أن يشتري من الزكاة سلاح، وخيل للجهاد، ولتكن
نفقة الخيل من بيت المال
* وابن السبيل:" هو الغريب
المنقطع عن ماله،المحتاج لمن يوصله لوطنه فيعطي من الزكاة ولو غنياً ببلده،
وتصح سدادا للدين ويشترط
في سداد الدين بالزكاة أن يأمره مستحقها بذلك، فلو سدد المالك دين من يستحق الزكاة
بدون أمره لم يجزئه الزكاة، وسقط الدين,ولا يلزم إعلان الآخذ بأن ما أخذه هو من الزكاة،
بل يكره، لما فيه من كسر قلب الفقير، ويتعين تفرقة الزكاة بموضع الوجوب أو قربه، ولا
يجوز للمالك أن يصرف الزكاة لأصله: كأبيه وجده، وإن علا، ولا لفرعه كابنه وابن
ابنه وإن سفل. وكذا لا يجوز له أن يصرفها لزوجته، ولو كانت مبانة في العدة, ولا
لغني بمال أو كسب ، وإن دفعها لمن يظنه فقيراً أجزأه، ولا يجوز دفع الزكاة للكافر،
**ولاتعطى
لكافر أو مرتد :ـ لا تدفع إلى الكافر لعود الضمير في فقرائهم إلى
المسلمين سواء قلنا بخصوص البلد أو العموم انتهى.
*هل تنقل
الزكاة من بلدها!:ـ وَلاَ
تُنْقَلُ عَنْ بَلَدِهَا مَعَ وُجُودِ المُسْتَحَقِّ،ويكره نقل الزكاة من بلد إلى
بلد، إلا أن ينقلها إلى قرابته، أو إلى قوم هم أحوج إليها من أهل بلده،والمعتبر في
الزكاة مكان المال حتى لو كان المالك في بلد وماله في بلد أخرى تفرق الزكاة في
مكان المال.
*زكاة
الفطرـ صدقة الفطر:
*لماذا سميت صدقة الفطر:
قال الحافظ :وأضيفت الصدقة للفطر لكونها تجب
بالفطر من رمضان. ويؤيده قوله في بعض طرق الحديث كما سيأتي " زكاة الفطر من
رمضان".
*حكم صدقة الفطر
في
الحديث : * عَنْ ابْنِ عُمَرَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: ( فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ
شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ
وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ
النَّاسِ إِلَى الصَّلَاة) [و أخرجه مسلم .
وَرَأَى أَبُو
الْعَالِيَةِ وَعَطَاءٌ وَابْنُ سِيرِينَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ فَرِيضَة ونقل ابن
المنذر وغيره الإجماع على ذلك،
صدقة
الفطر صاع من شعير. عن أبي سعيد رضي
الله عنه قال: كنا نطعم الصدقة صاعا من شعير
صدقة
الفطر واجبة: على كل حر مسلم قادر، أمرنا بها النبي صلى اللّه عليه وسلم في
السنة التي فرض فيها رمضان قبل الزكاة، ومصرفها مصرف الزكاة المفروضة.
*ويشترط لوجوبها الإسلام،
وملك النصاب الفاضل عن حاجته الأصلية، ولايشترط فيها العقل، ولا البلوغ، فتجب في
مال الصبي والمجنون، حتى إذا لم يخرجها وليهما كان آثماً،
*على من تجب:ـ
تجب على كل
نفس مؤمنة أدركت ولو ساعة من رمضان قبيل فجر عيد الفطر ذكرا كان أو أنثى حرا كان
أو عبد لقوله:
(عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ
مِنْ الْمُسْلِمِينَ) ويجب أن يخرجها عن نفسه، وولده الصغير الفقير،
وخادمه، وولده الكبير إذا كان مجنوناً؛ أما إذا كان عاقلاً، فلا يجب على أبيه، وإن
كان الولد فقيراً، إلا أن يتبرع، ولا يجب على الرجل أن يخرج زكاة زوجته، فإن تبرع
بها أجزأت، ولو بغير إذنها، (وقيل: تجب على زوجها تبعاً للنفقة), فإن لم يجد ما
يخرجه لجميعهم بدأ بنفسه، فزوجته، فرقيقه، فأمه؛ فأبيه، فولده، فالأقرب، فالأقرب،
باعتبار ترتيب الميراث، وتجب فطرة الصغير في ماله والمخاطب بإخراجها وليه إن كان
للصغير مال والا وجبت على من تلزمه نفقته. وإلى هذا ذهب الجمهور. ونقل ابن المنذر
الإجماع على أنها لا تجب على الجنين,. وكذلك تجب على من أسلم قبل غروب الشمس
بلحظة، وتجب على الغنى والفقيرلقوله في حديث ابن عباس " طهرة للصائم "واشترط
الشافعي ومن تبعه أن يكون ذلك فاضلا عن قوت يومه ومن تلزمه نفقته،وقال ابن بزيزة:
لم يدل دليل على اعتبار النصاب فيها لأنها زكاة بدنية لا مالية.
*ووقت وجوبها: من طلوع فجر عيد الفطر، ،
إلا أنها تستحب قبل الخروج إلى المصلى، لقوله صلى اللّه عليه وسلم: "أغنوهم
عن السؤال في هذا اليوم"؛ ويحرم تأخيرها عن يوم العيد إذا كان قادراً على
الإخراج فيه، ويجب قضاؤها،
واستدل بحديث بن عمر على
أن وقت وجوبها غروب الشمس ليلة الفطر لأنه وقت الفطر من رمضان، وقيل وقت وجوبها
طلوع الفجر من يوم العيد لأن الليل ليس محلا للصوم، وإنما يتبين الفطر الحقيقي
بالأكل بعد طلوع الفجر، ويقويه قوله في حديث الباب " وأمر بها أن تؤدى قبل
خروج الناس إلى الصلاة "استدل به على كراهة تأخيرها عن ذلك، وحمله ابن حزم
على التحريم،
*الأجناس التى تؤدى منها: الحنطة، والشعير،
والتمر والزبيب، أو أقط، وهو طعام يعمل من اللبن المخيض ويجزئ الدقيق إن كان يساوي
الحب في الوزن، فإن لم يوجد أحد هذه الأشياء أخرج ما يقوم مقامه من كل ما يصلح
قوتاً من ذرة، أو أرز، أو عدس، أو نحو ذلك؛ولايصح أخراجها قيمة ولا نقود ,أخرج
الحاكم في المستدرك عن عياض بن عبدالله قال قال أبو سعيد وذكر عنده صدقة الفطر
فقال: لا أخرج إلا ما كنت أخرجه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من تمر
أو صاعاً من شعير، فقال له رجل من القوم أو مدين من قمح فقال لا تلك قيمة معاوية لا
أقبلها ولا أعمل بها.(فانظر الى قول الصحابى تلك قيمة معاويةـ وهى أنه رأى أن نصف
صاع من البر"القمح" قيمة وعوضا عن صاع من التمر أو الشعير .. فتنبه فكيف
بالنقود)
*مقدارها:صاع من الأجناس المذكورة
والصاعُ: مِكيالٌ لأَهل المدينة يأُخذ أَربعة أَمدادٍ، يذكر ويؤنث، أربعةُ
أمْدادٍ، كلُّ مُدٍّ رِطْلٌ وثُلُثٌ، والرِّطْل أربعُ حَفَناتٍ بكَفَّيِ الرَّجُلِ
الذي ليس بعَظيمِ الكَفَّيْنِ ولا صَغيرِهِما.
* ومن وجب عليه زكاة فطره
أخرجها في المكان الذي أفطر فيه :آخر يوم من رمضان، وكذا يخرج من وجب
عليه زكاة فطره أخرجها في المكان الذي أفطر فيه آخر يوم من رمضان، وكذا يخرج من
وجبت عليه فطرته في هذا المكان،
كمال النفس ومكارم الأخلاق
كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان، وبلاغة القول،
وكان الحلم والاحتمال، والعفو عند المقدرة، والصبر على المكاره، صفاتٌ
أدبه الله بها، وكل حليم قد عرفت منه زلة، وحفظت عنه هَفْوَة، ولكنه صلى الله عليه
وسلم لم يزد مع كثرة الأذي إلا صبرا، وعلى إسراف الجاهل إلا حلما، وقالت عائشة:
ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن
إثماً، فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه، وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله
فينتقم لله بها. وكان أبعد الناس غضباً، وأسرعهم رضاً.
وكان من صفة الجود والكرم على مالا يقادر قدره، كان يعطي عطاء من لا يخاف
الفقر، قال ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون
في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن،
فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة. وقال جابر: ما
سئل شيئاً قط فقال: لا.
وكان من الشجاعة والنجدة والبأس بالمكان الذي لا يجهل، كان أشجع الناس،
حضر المواقف الصعبة، وفر عنه الكماة والأبطال غير مرة، وهو ثابت لا يبرح، ومقبل لا
يدبر، ولا يتزحزح، وما شجاع إلا وقد أحصيت له فَرَّة، وحفظت عنه جولة سواه، قال
علي: كنا إذا حمي البأس واحمرت الحَدَقُ، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم
فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه.
وكان أشد الناس حياء وإغضاء، قال أبو سعيد الخدري: كان أشد حياء من
العذراء في خِدْرها، وإذا كره شيئاً عرف في وجهة. وكان لا يثبت نظره في وجه أحد،
خافض الطرف. نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جُلُّ نظره الملاحظة، لا
يشافه أحداً بما يكره حياء وكرم نفس، وكان لا يسمي رجلاً بلغ عنه شيء يكرهه، بل
يقول. (ما بال أقوام يصنعون كذا).
وكان أعدل الناس، وأعفهم، وأصدقهم لهجة، وأعظمهم أمانة، اعترف له بذلك
مجاوروه وأعداؤه، وكان يسمي قبل نبوته الأمين، ويُتَحاكم إليه في الجاهلية قبل
الإسلام، روي الترمذي عن على أن أبا جهل قال له: إنا لا نكذبك، ولكن نكذب بما
جئت به، فأنزل الله تعالى فيهم: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ
الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام:33]. وسأل هرقل
أبا سفيان، هل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال: لا.
وكان أشد الناس تواضعاً، وأبعدهم عن الكبر، يمنع عن القيام له كما يقومون
للملوك، وكان يعود المساكين، ويجالس الفقراء، ويجيب دعوة العبد، ويجلس في أصحابه
كأحدهم، قالت عائشة: كان يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل بيده كما يعمل أحدكم في
بيته، وكان بشراً من البشر يَفْلِي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه.
وكان أوفي الناس بالعهود، وأوصلهم للرحم، وأعظمهم شفقة ورأفة ورحمة
بالناس، أحسن الناس عشرة وأدباً، وأبسط الناس خلقاً، أبعد الناس من سوء الأخلاق،
لم يكن فاحشاً، ولا متفحشاً، ولا لعاناً، ولا صخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة
السيئة، ولكن يعفو ويصفح، وكان لا يدع أحدا يمشي خلفه، وكان لا يترفع على عبيده
وإمائه في مأكل ولا ملبس، ويخدم من خَدَمَه، ولم يقل لخادمه أف قط، ولم يعاتبه على
فعل شيء أو تركه، وكان يحب المساكين ويجالسهم، ويشهد جنائزهم، ولا يحقر فقيراً
لفقره.
قال هند فيما قال يصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير
حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ـ لا بأطراف فمه ـ ويتكلم بجوامع
الكلم، فصلاً، لا فضول فيه ولا تقصير، دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمة
وإن دقت، لايذم شيئاً، ولم يكن يذم ذواقاً ـ ما يطعم ـ ولا يمدحه، ولا يقام لغضبه
إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له، لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها ـ سماحة ـ وإذا
أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل
ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام.
الذين يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده
منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.
كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، ولا يوطن الأماكن ـ لا يميز لنفسه
مكاناً ـ إذا انتهي إلى القوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، ويعطي كل
جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه ، من جالسه أو قاومه لحاجة
صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من
القول، وقد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق متقاربين،
يتفاضلون عنده بالتقوي، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات،
ولا تؤبن فيه الحرم ـ لا تخشي فلتاته ـ يتعاطفون بالتقوي، يوقرون الكبير، ويرحمون
الصغير، ويرفدون ذا الحاجة، ويؤنسون الغريب.
وهذه الخلال التي أتينا على ذكرها خطوط قصار من مظاهر كماله وعظيم صفاته،
أما حقيقة ما كان عليه من الأمجاد والشمائل فأمر لا يدرك كنهه، ولا يسبر غوره، ومن
يستطيع معرفة كنه أعظم بشر في الوجود بلغ أعلى قمة من الكمال، استضاء بنور ربه،
حتى صار خلقه القرآن؟
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،
إنَّك حَميد مجيد.
الفتور
بعد رمضان
اعلموا أنما أنتم في هذه الدنيا
غرض تتناضل فيه المنايا , مع كل جرعة شرق
وفي كل أكلة غصص , لا تنالون منها نعمة إلا بفراق أخرى. ولا يعمر معمر منكم يوماَ
من عمره إلا بهدم آخر من أجله , ولا يحيا له أثر إلا مات له أثر , وقد مضت أصول نحن فروعها فما بقاء فرع ٍ بعد ذهاب أصله .
ألا فلا يستوحشن أحد في طريق الهدى لقلة أهله , فإن الناس قد اجتمعوا على مائدة
شباعها قصير وجوعها طويل .
أيها الناس إن شعور المسلم بالاستبشار والغبطة حينما يرى إقبال الناس على
الله في رمضان وما يقلبه من بصره هنا وهناك تجاه أوجه البر والإحسان لدى الكثيرين
من أهل الإسلام ليأخذ العجب بلبه كل مأخذ ولربما
غلب السرور مآقي المترقب فهاتان دمع الفرح والإعجاب لما يرى ويشاهد . إلا أن العيد وما يعقبه ليصدّق ذلك
الظن أو يكذب ومن ثم ينكس المعجب وتشخص أحداقه لما يرى من مظاهر التراجع والكسل
والفتور , ومن ثم يوقن أنه إنما كان مستسمناً ذا ورم , وما يشاهده المرء في
الأعياد في أقطار شتى من الفرح اللامشروع وتجاوز حدود الاعتدال فيه , على هيئة
وصور تنفيان كونهم من الخائفين على رد الأعمال الصالحة , أو من الشاكرين لبلوغ هذا
العيد الذي أكرمهم الله به . ومن ثَم فإن الحال على ما ذكر كالتي نقضت غزلها من
بعد قوة أنكاثا لأن النفس البشرية لو كان عندها شغل بالخالق لما أحبت المزاحمة بما
يسخطه ( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن
بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى
لَهُمْ ) . ولو أنهم أحبوا الطاعة لما تخلوا عنها طرفة عين
اعلموا يرعاكم الله أن من قارب الفتور والكسل بَعُدَ عنه النصب والاجتهاد ,
ومن ادعى الترويح أو التسرية وُكِلَ إلى نفسه . وإن من أحق الأشياء بالضبط والقهر
والأطر على العبادة والاستقامة أطرى هي نفسك التي بين جنبيك .
فإياك إياك أيها المسلم أن تغتر بعزمك على ترك الهوى في رمضان مقاربة
الفتنة بعده فإن الهوى مكايد , فكم من صنديد في غبار الحرب اغتيل، فأتاه ما لم
يحتسب ممن يأنف النظر إليه ، واذكر -
حفظك الله - حمزة مع وحشي رضي الله عنهما. من تعود الفتور والكسل أو مال إلى الدعة
والراحة فقدْ فقدَ الراحة, وقد قيل في الحكمة: إن أردت ألا تتعب فاتعب لئلا تتعب .
ولا أدل على ذلك من وصية الباري جل وعلا لنبيه ومصطفاه صلوات الله وسلامه
عليه ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ , لأن من كسل لم يؤد حقاَ , ومن
ضجر لم يصبر على الحق , والكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع
نفسه هواها وتمنى على الله الأماني . وليس في سياط التأديب للنفس أجود من سوط عزم
وإلا ونت وأبت , لأن فساد الأمر في التردد ,
إن الحياة الدنيا لا تخلو من عقوبة , ومن عاش لم يخلو من المصيبة , وقلما
ينفك عن عجيبة . وإن من أعظم العقوبات عباد الله عدم إحساس المُعاقـَب بها , بل
وأدهى من ذلك وأمر السرور بما هو عقوبة كالفرح بالتقصير بعد التمام , أو التمكن من
الذنوب بعد الإقلاع عنها . ومَن هذه حاله لا يفوز بطاعة ولو غش نفسه بعبادات
موسمية ذات خداج لوجد خفيّ العقوبة الرئيس، وهو سلب حلاوة المناجاة أو لذة التعبد
, إلا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات من عبَّاد رب الشهور كلها ، بواطنهم كظواهرهم , شوّالهم كرمضانهم ، الناس في غفلاتهم
وهم في قطع فلاتهم ، فأخلص لمديم القرع منهم للأبواب أن يلج , لأنهم تغلَّبوا على
طباعهم ذات الجوانب الكثيرة , ولذا فليس العجب أن يَغلب الطبع وإنما العجب أن
يُغلب .
والتثبيت عباد الله يكون في الحياة الدنيا على الخير والعمل الصالح , وفى
الآخرة يكون تثبيتا في البرزخ وعند السؤال : ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ
اللّهُ مَا يَشَاءُ ).
فيا أهل التوبة استيقظوا ولا ترجعوا بعد رمضان إلى ارتضاع ثدي الهوى من بعد
الفطام , فالرضاع إنما يصلح للطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء لا للرجال.
وعليكم بالصبر على مرارة الفطام لتعتاضوا عن لذة الهوى بحلاوة الإيمان في قلوبكم
ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن
يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ
مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ), ذنبٌ واحدٌ بعد التوبة أقبح من كذا ذنبٍ قبلها , النكسة أصعب من المرض
وربما أهلكت .
فسلوا الله الثبات على الطاعات إلى الممات , وتعوذوا بالله من تقلب القلوب
ومن الحور بعد الكور , فما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة , و أفحش فقر الطمع بعد
غنى القناعة.
يقول ابن القيم رحمه الله: " تخلل الفترات للعُبَّاد أمر لا بد منه
فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد ولم تخرجه من فرض ولم تدخله في محرَّم رُجي له
أن يعود خيراً مما كان " , ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا
الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ
لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ
اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ). . يقول المصطفى صلى الله
عليه وسلم :" إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله
قيل كيف يستعمله قال يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه. ولقد بكى ابن مسعود رضي الله عنه في مرض موته فَسُئلَ عن ذلك فقال:
" إنما أبكي لأنه أصابني في حال فترة ولم يصبني في حال اجتهاد ".
الليلة رمضان !
ها قد تجلى
هلال رمضان ، وتصايح المسلمون : الليلة صيام ، بارك الله لكم في الشهر ، ولا حرمكم
عظيم الأجر .
الصوم نموذج لعبادات الإسلام تتجلى فيه عقائده ومعاقده وأصوله .
الإيمان بالله تعالى وكمالاته ، والإقرار بالعبودية له يتحقق بالإمساك عن مفسدات الصوم سراً وعلانية ، فالصائم يؤمن بربه ويراقبه حتى في دخيلة قلبه ، ولو أمسك دون نية وقصد لما كان صائماً ، ولو نوى أنه مفطر نية قاطعة جازمة لكان مفسداً لصومه .
وهذا يربي المؤمن على مراقبة الله تعالى واستحضار مشاهدته للعبد في كل أحواله وتقلباته ومعاصيه وطاعاته ، فيولد لديه إقبالاً على الطاعة ونشاطاً فيها ، وانكفافاً عن المعصية وحياءً من مقارفتها وهو بمرأى ومسمع من ربه الذي يؤمن به ويخافه ويرجوه .
والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم يتمثل في التزام الصوم الشرعي وفق ماجاء به النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم توقيتاً وبدءاً وانتهاءً وأحكاماً وآداباً .
والصوم كان فرضاً على الأمم الكتابية السابقة ، لكن لا يلزم من هذا أن يتفقوا معنا في تفصيلات الصيام ومفردات الأحكام وهذا يستتبع صدق الإيمان به صلى الله عليه وسلم ومحبته واتباعه في سائر الأعمال والعبادات التي جاء بها ، والحرص على السنن التي تجعله أقرب إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في شؤون حياته كافة .
النظام الخلقي يتجلى في الصبر الذي هو قرين الصوم وسميه حتى سمى الصوم صبراً ، كما قال بعض المفسرين في قول الله تعالى : " واستعينوا بالصبر والصلاة " قال : بالصوم والصلاة . وسمى رمضان شهر الصبر ، والصبر جزاؤه الجنة .
والصبر هو سيد أخلاق الإسلام ، وبغير صبر لايثبت المسلم أمام التحديات في دينه ودعوته ، ولا يتحمل مشكلات الحياة وتبعاتها ومصائبها التي لا ينفك عنها بحال ، فالفوز في الآخرة والسعادة في الدنيا ثمرتان من ثمار الصبر .
الصبر هو إكسير الحياة الذي يحول بإذن ربه الصعاب إلى لذائذ ، والهموم إلى أفراح ، وكم أتمنى من الشباب الشاكين والشيوخ الباكين ، والنسوة المتبرمات أن يكتبوا حكمةً تتعلق بالصبر ، ويجعلوها أمام نواظرهم ؛ ليعلموا أن الصبر هو علاج كل داء ، وحل كل مشكلة ، وتذليل كل عقبة .
ويتجلى النظام الأخلاقي في الرقي بالنفس إلى مدارج العبودية والتخفف من أوهاق الطين ، وثقل الأرض ؛ لتستشرف النفس آفاق الإيمان وتستشعر شيئاً من الأنس بالقرب من فاطرها وبارئها ، وتسبح في ملكوتها ، فالإنسان إنسان بروحه وشفافيتها قبل أن يكون إنساناً بجسده . أقبل على النفس فاستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
ويتجلى في الإيثار والإحسان ومعايشة آلام الآخرين ومقاسمتهم السراء والضراء ، وذوق شيء مما يجدون ، ولئن ذاقه الصائم تعبداً واختياراً ، فلقد ذاقوه عجزاً واضطراراً ، ولئن عاناه وقتاً محدوداً ، فلهو عندهم عناء ممدود .
ولهذا كان رمضان شهر الزكاة كما سماه عثمان رضي الله عنه ، ونهايته زكاة الفطر التي يشارك المسلمون فيها الإحساس بفرحة العيد ، فلا يدع أحداً منهم إلا واساه ، حتى فقرائهم يخرجون صدقة الفطر إن قدروا .
ويتجلى في الإمساك بزمام النفس عن اندفعاتها وحماقاتها مع صاحبها ومع الخلق ، فالصائم مزموم بشعور دائم ، يحمله على الكف عما لايجمل ولايليق ، وربما أدرك كثير من الصوام هذا المعنى حتى قبل أن يهل الشهر .
كما يحقق الصوم معنى الانتساب الأممي وتبعاته ومظاهره ، فهو عبادة يشترك فيها المسلمون في كل مكان مما يعمق معنى الإخاء الديني ، والولاء الشرعي ، ويذكر بوجوب الانعتاق من الروابط المنافية لذلك ، ووضع الروابط العادية البشرية في موضعها الصحيح ، فلا تتحول إلى ععلاقة تنـاظــر العلاقة الربانية بين أهل الإسلام .
وكم يتمنى المرء أن يستطيع المسلمون توحيد صيامهم وفطرهم ؛ ليتعمق معنى الأمة الواحدة ، وتذويب الفواصل والعوائق التي تتراكم بمرور الزمان ، ويجعل الجسد الواحد رقعاً متناثرة ً ، يهدم كل طرف منها ما بناه الآخر .
فإذا لم يتحقق هذا فلا أقل من أن يوحدوا صيامهم وفطرهم في البلد الواحد ، خصوصاً في الدول الغربية كأوربا والولايات المتحدة واستراليا .
إن من غير المقبول أن يتعبد أحد المسلمين بالصوم ، بينما أخوه في الدين إلى جواره يتعبد بالفطر والعيد ، ويرى الصيام حراماً وإثماً .
ولا من المعقول أن يصوم مسلم يوماً على أنه يوم عرفه ، بينما جاره في المنزل يأكل على أنه في يوم عيد لا يجوز صيامه .
إن تجاوز هذه التناقضات يتطلب صدقاً وارتفاعاً عن المصالح الخاصة ، والانتماءات الحزبية ، أو الوطنية ، وإيثاراً لروح الجماعة على أنانية الذات ...فهل نحن فاعلون ؟!
فهل يعود رمضان الذي عرفه المسلمون ينبض بالروح والحياة والعطاء ، وليس بالنوم وضياع الأوقات ، والتسابق إلى اللذائذ ، والسهر ، وسوء الخلق .
الصوم نموذج لعبادات الإسلام تتجلى فيه عقائده ومعاقده وأصوله .
الإيمان بالله تعالى وكمالاته ، والإقرار بالعبودية له يتحقق بالإمساك عن مفسدات الصوم سراً وعلانية ، فالصائم يؤمن بربه ويراقبه حتى في دخيلة قلبه ، ولو أمسك دون نية وقصد لما كان صائماً ، ولو نوى أنه مفطر نية قاطعة جازمة لكان مفسداً لصومه .
وهذا يربي المؤمن على مراقبة الله تعالى واستحضار مشاهدته للعبد في كل أحواله وتقلباته ومعاصيه وطاعاته ، فيولد لديه إقبالاً على الطاعة ونشاطاً فيها ، وانكفافاً عن المعصية وحياءً من مقارفتها وهو بمرأى ومسمع من ربه الذي يؤمن به ويخافه ويرجوه .
والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم يتمثل في التزام الصوم الشرعي وفق ماجاء به النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم توقيتاً وبدءاً وانتهاءً وأحكاماً وآداباً .
والصوم كان فرضاً على الأمم الكتابية السابقة ، لكن لا يلزم من هذا أن يتفقوا معنا في تفصيلات الصيام ومفردات الأحكام وهذا يستتبع صدق الإيمان به صلى الله عليه وسلم ومحبته واتباعه في سائر الأعمال والعبادات التي جاء بها ، والحرص على السنن التي تجعله أقرب إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في شؤون حياته كافة .
النظام الخلقي يتجلى في الصبر الذي هو قرين الصوم وسميه حتى سمى الصوم صبراً ، كما قال بعض المفسرين في قول الله تعالى : " واستعينوا بالصبر والصلاة " قال : بالصوم والصلاة . وسمى رمضان شهر الصبر ، والصبر جزاؤه الجنة .
والصبر هو سيد أخلاق الإسلام ، وبغير صبر لايثبت المسلم أمام التحديات في دينه ودعوته ، ولا يتحمل مشكلات الحياة وتبعاتها ومصائبها التي لا ينفك عنها بحال ، فالفوز في الآخرة والسعادة في الدنيا ثمرتان من ثمار الصبر .
الصبر هو إكسير الحياة الذي يحول بإذن ربه الصعاب إلى لذائذ ، والهموم إلى أفراح ، وكم أتمنى من الشباب الشاكين والشيوخ الباكين ، والنسوة المتبرمات أن يكتبوا حكمةً تتعلق بالصبر ، ويجعلوها أمام نواظرهم ؛ ليعلموا أن الصبر هو علاج كل داء ، وحل كل مشكلة ، وتذليل كل عقبة .
ويتجلى النظام الأخلاقي في الرقي بالنفس إلى مدارج العبودية والتخفف من أوهاق الطين ، وثقل الأرض ؛ لتستشرف النفس آفاق الإيمان وتستشعر شيئاً من الأنس بالقرب من فاطرها وبارئها ، وتسبح في ملكوتها ، فالإنسان إنسان بروحه وشفافيتها قبل أن يكون إنساناً بجسده . أقبل على النفس فاستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
ويتجلى في الإيثار والإحسان ومعايشة آلام الآخرين ومقاسمتهم السراء والضراء ، وذوق شيء مما يجدون ، ولئن ذاقه الصائم تعبداً واختياراً ، فلقد ذاقوه عجزاً واضطراراً ، ولئن عاناه وقتاً محدوداً ، فلهو عندهم عناء ممدود .
ولهذا كان رمضان شهر الزكاة كما سماه عثمان رضي الله عنه ، ونهايته زكاة الفطر التي يشارك المسلمون فيها الإحساس بفرحة العيد ، فلا يدع أحداً منهم إلا واساه ، حتى فقرائهم يخرجون صدقة الفطر إن قدروا .
ويتجلى في الإمساك بزمام النفس عن اندفعاتها وحماقاتها مع صاحبها ومع الخلق ، فالصائم مزموم بشعور دائم ، يحمله على الكف عما لايجمل ولايليق ، وربما أدرك كثير من الصوام هذا المعنى حتى قبل أن يهل الشهر .
كما يحقق الصوم معنى الانتساب الأممي وتبعاته ومظاهره ، فهو عبادة يشترك فيها المسلمون في كل مكان مما يعمق معنى الإخاء الديني ، والولاء الشرعي ، ويذكر بوجوب الانعتاق من الروابط المنافية لذلك ، ووضع الروابط العادية البشرية في موضعها الصحيح ، فلا تتحول إلى ععلاقة تنـاظــر العلاقة الربانية بين أهل الإسلام .
وكم يتمنى المرء أن يستطيع المسلمون توحيد صيامهم وفطرهم ؛ ليتعمق معنى الأمة الواحدة ، وتذويب الفواصل والعوائق التي تتراكم بمرور الزمان ، ويجعل الجسد الواحد رقعاً متناثرة ً ، يهدم كل طرف منها ما بناه الآخر .
فإذا لم يتحقق هذا فلا أقل من أن يوحدوا صيامهم وفطرهم في البلد الواحد ، خصوصاً في الدول الغربية كأوربا والولايات المتحدة واستراليا .
إن من غير المقبول أن يتعبد أحد المسلمين بالصوم ، بينما أخوه في الدين إلى جواره يتعبد بالفطر والعيد ، ويرى الصيام حراماً وإثماً .
ولا من المعقول أن يصوم مسلم يوماً على أنه يوم عرفه ، بينما جاره في المنزل يأكل على أنه في يوم عيد لا يجوز صيامه .
إن تجاوز هذه التناقضات يتطلب صدقاً وارتفاعاً عن المصالح الخاصة ، والانتماءات الحزبية ، أو الوطنية ، وإيثاراً لروح الجماعة على أنانية الذات ...فهل نحن فاعلون ؟!
فهل يعود رمضان الذي عرفه المسلمون ينبض بالروح والحياة والعطاء ، وليس بالنوم وضياع الأوقات ، والتسابق إلى اللذائذ ، والسهر ، وسوء الخلق .
هادم اللذات
أيها الخيار الكرام :
لقد
بين اللـه جل وعلا لنا الغاية التى من أجلها خلقنا فقال سبحانه وتعالى : ) وَمَا
خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ( .
وأكد
الحبيب المصطفى هذه الحقيقة فى حديثه الصحيح الذى رواه الترمذى من حديث سهل بن سعد
الساعدى رضى اللـه عنه قال صلى اللـه عليه وسلم (( لو كانت الدنيا تعدل عند اللـه جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء )) .
فالدنيا
حقيرة عند اللـه أعطاها للمؤمن والكافر على السواء ، فلو كانت تزن عند اللـه جناح
بعوضة ما سقى منها كافراً قط شربة ماء واحدة ، لذا كان المصطفى r يوصى أحبابه بعدم الركون والطمأنينة إلى هذه الدار الفانية لا
محالة ، كما أوصى بذلك عبد اللـه بن عمر رضى اللـه عنهما كما فى صحيح البخارى : ((
كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
)) ، وكان ابن عمر يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا
تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك " .
فالفطناء العقلاء هم الذين عرفوا حقيقة الدار ،
فحرثوها وزرعوها ... وفى الآخرة حصدوها .
فالـذم
الوارد فى القرآن والسنة للدنيا لا يرجع إلى زمانها من ليل ونهار فلقد جعل اللـه
الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً ، والذم الوارد للدنيا فى
الكتاب والسنة لا يرجع إلى مكانها ألا وهو الأرض ، إذ أن اللـه قد جعل الأرض لبنى
آدم سكناً ومستقراً .
والذم
الوارد فى القرآن والسنة لا يرجع إلى ما أودعها اللـه عز وجل من خيرات ، فهـذه
الخيـرات نعم اللـه على عبـاده وجميع خلقه .
اعلم
أيها الحبيب، وكن على يقين جازم بأن الحياة فى هذا الدنيا موقوتة محدودة بأجل ، ثم
تأتى نهايتها حتماً لابد ، فيموت الصالحون .. ويموت الطالحون .. يموت المجاهدون ..
ويموت القاعدون .. يموت المستعلون بالعقيدة .. ويموت المستذلون للعبيد .. يموت
الشرفاء الذين يأبون الضيم ويكرهون الذل ، والجبناء الحريصون على الحياة بأى ثمن
.. الكل يموت .
قال اللـه جل وعلا : )
كُل مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ(26)وَيَبْقَى
وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ( .
إنها
الحقيقة التى شرب كأسها تباعاً الأنبياء والمرسلون بل والعصاة والطائعون !!
إنها
الحقيقة التى تذكرنا كل لحظة من لحظات الزمن بقول الحى الذى لا يموت : ) لا إِلَه إِلا هُو كُلُّ شَئٍ هَالِكُ إِلا وَجْهُه ( . [ القصص : 88 ].
أيها
الحبيب تذكر هذه الحقيقة ولا تتغافل عنها إذ أن النبى أمرنا أن نكثر من ذكرها كما
فى الحديث الصحيح الذى رواه الترمذى والنسائى والبيهقى والحاكم وغيرهم من حديث ابن
عمر أن النبى r قال :
((
أكثروا من ذكر هادم اللَّذات ( الموت ) )).
إنها
الحقيقة التى سماها اللـه فى قرآنه بالحق فقال جل وعلا :)وَجَاءَتْ
سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ(19)وَنُفِخَ فِي
الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ(20)وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ
وَشَهِيدٌ([ ق : 19،21]
إن
للموت لسكرات ... هل علمت إن هذه الكلمات قالها حبيب رب الأرض والسموات وهو يحتضر
على فراش الموت ؟
وما
أدراك ما السكرات ..! وما أدراك ما الكربات ..! فى هذه اللحظات يزداد الهم والكرب
، فى لحظات السكرات إذا نمت يا ابن آدم على فراش الموت ورأيت فى غرفتك التى أنت
فيها دون أن يرى غيرك ، رأيت شيطاناً جلس عند رأسك يريد الشيطان أن يضلك عن كلمة الإخلاص" لا إله إلا اللـه "، يريد الشيطان أن يصدك عنها ، يقول لك
: مُت يهودياً فإنه خير الأديان ، يقول لك : مُت نصرانياً فإنه خير الأديان .
) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ
الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ
الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ( [ إبراهيم : 27 ] .
قال
ابن عباس : القول الثابت هو لا إله إلا اللـه فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل
اللـه الظالمين ويفعل اللـه ما يشاء .
والحق
أنك تموت واللـه حى لا يموت ، الحق أن ترى عند موتك ملائكة الرحمة أو ملائكة
العذاب .
والحق أن يكون قبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة
من حفر النيران
تحيد
إلى الطبيب إذا جاءك المرض ، وتحيد إلى الشراب إذا أحسستَ بالظمأ ، ثم ماذا أيها
القوى الفَتِىّ ؟! ثم ماذا أيها العبقرى الذكى ؟! ثم ماذا أيها الوزير والأمير ؟!
ثم ماذا أيها الكبير والصغير ؟! ثم ماذا أيها الغنى والفقير؟!
إنه
يوم المرجع .. إنه يوم العودة ... انتهى الأجل ... انتهت الدنيا وحتماً ستعرض على
مولاك .
سأل
سليمان بن عبد الملك عالمـاً من علماء السلف يقال له أبو حازم ، قال سليمان : يا
أبا حازم ، ما لنا نكره الموت ؟!
قال
أبو حازم : لأنكم عمرتم دنياكم وخربتم أخراكم فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران
إلى الخراب !!
تفسير
سورة الفاتحة
اعلم أرشدك الله
لطاعته, وأحاطك بحياطته, وتولاك في الدنيا والآخرة, أن مقصود الصلاة وروحها ولبها
هو إقبال القلب على الله تعالى فيها, فإذا صليت بلا قلب فهي كالجسد الذي لا روح
فيه,
إذا فهمت ذلك فافهم
نوعا واحدا من الصلاة , وهو قراءة الفاتحة لعل الله أن يجعل صلاتك في الصلوات
المقبولة المضاعفة المكفرة للذنوب.
وها أنا أذكر لك بعض
معاني هذه السورة العظيمة لعلك تصلي بحضور قلب , ويعلم قلبك ما نطق به لسانك , لأن
ما نطق به اللسان ولم يعقد عليه القلب ليس بعمل صالح كما قال تعالى: (يقولون
بألسنتهم ما ليس في قلوبهم). (سورة الفتح 11). وأبدأ بمعنى الاستعاذة , ثم البسملة
, على طريق الاختصار
فمعنى (أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم) ألوذ بالله وأعتصم بالله وأستجير بجنابه من شر هذا العدو ,
أن يضرني في ديني أو دنياي , أو يصدني عن فعل ما أمرت به , أو يحثني على فعل ما
نهيت عنه , لأنه أحرص ما يكون على العبد إذا أراد عمل الخير من صلاة وقراءة أو غير
ذلك , وذلك أنه لا حيلة لك في دفعه إلا بالاستعاذة بالله .
وأما البسملة
فمعناها أدخل في هذا الأمر من قراءة أو دعاء أو غير ذلك (بسم الله) لا
بحولي ولا بقوتي , بل أفعل هذا الأمر مستعينا بالله , ومتبركا باسمه تبارك وتعالى
, هذا في كل أمر تسمى في أوله من أمر الدين أو أمر الدنيا , فإذا أحضرت في نفسك أن
دخولك في القراءة بالله مستعينا به , متبرئا من الحول والقوة كان هذا أكبر الأسباب
في حضور القلب , وطرد الموانع من كل خير.
(الرحمن الرحيم)
اسمان مشتقان من الرحمة أحدهما أبلغ من الآخر , مثل العلام والعليم , قال ابن
عباس: هما اسمان رقيقان احدهما أرق من الآخر أي أكثر من الآخر رحمة.
وأما الفاتحة
فهي سبع آيات: ثلاث ونصف لله , وثلاث ونصف للعبد , فاولها (الحمد لله رب
العالمين) فاعلم أن الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري , فأخرج
بقوله الثناء باللسان الثناء بالفعل الذي يسمى لسان الحال فذلك نوع من الشكر.
وقوله على الجميل
الاختياري أي الذي يفعله الإنسان بإرادته , وأما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل
الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحا لا حمدا.
والفرق بين
الحمد والشكر: أن الحمد يتضمن المدح والثناء على المحمود بذكر
محاسنه سواء كان إحسانا إلى الحامد أو لم يكن , والشكر لا يكون إلا على أحسان
المشكور , فمن هذا الوجه الحمد أعم من الشكر , لأنه يكون على المحاسن والإحسان ,
فإن الله يحمد على ما له من الأسماء الحسنى , وما خلقه في الآخرة والأولى , ولهذا
قال: (الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا). , وقال: (الحمد لله الذي خلق السموات
والأرض)., إلى غير ذلك من الآيات.
وأما الشكر
فإنه لا يكون إلا على الإنعام, فهو أخص من الحمد من هذا الوجه, لكنه يكون بالقلب
واليد واللسان, ولهذا قال تعالى: (اعملوا ءال داود شكراً), والحمد يكون بالقلب
واللسان, فمن هذا الوجه الشكر أعم من جهة أنواعه, والحمد أعم من جهة أسبابه.
الألف
واللام في قوله: (الحمد) للاستغراق أي جميع أنواع الحمد لله لا لغيره ,
فأما الذي لا صنع للخلق فيه مثل خلق الإنسان, وخلق السمع والبصر والسماء والأرض
والأرزاق وغير ذلك فواضح, وأما ما يحمد عليه المخلوق مثل ما يثني به على الصالحين
والأنبياء والمرسلين, وعلى من فعل معروفاً خصوصاً إن أسداه إليك, فهذا كله لله
أيضاً بمعنى أنه خلق ذلك الفاعل, وأعطاه ما فعل به ذلك, وحببه إليه وقواه عليه,
وغير ذلك من أفضال الله الذي لو يختل بعضها لم يحمد ذلك المحمود فصار الحمد لله
كله بهذا الاعتبار.
وأما قوله: (لله رب
العالمين) فالله علم على ربنا تبارك وتعالى, ومعناه: الإله أي المعبود لقوله:
(وهو الله في السموت وفي الأرض) (سورة الأنعام, الآية: 3), أي المعبود في السموات
والمعبود في الأرض: (إن كل من في السموت والأرض إلا ءاتي الرحمن عبداً) (سورة
مريم, الآية: 93), وأما الرب فعناه المالك المتصرف, وأما (العالمين) فهو
اسم لكل ماسوى الله تبارك وتعالى فكل ماسواه من ملك ونبي وإنسي وجني وغير ذلك
مربوب مقهور يتصرف فيه, فقير محتاج كلهم صامدون إلى واحد لاشريك له في الدين, وهو
الغني الصمد, وذكر بعد ذلك (مالك يوم الدين) وفي قراءة أخرى (ملك يوم
الدين) فذكر في أول هذه السورة التي هي أول المصحف الألوهية والربوبية والملك,
كما ذكره في آخر سورة من المصحف (قل أعوذ برب الناس * ملك الناس) (, الآيات: 1-3).
وأما الرب فمعناه
المالك المتصرف, فالله تعالى مالك كل شئ وهو المتصرف فيه, وهذا حق, ولكن أقر به
عباد الأصنام الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, كما ذكر الله عنهم في
القرآن في غير موضع كقوله تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع
والأبصر ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فيسقولون الله
قل أفلا تتقون) (سورة يونس, الآية: 31).
فمن دعا في تفريج
كربته وقضاء حاجته, ثم دعا مخلوقاً في ذلك خصوصاً إن اقترن بدعائه نسبة نفسه إلى
عبوديته مثل قوله في دعائه (فلان عبدك) أو قول (عبد علي) أو (عبد النبي أو الزبير)
فقد أقر له بالربوبية, وفي دعائه علياً أو الزبير بدعائه الله تبارك وتعالى
وإقراره له بالعبودية, ليأتي له بخير أو ليصرف عنه شراً مع تسمية نفسه عبداً له,
قد أقر له الربوبية, ولم يقر لله رب العالمين كلهم بل جحد بعض ربوبيته, .
وأما الملك
فيأتي الكلام عليه, وذلك أن قوله: (مالك يوم الدين) وفي القراءة الأخرى (ملك
يوم الدين) فمعناه عند جميه المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله: (ومآ
أدراك مايوم الدين * ثم مآ ما أدراك ما يوم الدين * يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً
والأمر يومئٍذ لله) (سورة الأنفطار, الآيات: 17 - 19).
فمن عرف تفسير هذه
الآية, وعرف تخصيص الملك بذلك اليوم, مع أنه سبحانه مالك كل شئ ذلك اليوم وغيره,
عرف أن التخصيص لهذه المسألة الكبيرة العظيمة التي بسبب معرفتها دخل الجنة من
دخلها, وبسبب الجهل بها دخل النار من دخلها,
فتأمل ما ذكرت لك ساعة
بعد ساعة, ويوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر, وسنة بعد سنة لعلك أن تعرف ملة أبيك
إبرهيم ودين نبيك فتحشر معهما, ولا تصد عن الحوض يوم الدين, كما يصد عنه من صد عن
طريقهما , ولعلك أن تمر على الصراط يوم القيامة, ولا تزل عنه كما زل عن صراطهما
المستقيم في الدنيا من زل, فعليك بإدامة دعاء الفاتحة مع حضور القلب وخوف وتضرع.
وأما قوله: (إياك
نعبد وإياك نستعين) فالعبادة كمال المحبة وكمال الخضوع, والخوف والذل, وقدم
المفعول وهو إياك, كرر للاهتمام والحصر أي لا نعبد إلا إياك, ولا نتوكل إلا عليك,
وهذا هو كمال الطاعة, والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين, فالأول التبرؤ من الشرك,
والثاني التبرؤ من الحول والقوة فقوله: (إياك نعبد) أي إياك نوحد, ومعناه
أنك تعاهد ربك أن لا تشرك في عبادته أحداً, لا ملكاً ولا نبياً ولا غيرهما, كما
قال للصحابة: (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبين أرباباً أيامركم بالكفر بعذ
إذ أنتم مسلمون) (سورة آل عمران, الآية: 80),
وقوله: (وإياك
نستعين) هذا فيه أمران أحدهما سؤال الإعانة من الله وهو التوكل والتبرئ من
الحول والقوة. وأيضاً طلب الإعانة من الله كما مر أنها من نصف العبد.
وأما قوله: (اهدنا
الصراط المستقيم) فهذا هو الدعاء الصريح الذي هو حظ العبد من الله , وهو
التضرع إليه والإلحاح عليه أن يرزقه هذا المطلب العظيم, الذي لـم يعط أحد في
الدنيا والآخرة أفضل منه, كما مـن الله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح
بقوله: (ويهديك صراطاً مستقيماً) (سورة الفتح, الآية: 2), والهداية هم هنا التوفيق
والإرشاد, وليتأمل العبد ضرورته إلى هذه المسألة, فإن الهداية إلى ذلك تتضمن العلم
والعمل الصالح على وجه الاستقامة والكمال والثبات على ذلك إلى أن يلقى الله.
والصراط: الطريق
الواضح والمستقيم الذي لا عوج فيه, والمراد بذلك الدين الذي أنزله الله على رسوله
صلى الله عليه وسلم وهو (صراط الذين أنعمت عليهم) وهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأصحابه, وأنت دائماً في كل ركعة تسأل الله أن يهديك إلى طريقهم, وعليك
من الفرائض أن تصدق الله أنه هو المستقيم, وكلما خالفه من طريق أو علم أو عبادة,
فليس بمستقيم, بل معوج. وهذه أول الواجبات من هذه الآية, وهو اعتقاد ذلك بالقلب,
وليحذر المؤمن من خدع الشيطان, وهو اعتقاد ذلك مجملاً وتركه مفصلاً, فإن أكفر
الناس من المرتدين يعتقدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحق وإن ما خالفه
باطل, فإذا جاء بما لا تهوى أنفسهم فكما قال تعالى: (فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون)
(سورة المائدة, الآية: 70).
وأما قوله: (غير
المغضوب عليهم ولا الضـآلين) فالمغضوب عليهم هم العلماء الذين لم يعملوا
بعلمهم, والضالون العاملون بلا علم, فالأول صفة اليهود, والثاني صفة النصارى,
وكثير من الناس إذا رأي في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم وأن النصارى ضالون, ظن
الجاهل أن ذلك مخصوص بهم, وهو يقر أن ربه فارض عليه أن يدعو بهذا الدعاء, ويعوذ من
طريق أهل هذه الصفات, فياسبحان الله كيف يعلمه الله ويختار له, ويفرض عليه أن يدعو
به دائماً مع ظنه أنه لا حذر علي منه, ولا يتصور أنه يفعله, هذا من ظن السوء بالله
, والله أعلم هذا آخر الفاتحة.
أما آمين فليست من
الفاتحة, ولكنها تأمين على الدعاء, معناها اللهم استجب, فالواجب تعليم الجاهل لئلا
يظن أنها من كلام الله.
مسائل مستنبطة من سورة
الفاتحة :
الأولى: (إياك
نعبد وإياك نستعين) فيها التوحيد. الثانية:
(اهدنا الصراط المستقيم) فيها المتابعة.
الثالثة: أركان
الدين الحب والرجاء والخوف. فالحب في الأولى والرجاء في الثانية والخوف في
الثالثة.
الرابعة: هلاك
الأكثر في الجهل بالآية الأولى أعني استغراق الحمد واستغراق ربوبية العالمين.
الخامسة: أول
المنعم عليهم وأول المغضوب عليهم والضالين. السادسة: ظهور الكرم والحمد في
ذكر المنعم عليهم.
السابعة: ظهور
القدرة والمجد في ذكر المغضوب عليهم والضالين. الثامنة: دعاء الفاتحة مع
قوله لا يستجاب الدعاء من قلب غافل.
التاسعة: قوله
(صراط الذين أنعمت عليهم) فيه حجة الإجماع. العاشرة: مافي الجملة من هلاك
الإنسان إذا وكل إلى نفسه.
الحادية عشر:
مافيها من النص على التوكل. الثانية عشر: مافيها من التنبية على
بطلان الشرك.
الثالثة عشرة: التنبيه
على بطلان البدع. الرابعة عشرة: آيات الفاتحة كل آية منها لو يعلمها الإنسان صار
فقيهاً, وكل آية أفرد معناها بالتصانيف.
والله سبحانه وتعالى
أعلم.
تفسير سورة الإخلاص
عن عبد الله بن حبيب
قال: (خرجنا في ليلة ممطرة فطلبت النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه،
فقال: قل، فلم أقل شيئا، قال: قلت يا رسول الله ما أقول ؟ قال: {قل هو الله أحد}
و المعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك كل شيء) قال الترمذي حديث حسن
صحيح.
والأحد الذي لا نظير
له، والصمد الذي تصمد الخلائق كلها إليه في جميع الحاجات، وهو الكامل في صفات
السؤدد.
فقوله {أحد}
نفي النظير والأمثال، وقوله {الصمد} إثبات صفات الكمال، وقوله {لم يلد ولم
يولد} نفي للصاحبة والعيال، {ولم يكن له كفوا أحد} نفي الشركاء لذي
الجلال.
تفسير الفلق
{قل أعوذ برب الفلق
* من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفثت في العقد * ومن شر حاسد إذا
حسد}.
فمعنى {أعوذ}:
أعتصم والتجي ء وأتحرز، وتضمنت هذه الكلمة مستعاذا به ومستعاذا منه ومستعيذا. فأما
المستعاذ به: فهو الله وحده رب الفلق الذي لا يستعاذ إلا به.
وقد أخبر الله عمن
استعاذ بخلقه، أن استعاذته زادنه رهقا (وهو الطغيان)، فقال: {وأنه كان رجال من
الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا} (سورة الجن).
و {الفلق}: هو
بياض الصبح، إذا انفلق من الليل، وهو من أعظم آيات الله الدالة على وحدانيته.
وأما المستعيذ: فهو
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل من اتبعه إلى يوم القيامة.
وأما المستعاذ منه فهو
أربعة أنواع:
الأول: قوله: {من
شر ما خلق} وهذا يعم شرور الأولى والآخرة، وشرور الدين والدنيا.
الثاني: قوله: {ومن
شر غاسق إذا وقب} والغاسق: الليل، إذا وقب: أي أظلم ودخل في كل شيء، وهو محل
تسلط الأرواح الخبيثة.
الثالث: قوله: {ومن
شر النفثت في العقد} وهذا من شر السحر، فإن النفاثات: السواحر التي يعقدن
الخيوط وينفثن على كل عقدة حتى ينعقد ما يردن من السحر، والنفاثات: مؤنث، أي
الأرواح والأنفس، لأن تأثير السحر إنما هو من جهة الأنفس الخبيثة.
الرابع: قوله: {ومن
شر حاسد إذا حسد} وهذا يعم إبليس وذريته لأنهم أعظم الحساد لبني آدم أيضا.
وقوله: {إذا حسد} لأن الحاسد إذا أخفى الحسد ولم يعامل أخاه إلا بما يحبه
الله، لم يضر المحسود.
تفسير
الناس
{قل أعوذ برب الناس
* ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من
الجنة والناس}.
قوله: {قل أعوذ برب
الناس} فقد تضمنت أيضا ذكر ثلاثة: الأول: الإستعاذة وقد تقدمت. الثاني: المستعاذ به. الثالث:
المستعاذ منه.
فأما المستعاذ به: فهو
الله وحده لا شريك له رب الناس الذي رزقهم ودبرهم، وأوصل إليهم مصالحهم ومنع عنهم
مضارهم.
{ملك الناس} أي
المتصرف فيهم وهم عبيده ومما ليكه، المدبر لهم كما يشاء، الذي له القدرة والسلطان
عليهم، فليس لهم ملك يهربون إليه إذا دهمهم أمره، يخفض ويرفع ويصل ويقطع ويعطي
ويمنع.
{إله الناس} أي
معبودهم الذي لا معبود لهم غيره، فلا يدعى ولا يرجى ولا يخلق إلا هو، فخلقهم
وصورهم وأنعم عليهم وحماهم مما يضرهم بربوبيته، وقهرهم وأمرهم ونهاهم، وصرفهم كما
يشاء بملكه، واستعبدهم بالهيبة الجامعة لصفات الكمال كلها.
وأما المستعاذ منه:
فهو الوسواس، وهو الخفي الإلقاء في النفس.
وأما الخناس: فهو الذي
يخنس ويتأخر ويختفي، وأصل الخنوس: الرجوع إلى الوراء، وهذان وصفان لموصوف محذوف
وهو: الشيطان، وذلك أن العبد إذا غفل جثم على قلبه وبذل فيه الوساوس التي هي أصل
الشر، فإذا ذكر العبد ربه واستعاذ به خنس.
قال قتادة: (الخناس له
خرطوم كخرطوم الكلب، فإذا ذكر العبد ربه خنس). ويقال رأس كرأس الحبة يضعه على ثمرة
القلب ويمنيه ويحدثه، فإذا ذكر الله خنس، وجاء بناؤه على الفعال الذي يتكرر منه،
فإنه كلما ذكر الله انخنس، وإذا غفل عاد.
وقوله: {من الجنة
والناس}: يعني أن الوسواس نوعان: إنس وجن، فإن الوسوسة: الإلقاء الخفي، لكن
إلقاء الإنس بواسطة الأذن، والجني لا يحتاج إليها، ونظير اشتراكهما في الوسوسة
اشتراكهما في الوحي الشيطاني في قوله: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس
والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما
يفترون} (الأنعام).
والله أعلم . والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا، وصلى الله
على محمد وآله وصحبه وسلم.
توبة في رمضان
يا أخي الكريم: إن العمر قصير، والسفر طويل،
والزاد قليل، والخطر محدق وكبير، والعبد بين حالين: حال قد مضى لا يدري ما الله
صانع فيه؟ وآجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه؟.
فإذا كان الأمر كذلك، فعلى صاحب البصر النافذ أن يتزود من نفسه لنفسه، ومن حياته لموته، ومن شبابه لهرمه، ومن صحته لمرضه، ومن فراغه لشغله، ومن غناه لفقره، ومن قوته لضعفه، فما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار سوى الجنة أو النار، فمن أصلح ما بينه وبين ربه كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن صدق في سريرته حسنت علانيته، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه فلا بد من وقفة جادة وصادقة لمحاسبة النفس، فالمحاسبة الصادقة هي ما أورثت عملاً صادقاً ينجيك من هول المطلع.
عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- قال: أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" فكان ابن عمر –رضي الله عنهما- يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" أخرجه البخاري أتدري كم كان عُمْر عبد الله بن عمر –عندما قال له النبي ذلك كان عمره عشرون سنة!
فيا غافلاً عن مصيره، يا واقفاً مع تقصيره، سبقك أهل العزائم وأنت في بحر الغفلة عائم، قف على باب التوبة وقوف نادم، ونكس الرأس بذل وقل: أنا ظالم، وناد في الأسحار، مذنب وراحم، وتشبه بالصالحين إن لم تكن منهم وزاحم، وابعث بريح الزفرات سحاب ودمع ساجم، وقم في الدجى داعياً، وقف على باب مولاك تائباً، واستدرك من العمر ما بقي ودع اللهو جانباً، وطلق الدنيا والمعاصي والمنكرات إن كنت للآخرة طالباً.
فإذا كان الأمر كذلك، فعلى صاحب البصر النافذ أن يتزود من نفسه لنفسه، ومن حياته لموته، ومن شبابه لهرمه، ومن صحته لمرضه، ومن فراغه لشغله، ومن غناه لفقره، ومن قوته لضعفه، فما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار سوى الجنة أو النار، فمن أصلح ما بينه وبين ربه كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن صدق في سريرته حسنت علانيته، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه فلا بد من وقفة جادة وصادقة لمحاسبة النفس، فالمحاسبة الصادقة هي ما أورثت عملاً صادقاً ينجيك من هول المطلع.
عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- قال: أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" فكان ابن عمر –رضي الله عنهما- يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" أخرجه البخاري أتدري كم كان عُمْر عبد الله بن عمر –عندما قال له النبي ذلك كان عمره عشرون سنة!
فيا غافلاً عن مصيره، يا واقفاً مع تقصيره، سبقك أهل العزائم وأنت في بحر الغفلة عائم، قف على باب التوبة وقوف نادم، ونكس الرأس بذل وقل: أنا ظالم، وناد في الأسحار، مذنب وراحم، وتشبه بالصالحين إن لم تكن منهم وزاحم، وابعث بريح الزفرات سحاب ودمع ساجم، وقم في الدجى داعياً، وقف على باب مولاك تائباً، واستدرك من العمر ما بقي ودع اللهو جانباً، وطلق الدنيا والمعاصي والمنكرات إن كنت للآخرة طالباً.
أتراك بعدما ذقت حلاوة الطاعة والعبادة تعود
إلى مرارة العصيان؟ أتراك بعدما ذقت لذة الأنس والقرب والمناجاة تعود إلى لوعة
البعد والهجر والحرمان؟ أتراك بعدما صرت من حزب الرحمن تنقلب على عقبيك فتنضم إلى
حزب الشيطان؟ أتراك بعدما حسبت في عداد المصلين تترك الصلاة وهي عماد الدين،
والفارق بين الكفار والمؤمنين، وتكتب من الغافلين؟ هل يليق بك بعدما كنت براً
تقياً أن تصبح جباراً شقياً؟ ما هكذا يكون المؤمن، بل ما هكذا يكون العاقل
المتبصِّر.
أخي الكريم: إن بلوغ شهر رمضان أمنية غالية كان يتمناها النبي – صلى الله عليه وسلم- ويسأل ربه أن يبلغه إياها،
فشهر رمضان شهر مغفرة الذنوب، وستر العيوب، ومضاعفة الأجور، شهر تعتق فيه الرقاب من النيران، وتفتح فيه أبواب الجنان، شهر تتنزل فيه الرحمات وتتضاعف فيه الحسنات، شهر كله خير وأفضال، وفرصة للتنافس فيه بصالح الأقوال والأعمال والأفعال، شهر قد أظلنا زمانه، وأدركنا أوانه، قال فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- ملفتاً الأنظار إلى فضله، ويحث المخاطبين واللاحقين إلى اغتنام وقته فقال: "أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه برحمته،ويحط فيه الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه،ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل" قال الهيثمي في المجمع رواه الطبراني في الكبير فشهر هذا فضله وشرفه وقدره، وتلك منزلته، وعلو مكانته عند الله فقل لي بالله عليك: كيف يستقبل هذا الوافد الكريم، وهذا الشهر العظيم؟
أخي الكريم: إن بلوغ شهر رمضان أمنية غالية كان يتمناها النبي – صلى الله عليه وسلم- ويسأل ربه أن يبلغه إياها،
فشهر رمضان شهر مغفرة الذنوب، وستر العيوب، ومضاعفة الأجور، شهر تعتق فيه الرقاب من النيران، وتفتح فيه أبواب الجنان، شهر تتنزل فيه الرحمات وتتضاعف فيه الحسنات، شهر كله خير وأفضال، وفرصة للتنافس فيه بصالح الأقوال والأعمال والأفعال، شهر قد أظلنا زمانه، وأدركنا أوانه، قال فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- ملفتاً الأنظار إلى فضله، ويحث المخاطبين واللاحقين إلى اغتنام وقته فقال: "أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه برحمته،ويحط فيه الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه،ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل" قال الهيثمي في المجمع رواه الطبراني في الكبير فشهر هذا فضله وشرفه وقدره، وتلك منزلته، وعلو مكانته عند الله فقل لي بالله عليك: كيف يستقبل هذا الوافد الكريم، وهذا الشهر العظيم؟
أخي: إن من نعم الله عليك العظيمة أن مدَّ في
عمرك وجعلك تدرك هذا الشهر العظيم، فكم غيِّب الموت من صاحب،ووارى الثرى من حبيب،
فإن طول العمر والبقاء على قيد الحياة فرصة للتزود من الطاعات، والتقرب إلى الله –
عز وجل- بالعمل الصالح، فرأس مال المسلم هو عمره، لذا فاحرص على أوقاتك وساعاتك
حتى لا تضيع هباءً منثوراً، وتذكر من صام معك العام الماضي، وصلى معك العيد، أين
هو الآن بعد أن غيَّبه الموت؟ وتخيل أنه خرج إلى الدنيا مرة أخرى فماذا يصنع؟ هل
سيسارع إلى المعاصي والمنكرات؟ أو ينغمس في مستنقع الشهوات والملذات؟ أو سيحرص على
فعل المحرمات وارتكاب الكبائر والموبقات؟ كلا والله، بل سيبحث عن حسنة واحدة، ولو
بتكبير أو تهليل أو تسبيح، فإن الحساب شديد، والميزان دقيق، "فمن يعمل مثقال
ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره"
فيا أخي الكريم: أنا أدعوك وأدعو نفسي وكل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها بأن نفتح صفحة جديدة بيضاء ناصعة مع ربنا وخالقنا، وأن نسدل الستار على ماض نسيناه وأحصاه الله علينا، وأن نتوب -ومن الآن- إلى الله التواب الرحيم من كل ذنب وتقصير وخطيئة، وأن لا ندع هذه الفرصة العظيمة تفوتنا، فهذا رمضان موسم خصب من مواسم العمل الصالح، والتنافس في الخيرات والإكثار من النوافل والصدقات، وغيرها من القربات التي تقربنا من المولى جل جلاله ثم إلى متى الغفلة والتسويف؟ وطول الأمل؟ واتباع النفس والهوى والشيطان
فيا أخي الكريم: أنا أدعوك وأدعو نفسي وكل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها بأن نفتح صفحة جديدة بيضاء ناصعة مع ربنا وخالقنا، وأن نسدل الستار على ماض نسيناه وأحصاه الله علينا، وأن نتوب -ومن الآن- إلى الله التواب الرحيم من كل ذنب وتقصير وخطيئة، وأن لا ندع هذه الفرصة العظيمة تفوتنا، فهذا رمضان موسم خصب من مواسم العمل الصالح، والتنافس في الخيرات والإكثار من النوافل والصدقات، وغيرها من القربات التي تقربنا من المولى جل جلاله ثم إلى متى الغفلة والتسويف؟ وطول الأمل؟ واتباع النفس والهوى والشيطان
حال السلف في رمضان
إليك أخي الكريم الأعمال الصالحة التي تتأكد في
رمضان:
1 ـ الصوم: قال صلى الله عليه
وسلم : { كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. يقول عز
وجل: "إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"، ترك شهوته وطعامه وشرابه من
أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فم الصائم أطيب
عند الله من ريح المسك } [أخرجه البخاري ومسلم]
2 ـ القيام: وكان ابن عمر يقرأ
هذه الآية:
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ
سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ
[الزمر:9].
قال: ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه،
قال ابن أبي حاتم: وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل
وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة.


وفي حديث السائب بن زيد قال: ( كان القارئ يقرأ
بالمئين - يعني بمئات الآيات - حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام قال: وما
كانوا ينصرفون إلا عند الفجر ).
تنبيه: ينبغي لك أخي المسلم
أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين، فقد قال صلى الله عليه وسلم : {
من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة } [رواه أهل السنن].
3 ـ الصدقة: وعن طلحة بن يحيى بن
طلحة، قال: حدثتني جدتي سعدي بنت عوف المرية، وكانت محل إزار طلحة بن عبيد الله
قالت: دخل علي طلحة ذات يوم وهو خائر النفس فقلت: مالي أراك كالح الوجه؟ وقلت: ما
شأنك أرابك مني شيء فأعينك؟ قال: لا؛ و لنعم حليلة المرء المسلم أنت. قلت: فما
شأنك؟ قال: المال الذي عندي قد كثر وأكربني، قلت: ما عليك، اقسمه، قالت: فقسمه حتى
ما بقي منه درهم واحد، قال طلحة بن يحيى: فسألت خازن طلحة كم كان المال؟ قال:
أربعمائة ألف. فيا أخي للصدقة في رمضان
مزية وخصوصية فبادر إليها واحرص على آدائها بحسب حالك، ولها صور كثيرة منها
أ ـ إطعام الطعام: قال بعض السلف لأن
أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلى من أن أعتق عشرة من ولد
إسماعيل.
وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى
والمساكين، وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر في تلك الليلة.
ب ـ تفطير الصائمين: وفي حديث
سلمان: { من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له
مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء }، قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد
ما يفطر به الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يعطي الله هذا
الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن سقى صائماً سقاه
الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها، حتى يدخل الجنة }.
4 ـ الاجتهاد في قراءة القرآن: سأذكرك يا
أخي هنا بأمرين عن حال السلف الصالح:
أ ـ كثرة قراءة القرآن. ب ـ البكاء عند قراءته أو سماعه خشوعاً وإخباتاً
لله تبارك وتعالى.
كثرة قراءة القرآن: كان جبريل
يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه
يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان كل ثلاث ليال، وبعضهم
في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها،
البكاء عند تلاوة القرآن: وقد قرأ
ابن عمر سورة المطففين حتى بلغ:
يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ
الْعَالَمِينَ
فبكى حتى خر، وامتنع من قراءة ما بعدها.


وعن إبراهيم بن الأشعث قال: ( سمعت فضيلا يقول
ذات ليلة وهو يقرأ سورة محمد، وهو يبكي ويردد هذه الآية:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ
الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ
وجعل يقول: ونبلو أخباركم، ويردد وتبلوا
أخبارنا، إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا، إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا
وعذبتنا، ويبكي ).


5- الجلوس حتى تطلع الشمس:من صلى
الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة
وعمرة تامة تامة تامة
6 ـ الاعتكاف: كان النبي صلى الله
عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام؛ فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين
يوماً [أخرجه البخاري
7 ـ العمرة في رمضان: {عمرة
في رمضان تعدل حجة} [أخرجه البخاري ومسلم] وفي رواية {حجة معي}
فهنيئاً لك بحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم
8 ـ تحري ليلة القدر:وكان النبي
صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها وكان يوقظ أهله ليالي
العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر.
وورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين
والاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها.
من حُرِم خيرها فقد حُرم.
9 ـ الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار: - عند الإفطار فللصائم عند فطره دعوة لا ترد. -
الاستغفار بالأسحار:
وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ

- ثلث الليل الآخر حين ينزل ربنا تبارك وتعالى
ويقول: { هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له }.
وأخيراً..
أخي الكريم.. وبعد هذه الجولة في رياض الجنة نتفيء ظلال الأعمال الصالحة، أنبهك إلى أمر مهم... أتردي ما هو؟ إنه الإخلاص.. نعم الإخلاص.. فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجموع والعطش؟ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب؟ أعاذنا الله وإياك من ذلك.
أخي الكريم.. وبعد هذه الجولة في رياض الجنة نتفيء ظلال الأعمال الصالحة، أنبهك إلى أمر مهم... أتردي ما هو؟ إنه الإخلاص.. نعم الإخلاص.. فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجموع والعطش؟ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب؟ أعاذنا الله وإياك من ذلك.
حديث البراء
عن البراء
بن عازب رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من
الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد بعد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير وبيده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال
تعوذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا .
زاد في
رواية: وقال إن الميت يسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له يا هذا من ربك
وما دينك ومن نبيك ؟
وفي رواية:
ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له وما دينك
فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله
فيقولان له وما يدريك فيقول قرأت كتاب الله وآمنت وصدقت .
زاد في
رواية: فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي
الآخرة إبراهيم فينادي مناد من السماء أن
صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من
روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره وإن الكافر فذكر موته قال فتعاد روحه في
جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان ما دينك
فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا
أدري فينادي مناد من السماء أن قد كذب فافرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا
له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه .
زاد في
رواية: ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبلا لصار ترابا فيضربه
بها ضربة يسمعها من بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابا ثم تعاد فيه الروح
، رواه أبو داود.
ورواه أحمد
بإسناد رواته محتج بهم في الصحيح أطول من هذا ولفظه قال: خرجنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم فذكر مثله إلى أن قال فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر
مرتين أو ثلاثا ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من
الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان
الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ويجيء ملك الموت عليه السلام
حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال
فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده
طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منه كأطيب نفحة
مسك وجدت على وجه الأرض قال فيصعدون بها فلا يمرون على ملاء من الملائكة إلا قالوا
ما هذا الروح الطيب فيقولان فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في
الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء
مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز
وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه
فيقولان من ربك فيقول ربي الله فيقولان ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان ما هذا
الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان ما يدريك فيقول قرأت كتاب الله
وآمنت به وصدقته فينادي مناد من السماء أن قد صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا
له بابا إلى الجنة ، قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره
قال ويأتيه
رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد
فيقول من أنت فوجهك الوجه الحسن يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم
الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع
من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه
مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي
إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول
فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح وتخرج
منها كأنتن جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملاء من
الملائكة إلا قالوا ما هذه الريح الخبيثة فيقولون فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي
كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة
حتى يلج الجمل في سم الخياط} فيقول الله
عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ثم تطرح روحه طرحا ثم قرأ {ومن يشرك
بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} فتعاد
روحه في جسده ويأتيه ملكانه فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري.
قال
فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري ، قال فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث
فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب فأفرشوه من النار
وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه
أضلاعهد ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا
يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه القبيح يجيء بالشر فيقول أنا عملك
الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة
وفي رواية
له بمعناه وزاد: فيأتيه آت قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بهوان من
الله وعذاب مقيم فيقول بشرك الله بالشر من أنت فيقول أنا عملك الخبيث كنت بطيئا عن
طاعة الله سريعا في معصيته فجزاك الله بشر ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة
لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربة فيصير ترابا ثم يعيده الله كما كان فيضربه
ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين . قال البراء ثم يفتح له باب من النار
ويمهد له من فرش النار . قال الحافظ هذا الحديث حديث حسن رواته محتج بهم في الصحيح.
حديث الرؤيا
وعن سمرة
بن جندب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول
لاصحابه هل رأى أحد منكم من رؤيا فيقص عليه ما شاء الله أن يقص وإنه قال لنا ذات
غداة إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت
معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة
لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم
يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال قلت لهما سبحان الله ما هذا قالا
لي انطلق انطلق فأتينا على رجل مستلق على قفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد
وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه
قال وربما قال أبو رجاء فيشق قال ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل
بالجانب الأول قال فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود
عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى قال قلت سبحان الله ما هذا قالا لي انطلق
انطلق فانطلقنا فأتينا على مثل التنور قال فأحسب أنه كان يقول فإذا فيه لغط وأصوات
قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا
أتاهم ذلك اللهب ضوضوا قال قلت ما هؤلاء قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا
على نهر حسبت أنه كان يقول أحمر مثل الدم وإذا في النهر رجل سابح يسبح وإذا على شط
النهر رجل عنده قد جمع حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما سبح ثم يأتي ذلك الذي
قد جمع عنده الحجارة فيفغر فاه فيلقمه حجرا فينطلق فيسبح ثم يرجع إليه كلما رجع
إليه فغر فاه فألقمه حجرا قلت لهما ما هذان قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا
على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلا مرآة وإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها،
قال قلت
لهما ما هذا قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة فيها من كل
نور الربيع وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء وإذا
حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قال قلت ما هذا ما هؤلاء قالا لي انطلق انطلق
فانطلقنا فأتينا على دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم ولا أحسن منها قال قالا لي ارق
فيها فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة،
فأتينا باب
المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء
وشطر منهم كأقبح ما أنت راء،
قال قالا
لي اذهبوا فقعوا في ذلك النهر قال وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض
فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة قال
قالا لي هذه جنة عدن وهذا منزلك قال فسما بصري صعدا فإذا قصر مثل الربابة البيضاء،
قال قالا
لي هذا منزلك قال قلت لهما بارك الله فيكما فذراني فأدخله قالا أما الآن فلا وأنت
داخله،
قال قلت
لهما فإني رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت قال قالا لي إنا سنخبرك أما
الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام
عن الصلاة المكتوبة وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى
قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق وأما
الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني وأما الرجل
الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجر فإنه آكل الربا وأما الرجل الكريه
المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها فإنه مالك خازن جهنم وأما الرجل الطويل
الذي في الروضة فإنه إبراهيم وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة،
قال فقال
بعض المسلمين يا رسول الله وأولاد المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وأولاد
المشركين وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنهم قوم خلطوا
عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم
رواه
البخاري وذكرته بتمامه لأحيل عليه فيما يأتي إن شاء الله تعالى
شرح المفردات
قوله يثلغ
رأسه أي يشدخ قوله فيتدهده أي فيتدحرج
والكلوب بفتح الكاف وضمها وتشديد اللام هو حديدة معوجة الرأس
وقوله
يشرشر شدقه هو بشينين معجمتين الأولى منهما مفتوحة والثانية مكسورة وراءين الأولى
منهما ساكنة ومعناه يقطعه ويشقه واللفظ محركا هو الصخب والجلبة والصياح وقوله
ضوضوا بفتح الضاضين المعجمتين وسكون الواوين وهو الصياح مع الانضمام والفزع
وقوله فغر
فاه بفتح الفاء والغين المعجمة معا بعدهما راء أي فتحه وقوله يحشها هو بالحاء
المهملة المضمومة والشين المعجمة أي يوقدها
وقوله
معتمة أي طويلة النبات يقال أعتم النبت إذا طال والنور بفتح النون هو الزهر والمحض
بفتح الميم وسكون الحاء المهملة هو الخالص من كل شيء وقوله فسما بصري صعدا بضم
الصاد والعين المهملتين أي ارتفع بصري إلى فوق والربابة هنا هي السحابة البيضاء
صفة العمرة
الإحرام هو نية
الدخول في العمرة .
* يستحب أن يتلفظ المعتمر بقول ( لبيك عمرة ) عند إحرامه.
* يُحرم الذكر في إزار ورداء من غير المخيط [ أي غير المفصل على مقدار العضو , كالفنيلة والشراب والسروال ...الخ ] ويستحب أن يكون أبيضين .
* يستحب الاغتسال والطيب والتنظف قبل عقد نية الإحرام .
* ليس للإحرام ركعتان تسميان ( ركعتي الإحرام ) لكن لو صادف وقت حضور صلاة فريضة فأنه يحرم بعدها لفعله صلى الله عليه وسلم .
* تسن التلبية بعد الإحرام وهي قول ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ,إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك). ويرفع بها الرجال أصواتهم , أما النساء فيخفض أصواتهن بها . ويتوقف المعتمر عند التلبية عند ابتدائه الطواف .
* يجوز خلع لباس الإحرام وتغييره إذا اتسخ مثلاًََ , ويجوز للمحرم لبس الإحرام في بيته قبل سفره ولكن لا يعقد نية الإحرام إلا عند الميقات .
* ليس للمرأة لباس معين للإحرام كالأسود أو الأخضر كما يعتقد البعض .
*لا يجوز للمرأة المحرمة أن تلبس القفازين أو النقاب لأنهما مفصلان على مقدار العضو لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين)
ولكنها تستر وجهها ويديها عن الأجانب بغير القفازين والنقاب .
* يستحب أن يتلفظ المعتمر بقول ( لبيك عمرة ) عند إحرامه.
* يُحرم الذكر في إزار ورداء من غير المخيط [ أي غير المفصل على مقدار العضو , كالفنيلة والشراب والسروال ...الخ ] ويستحب أن يكون أبيضين .
* يستحب الاغتسال والطيب والتنظف قبل عقد نية الإحرام .
* ليس للإحرام ركعتان تسميان ( ركعتي الإحرام ) لكن لو صادف وقت حضور صلاة فريضة فأنه يحرم بعدها لفعله صلى الله عليه وسلم .
* تسن التلبية بعد الإحرام وهي قول ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ,إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك). ويرفع بها الرجال أصواتهم , أما النساء فيخفض أصواتهن بها . ويتوقف المعتمر عند التلبية عند ابتدائه الطواف .
* يجوز خلع لباس الإحرام وتغييره إذا اتسخ مثلاًََ , ويجوز للمحرم لبس الإحرام في بيته قبل سفره ولكن لا يعقد نية الإحرام إلا عند الميقات .
* ليس للمرأة لباس معين للإحرام كالأسود أو الأخضر كما يعتقد البعض .
*لا يجوز للمرأة المحرمة أن تلبس القفازين أو النقاب لأنهما مفصلان على مقدار العضو لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين)
ولكنها تستر وجهها ويديها عن الأجانب بغير القفازين والنقاب .
الطواف
الطواف
سبعة أشواط على الكعبة يبدأ كل شوط من أمام الحجر الأسود وينتهي به . * يجعل المعتمر الكعبة عن يساره أثناء
طوافه .
* يسن أن يرمل المعتمر في الأشواط الثلاثة الأولى , والرَمَل هو مسارعة المشي مع تقارب الخطوات .
* يسن أن يضطبع المعتمر في طوافه كله , والاضطباع هو أن يجعل وسط ردائه تحت كتفه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر.
* يزيل المعتمر الاضطباع إذا فرغ من طوافه .
* يسن لمن يطوف أن يستلم الحجر الأسود (أي يلمسه بيده ) ويقبله عند مروره به , فإن لم يستطع استلمه بيده وقبلها , فإن لم يستطع استلمه بشيء معه ( كالعصا وما شابهها ) وقَبَّل ذلك الشيء , فإن لم يستطع أشار إليه بيده ولا يقبلها.
* يسن لمن يطوف أن يستلم الركن اليماني بيده ولا يقبله , فإن لم يستطع استلامه بسبب الزحام لم يشر إليه .
* يسن لمن يطوف أن يكبر عند استلامه للحجر الأسود أو عند الإشارة إليه.
* لا يشرع لمن يطوف أن يقبل أو يستلم أو يشير إلى الركنين الشاميين لأنه صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك بهما.
* يسن لمن يطوف أن يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ).
* ليس هناك ذكر أو دعاء خاص بكل شوط من أشواط الطواف كما يعتقد البعض . بل يجوز أن يقرأ المسلم القرآن في طوافه ,أو يقول ما شاء من الأدعية النبوية الصحيحة . * تشترط الطهارة للطواف .أما إذا انتقض وضوء المسلم وهو يطوف فإنه يتوضأ ثم يعيد الطواف كله من جديد .
* إذا أقيمت صلاة الفريضة وهو يطوف فإنه يصليها مع المسلمين ثم يكمل ما بقي من طوافه . * لا يجوز للمرأة الحائض أن تطوف حتى تطهر من حيضها .
* يجوز للمرأة أن تأكل حبوباً تؤخر الحيض عنها حتى تتم عمرتها بشرط أن لا تكون مضرة بصحتها .
* من شك في عدد أشواط الطواف التي طافها فإنه يرجح الأقل , ثم يكمل .
* يسن أن يرمل المعتمر في الأشواط الثلاثة الأولى , والرَمَل هو مسارعة المشي مع تقارب الخطوات .
* يسن أن يضطبع المعتمر في طوافه كله , والاضطباع هو أن يجعل وسط ردائه تحت كتفه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر.
* يزيل المعتمر الاضطباع إذا فرغ من طوافه .
* يسن لمن يطوف أن يستلم الحجر الأسود (أي يلمسه بيده ) ويقبله عند مروره به , فإن لم يستطع استلمه بيده وقبلها , فإن لم يستطع استلمه بشيء معه ( كالعصا وما شابهها ) وقَبَّل ذلك الشيء , فإن لم يستطع أشار إليه بيده ولا يقبلها.
* يسن لمن يطوف أن يستلم الركن اليماني بيده ولا يقبله , فإن لم يستطع استلامه بسبب الزحام لم يشر إليه .
* يسن لمن يطوف أن يكبر عند استلامه للحجر الأسود أو عند الإشارة إليه.
* لا يشرع لمن يطوف أن يقبل أو يستلم أو يشير إلى الركنين الشاميين لأنه صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك بهما.
* يسن لمن يطوف أن يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ).
* ليس هناك ذكر أو دعاء خاص بكل شوط من أشواط الطواف كما يعتقد البعض . بل يجوز أن يقرأ المسلم القرآن في طوافه ,أو يقول ما شاء من الأدعية النبوية الصحيحة . * تشترط الطهارة للطواف .أما إذا انتقض وضوء المسلم وهو يطوف فإنه يتوضأ ثم يعيد الطواف كله من جديد .
* إذا أقيمت صلاة الفريضة وهو يطوف فإنه يصليها مع المسلمين ثم يكمل ما بقي من طوافه . * لا يجوز للمرأة الحائض أن تطوف حتى تطهر من حيضها .
* يجوز للمرأة أن تأكل حبوباً تؤخر الحيض عنها حتى تتم عمرتها بشرط أن لا تكون مضرة بصحتها .
* من شك في عدد أشواط الطواف التي طافها فإنه يرجح الأقل , ثم يكمل .
الصلاة عند
المقام
يسن
للمعتمر عند توجهه للصلاة عند المقام أن يتلو قوله تعالى (واتخذوا من مقام إبراهيم
مصلى )
* يسن أن يصلي المعتمر ركعتين خلف المقام بعد طوافه , يقرأ في الركعة الأولى سورة ( قل يا أيها الكافرون ) وفي الركعة الثانية سورة ( قل هو الله أحد ) .
* إذا لم يستطع أن يصلي الركعتين خلف المقام بسبب الزحام فإنه يصليها في مكان آخر من المسجد الحرام .
* يسن عند فراغه من الركعتين أن يشرب من ماء زمزم ثم يذهب ليستلم الحجر الأسود إذا استطاع ذلك . ثم يتجه إلى الصفا ليبدأ سعيه.
* يسن أن يصلي المعتمر ركعتين خلف المقام بعد طوافه , يقرأ في الركعة الأولى سورة ( قل يا أيها الكافرون ) وفي الركعة الثانية سورة ( قل هو الله أحد ) .
* إذا لم يستطع أن يصلي الركعتين خلف المقام بسبب الزحام فإنه يصليها في مكان آخر من المسجد الحرام .
* يسن عند فراغه من الركعتين أن يشرب من ماء زمزم ثم يذهب ليستلم الحجر الأسود إذا استطاع ذلك . ثم يتجه إلى الصفا ليبدأ سعيه.
السعي
السعي سبعة
أشواط بين الصفا والمروة يبدأ من الصفا وينتهي بالمروة.
* يسن عند قربه من الصفا في بداية الشوط الأول أن يقرأ قوله تعالى إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) ثم يقول بعدها ( أبدأ بما بدأ الله به ) ولا يقول هذا إلا في بداية الشوط الأول من السعي . * يسن أن يرقى المعتمر على الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه كما يرفعها عند الدعاء قائلاً ( الله أكبر الله لأكبر الله أكبر, لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ) ثم يدعو بما شاء من الدعاء ثم يعيد الذكر السابق , ثم يدعو بما شاء , ثم يعيد الذكر السابق مرة ثالثة , ثم يسعى إلى المروة .
* ويسن أن يرفع صوته بالتكبير والذكر السابق ويُسر صوته بالدعاء .
* يفعل المعتمر على المروة مثلما فعل على الصفا من التكبير (3مرات ) والذكر السابق (3 مرات ) والدعاء بين الأذكار (مرتين ) مع رفع يديه متوجهاً للكعبة. * يجب على المعتمر غض بصره عن ما قد يفسد عمرته .
* يسن عند قربه من الصفا في بداية الشوط الأول أن يقرأ قوله تعالى إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) ثم يقول بعدها ( أبدأ بما بدأ الله به ) ولا يقول هذا إلا في بداية الشوط الأول من السعي . * يسن أن يرقى المعتمر على الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه كما يرفعها عند الدعاء قائلاً ( الله أكبر الله لأكبر الله أكبر, لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ) ثم يدعو بما شاء من الدعاء ثم يعيد الذكر السابق , ثم يدعو بما شاء , ثم يعيد الذكر السابق مرة ثالثة , ثم يسعى إلى المروة .
* ويسن أن يرفع صوته بالتكبير والذكر السابق ويُسر صوته بالدعاء .
* يفعل المعتمر على المروة مثلما فعل على الصفا من التكبير (3مرات ) والذكر السابق (3 مرات ) والدعاء بين الأذكار (مرتين ) مع رفع يديه متوجهاً للكعبة. * يجب على المعتمر غض بصره عن ما قد يفسد عمرته .
* يسن إذا
وصل الساعي بين العلمين الأخضرين أن يُسرع في المشي بشرط أن لا يضايق غيره من
الساعين , أما في بقية المسعى فإنه يمشي مشياً عادياً.
* لا يشترط أن يرقى الساعي على أعلى الصفا والمروة , بل لو لمست رجلاه بداية ارتفاعها فهو جائز , ولكن السنة كما سبق أن يرقى عليهما حتى يرى الكعبة إن استطاع . * لا تشترط الطهارة للسعي , فلو سعى وهو غير متوضىء جاز ذلك , ولكن الأفضل أن يكون على وضوء .
* لا يوجد ذكر أو دعاء خاص بالسعي , فلو قرأ القرآن أو ذكر الله أودعاه بما يتيسر فهو جائز .
* لا يشترط أن يرقى الساعي على أعلى الصفا والمروة , بل لو لمست رجلاه بداية ارتفاعها فهو جائز , ولكن السنة كما سبق أن يرقى عليهما حتى يرى الكعبة إن استطاع . * لا تشترط الطهارة للسعي , فلو سعى وهو غير متوضىء جاز ذلك , ولكن الأفضل أن يكون على وضوء .
* لا يوجد ذكر أو دعاء خاص بالسعي , فلو قرأ القرآن أو ذكر الله أودعاه بما يتيسر فهو جائز .
* إذا
أقيمت الصلاة وهو يسعى فإنه يصلي مع الجماعة في المسعى ثم يكمل سعيه . * لا يضطبع المعتمر أثناء السعي بل يكون
إحرامه على كتفيه .
حلق الشعر أو تقصيره
حلق الشعر أو تقصيره
حلق شعر
الرأس أو تقصيره من واجبات العمرة .
* حلق شعر
الرأس أفضل من تقصيره . لأنه صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين ثلاثاً ودعا للمقصرين
مرة واحدة .
* يجب أن يستوعب التقصير جميع أنحاء الرأس ، فلا يكفي أن يقصر جهة ويترك أخرى .
* لا يجوز للمرأة أن تحلق شعر رأسها لقوله صلى الله عليه وسلم : (( ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير )) صحيح أبي داود (174) ولكن تقصره ، وذلك بأن تقص من كل ضفيرة من شعرها قدر رأس الأصبع . * بعد الحلق أو التقصير يتحلل المعتمر من إحرامه وبه تنتهي عمرته .
* إذا نسي المعتمر أن يحلق شعر رأسه أو يقصره ثم خلع إحرامه فانه متى تذكر ذلك ولو في بلده فانه يلبس إحرامه ويحلق شعر رأسه أو يقصره ، ولا شيء عليه لأنه ناسي .
* يجب أن يستوعب التقصير جميع أنحاء الرأس ، فلا يكفي أن يقصر جهة ويترك أخرى .
* لا يجوز للمرأة أن تحلق شعر رأسها لقوله صلى الله عليه وسلم : (( ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير )) صحيح أبي داود (174) ولكن تقصره ، وذلك بأن تقص من كل ضفيرة من شعرها قدر رأس الأصبع . * بعد الحلق أو التقصير يتحلل المعتمر من إحرامه وبه تنتهي عمرته .
* إذا نسي المعتمر أن يحلق شعر رأسه أو يقصره ثم خلع إحرامه فانه متى تذكر ذلك ولو في بلده فانه يلبس إحرامه ويحلق شعر رأسه أو يقصره ، ولا شيء عليه لأنه ناسي .
مسائل
متفرقة
§
الأقرب للصواب أنه لا
يلزم الصبي الإتمام في الحج أو العمرة فيتحلل ولا شيء عليه ،.
§
لا يشترط أن يكون
النائب من بلد المنيب ، بل يصح ولو كان المنيب من أهل مكة .
* الأحوط أن من مر بميقاتين أحرم
من الأول .
§
لا يجب على من دخل مكة
الإحرام ، وهو الصحيح . والأفضل العمرة .
§
يكره الإحرام قبل
المواقيت المكانية ، لكنه ينعقد ؛ لأنه وقع من الصحابة ولامهم الخلفاء ، لكنه لا
يفسد الإحرام .
§
يستحب الغُسلُ بالماء
؛ فإن عُدِمَ فلا يتيمم ، لأن الشرع جاء بالتيمم من الحدث فلا يقاس عليه غير الحدث
.
§
الصحيح أنه يحرم تطييب
الثياب قبل وبعد الإحرام * يعفى عن الطيب إن لاصق يده بغسل رأسه ولا يجب
غسل يديه على الصحيح
§
ذهب شيخ الإسلام -
يرحمه الله - إلى أن ركعتي الإحرام لا أصل لمشروعيتهما ، وأنه ليس للإحرام صلاة
تخصه ، لكن إن كان في الضحى فيمكن أن يصلي ركعتي الضحى ويحرم بعدها ، وإن كان وقت
الظهر نقول : الأفضل أن تمسك حتى تصلي الظهر ثم تحرم بعد الصلاة ، وكذا غيرها من
الصلوات . * الصحيح
أن الاشتراط سنة لمن كان خائفاً ، وتركه سنة لمن لم يخف ، وبذلك تجتمع الأدلة .
§
يدخل من الباب ويقول (
بسم الله اللَّهُمَّ صلِّ على محمد اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ )
وأما باقي الآثار فضعيفة لا يعمل بها .
§
من فاته الرمل في
الأشواط الثلاثة الأولى لا يقضى .
§
تحصل ركعتا الطواف إن
كان قريباً من المقام أو بعيداً ، ويقرأ في الأولى الكافرون وفي الثانية الإخلاص
كما عند مسلم .
§
يصح تقديم السعي على
الطواف في الحج لا العمرة .
§
الموالاة في السعي
شرطٌ ؛ لما ثبت أن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ سعى سعيا متوالياً وقال : "خُذُوا عني
مَنَاسِكَكُمْ " ؛ فإن فرق لحاجة صح سعيه . * الأصح أن يقطع المحرم التلبية إذا شرع في
الطواف . * يقصر من جميع شعره بحيث يظهر لمن رآه أنه
مقصر ، لا من كل شعرة بعينها .
§
يجب طواف الوداع على
من خرج من مكة إلى بلده * الالتزام لا بأس به من غير زحمة أو تضييق ، ومكانه بين
ما بين الركن الذي فيه الحجر والباب .
§
لا ينبغي تكرار العمرة
في السفر الواحد ، ولو في رمضان ، ومن فعله كان مخالفا لفعل السلف ، قال شيخ
الإسلام ـ يرحمه الله ـ : ( وتكرار العمرة مخالف للسنة ويكره باتفاق السلف ) . * الراجح عندي أن طواف الوداع واجبٌ على
المعتمر ، فإن اعتمر وخرج كفى .
أحكام عيد الفطر
اعلموا
ـ عبادَ الله ـ أنَّ لكلِّ أمّةٍ مِن الأمَم عيدًا يعود عليهم في يومٍ معلوم،
يتضمَّن عقيدتَها وأخلاقَها وفلسفةَ حياتِها، فمِن الأعيادِ ما هو منبثِق مِن
الأفكارِ البشريّة البعيدة عن وحيِ الله تعالى، وهي أعيادُ العقائد غيرِ
الإسلاميّة، وأمّا عيد الفطر وعيد الأضحى فقد شرعه الله تعالى لأمّة الإسلام، قال
الله تعالى: لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا
مَنْسَكًا [الحج:34]، روى ابن جرير في
تفسيره عن ابن عبّاس قال: (منسكًا أي: عيدًا) ]، فيكون معنى
الآية أنّ الله جعل لكلّ أمّة عيدًا شرعيًّا أو عيدًا قدريًّا.
عيد الفطر
يعقُب الصيامَ والقيام، فشهر رمضانَ زمنٌ فاضل تضاعَف فيه الأعمال الصّالحة، وشرع
الله فيه الاجتهادَ في الطاعة وبذلَ الوُسع في القرُبات وإقبالَ القلب على الله
تعالى وطلبَ الآخرة الباقية اغتنامًا للوقتِ الفاضِل المبارَك واستفادةً وكسبًا
لساعاتِ العُمر القليلة وابتغاءَ الزّلفى بأنواع الحسناتِ التي يرضى بها الربّ عن
العبد، حتى إذا استنفد الإنسان المسلم جهدَه وبذل وسعَه في الطاعات واندفعت طاقتُه
صاعدةً في سُلَّم الخيرات، فلمّا ارتقى المسلمُ هذه الدرجاتِ المنيفةَ وتصرّمت
وولّت ساعات الصّيام الشريفةُ وكادت تهبّ رياح الملَلَ والسآمة شرع الله الفطرَ
ليتمتّع المسلم بعد الصيام بما أباح الله من الطيِّبات والحلال الطيّب النافع من
غير سرَف ولا تبذير، وليوسّعَ على نفسه ممّا خوّله الله من آلائه بلا خُيَلاء ولا
مفاخَرة، وفي الحديث: ((إنّ اللهَ يحبّ إذا أنعم على عبدٍ أن يرى أثرَ نعمتِه على
عبده) [ .
بالأمس
فرَض الله عليك الصومَ، واليومَ أوجب الله عليك الفطر، عن أبي سعيد الخدريّ رضي
الله عنه أنّ رسول الله نهى عن صيامِ
يومين: يوم الفطر ويوم النّحر. رواه البخاري ومسلم، لتستسلمَ وتنقاد ـ أيّها
المسلم ـ لشرع الله استسلامَ العبدِ الخاضع لمولاه الذي يرجو رحمةَ الله ويخاف
عذابَه. ثم إنّ هذا التحوّلَ من الاجتهاد في الخيرات في رمضان إلى إذنِ الشرع
بالتمتّع بالطيّبات والمباحات بعد رمضان إعدادٌ للنّفس وترويحٌ للقلب وتربيَة
للبدن ليتهيّأ لأعمالٍ صالحة لا تنتهي مدّةَ الحياة، وليتقوّى بالطيّب النافعِ على
عبادةِ الربّ جلّ شأنه، فإنّ القلوبَ تحتاج إلى استصلاح بما أرشد إليه الشرعُ
الحكيم،
أيّها
المسلمون، العيدُ يتضمّن معانيَ ساميةً جليلة ومقاصدَ عظيمة فضيلة.
أُولى
معانِي العيدِ في الإسلام توحيدُ الله تعالى بإفراده سبحانه بالعبادةِ في الدّعاء
والخوف والرّجاء والاستعاذة والاستعانة والتوكّل والرغبة والرهبة والذّبح والنذرِ
وغير ذلك من أنواعِ العبادة، وهذا التوحيدُ هو أصل الدّين الذي ينبني عليه كلُّ
فرعٍ من الشريعة، وهو تحقيق معنى "لا إله إلا الله" المدلولِ عليه بقوله
تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ، الذي نقرؤه في صلاةِ العيد وفي غيرِها من الصّلوات، .
وثاني
معاني العيدِ تحقيق معنى شهادة أنّ محمّدًا رسول الله عليه الصلاة والسلام التي
ننطق بها في التشهّد في صلاةِ العيد وغيْرها من الصلوات، إذ معنى شهادةِ أنّ
محمّدًا رسول الله طاعة أمره واجتنابُ نهيه وتصديق أخباره وعبادةُ الله بما شرَع
مع محبّته وتوقيرِه،
ومِن حكمِ
العيد وعظيمِ نفعِه التواصلُ بين المسلمين والتزاور وتقاربُ القلوب وارتفاع الوحشة
وانطفاء نارِ الأحقادِ والضغائن والحسَد. فاقتدارُ الإسلام على جمعِ المسلمين في
مكانٍ واحد لأداء صلاةِ العيد آيةٌ على اقتداره على أن يجمعَهم على الحقّ،
ويؤلِّفَ بين قلوبِهم على التقوى،.
ومِن حِكَم
العيدِ ومنافعِه العظيمةِ شهودُ جمع المسلمين لصلاةِ العيد، ومشاركتُهم في بركة
الدّعاء والخير المتنزّل على جمعِهم المبارك، والانضواءُ تحت ظلال الرحمَة التي
تغشى المصلين، والبروزُ لربّ العالمين، إظهارًا لفقر العبد لربّه، وحاجته لمولاه،
وتعرُّضًا لنفحات الله التي لا تُحدُّ ولا تُعدُّ، عن سعيد بن أوس الأنصاريّ عن
أبيه مرفوعًا: ((إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبوابِ الطّرق فينادون:
اغدوا ـ يا معشرَ المسلمين ـ إلى ربّ كريم، يمنّ بالخير ثمّ يثيب عليه الجزيلَ،
لقد أمِرتم بقيام الليل فقمتُم، وأمِرتم بصيام النهار فصمتُم، وأطعتم ربَّكم،
فاقبضوا جوائزَكم، فإذا صلّوا نادَى منادٍ: ألا إنّ ربّكم قد غفر لكم، فارجعوا
راشدين إلى رحالِكم، فهو يوم الجائزة، ويسمّى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة))
رواه الطبراني في الكبير]، وروي عن ابن
عبّاس مرفوعًا: ((إذا كان عيد الفطر قال الله لملائكته: ما جزاءُ الأجير إذا عمِل
عمله؟ قالوا: إلهنا وسيّدنا، أن توفِّيَه أجرَه، قال الله: أشهِدكم أنّي قد جعلتُ
ثوابَهم من صيامِهم وقيامهم رضواني. فوَعزّتي وجلالي، لا يسألوني في جمعِهم هذا
لآخرتهم إلاّ أعطيتهم إيّاه، ولا لدنياهم إلاّ نظرتُ لهم، انصَرفوا مغفورًا لكم)).
ولأجل ما
ينزِل الله من الخيراتِ والبركات على جمع صلاة العيدِ حثَّ الشرعُ على حضورِ
النّساء لصلاةِ العيد غيرَ متبرِّجاتٍ وغير متعطّرات،.
عبادَ
الله، يُسنّ الغسل للعيد بعدَ الفجر، وإذا اغتسل قبلَ الفجر كأهلِ الحرمَين لمشقّة
الرجوعِ إلى البيت فقد أجزأه، وأن يمسَّ من الطّيب، ويتهيّأ في سمتِه على ما أمر
الشرع، ويخرجَ إلى العيد ماشيًا إن تيسّر وعُدِمت المشقّة، ويرجع إلى بيته من
طريقٍ أخرى استحبابًا، ويُسنّ التكبيرُ حتى يخرج الإمام للصّلاة، ويبتدئ من أوّل
ليلة عيد الفطر، وصفته: الله أكبر يكرّره، أو يقول: الله أكبر، الله أكبر، لا إله
إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، ونحوه.
ومعنى
التكبير تعظيم الله وتقديسه وتنزيهُه عن مشابهةِ خلقه، وتعظيم أمره فلا يضيَّع،
وتعظيم نهيِه فلا ينتهَك، ومن حِكم التكبير إعلانُ انتصار نوازعِ الخير وصفاتِ
الفضل في النّفس البشريّة على نوازع الشرّ وصفاتِه ومغالبةُ الهوى وقمعه وأسره
واستصغار ما يحول بين المسلم وبين التقرّب إلى الله ويصدّ عن سبيلِ الله من هوًى
أو شهوات أو أهل أو مال أو شيطان أو إنسان،
أيّها
المسلمون، اعلموا أنّه ليس السعيد من تزيّن وتجمَّل للعيد فلَبِس الجديدَ، ولا من
خدمته الدنيا وأتَته على ما يريد، لكنّ السعيد من فاز بتقوى الله تعالى، وكتب له
النجاةَ من نار حرّها شديد، وقعرها بعيد، وطعام أهلها الزقّوم والضريع، وشرابهم
الحميم والصّديد، وفاز بجنّات الخلدِ التي لا ينقص نعيمُها ولا يبيد.
أحاديث في فضائل الأعمال
1) من قرأ (قل هو الله أحد) حتى يخِتمَها عشر مراتٍ بنى الله له
قصراً في الجنة، فقال: عمر رضي الله عنه إذن نستكثر قصوراً يا رسول الله فقال: (الله أكثر وأطيب). [ السلسلة الصحيحة 1/589
2) إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ(قل يا أيُّها الكافرون) ثمَّ نمْ على
خاتمتِهَا فإِنَّها براءةٌ من الشركِ. [صحيح الجامع الصغير وزياداته
3) من توضأ فأحسن الوضوء،ثم قال:أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأن
محمد اًعبدُه ورسوله،اللهم اجعلني من التوابين،واجعلني من
المتطهرين،فتِحت له ثمانيةُ أبوابِ الجنة،يدخل من أيها شاء. [صحيح الجامع الصغير وزياداته
4) بينما نحنُ نُصلي مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ،إذ قال رجلٌ من
القومِ: الله أكبرُ كبيراً والحمدُ لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً،فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم :(من القائلُ كلمةَ كذا وكذا ؟) فقال رجل ٌمن القوم:أنا يا
رسول الله! قال: (عجبتُ لها،فُتِحَتْ لها أبوابُ السماءِ) ، قال ابن عمر:فما تركتُهُنَّ
منذُ سمعت رسول الله يقولُ ذلك . [ صحيح مسلم
5) كنا نُصلي يوماً وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من
الركعةِ قال: (سمع الله لمن حمده) ،قال رجلٌ: ربنا ولك الحمدُ حمداً كثيرا ًطيباً
مباركاً فيه.فلما أنصرف قال: (من المُتكلِّم ؟) قال: أنا،قال: (رأيت ُبضعةً وثلاثين ملكاً يَبْتَدِرُونها،أيُّهُم
يَكتُبها أوّلُ ) . [ صحيح
البخاري
6) من حافظ على أربعِ ركعاتِ قبل الظهرِ، وأربع بعدَها حُرِّم على النارِ. [صحيح الجامع الصغير وزياداته
7) رَحِمَ الله أمرأً صلى قبل العصر أربعاً. [صحيح الجامع الصغير وزياداته
8) من قام بعشرِ آياتٍ لم يُكتَب من الغافلين ، ومن قام بمائة آيةٍ كُتِبَ
من القانتين ، ومن قام بألف آيةٍ كُتِبَ من المُقَنْطَرِينَ . [صحيح الجامع الصغير وزياداته
9) صلاةُ الرجلِ تطوعاً حيثُ لا يراهُ الناسُ تعدِلُ صلاتَهُ على أعْينِ
الناسِ خمساً وعِشرينَ. [صحيح الجامع الصغير وزياداته
10)
من صلى الضحى أربعاً ، وقبْلَ الأولى أربعاً ، بُنيَ له بيتٌ في الجنة. [صحيح الجامع الصغير وزياداته
11)
إن الله وملائكتَهُ يُصَلُّونَ على الذين يَصِلُونَ الصُّفُوفَ ومن
سدَّ فُرجةً بَنَى الله له بيتاً في الجنة ورفعهُ بها درجة. [السلسلة الصحيحة 4/1892
12)
من صلى لله أربعين يوماً في جماعةٍ ، يدركُ التكبيرة الأولى ، كتِب له
برآءتانِ: براءةٌ من النارِ وبراءةٌ منالنفاقِ . [صحيح الجامع الصغير وزياداته
13)
أفضلُ الصلوات عند الله صلاةُ الصبح يوم الجمعة في جماعة. [ السلسلة الصحيحة 4/1566
14)
من قال: سبحان الله وبحمدهِ ، سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهدُ أن لا
إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك، فإن قالها في مجلسِ ذِكْرٍ ، كانت كالطَّابَع
يُطبعُ عليه ، ومن قالها في مجلسِ لغوٍ ، كانت كفارةً له. [صحيح الجامع الصغير وزياداته
15)
إنَّ سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر تنفُضُ
الخطايا كما تنفضُ الشجرةُ ورقها. [صحيح الجامع الصغير وزياداته
16)
من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكَّل به: آمين ولك بمثله. [صحيح الجامع الصغير وزياداته
17)
من ذبَّ عن عِرْضِ أخيه بالغَيْبة ، كان حقاً على اللهِ أن يُعْتِقَهُ
من النَّار. [صحيح
الجامع الصغير وزياداته
18)
من أَخرج من طريق المسلمين شيئاً يُؤذيهم ، كتب الله له به حسنةً ، ومن
كتب له عنده حسنة أدخله بها الجنَّة. [صحيح الجامع الصغير وزياداته
19)
مَنْ أنظَرَ مُعْسِراً ، أو وَضَع له ، أظلَّه الله يومَ القيامة تحت
ظلِّ عرشه ، يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه. [صحيح الجامع الصغير وزياداته
20)
من كتمَ غيظاً ، وهو قادرٌ على أن يُنْفِذَهُ ، دعاهُ الله على رؤوس
الخلائق ، حتى يُخَيِّرَه من الحور العين ، يزوجه منها ما شاء. [صحيح الجامع الصغير
21)
من بنى للهِ مسجداً ، ولو كَمفْحَصِ قطاةٍ لبَيْضِها ، بنى الله له
بيتاً في الجنَّة. [صحيح
الجامع الصغير وزياداته
22)
إن في الجنَّة غُرفاً يُرى ظاهرُها منْ باطنِها ، وباطنُها من
ظاهرِها، أعدَّها الله تعالى لمن أطعمَ الطَّعامَ ، وألانَ الكلامَ ، وتابع
الصِّيامَ ، وصلى بالليلِ ، والناسُ نيام. [صحيح الجامع الصغير وزياداته
23)
من قتل وزغةً في أوَّل ضربْةٍ كُتِب له مائةُ حَسنةٍ ، ومن قَتلها في
الضَّربة الثَّانية ، فلهُ كذا وكذا حسنة ، وإن قَتلها في الضَّربة الثالثة فله
كَذا وكَذا حسنةً. [صحيح
الجامع الصغير وزياداته
24)
من أتى أخاهُ المسلم عائداً ، مشى في خِرافَةِ الجنةِ حتى يجلسَ ، فإذا
جَلَسَ غمرتهُ الرَّحمة ، فإِن كان غُدْوة ً، صلى عليه سبعون ألف مَلَكٍ حتى يُمسي ،
وإن كان مساءً ، صلَّى عليه سبعون ألف مَلَكٍ حتى يُصبحَ . [صحيح الجامع الصغير وزيادات
25)
إنَّ موجبات المغفرةِ بذلَ السَّلامِ ، وحسُنَ الكلامِ . [صحيح الجامع الصغير وزياداته
26)
طوبى لمنْ وجَدَ في صحيفتِهِ استِغفاراً كثيراً. [صحيح الجامع الصغير وزياداته
27)
من استَغْفرَ للمؤمنينَ والمؤمناتِ ، كتبَ الله له بكلِّ مُؤمنٍ ومؤمنةٍ
حسنة . [صحيح
الجامع الصغير وزياداته
هذه هي الجنة دار السلام
كأني بهم وقد قاموا من قبورهم غير مذعورين ،
ولا خائفين أقسم رسول الله e يوماً فقال ( والذي نفسي بيده : إنهم إذا خرجوا من
قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة ، عليها رحال الذهب، شراك نعالهم نور يتلألأ،
كل خطوة منها مد البصر. وينتهون إلى باب الجنة )
يالسعة الدار أما عرضها فكعرض السماء والأرض وأما ريحها فيوجد من مسيرة مائة عام ففي الكتاب الكريم { سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله } وفي الحديث الشريف ( فإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام ).
يالسعة الدار أما عرضها فكعرض السماء والأرض وأما ريحها فيوجد من مسيرة مائة عام ففي الكتاب الكريم { سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله } وفي الحديث الشريف ( فإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام ).
هذه الأبواب أيها الوافدون فادخلوها إن لدار المتقين ثمانية أبواب. علمنا أن أحد
هذه الأبواب يسمي الريان وهو باب خاص بأهل الصيام .
رو ى مسلم في صحيحه عن النبي e قوله ( إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة بينهما مسيرة أربعين سنة وليأتين عليها يوم وهي كظيظ من الزحام ) وقال مرة e وهو يتحدث عن وفد الرحمن ( وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوت حمراء على صفائح الذهب ) .
رو ى مسلم في صحيحه عن النبي e قوله ( إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة بينهما مسيرة أربعين سنة وليأتين عليها يوم وهي كظيظ من الزحام ) وقال مرة e وهو يتحدث عن وفد الرحمن ( وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوت حمراء على صفائح الذهب ) .
ماذا عند باب الجنة وفي القرآن الكريم { وحلوا أساور من فضة
وسقاهم ربهم شراباً طهوراً } .
وفي الحديث الشريف يقول رسول الله e ( عند باب الجنة شجرة ينبع من أصلها عينان فإذا شربوا من الأخرى لم تشعث أشعارهم أبداً ) .
وفي الحديث الشريف يقول رسول الله e ( عند باب الجنة شجرة ينبع من أصلها عينان فإذا شربوا من الأخرى لم تشعث أشعارهم أبداً ) .
مع أفواج الداخلين الآن الكلمة للرسول e يحدثنا عن أفواج
الداخلين يقول ( إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين
يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتمخطون
، ولا يتفلون . أمشاطهم الذهب ، ورشحهم المسك ، ومجامرهم الألوة . أزواجهم الحور
العين . أخلاقهم على خلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء ) .
وكيف يستقبلون قال الله تعالى { وسيق الذين اتقوا ربهم إلى
الجنة زمراً حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها ، وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم
فادخلوها خالدين ، وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة
حيث نشاء فنعم أجر العاملين } .
ماذا في القصور ؟ { وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً ،
عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق ، وحلُّوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً }
.
إن النبي e يا أخي القارئ وحده يمكنه أن يحدثنا بعض الحديث عن تلك القصور ، وما حوت من النعيم المقيم ، فلنستمع إليه في هذا الحديث المقتضب القصير . من حديث له مسهب طويل هذا آخر رجل يدخل الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجداً ، فيقال له : ارفع رأسك مالك ؟ فيقول رأيت ربي ! فيقال له : إنما هو منزل من منازلك ، ثم يلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له . فيقال له : مه !! فيقول : رأيت أنك ملك من الملائكة . فيقول له : إنما أنا خازن من خزانك ، وعبد من عبيدك ، فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر ، وهو من درة مجوفة سقافها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها , تستقبله جوهرة خضراء مبطنة ، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها ، كبدها مرآته ، وكبده مرآتها ، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفاً ، فيقال له أشرف فيشرف ، فيقال له : ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك .
إن النبي e يا أخي القارئ وحده يمكنه أن يحدثنا بعض الحديث عن تلك القصور ، وما حوت من النعيم المقيم ، فلنستمع إليه في هذا الحديث المقتضب القصير . من حديث له مسهب طويل هذا آخر رجل يدخل الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجداً ، فيقال له : ارفع رأسك مالك ؟ فيقول رأيت ربي ! فيقال له : إنما هو منزل من منازلك ، ثم يلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له . فيقال له : مه !! فيقول : رأيت أنك ملك من الملائكة . فيقول له : إنما أنا خازن من خزانك ، وعبد من عبيدك ، فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر ، وهو من درة مجوفة سقافها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها , تستقبله جوهرة خضراء مبطنة ، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها ، كبدها مرآته ، وكبده مرآتها ، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفاً ، فيقال له أشرف فيشرف ، فيقال له : ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك .
الهدايا والتحف وإذا ضمت وفد الرحمن القصور توافدت عليهم
جموع الملائكة المهنئة لهم ، وتقول " سلام عليكم بما صبرتم ، فنعم عقبى الدار
" .
يالتفاوت الدرجات ( إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم
كما يتراءون الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم ، قالوا يا
رسول الله : تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ، قال بلى ، والذي نفسي بيده رجال
آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ) .
نظرة على أرض الجنة أصحابه يسألونه عنها ويقولون : حدثنا يا رسول
الله عن الجنة ما بناؤها ؟ فيقول : ( لبنة من ذهب ولبنة من فضة و ملاطها ( الطين )
المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران من يدخلها ينعم ولا يبأس ويخلد
ولا يموت ، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ) .
إلى جنة عدن ( خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درة بيضاء ،
ولبنة من ياقوتة حمراء ، ولبنة من زبرجدة خضراء ، وملاطها المسك ، وحشيشها
الزعفران ، حصباؤها اللؤلؤ ، ترابها العنبر ، ثم قال لها انطلقي ، قالت : ( قد
افلح المؤمنون ).
في الخيام في الجنة خيام قطعاً لقول الله تعالى { حور
مقصورات في الخيام } وصف رسول الله e خيمة منها فقال ( إن للمؤمن في الجنة لخيمة من
الؤلؤة مجوفة ، طولها في السماء ستون ميلاً ، وعرضها ستون ميلاً للمؤمن فيها أهلون
يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً ) .
من الخيام إلى السوق ( إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم
وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالاً فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً ،
فتقول لهم أهلوهم ؛ والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً ، فيقولون ، وأنتم والله
لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً ).
بين الأنهار { مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من
ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار
من عسل مصفى } . ( بينما أنا أسير في
الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال هو
الكوثر الذي أعطاك ربك . قال فضرب الملك بيده فإذا طينة مسك أذفر ). ( الكوثر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه الدر
والياقوت ، تربته أطيب من المسك ،وماؤه أحلى من العسل ،وأبيض من الثلج ) .
هيا إلى الأشجار. يحدث ابن عباس رضي الله عنهما عن هذا الظل
الممدود فيقول : شجرة في الجنة على ساق قدر ما يسير الراكب في ظلها مائة عام في كل
نواحيها ، فيخرج أهل الجنة ، أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها ، فيشتهي بعضهم
ويذكر لهو الدنيا ، فيرسل الله تعالى ريحاً من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان
في الدنيا روى هذا الترمذي وحسنه ، وروى الحاكم وصححه قوله : نخلة الجنة جذعها من
زمرد أخضر وكربها ذهب أحمر ، وسعفها كسوة لأهل الجنة . منها مقطعاتهم , وحللهم ،
وثمرها أمثال القلال والدلاء ، أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل ، وألين من
الزبدة ليس فيها عجم .
إلى مطاعم الجنة يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما
تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، وأنتم فيها خالدون}
{ يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون ،وفاكهة مما يتخيرون ،ولحم طير مما يشتهون}
{ يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون ،وفاكهة مما يتخيرون ،ولحم طير مما يشتهون}
ويتحدث رسول الله e عن أهل الجنة في أكلهم
وشربهم ، واصفاً لهم فيقول ( أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتمخطون ولا يتغوطون
ولا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك ، يلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون
النفس ) ويقول صلى الله عليه وسلم ( إن أسفل أهل الجنة أجمعين من يقوم على رأسه
عشرة آلاف خادم مع كل خادم صحفتان ، واحدة من فضة ، وواحدة من ذهب . في كل صحفة
لون ليس في الأخرى مثلها ، يأكل من آخره كما يأكل من أوله ، يجد لآخره من اللذة
والطعم ما لا يجد لأوله ، ثم يكون بعد ذلك رشح مسك وجشاء ، لا يبولون ولا يتغوطون
ولا يتمخطون ) .
الحلي والحلل { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات
جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير
} .
أما الرسول e فإنه يصف ذلك النعيم العظيم فيقول : ( من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ، في الجنة مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) ويقول ( ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء ،إن شاء أبيض وإن شاء أحمر، وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر ، وإن شاء أسود مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن).
أما الرسول e فإنه يصف ذلك النعيم العظيم فيقول : ( من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ، في الجنة مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) ويقول ( ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء ،إن شاء أبيض وإن شاء أحمر، وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر ، وإن شاء أسود مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن).
السرر والأرائك قرأ
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه { متكئين على فرش بطائنها من استبرق } وقال : لقد
أخبرتم بالبطائن فكيف بالظواهر ؟ .
وقيل في قوله تعالى : { وفرش مرفوعة } : لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف .
{وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية لا تسمع فيها لا غية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة}
وقيل في قوله تعالى : { وفرش مرفوعة } : لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف .
{وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية لا تسمع فيها لا غية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة}
مع الحور العين ( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا
وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع سوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها ، ولو
اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً ولأضاءت ما بينهما
، ولنصفيها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ) .
وقال مرة ( إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على ضوء كوكب دري في السماء ، ولكل امرئ منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم وما في الجنة أعزب ) . ويقول : ( لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرقت لملأت الأرض ريح مسك ولذهب ضوء الشمس والقمر ) .
وقال مرة ( إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على ضوء كوكب دري في السماء ، ولكل امرئ منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم وما في الجنة أعزب ) . ويقول : ( لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرقت لملأت الأرض ريح مسك ولذهب ضوء الشمس والقمر ) .
شيء من الغناء والطرب ( إن في الجنة لمجتمعاً لحور العين يرفعن
بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها يقلن : ( نحن الخالدات فلا نبيد ) و ( نحن الناعمات
فلا نبأس ) و ( نحن الراضيات فلا نسخط ) ( وطوبى لمن كان لنا وكنا له ) !! دونك
النهر على حافتيه صفوف الحور العين يغنين بأصوات يسمعها الخلائق حتى ما يرون في
الجنة لذة مثلها ) وقيل لأبي هريرة وما ذاك الغناء فقال ( إن شاء الله التسبيح
والتحميد والتقديس والثناء على الرب عز وجل ) .
خيل في الجنة قال
فداه أبي وأمي e ( إن في الجنة لشجراً يخرج من أعلاها حلل ومن أسفلها
خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در وياقوت لا تروث ولا تبول لها أجنحة خطوها مد البصر
تركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاءوا فيقول الذين أسفل منهم درجة ، يا رب بم بلغ
عبادك هذه الكرامة كلها ، فيقال لهم كانوا يصلون بالليل وكنتم تنامون وكانوا
يصومون وكنتم تأكلون وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون ) .
معهم في تزوارهم ( إذا دخل أهل الجنة فيشتاق الإخوان بعضهم إلى
بعض فيسير سرير هذا إلى سرير هذا ، وسرير هذا إلى سرير هذا حتى يجتمعا جميعاً
فيتكئ هذا ، فيقول أحدهما لصاحبه : أتعلم متى غفر الله لنا ؟فيقول صاحبه :نعم ،يوم
كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله تعالى فغفر لنا ).
وأبو هريرة رضي الله عنه: إن أهل الجنة ليزاورون على العيس الجون ، عليها رجال الميس يثير مناسمها غبار المسك ، خطام أو زمام أحدهما من الدنيا وما فيها.
وأبو هريرة رضي الله عنه: إن أهل الجنة ليزاورون على العيس الجون ، عليها رجال الميس يثير مناسمها غبار المسك ، خطام أو زمام أحدهما من الدنيا وما فيها.
أكرم زيارة ( إذا سكن أهل الجنة الجنة أتاهم ملك فيقول لهم :إن الله يأمركم أن تزوروه
فيجتمعون ، فيأمر الله تعالى داود عليه السلام فيرفع صوته بالتسبيح والتهليل ثم
توضع مائدة الخلد ، قالوا يا رسول الله وما مائدة الخلد ؟ قال : زاوية من زواياها
أوسع مما بين المشرق والمغرب فيطمعون ، ثم يسقون ، ثم يكسون ،فيقولون لم يبق إلا
النظر في وجه ربنا عز وجل ، فيتجلى لهم فيخرون سجداً فيقال لهم : لستم في دار عمل
، إنما أنتم في دار جزاء ) .
سلام عليكم بينما أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور
فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم فقال : سلام عليكم يا
أهل الجنة
نعيم لا يوصف (لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر }{ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين }
نعيم لا يوصف (لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر }{ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين }
إلى أعظم نعيم { ورضوان من الله أكبر } ( إن
الله عز وجل يقول لأهل الجنة ، يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربنا وسعديك ،
والخير بيديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا
ما لم تعط أحداً من خلقك ، فيقولون : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ( فيقولون : وأي شيء
أفضل من ذلك ؟ فيقول ، أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً ) اللهم اجعلنا
من أهل طاعتك ومحبتك ورضوانك آمين .
رمضان والقرآن
تنزيل في ليلة السابع عشر
من رمضان و النبي صلى الله عليه وسلم في الأربعين من عمره أذن الله عز وجل للنور
أن يتنزل ، فإذا جبريل عليه السلام آخذ بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول له : اقرأ
! وهكذا نزلت أول آية من هذا الكتاب
العظيم على النبي الرؤوف الرحيم في هذا الشهر العظيم .
وهكذا شهدت أيامه المباركة اتصال الأرض بالسماء ، و تنزل الوحي بالنور و الضياء ، فأشرقت الأرض بنور ربها وانقشعت ظلمات الجاهلية الجهلاء .
و من قبل ذلك شهد هذا الشهر الكريم نزولا آخر ، إنه نزول القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، وكان ذلك في ليلة القدر … { إنا أنزلناه في ليلة القدر}{ إنا أنزلنا في ليلة مباركة } ، قال ابن عباس : أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة
إنها تلك " الليلة الموعودة التي سجلها الوجود كله في فرح و غبطة و ابتهال ، ليلة الاتصال بين الأرض و الملأ الأعلى …
و أي نعمة أعظم من نعمة نزول القرآن ؟ نعمة لا يسعها حمد البشر فحمد الله نفسه على هذه النعمة { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب} .
وهكذا إذن ، شهد شهر رمضان هذا النزول الفريد لكتاب الله ، { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان }
إكثار و اجتهاد عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى اللهم عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى اللهم عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة [ البخاري 6 مسلم 2308 ].
قال الإمام ابن رجب : دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك ، و عرض القرآن على من هو أحفظ له … و فيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان ،
وهكذا شهدت أيامه المباركة اتصال الأرض بالسماء ، و تنزل الوحي بالنور و الضياء ، فأشرقت الأرض بنور ربها وانقشعت ظلمات الجاهلية الجهلاء .
و من قبل ذلك شهد هذا الشهر الكريم نزولا آخر ، إنه نزول القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، وكان ذلك في ليلة القدر … { إنا أنزلناه في ليلة القدر}{ إنا أنزلنا في ليلة مباركة } ، قال ابن عباس : أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة
إنها تلك " الليلة الموعودة التي سجلها الوجود كله في فرح و غبطة و ابتهال ، ليلة الاتصال بين الأرض و الملأ الأعلى …
و أي نعمة أعظم من نعمة نزول القرآن ؟ نعمة لا يسعها حمد البشر فحمد الله نفسه على هذه النعمة { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب} .
وهكذا إذن ، شهد شهر رمضان هذا النزول الفريد لكتاب الله ، { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان }
إكثار و اجتهاد عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى اللهم عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى اللهم عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة [ البخاري 6 مسلم 2308 ].
قال الإمام ابن رجب : دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك ، و عرض القرآن على من هو أحفظ له … و فيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان ،
وقد كان للسلف رحمهم الله اجتهاد عجيب في قراءة
القرآن في رمضان بل لم يكونوا يشتغلون فيه بغيره .
كان الزهري إذا دخل رمضان يقول : إنما هو قراءة القرآن و إطعام الطعام . كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث و مجالسة أهل العلم .
وقال سفيان : كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف و جمع إليه أصحابه .[ انظر اللطائف359،360 ]
كان الأسود يختم القرآن في رمضان كل ليلتين ، وكان قتادة إذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة ، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة ،
كان الزهري إذا دخل رمضان يقول : إنما هو قراءة القرآن و إطعام الطعام . كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث و مجالسة أهل العلم .
وقال سفيان : كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف و جمع إليه أصحابه .[ انظر اللطائف359،360 ]
كان الأسود يختم القرآن في رمضان كل ليلتين ، وكان قتادة إذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة ، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة ،
وقال ربيع بن سليمان : كان محمد بن إدريس
الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمة ما منها شيء إلا في صلاة ، وروى ابن أبي داود
بسند صحيح أن مجاهدا رحمه الله كان يختم القرآن في رمضان فيما بين المغرب و العشاء
، وكانوا يؤخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل ، قال مالك : و لقد أخبرني
من كان يصلي إلى جنب عمر بن حسين في رمضان قال : كنت أسمعه يستفتح القرآن في كل
ليلة . قال النووي : وأما الذي يختم القرآن في ركعة فلا يحصون لكثرتهم فمن
المتقدمين عثمان بن عفان ، و تميم الداري ، و سعيد بن جبير رضي الله ختمة في كل
ركعة في الكعبة [ التبيان 48 ][وانظر اللطائف .
قال القاسم عن أبيه الحافظ ابن عساكر : كان مواظبا على صلاة الجماعة و تلاوة القرآن ، يختم كل جمعة و يختم في رمضان كل يوم .
تساؤلات فإن قلت أي أفضل ؟ أن يكثر الإنسان التلاوة أم يقللها مع التدبر و التفكر ؟ قلت لك : اسمع ما قاله النووي .
قال النووي رحمه الله : و الاختيار أن ذلك يختلف بالأشخاص فمن كان من أهل الهم و تدقيق الفكر استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود من التدبر و استخراج المعاني و كذا من كان له شغل بالعلم و غيره من مهمات الدين و مصالح المسلمين العامة يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه ، و من لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل ، و لا يقرؤه هذرمة . [ نقله عه ابن حجر في الفتح ]
و أما حديث ابن عمرو قال قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث * فقد أجاب عنه الأئمة رضي الله عنهم .
قال ابن رجب : إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداوة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان ، خصوصا في الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان و المكان ، .
قال القاسم عن أبيه الحافظ ابن عساكر : كان مواظبا على صلاة الجماعة و تلاوة القرآن ، يختم كل جمعة و يختم في رمضان كل يوم .
تساؤلات فإن قلت أي أفضل ؟ أن يكثر الإنسان التلاوة أم يقللها مع التدبر و التفكر ؟ قلت لك : اسمع ما قاله النووي .
قال النووي رحمه الله : و الاختيار أن ذلك يختلف بالأشخاص فمن كان من أهل الهم و تدقيق الفكر استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود من التدبر و استخراج المعاني و كذا من كان له شغل بالعلم و غيره من مهمات الدين و مصالح المسلمين العامة يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه ، و من لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل ، و لا يقرؤه هذرمة . [ نقله عه ابن حجر في الفتح ]
و أما حديث ابن عمرو قال قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث * فقد أجاب عنه الأئمة رضي الله عنهم .
قال ابن رجب : إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداوة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان ، خصوصا في الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان و المكان ، .
صور أخرى وفي رمضان يجتمع الصوم و القرآن ، ((
الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام
والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، و يقول القرآن : رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه
فيشفعان )) [ أحمد ] و عند ابن ماجه عن ابن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : (( يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول : أنا الذي أسهرت
ليلك و أظمأت نهارك )) .
و من صور اختصاص شهر رمضان بالقرآن الكريم صلاة التراويح ، فهذه الصلاة أكثر ما فيها قراءة القرآن ، وكأنها شرعت ليسمع الناس كتاب الله مجودا مرتلا ، و لذلك استحب للإمام أن يختم فيها ختمة كاملة . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره .
وكان عمر قد أمر أبي بن كعب و تميما الداري أن يقوما بالناس في شهر رمضان فكان القارئ يقرأ بالمائتين في ركعة حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام و ما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر ، و في رواية أنهم كانوا يربطون الحبال بين السواري ثم يتعلقون بها .
أخي الكريم … هاقد عرفت من فضل القرآن ما قد عرفت ، و علمت من ارتباط هذا الشهر الكريم بالقرآن العظيم ما قد علمت ، فلم يبق إلا أن تشمر عن ساعد الجد ، و تأخذ نفسك بالعزم ، و تدرع الصبر ، و تكون مع القرآن .
و من صور اختصاص شهر رمضان بالقرآن الكريم صلاة التراويح ، فهذه الصلاة أكثر ما فيها قراءة القرآن ، وكأنها شرعت ليسمع الناس كتاب الله مجودا مرتلا ، و لذلك استحب للإمام أن يختم فيها ختمة كاملة . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره .
وكان عمر قد أمر أبي بن كعب و تميما الداري أن يقوما بالناس في شهر رمضان فكان القارئ يقرأ بالمائتين في ركعة حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام و ما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر ، و في رواية أنهم كانوا يربطون الحبال بين السواري ثم يتعلقون بها .
أخي الكريم … هاقد عرفت من فضل القرآن ما قد عرفت ، و علمت من ارتباط هذا الشهر الكريم بالقرآن العظيم ما قد علمت ، فلم يبق إلا أن تشمر عن ساعد الجد ، و تأخذ نفسك بالعزم ، و تدرع الصبر ، و تكون مع القرآن .
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
قال صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني
أصلي ) " رواه البخاري " .
1- يسبغ الوضوء :وهو أن يتوضأ كما أمره الله ، (
يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق
وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقبل
صلاة بغير طهور ، ولا صدقة من غلول ) ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ) .
2- يتوجه المصلى إلى القبلة – هي
الكعبة – أينما كان بجميع بدنه ، قاصداً بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو
نافلة ، ولا ينطق بلسانه بالنية ، لأن النطق باللسان غير مشروع ، لكون النبي صلى
الله عليه وسلم لم ينطق بالنية ولا أصحابه رضي الله عنهم .
· ويسن أن يجعل له سترة يصلي إليها إن كان
إماماً أو منفرداً ، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .
· واستقبال القبلة شرط في الصلاة إلا في مسائل
مستثناة معلومة موضحة في كتب أهل العلم .
3- يكبر
تكبيرة الإحرام فيقول : ( الله أكبر ) ناظراً ببصره إلى محل سجوده . 4- يرفع
يديه عند التكبير إلى حذو منكبيه ، أو إلى
حيال أذنيه .
5- يضع
يديه على صدره، اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد، لثبوت ذلك من حديث وائل بن
حجر وقبيصة الطائي عن أبيه رضي الله عنه
6- يسن
أن يقرأ دعاء الاستفتاح وهو : " اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين
المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس . اللهم
اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد " متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
· وإن شاء قال بدلاً من ذلك : " سبحانك
اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك " لثبوت ذلك عن
النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن أتى بغيرهما من الاستفتاحات الثابتة عن النبي صلى
الله عليه وسلم فلا بأس ، والأفضل أن يفعل هذا تارة وهذا تارة ، لأن ذلك أكمل في
الاتباع . ثم يقول : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن
الرحيم ويقرأ سورة الفاتحة لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة
الكتاب ) .
· ويقول بعدها : آمين" جهراً في الصلاة
الجهرية وسراً في الصلاة السرية ، ثم يقرأ ما تيسر من القرآن ، والأفضل أن تكون
القراءة في الظهر والعصر والعشاء من أوساط المفصل ، وفي الفجر من طواله أو أوساطه
– أعني في المغرب – كما ثبت ذلك ، ويشرع أن تكون العصر أخف من الظهر .
7- يركع مكبراً رافعاً يديه إلى
حذو منكبيه أو أذنيه ، جاعلاً رأسه حيال ظهره ، واضعاً يديه على ركبتيه ، مفرقاً
أصابعه ، ويطمئن في ركوعه ويقول : " سبحان ربي العظيم " . والأفضل أن
يكررها ثلاثاً أو أكثر ، ويستحب أن يقول مع ذلك " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ،
اللهم اغفر لي " .
8- يرفع رأسه من الركوع ، رافعاً يديه إلى حذو
منكبيه أو أذنيه قائلاً : " سمع الله لمن حمده " . إن كان إماماً أو منفرداً
، ويقول حال قيامه : " ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، ملء
السموات وملء الأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد " .
· وإن شاء زاد بعده : " أهل الثناء والمجد
، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، اللهم لامانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ،
ولا ينفع ذا الجد منك الجد "
· أما إن كان مأموماً فإنه يقول عند الرفع :
" ربنا ولك الحمد " إلى آخر ما تقدم . ويستحب أن يضع كل منهم يديه على
صدره ، كما فعل في قيامه قبل الركوع ، لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي صلى الله
عليه وسلم من حديث وائل بن حجر ، وسهل ابن سعد رضي الله عنهما .
9- يسجد مكبراً واضعاً ركبتيه قبل
يديه إذا تيسر ذلك ، فإن شق عليه قدم يديه قبل ركبتيه ، مستقبلاً بأصابع رجليه
ويديه القبلة ، ضاماً أصابع يديه . ويكون على أعضائه السبعة ، الجبهة مع الأنف ،
واليدين والركبتين ، وبطون أصابع الرجلين ، ويقول : " سبحان ربي الأعلى
" ويكرر ذلك ثلاثاً أو أكثر .
· ويستحب أن يقول مع ذلك : " سبحانك اللهم
ربنا وبحمدك .. اللهم اغفر لي " . ويكثر من الدعاء ، لقول النبي صلى الله
عليه وسلم ( فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن
أن يستجاب لكم ) .
· وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون
العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا من الدعاء ) " رواهما مسلم في صحيحه "
. ويسأل ربه له ولغيره من المسلمين من خيري الدنيا والآخرة ، سواء كانت الصلاة
فرضاً أو نفلاً ، ويجافي عضديه عن جنبيه ، وبطنه عن فخذيه ، وفخذيه عن ساقيه ،
ويرفع ذراعيه عن الأرض ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اعتدلوا في السجود ،
ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب ) " متفق عليه " .
10- يرفع رأسه مكبراً ، ويفرش قدمه اليسرى ويجلس
عليها ، وينصب رجله اليمنى ، ويضع يديه على فخذيه وركبتيه ، ويقول :" رب اغفر
لي ، رب اغفر لي ، رب اغفر لي ، اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واهدني ، وارزقني ،
وعافني ، واجبرني " . ويطمئن في هذا الجلوس حتى يرجع كل فقار إلى مكانه
كاعتداله بعد الركوع ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل اعتداله بعد الركوع
وبين السجدتين .
11- يسجد السجدة الثانية مكبراً ،
ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى .
12- يرفع رأسه مكبراً ، ويجلس جلسة خفيفة مثل
جلوسه بين السجدتين ، وتسمى جلسة الاستراحة ، وهي مستحبة في أصح قولي العلماء ،
وإن تركها فلا حرج ، وليس فيها ذكر ولا دعاء ، ثم ينهض قائماً إلى الركعة الثانية
معتمداً على ركبتيه إن تيسر ذلك ، وإن شق عليه اعتمد على الأرض بيديه ، ثم يقرأ
الفاتحة وما تيسر له من القرآن بعد الفاتحة . كما سبق في الركعة الأولى .
* ولا يجوز للمأموم مسابقة إمامه ، لأن النبي
صلى الله عليه وسلم حذر أمته من ذلك ، وتكره موافقته للإمام ، والسنة له أن تكون
أفعاله بعد إمامه من دون تراخ ، وبعد انقطاع صوته ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم
: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فلا تختلفوا عليه ، فلا تختلفوا عليه ، فإذا كبر
فكبروا ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد
، وإذا سجد فاسجدوا ) " الحديث متفق عليه " .
13- إذا كانت الصلاة ثنائية كصلاة الفجر والجمعة
والعيد ، جلس بعد رفعه من السجدة الثانية ناصباً رجله اليمنى ، مفترشاً رجله
اليسرى ، واضعاً يده اليمنى على فخذه اليمنى قابضاً أصابعه كلها إلا السبابة فيشير
بها إلى التوحيد عند ذكر الله سبحانه وعند الدعاء ، وإن قبض الخنصر والبنصر من يده
، وحلق إبهامها مع الوسطى ، وأشار بالسبابة فحسن ، لثبوت الصفتين عن النبي صلى
الله عليه وسلم . والأفضل أن يفعل هذا تارة ، وهذا تارة ، ويضع يده اليسرى على
فخذه اليسرى وركبته ، ثم يقرأ التشهد في هذا الجلوس وهو : " التحيات لله ،
والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا
وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله
" . ثم يقول اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى
آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " .
· ويستعيذ بالله من أربع فيقول : " اللهم
إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة
المسيح الدجال" .
· ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة ،
وإذا دعا لوالديه أو غيرهما من المسلمين فال بأس ، سواء كانت الصلاة فريضة أو
نافلة لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود لما علمه التشهد :
" ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو " وفي لفظ آخر : " ثم
ليتخير من المسألة ما شاء " وهذا يعم جميع ما ينفع العبد في الدنيا والآخرة ،
ثم يسلم على يمينه وشماله قائلاً : " السلام عليكم ورحمة الله .. السلام
عليكم ورحمة الله " .
14- إن كانت الصلاة ثلاثية كالمغرب ، أو رباعية
كالظهر والعصر والعشاء ، فإنه يقرأ التشهد المذكور آنفاً مع الصلاة على النبي صلى
الله عليه وسلم ، ثم ينهض قائماً معتمداً على ركبتيه ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه
، قائلاً " الله أكبر " ويضعهما – أي يديه – على صدره كما تقدم ، ويقرأ
الفاتحة فقط .
· وإن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر زيادة
على الفاتحة في بعض الأحيان فلا بأس ، لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي صلى الله
عليه وسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه ، وإن ترك الصلاة على النبي صلى الله
عليه وسلم بعد التشهد الأول فلا بأس ، لأنه مستحب وليس بواجب في التشهد الأول ، ثم
يتشهد بعد الثالثة من المغرب ، وبعد الرابعة من الظهر والعصر والعشاء يصلي على
النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتعوذ بالله من الأربع ويكثر من الدعاء ، ومن الدعاء
المشروع في هذا الموضع وغيره : " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ،
وقنا عذاب النار " كما تقدم ذلك في الصلاة الثنائية .
· لكن يكون في هذا الجلوس متوركاً واضعاً رجله
اليسرى تحت رجله اليمنى ، ومقعدته على الأرض ، ناصباً رجله اليمنى ،. ثم يسلم عن
يمينه وشماله ،
· ويستغفر الله ثلاثاً ويقول : " اللهم أنت
السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ، لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ،
اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ، لا إله
إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا
الله ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون " .
· ويسبح الله ثلاثاً وثلاثين ، ويحمده مثل ذلك ،
ويكبره مثل ذلك ويقول تمام المائة : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له
الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير " . ويقرأ آية الكرسي ، و " قل
هو الله أحد " ، و " قل أعوذ برب الفلق " ، و " قل أعوذ برب
الناس " ، بعد كل صلاة ، ويستحب تكرار هذه السور الثلاث ثلاث مرات بعد صلاة
الفجر وصلاة المغرب ، لورود الحديث الصحيح بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كما
يستحب أن يزيد بعد الذكر المتقدم بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب : قول " لا إله
إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير
" عشراً
· وإن كان إماماً انصرف إلى الناس وقابلهم بوجهه
بعد استغفاره ثلاثاً ، وبعد قوله : " اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت
يا ذا الجلال والإكرام " . ثم يأتي بالأذكار المذكورة ، كما دلت على ذلك
أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكل هذه الأذكار سنة وليست بفريضة .
· ويستحب لكل مسلم ومسلمة أن يصلي قبل صلاة
الظهر أربع ركعات ، وبعدها ركعتين ، وبعد صلاة المغرب ركعتين وبعد صلاة العشاء
ركعتين ، وقبل صلاة الفجر ركعتين ، الجميع اثنتا عشرة ركعة ، وهذه الركعات تسمى
الرواتب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحافظ عليها في الحضر .
· أما في السفر فكان يتركها إلا سنة الفجر
والوتر ، فإنه كان عليه الصلاة والسلام يحافظ عليهما حضراً و سفراً ، ولنا فيه
أسوة حسنة ، لقول الله سبحانه : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) " وقوله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما
رأيتموني أصلي ) " رواه البخاري "
.
· والأفضل: أن تصلي هذه الرواتب والوتر في البيت،
فإن صلاها في المسجد فلا بأس ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة )
" متفق على صحته " .
·والمحافظة
على هذه الركعات من أسباب دخول الجنة ، (ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتى
عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا بنا الله له بيتاً في الجنة )
· وإن صلى أربع ركعات قبل صلاة العصر ، واثنتين
قبل صلاة المغرب ، واثنتين قبل صلاة العشاء فحسن ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (
رحم الله امرءاً صلى أربعاً قبل العصر ) " ( بين كل أذانين صلاة ، بن كل
أذانين صلاة ثم قال في الثالثة : "
لمن شاء ") " رواه البخاري " .
· وإن صلى أربعاً بعد الظهر وأربعاً قبلها فحسن
، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله
تعالى على النار )
والمعنى : أنه يزيد على السنة الراتبة ركعتين
بعد الظهر ، لأن السنة الراتبة أربع قبلها واثنتان بعدها ، فإذا زاد اثنتين بعدها
حصل ما ذكر في الحديث.
فـضــل
العـشـر الأواخــر وليلـــة القـــدر
عباد
الله وقد وصل المسلمون إلى أواخر شهرهم واقترب السباق من نهايته وزادت حرارة
الإيمان بدخول العشر ورجاء ليلة القدر , فهذا أوان الجد والاجتهاد وإخراج أكثر ما
لدى للنفس من الطاعة والعبادة , فاعمل يا عبد الله بقدر ما تستطيع فإنها أيام لا
تعود , وإنها فرصة لا تعوض , ولا ندري من الذي يدرك رمضان القادم , وقد كان النبي
صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها وكان
يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها وكان إذا دخل العشر أحيا الليلة وأيقظ أهله
وشد مئزره كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها أكثر من المعتاد , تشهيراً
في الطاعات ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى , اعتكاف في المسجد وتباعد عن النساء
كذا كان هديه صلى الله عليه وسلم في هذه العشر, أحيا ليله أي استغرقه بالسهر في
الصلاة وغيرها والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقم ليلة كاملة إلى الصباح ليصلي
ولكنه صلى في تلك الليالي كثيراً جداً
وأطال الوقت في الصلاة وما بقى من الليل استغرقه في الاستغفار والذكر والدعاء و
والتذكّر والتدبر والتفكر وهذه عبادات المؤمنين .
لقد اهتم صلى الله عليه وسلم بأهله وأفراد أسرته وأيقظ أزواجه للقيام , كان
يوقظهم في سائر السنة لبعض الليل ولكنه صلى الله عليه وسلم اهتم بإيقاظ أهله في
العشر الأواخر اهتماماً خاصاً لأن المسلم يريد الخير لأهله أيضاً .

إن هذه العشر , عشر عظيمة , وهي أعظم
أيام السنة على الإطلاق لوجود ليلة القدر فيها ولأنها في شهر الصيام ، إنها
ليله مباركة انزل فيها القران و ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ), أي
تقدر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدار العام ويكتب فيها الأحياء والأموات
والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل وكل ما أراده الله في
السنة المقبلة يكتب في ليلة القدر هذه , وتُنقل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ مقادير الخلائق .
قال ابن عباس " إن الرجل يرى يفرش الفرش ويزرع الزرع وانه لفي الأموات
" يعنى انه كتب في ليلة القدر انه من الأموات وتعرف الملائكة المقادير للسنة
القادمة في تلك الليلة بما يجعل الله في ألواحهم من اللوح المحفوظ .
ليلة القدر تضيق الأرض بكثرة الملائكة عليها , إن الملائكة في الأرض تلك
الليلة أكثر من عدد الحصى , إنها ليلة عظيمة القدر جليلة المكانة لكثرة مغفرة
الذنوب وستر العيوب فهي ليلة المغفرة، خير
من عبادة ثلاثة وثمانين سنة خير من ألف شهر , تتنزل فيها الملائكة والروح وجبريل
والرحمة , إنها سلام يعني سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو يعمل
فيها أذى وتكثر السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم به المؤمنون طاعة لله في تلك الليلة .
فيها يغفر الله عز وجل لمن قامها إيمانا واحتسابا , تُتَحرى في رمضان في
العشر الأواخر وفي أوتاره أكثر وفي ليلة سبع وعشرين وغيرها , وهناك من العلماء من
قال بتنقلها بين الليالي في كل سنة تكون في ليلة يعلمها الله لكن أكثر ما تكون في
ليلة سبع وعشرين , وقد تكون في ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وآخر ليلة من
رمضان بل بحساب ما بقى ربما تكون في ليالي الأشفاع كما بين أهل العلم كشيخ الإسلام
رحمه الله .
فينبغي إذن تحريها في العشر كلها لقد أخفيت عنا لمنفعتنا ومصلحتنا حتى
نجتهد في العبادة لو عُينت لنا لربما ما قمنا ولا اجتهدنا إلا في تلك الليلة
المعينة , فلما أُخفيت عنا صارت النفوس تريد أصابتها بأي طريقة ولو كان بسهر وتعب
ممتد عبر ليال هذه العشر , لكن العبرة من إخفائها أيضا في سبب الإخفاء وهو تلاحي
رجلين من المسلمين مما يبين خطورة التخاصم والتنازع بين المسلمين وأن في ذلك شؤم
على الجميع " خرجت لأخبركم بليلة
القدر فتلاحى فلان وفلان - أي تخاصما
فرفعت أي رفع التعين والعلم بها- فرفعت
وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة ".
عباد الله إن من أصابها فاز فيا حظ من أصاب ويا سعادة من ظفر إنه الظفر
والله .



عبــاد الله , قال بعض العلماء يزيد أن يعتكف ليلاً من المغرب إلى الفجر
مثلاً وقال بعضه أقله يوم وليلة أي أربع
وعشرون ساعة ولو دخل بعد المغرب أو دخل بعد الفجر فخرج في الفجر الثاني فإنه طيب
حسن , ويمكن أن يبدأ في أي وقت في اليوم إلى الوقت المقابل من اليوم الذي يليه أو
أكثر بحسب الإمكان يلتمس إلى الله عز وجل لا يخرج منه إلا لحاجة الإنسان من بول أو
غائط أو تناول طعام ربما لا يتيسر له في معتكفه فإن تيسر له لزم المسجد وإلا خرج
للحاجة ورجع بسرعة مقتصراً على قضاءها أو
حصل له جنابة فذهب إلى الاغتسال ونحو ذلك من الأمور التي لابد منها , ولذلك لا
يعود المعتكف مريضاً ولا يشهد جنازة بل ينقطع في المسجد لطاعة لله عز وجل يتحرى
ليلة القدر يُفلح قلبه ويحفظ الصيام ويتقلل من المباحات .
للصائم دعوة لا ترد
فقد
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :"للصائم دعوة لا ترد"، لماذا ؟ لان
الصائم منكسر القلب ضعيف النفس ، ذل جموحه وانكسر طموحه واقترب من ربه وأطاع
مولاه، ترك الطعام والشراب خيفة من الملك الوهاب ، كف عن الشهوات طاعة لرب الأرض
والسموات ، صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :"الدعاء هو
العبادة"(2)، إذا رأيت العبد يكثر من الإلحاح في الدعاء فاعلم انه قريب من
الله واثق من ربه .
قال
الصحابة يا رسول الله :"أربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله عز
وجل( وإذا سألك عبادي عني.
وقد
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :"إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا وإنما
تدعون سميعا بصيرا أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته"(3).
الدعاء
حبل مديد وعروة وثقى وصلة ربانية ، صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :"لن
يهلك أحد مع الدعاء".
الله
ينادينا أن ندعوه ويطلب منا أن نسأله ()ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً
وَخُفْيَةً)(لأعراف: من الآية55).
)وَقَالَ
رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )(غافر: من الآية60).
لو لم ترد نيل ما أرجو
وأطلبه من جود كفك ما
علمتني الطلبا
صح
عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :" ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى
ثلث الليل الآخر فيقول : هل من سائل فا‘طيه ، هل من داع فاجيبه ، هل من مستغفر
فأغفر له ".
وشهر
رمضان هو شهر الدعاء وشهر الإجابة وشهر التوبة والقبول.
فيا
صائما قد جفت شفته من الصيام وظمأت كبده من الظمأ وجاع بطنه أكثر من الدعاء وكن
ملحاحا في الطلب وصف الله عباده الصالحين فقال : (إنهم يسارعون في الخيرات.
وللدعاء
يا صائمون آداب ينبغي على الصائم معرفتها ، ومنها:
عزم
القلب والثقة بعطاء الله عز وجل وفضله ، صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال
:"لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ولكن ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له
"(4)
ومن
الآداب الثناء على الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم في أول الدعاء
وأواسطه وآخره ، ومنها توخي أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل وفي السجود وبين
الأذان والإقامة وفي أدبار الصلوات وآخر ساعة من يوم الجمعة وبعد العصر ويوم عرفة
، ومنها تجنب السجع في الدعاء والتكلف والتعدي فيه ، ومنها الحذر من الدعاء بإثم
أو قطيعة رحم.
أيها
الصائم قبل الغروب لك ساعة من أعظم الساعات ، قبل الإفطار يشتد جوعك ويعظم ظمؤك
فأكثر الدعاء وزد في الإلحاح وواصل الطلب ، ولك في السحر ساعة فجد على نفسك بسؤال
الحي القيوم فإنك الفقير وهو الغني وإنك الضعيف وهو القوي وإنك الفاني وهو الباقي
:
يا رب عفوك ليس غيرك
يقصد
يا من له كل الخلائق تصمد
أبواب كل مملك قد
أوصدت
ورأيت بابك واسعا لا يوصد.
دعا
إبراهيم عليه الصلاة فقال:(رب اجعلني مقيم الصلاة.
ودعا
موسى عليه السلام فقال:(رب اشرح لي صدري. ويسر لي أمري)
ودعا
سليمان عليه السلام فقال:(رب اغفر لي وهب لي ملاك لا ينبغي لأحد من بعدي)
ودعا
محمد صلى الله عليه وسلم فقال كما في الصحيح:"اللهم رب جبريل وميكائيل
واسرافيل فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما
كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط
مستقيم"(1).
للدعاء
أربع فوائد:
الأولى:عبودية الله عز وجل وتذلل وثقة به ، وهي مقصود
العبادة وثمرتها.
الثانية: تلبية الطلب إما لاعطاء خير أو دفع ضرر، وهذا
لا يملكه إلا الله عز وجل.
الثالثة: ادخار الأجر والمثوبة عند الله إذا لم يجب
الداعي في الدنيا، وهذا أنفع وأحسن.
الرابعة:إخلاص التوحيد بطريق الدعاء وقطع العلائق
بالناس والطمع فيما عندهم.
ربنا
آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ
هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
55 قصة من قصص قيام
السلف لليل
اعلم – يا راعاك الله – أن كثيراً من الكسالى والبطالين إذا سمعوا بأخبار اجتهاد السلف الأبرار في قيام الليل ، ظنوا ذلك نوعاً من التنطع والتشدد وتكليف النفس مالا يطاق ، وهذا جهل وضلال ، لأننا لمّا ضعف إيماننا وفترت عزائمنا ، وخمدت أشواقنا إلى الجنان ، وقل خوفنا من النيران ، ركنا إلى الراحة والكسل والنوم والغفلة ، وصرنا إذا سمعنا بأخبار الزهّاد والعّباد وما كانوا عليه من تشمير واجتهاد في الطاعات نستغرب تلك الأخبار ونستنكرها ، ولا عجب فكل إناء بالذي فيه ينضح ، فلما كانت قلوب السلف معلقة باللطيف القهار ، وهممهم موجهة إلى دار القرار ، سطروا لنا تلك المفاخر العظام ، وخلفوا لنا تلك النماذج الكرام ، ونحن لمّا ركنا إلى الدنيا ، وتنافسنا على حطامها ، صرنا إلى شر حال ، فأفق أخي الحبيب من هذه الغفلة فقد ذهب أولئك العبّاد المجتهدون رهبان الليل ، وبقي لنا قرناء الكسل والوسادة !!
1- قال سعيد بن المسيب رحمه الله : إن الرجل ليصلي بالليل ، فيجعل
الله في وجه نورا يحبه عليه كل مسلم ، فيراه من لم يره قط فيقول : إن لأحبُ هذا
الرجل !! .
2- قيل
للحسن البصري رحمه الله : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟ فقال
لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره .
3- صلى سيد
التابعين سعيد بن المسيب – رحمه الله – الفجر خمسين سنة بوضوء العشاء وكان يسرد
الصوم.
4- كان
شريح بن هانئ رحمه الله يقول :ما فقد رجل شيئاً أهون عليه من نعسة تركها!!! ( أي
لأجل قيام الليل ) .
5- قال
ثابت البناني رحمه الله : لا يسمى عابد أبداً عابدا ، وإن كان فيه كل خصلة خير حتى
تكون فيه هاتان الخصلتان : الصوم والصلاة ، لأنهما من لحمه ودمه !!
6- قال
طاووس بن كيسان رحمه الله : ألا رجل يقوم بعشر آيات من الليل ، فيصبح وقد كتبت له
مائة حسنة أو أكثر من ذلك .
7- قال
سليمان بن طرخان رحمه الله : إن العين إذا عودتها النوم اعتادت ، وإذا عودتها
السهر اعتادت .
8- قال
محمد بن المنكدر رحمه الله : كابدت نفسي أربعين عاماً ( أي جاهدتها وأكرهتها على
الطاعات ) حتى استقامت لي !!
9- كان
ثابت البناني يقول كابدت نفسي على القيام عشرين سنة !! وتلذذت به عشرين سنة .
10- كان
أحد الصالحين يصلي حتى تتورم قدماه فيضربها ويقول يا أمّارة بالسوء ما خلقتِ إلا
للعبادة .
11- كان
العبد الصالح عبد العزيز بن أبي روّاد رحمه الله يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل
، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول : ما ألينك !! ولكن فراش الجنة ألين
منك!! ثم يقوم إلى صلاته .
12- قال
الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم
أنك محروم مكبل ، كبلتك خطيئتك .
13- قالت
امرأة مسروق بن الأجدع : والله ما كان مسروق يصبح من ليلة من الليالي إلا وساقاه
منتفختان من طول القيام !! ....، وكان رحمه الله إذا طال عليه الليل وتعب صلى
جالساً ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف ( أي إلى فراشه ) كما يزحف
البعير !!
14- قال
أبو حازم رحمه الله : لقد أدركنا أقواماً كانوا في العبادة على حد لا يقبل الزيادة
!!
15- كان
السري السقطي رحمه الله إذا جن عليه الليل وقام يصلي دافع البكاء أول الليل ، ثم
دافع ثم دافع ، فإذا غلبه الأمر أخذ في البكاء والنحيب .
16- قال
رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله : إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء؟!! فقال
: لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل ، فإن وقوفك بين يديه في الليل من
أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف .
17- قال
سفيان الثوري رحمه الله : حرمت قيام الليل خمسة أشهر بسبب ذنب أذنبته .
18- قال
ابن عمر رضي الله عنهما : أول ما ينقص من العبادة : التهجد بالليل ، ورفع الصوت
فيها بالقراءة .
19- قال
عطاء الخرساني رحمه الله : إن الرجل إذا قام من الليل متهجداً أًبح فرحاً يجد لذلك
فرحاً في قلبه ، وإذا غلبته عينه فنام عن حزبه ( أي عن قيام الليل ) أصبح حزيناً
منكسر القلب ، كأنه قد فقد شيئاً ، وقد فقد أعظم الأمور له نفعا ( أي قيام الليل
).
20- كان
العبد الصالح علي بن بكار رحمه الله تفرش له جاريته فراشه فيلمسه بيده ويقول :
والله إنك لطيب !! والله إنك لبارد !! والله لا علوتك ليلتي ( أي لا تمت عليك هذه
الليلة ) ثم يقوم يصلي إلى الفجر !!
21- قال
عمر بن عبد العزيز رحمه الله : أفضل الأعمال ما أكرهت إليه النفوس .
22- كان
أبو إسحاق السبيعي رحمه الله يقول : يا معشر الشباب جدوا واجتهدوا ، وبادروا قوتكم
، واغتنموا شبيبتكم قبل أن تعجزوا ،ـ فإنه قلّ ما مرّت عليّ ليلة إلا قرأت فيها
بألف آية !!
45- رأى
أحد الصالحين في منامه خياماً مضروبة فسأل : لمن هذه الخيام ؟!! فقيل هذه خيام
المتهجدين بالقرآن !! فكان لا ينام الليل!!
خصائص العقيدة الإسلامية عقيدة أهل السنة والجماعة
للعقيدة
الإسلامية ـ عقيدة أهل السنة والجماعة ـ خصائص عديدة ، لا توجد في أي عقيدة أخرى ،
ولا غرو في ذلك ؛ إذ إن تلك العقيدة تُستَمد من الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه . ومن تلك الخصائص مايلي
:
1 / سلامة
مصدر التلقي : وذلك باعتمادها على الكتاب والسنة ، وإجماع السلف الصالح ، فهي
مستقاة من ذلك النبع الصافي ، بعيداً عن كدر الأهواء والشبهات . وهذه الخصيصة لا توجد في شتى المذاهب والملل
والنحل غير العقيدة الإسلامية ـ عقيدة أهل السنة والجماعة ـ .
2 / أنها
تقوم على التسليم لله ـ تعالى ـ ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وذلك لأنها غيب
، والغيب يقوم على التسليم .
3 /
موافقتها للفطرة القويمة ، والعقل السليم : فعقيدة أهل السنة والجماعة ملائمة
للفطرة السليمة ، موافقة للعقل الصريح ، الخالي من الشهوات والشبهات .
4 / اتصال
سندها بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتابعين وأئمة الدين قولاً ، وعملاً ،
واعتقاداً : وهذه الخصيصة قد اعترف بها كثير من خصومها ؛ فلا يوجد أصل من أصول
اعتقاد أهل السنة والجماعة ـ ليس له أصل أو مستند من الكتاب والسنة ، أو عن السلف
الصالح ، بخلاف العقائد الأخرى المبتدعة .
5 / الوضوح
والسهولة والبيان : فهي عقيدة سهلة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، فلا لبس
فيها ، ولا غموض ، ولا تعقيد ؛ فألفاظها واضحة ، ومعانيها بينة ، يفهمها العالم
والعامي ، والصغير والكبير ، فهي تستمد من الكتاب والسنة ، وأدلة الكتاب والسنة
كالغذاء ينتفع به كل إنسان ،
6 /
السلامة من الاضطراب والتناقض واللبس : فلا مكان فيها لشيء من ذلك مطلقاً ، كيف لا
وهي وحي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟
7 / أنها
قد تأتي بالمحار ، ولكن لا تأتي بالمحال : ففي العقيدة الإسلامية ما يبهر العقول ،
وما قد تحار فيه الأفهام ، كسائر أمور الغيب ؛ من عذاب القبر ونعيمه ، والصراط ،
والحوض ، والجنة والنار ، وكيفية صفات الله ـ عز وجل ـ .
8 / العموم
والشمول والصلاح : فهي عامة ، شاملة ، صالحة لكل زمان ومكان ، وحال ، وأمة . بل إن
الحياة لا تستقيم إلا بها .
9 / الثبات
والاستقرار والخلود : فهي عقيدة ثابتة ، مستقرة خالدة ، فلقد ثبتت أمام الضربات
المتوالية التي يقوم بها أعداء الإسلام ؛ من اليهود ، والنصارى ، والمجوس ، وغيرهم
.
10 / أنها
سبب للنصر والظهور والتمكين : فذلك لا يكون إلا لأهل العقيدة الصحيحة ، فهم
الظاهرون ، وهم الناجون ، وهم المنصورون.
11 / أنها
ترفع قدر أهلها : فمن اعتقدها ، وزاد علماً بها ، وعملاً بمقتضاها ، ودعوة للناس
إليها ـ أعلا الله قدره ، ورفع له ذكره ، فرداً كان أو جماعة.
12 /
السلامة والنجاة : فالسنة سفينة النجاة ، فمن تمسك بها سلم ونجا ، ومن تركها غرق
وهلك .
13 /
العقيدة الإسلامية عقيدة الألفة والاجتماع : فما اتحد المسلمون ، وما اجتمعت
كلمتهم في مختلف الأعصار والأمصار ـ إلا بتمسكهم بعقيدتهم ،
14 /
التميـــز : فهي عقيدة متميزة ، وأهلها متميزون ، فطريقتهم مستقيمة ، وأهدافهم
محددة .
15 / أنها
تحمي معتنقيها من التخبط والفوضى والضياع : فالمنهج واحد ، والمبدأ واضح ثابت لا
يتغير ، فيسلم معتنقها من اتباع الهوى ، ويسلم من التخبط في توزيع الولاء والبراء
، والمحبة والبغضاء ، بل تعطيه معياراً دقيقاً لا يخطىء أبداً ، فيسلم من التشتت
والتشرد والضياع .
16 / أنها
تمنح معتنقيها الراحة النفسية والفكرية : فلا قلق في النفس ، ولا اضطراب في الفكر
؛ لأن هذه العقيدة تصل المؤمن بخالقه ـ عز وجل ـ فيرضى به رباً مدبراً ، وحاكماً
مشرعاً ، فيطمئن قلبه بقدره ، وينشرح صدره لحكمه ، ويستنير فكره بمعرفته .
17 / سلامة
القصد والعمل : بحيث يَسْلَمُ معتنقها من الانحراف في عبادة الله ـ عز وجل ـ فلا
يعبد غير الله ، ولا يرجو سواه .
18 / تؤثر
في السلوك والأخلاق والمعاملة : فهي تأمر أهلها بكل خير ، وتنهاهم عن كل شر ،
فتأمرهم بالعدل والاعتدال ، وتنهاهم عن الظلم والانحراف .
19 / تدفع
معتنقيها إلى الحزم والجد في الأمور .
20 / تبعث
في نفس المؤمن تعظيم الكتاب والسنة : لأنه يعلم أن الكتاب والسنة حق وصواب ، وهدى ورحمة
؛ فينبعث بذلك إلى تعظيمهما ، والأخذ بهما .
21 /
تَكْفُل لمعتنقيها الحياة الكريمة : ففي ظل العقيدة الإسلامية يتحقق الأمن والحياة
الكريمة ؛ ذلك أنها تقوم على الإيمان بالله ، ووجوب إفراده بالعبادة دون من سواه ،
وذلك ـ بلا شك ـ سبب الأمن والخير والسعادة في الدارين ؛ فالأمن قرين الإيمان ،
وإذا فقد الإيمان فقد الأمن .
22 / تجمع
بين مطالب الروح ، والقلب ، والجسد .
23 / تعترف
بالعقل وتحدد مجاله : فالعقيدة الإسلامية تحترم العقل السوي ، وترفع من شأنه ، ولا
تحجر عليه ، ولا تنكر نشاطه ، والإسلام لا يرضى من المسلم أن يطفىء نور عقله ،
ويركن إلى التقليد الأعمى في مسائل الاعتقاد وغيرها .
24 / تعترف
بالعواطف الإنسانية ، وتوجهها الوجهة الصحيحة : فالعواطف أمر غريزي ، ولا يتجرد
منه أي إنسان سوي ، والعقيدة الإسلامية ليست عقيدة هامدة جامدة ، بل هي عقيدة
حيَّة ، تعترف بالعواطف الإنسانية ، وتقدرها حق قدرها ، وفي الوقت نفسه لا تطلق
العنان لها ، بل تُقوِّمها ، وتسمو بها ،
25 /
العقيدة الإسلامية كفيلة بحل جميع المشكلات : سواء مشكلات الفرقة والشتات ، أو
مشكلات السياسة والاقتصاد ، أو مشكلات الجهل والمرض والفقر ، أو غير ذلك .
خصائص أهل السنة والجماعة
إن لعقيدة
أهل السنة والجماعة ميزات تمتاز بها عن غيرها من العقائد ـ فكذلك لأهل السنة خصائص
وميزات يمتازون بها عن غيرهم من أهل الملل والنحل ، ويجدر بكل من انتسب إليهم أن
يأخذ بها ، ويأطر نفسه عليها ، حتى ينال ما نالوه من خير وفضل .
فمن تلك
الخصائص التي تميز بها أهل السنة والجماعة ما يلي :
1 /
الاقتصار في التلقي على الكتاب والسنة : فهم ينهلون من هذا المنهل العذب عقائدَهم
، وعباداتهم ، ومعاملاتهم ، وسلوكَهم ، وأخلاقهم ، فكل ما وافق الكتاب والسنة
قبلوه وأثبتوه ، وكل ما خالفهما ردوه على قائله كائناً من كان .
2 /
التسليم لنصوص الشرع ، وفهمها على مقتضى منهج السلف : فهم يسلِّمون لنصوص الشرع ،
سواء فهموا الحكمة منها أم لا ،
3 / الإتباع
وترك الابتداع : فهم لا يقدمون بين يدي الله ورسوله ، ولا يرفعون أصواتهم فوق صوت
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا يرضون لأحد كائناً من كان أن يرفع صوته فوق صوت
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . بخلاف
المبتدعة الضالين ، الذين ابتدعوا في الدين ، مستدركين على وحي رب العالمين ،
4 /
الاهتمام بالكتاب والسنة : فهم يهتمون بالقرآن حفظاً وتلاوة ، وتفسيراً ، وبالحديث
دراية ورواية .
5 /
احتجاجهم بالسنة الصحيحة وترك التفريق بين المتواتر والآحاد : سواء في الأحكام أو
العقائد ، فهم يرون حجية الحديث إذا صح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولو
كان آحاداً .
6 / ليس
لهم إمام معظم يأخذون كلامه كله ، ويدعون ما خالفه إلا الرسول ـ صلى الله عليه
وسلم ـ : أما غير الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنهم يعرضون كلامه على الكتاب
والسنة ، فما وافقهما قُبِل ، وما لا فلا ، فهم يعتقدون أن كل أحد يؤخذ من قوله
ويرد إلا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
7 / هم
أعلم الناس بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فهم يعلمون هديه ، وأعماله ، وأقواله
، وتقريراته ؛ لذلك فهم أشد الناس حباً له ، واتباعاً لسنته .
8 / الدخول
في الدين كله : فهم يدخلون في الدين كله ، ويؤمنون بالكتاب كله ؛ امتثالاً لقوله ـ
تعالى ـ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً )
9 / تعظيم
السلف الصالح : فأهل السنة يعظمون السلف الصالح ، ويقتدون بهم ، ويهتدون بهديهم ،
ويرون أن طريقتهم هي الأسلم ، والأعلم ، والأحكم .
10 / الجمع
بين النصوص في المسألة الواحدة ، ورد المتشابه إلى المحكم : فهم يجمعون بين النصوص
الشرعية في المسألة الواحدة ، ويردون المتشابه إلى المحكم ؛ حتى يصلوا إلى الحق في
المسألة .
11 / الجمع
بين العلم والعبادة : بخلاف غيرهم ، فإما أن يشتغل بالعبادة عن العلم ، أو بالعلم
عن العبادة ، أما أهل السنة والجماعة فيجمعون بين الأمرين .
12/ الجمع
بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب : فهم لا ينكرون الأسباب ، ولا تأثيرها إذا
ثبتت شرعاً أو قدراً ، ولا يَدَعُون الأخذ بالأسباب ، وفي الوقت نفسه لا يلتفتون
إليها .
ولا يرون
أن هناك تنافياً بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب ؛ لأن نصوص الشرع حافلة
بالأمر بالتوكل على الله ، والأخذ بالأسباب المشروعة أو المباحة في مختلف شؤون
الحياة ، فقد أمرت بالعمل ، والسعي في طلب الرزق ، والتزود للأسفار ، واتخاذ العدد
في مواجهة العدو .
13 / الجمع
بين التوسع في الدنيا والزهد بها : فأهل السنة والجماعة لا ينكرون على من يتوسع في
الدنيا ، ويسعى في كسب الرزق ، بل يرون أنه ينبغي للإنسان أن يكفي نفسه ومن يعول ،
ويستغني عن الناس ، ويقطع الطمع مما في أيديهم ، على ألا تكون الدنيا أكبر همه ،
ولا مبلغ علمه ، وعلى ألا يكتسب المال من غير حله ، كما لا يعيبون على من آثر
الكفاف ، ، لأنهم يرون أن الزهد إنما هو زهد القلب ، وهو أن يترك الإنسان ما لا
ينفع في الآخرة .
أما إذا
توسع العبد في الدنيا ، وجعلها في يده لا في قلبه ، يرفد بها الإخوان ، ويتصدق على
الفقراء والمساكين ، ويعين بها على نوائب الحق ـ فذلك من فضل الله الذي يؤتيه من
يشاء . كما هو حال الصديق ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعبدالرحمن بن عوف ، وغيرهم من
أثرياء الصحابة رضي الله عنهم ـ .
14 / الجمع
بين الخوف والرجاء والحب : فأهل السنة والجماعة يجمعون بين هذه الأمور ، ويرون أنه
لا تنافي ولا تعارض بينها .
وهناك
مقولة مشهورة عند السلف ، وهي قولهم : " من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ،
ومن عبده بالخوف فهو حروري ، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجيء ، ومن عبده بالخوف ،
والحب ، والرجاء فهو مؤمن موحِّد " .
15 / الجمع
بين الرحمة واللين والشدة والغلظة : بخلاف غيرهم ممن يأخذ جانباً من هدي السلف
ويدع الجانب الآخر ، فيأخذون بالشدة في جميع أحوالهم أو باللين في جميع أحوالهم . أما أهل السنة فيجمعون بين هذا وهذا ، وكل في
موضعه ، حسب ما تقتضيه المصلحة ، ومقتضيات الأحوال .
16 / الجمع
بين العقل والعاطفة : فعقولهم راجحة ، وعواطفهم صادقة ، ومعاييرهم منضبطة ، فلم
يغلِّبوا جانب العقل على العاطفة ، ولا جانب العاطفة على العقل ، وإنما جمعوا
بينهما على أكمل وجه وأتمه ، فمع أن عواطفهم قوية مشبوبة إلا أن تلك العواطف تضبط
بالعقل ، وذلك العقل يضبط بالشرع .
17 /
العــدل : فالعدل من أعظم المميزات لأهل السنة والجماعة ، فهم أعدل الناس ،
وأولاهم بامتثال قول الله ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا
قُرْبَى )
18 /
الأمانة العلمية : فالأمانة زينة العلم ، وروحه الذي يجعله زاكي الثمر ، لذيذ
المطعم ، وأهل السنة لهم القِدحُ المعلى في ذلك الشأن .
ومن مظاهر
الأمانة العلمية عندهم ـ الأمانة في النقل ، والبعد عن التزوير ، وقلب الحقائق ،
وبتر النصوص ، وتحريفها .
19 /
الوسطيـة : قال ـ تعالى ـ : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ) [البقرة
: 143] . فالوسطية من أعظم ما يتميز به أهل السنة والجماعة .
وتتجلى
وسطية أهل السنة والجماعة في شتى الأمور ؛ سواء في باب العقيدة ، أو الأحكام ، أو
السلوك ، أو الأخلاق ، أو غير ذلك .
20 / عدم
الاختلاف في أصول الاعتقاد : فالسلف الصالح لا يختلفون ـ بحمد الله ـ في أصل من
أصول الدين ، وقواعد الاعتقاد ؛ فقولهم في أسماء الله وصفاته وأفعاله واحد ،
وقولهم في الإيمان وتعريفه ومسائله واحد ، وقولهم في القدر واحد ، وهكذا في باقي
الأصول .
21 / ترك
الخصومات في الدين ، ومجانبة أهل الخصومات : لأن الخصومات مدعاةٌ للفرقة والفتنة ،
ومجلبةٌ للتعصب واتباع الهوى ، ومطيةٌ للانتصار للنفس ، والتشفي من الآخرين ،
وذريعة للقول على الله بغير علم . وقال جعفر بن محمد ـ رحمه الله ـ : " إياكم
والخصومات ؛ فإنه تشغل القلب وتورث النفاق " .
22 / الحرص
على جمع كلمة المسلمين على الحق : فهم حريصون كل الحرص على وحدة المسلمين ، ولمِّ
شعثهم ، وجمع كلمتهم على الحق ، وإزالة أسباب النزاع والفرقة بينهم ؛ لعلمهم أن
الاجتماع رحمة ، وأن الفرقة عذاب ؛ ولأن الله ـ عز وجل ـ أمر بالائتلاف ، ونهى عن
الاختلاف
23 / سعة
الأفق : فهم أوسع الناس أفقاً ، وأبعدهم نظراً ، وأرحبهم بالخلاف صدراً ، وأكثرهم
للمعاذير التماساً .
وهم لا
يأنفون من سماع الحق ، ثم إنهم لا يُلزمون الناس باجتهاداتهم ، ولا يضللون كل من
خالفهم ،
ومن مظاهر
سعة الأفق عندهم بعدهم عن التعصب المقيت ، والتقليد الأعمى ، والحزبية الضيقة .
24 / حسن
الخلق : فأهل السنة أحسن الناس خلقاً ، وأكثرهم حلماً وسماحة وتواضعاً ، وأحرصهم
دعوة إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال .
25 / هم
أهل الدعوة إلى الله : فهم يدعون إلى دين الإسلام ، بالحكمة والموعظة الحسنة ،
والمجادلة بالتي هي أحسن ، ويسلكون في ذلك شتى الطرق المشروعة
26 / هم
الغرباء : الذين يُصْلحُونَ ما أفسد الناس ، ويَصلُحون إذا فسد الناس .
27 / هم
الفرقة الناجية : التي تنجو من البدع والضلالات في هذه الدنيا ، وتنجو من عذاب
الله يوم القيامة .
28 / وهم
الطائفة المنصورة : لأن الله معهم ، وهو مؤيدهم وناصرهم .
29 / لا
يوالون ولا يعادون إلا على أساس الدين : فلا ينتصرون لأنفسهم ، ولا يغضبون لها ،
ولا يوالون لِعُبِّيَّة جاهلية ، أو عصبية مذهبية ، أو راية حزبية ، 30 / سلامتهم
من تكفير بعضهم لبعض : فأهل السنة سالمون من ذلك ، فهم يردون على المخالف منهم ،
ويوضحون الحق للناس ، فهم يُخطِّئون ، ولا يكفرون ، ولا يبدعون ، ولا يفسقون إلا
من استحق ذلك .
31 / سلامة
قلوبهم وألسنتهم لأصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فقلوبهم عامرة بحبهم ،
وألسنتهم تلهج بالثناء عليهم ، فأهل السنة يرون أن الصحابة خير القرون ؛ لأن الله
ـ عز وجل ـ زكاهم وكذلك رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
32 /
سلامتهم من الحيرة والاضطراب ، والتخبط والتناقض : فأهل السنة والجماعة أكثر الناس
رضاً ويقيناً ، وطمأنينة ، وإيماناً ، وأبعدهم عن الحيرة والاضطراب ، والتخبط
والتناقض .
33 /
التثبت في الأخبار ، وعدم التسرع في إطلاق الأحكام : بخلاف الذين يسارعون في إطلاق
الأحكام ، ويتهافتون على إلصاق التهم بالأبرياء ، فَيُفَسِّقُون ، ويبدعون ،
ويكفرون بالتهمة والظنة ، من غير ما برهان أو بينة .
34 / حصول
البشرى عند الممات : وذلك لإيمانهم بالله ، واستقامتهم على أمره ، قال ـ تعالى ـ
:( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ
عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا
بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) [فصلت : 30] .
35 /
مضاعفة الحسنات ، ورفعة الدرجات : فمن أسباب مضاعفة الحسنات ، ورفعة الدرجات ـ بل
هو أساسها وأصلها ـ صحةُ العقيدة ، وقوة الإيمان .
وأهل السنة
والجماعة أصح الناس عقيدةً ، وأقواهم إيماناً ؛ ولذلك فأعمالهم تضاعف مضاعفة كبيرة
، ودرجاتهم ترفع وتعلو عُلواً لا يدانيه أحد ، ولا يشاركهم فيه إلا من كان على مثل
ما هم عليه من العقيدة والإيمان .
هذه مآثر
أهل السنة والجماعة ، وهذه بعض خصائصهم التي تميزوا بها على غيرهم ، وتلك هي
الخصال التي طبقها سلفنا الصالح ـ رحمهم الله ورضي عنهم ـ فنالوا الخيرات ، وحصلوا
على البركات .
وليس معنى
ذلك أن أهل السنة معصومون ؟ لا ، بل إن منهجهم هو المعصوم ، وجماعتهم هي المعصومة
.
أما
آحـادهم فقـد يقـع منه الظلـم والبغـي ، والعدوان ، وارتكاب المخالفات .
ولكن ذلك
قليل بالنسبة إلى غيرهم ، ولا يُقَرُّ من فعل ذلك منهم ، بل يبتعد عن السنة بقدر
مخالفته .
فما أجدرنا
ـ معاشر المسلمين ـ أن نأخذ بمنهج أهل السنة ، وأن نوطن أنفسنا على ذلك ، وما
أحرانا ـ نحن أهل السنة ـ أن نقوم بالسنة حق القيام ، وأن نقتدي بسلفنا الصالح في
كل أمورنا ؛ لنرضي ربنا ـ جل وعلا ـ ولنعطي صورة مشرقة عن الإسلام الصحيح النقي ؛
ليقبل الناس عليه ، ويحرصوا على الدخول فيه ، ولئلا نصبح فتنة لغيرنا من الكفار
والمبتدعة ، فإذا رأوا ما عليه بعض أهل السنة من بعد عن المنهج ـ قالوا : إذا كان
خاصة المؤمنين بهذه المثابة فلا لوم علينا ولا تثريب ، وبذلك تندرس معالم الحق ،
وتنطمس أنوار الهدى .
وهذا هو الطريق
هذا هو الطريق أيها السائرون ! فإلى الجنة دار
النعيم التي عرفها لكم .
وهذا هو طريقها واضحا معبداً عليه أعلامه ، وفوقه أنواره وها أنتم في مبتداه فسيراً حثيثاً إلى منتهاه حيث أبواب الجنة مفتحة أيها السالكون !! إليكم الطريق كما رسمه رسول الله e في قوليه : 1. ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك ) .
2. ( كلكم يدخل الجنة إلا من أبى ، قيل : ومن يأبى يا رسول الله ؟ فقال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) إنه عليه الصلاة والسلام في هذين الحديثين قد بين الطريق ورسمه واضحاً لكل ذي بصيرة فهلم أيها الإخوان لنسير سوياً ، أخوانا متحابين وأصدقاء متعاونين فهيا بنا هيا بنا !!
والآن أيها الإخوة السائرون فلنسلك الطريق مسترشدين بإشارة لا إله إلا الله محمد رسول الله e ،
• فلنعتقد جازمين أن خالقنا هو الذي خلق هذه العوالم ودبرها بقدرته وعلمه ، ومشيئته وحكمته ، وفيها تجلت صفاته العلى وأسماؤه الحسنى ، فبقدرته تعالى كانت هذه الأكوان ، وبعلمه تعالى اتحد وجودها وانتظم شأنها ، وسارت إلى غاياتها في نظام محكم بديع .
وهذا هو طريقها واضحا معبداً عليه أعلامه ، وفوقه أنواره وها أنتم في مبتداه فسيراً حثيثاً إلى منتهاه حيث أبواب الجنة مفتحة أيها السالكون !! إليكم الطريق كما رسمه رسول الله e في قوليه : 1. ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك ) .
2. ( كلكم يدخل الجنة إلا من أبى ، قيل : ومن يأبى يا رسول الله ؟ فقال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) إنه عليه الصلاة والسلام في هذين الحديثين قد بين الطريق ورسمه واضحاً لكل ذي بصيرة فهلم أيها الإخوان لنسير سوياً ، أخوانا متحابين وأصدقاء متعاونين فهيا بنا هيا بنا !!
والآن أيها الإخوة السائرون فلنسلك الطريق مسترشدين بإشارة لا إله إلا الله محمد رسول الله e ،
• فلنعتقد جازمين أن خالقنا هو الذي خلق هذه العوالم ودبرها بقدرته وعلمه ، ومشيئته وحكمته ، وفيها تجلت صفاته العلى وأسماؤه الحسنى ، فبقدرته تعالى كانت هذه الأكوان ، وبعلمه تعالى اتحد وجودها وانتظم شأنها ، وسارت إلى غاياتها في نظام محكم بديع .
• ولنعتقد جازمين أنه لا وجود لمشارك لله تعالى
في خلق هذه العوالم ولا مدبر لها معه سواه؛إذا لو كان ذلك لظهر في العوالم التضارب
والتناقص ،ولأسرع إليها الفناء والزوال{قل لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا ،
فسبحان الله رب العرش عما يصفون}.
• ولنعتقد جازمين أنه متى لم يكن لله تعالى
شريك في الخلق والتدبير فإنه لا يكون له شريك في الطاعة والعبادة ، فلا ينبغي أن
يعبد معه أحد أبداً سواء كان ملكاً مقرباً أو نبياً مرسلاً ، أو دون ذلك . من سائر
المخلوقات . وسواء كانت العبادة صلاة أو دعاء ، أو صوماً أو ذبحاً ، أو زكاة أو
نذراً ، لو طاعة في معصيته تعالى بتحريم ما أحل أو تحليل ما حرم أو ترك ما أوجب أو
فعل ما حرم .
• ولنعتقد جازمين أن حاجة الناس إلى الرسل في
بيان الطريق إلى الجنة اقتضت إرسالهم ، وإنزال الكتب عليهم ومن هنا وجب تصديق كافة
الرسل وإتباعهم ووجب الإيمان بالكتب والعمل بما فيها مما لم ينسخه الله تعالى
بغيره من الشرائع والأحكام كما وجب الإيمان بالملائكة ، والقدر والمعاد والحساب
والجزاء . بهذه النقاط الأربع المشتملة على الإيمان الصحيح كنا قد قطعنا ربع
الطريق إلى الجنة ، أيها السائرون فإلى الربع الثاني وهو العمل الصالح .
• فلنقم الصلاة بأن نتطهر لها طهارة كاملة ،
ونؤديها في أوقاتها في جماعة أداء وافياً مستوفين كافة الشروط والفرائض والسنن
والآداب فنوافق بها صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال ( صلوا كما
رأيتموني أصلي ) .
• ولنؤت زكاة أموالنا أهلها من الفقراء
والمساكين والغارمين والمجاهدين ولنتحر في إخراجها الجودة والكمال والإخلاص الكامل
فيها لله تعالى .
• ولنصم رمضان بالإمساك عن المفطرات والبعد عن
المتشابهات والمحرمات في الأقوال والأفعال والخواطر والنيات .
• ولنحج بيت الله حجاً كحج رسول الله e
موسوماً بالبرور وذلك بأدائه أداء صحيحاً خالياً من الرفث والفسق والجدال محفوفاً
بالخيرات مفعماً بالصالحات .
• ولنبر الوالدين بطاعتهما في غير معصية الله ،
وبالإحسان اليهما ببذل المعروف وإسداء الجميل من القول والفعل ، مع كف الأذى عنهما
ولو كان ضجراً منهما ، أو عدم رضا عنهما . • ولنصل أرحامنا ببرهم وزيارتهم ، والسؤال عنهم
، والتعرف إلى أحوالهم ومساعدتهم بما في القدرة وما هو مستطاع .
• ولنحسن إلى الجيران بإكرامهم المتمثل في
الإحسان إليهم وكف الأذى عنهم . • ولنكرم الضيف إكرامه الواجب له بإطعامه وإيوائه
.
• ولنكرم المؤمن بتحقيق أخوته القائمة على أساس
أداء حقوقه من السلام عليه عند ملاقاته ، وتشميته عند عطاسه . وتشييع جنازته عند
مماته ،وعيادته إذا مرض ، وإبرار قسمه إذا أقسم . • ولنعدل في القول والفعل والحكم إذ العدل في
الكل واجب محتم ، وبه يستقيم أمر الدين والدنيا ، ويصلح شأن العباد والبلاد .
وإلى هنا تم نصف الطريق أيها السائرون ، ولم
يبق إلا نصفه الآخر ، هو ترك الشرك والمعاصي فلنواصل السير في غير كلل ولا ملل
ولنترك الشرك وذلك :
1. بأن لا نعتقد أن مخلوقاً من المخلوقات كائناً من كان يملك لنفسه أو لغيره ضراً أو نفعاً بدون مشيئة الله وإذنه ، وعليه فلنحرص رغبتنا في الله فلا نرغب في أحد سواه فلا نسأل مخلوقاً ولا نستشفع أو نستغيث بآخر ، إذ لا معطي ولا مغيث إلا الله . فلنقصر رغبتنا فيه ، ورهبتنا وخوفنا منه .
2. بأن لا نصرف شيئاً من عبادة الله تعالى إلى أحد سواه ؛ فلا نحلف بغير الله ولا نذبح على قبر ولي من أولياء الله ، ولا ننذر نذراً لغير الله ، ولا ندعو غير الله ولا نستغيث بسواه .
3. وبأن لا نعلق خيطاً أو عظماً أو حديداً نرجو بها دفع العين أو كشف الضر ، فإنه لا يدفع العين ولا يكشف الضر إلا الله .
4. وبأن لا نصدق كاهناً أو عرافاً أو منجماً فيما يخبر به ويدعيه من علم الغيب ؛ إذ لا يعلم الغيب إلا الله .
5. وبأنه لا نطيع حاكماً أو عالماً أو أباً أو أماً أو شيخاًَ في معصية الله ، إذ طاعة غير الله بتحريم ما أحل الله ، أو تحليل ما حرم شرك في ربوبية الله .
1. بأن لا نعتقد أن مخلوقاً من المخلوقات كائناً من كان يملك لنفسه أو لغيره ضراً أو نفعاً بدون مشيئة الله وإذنه ، وعليه فلنحرص رغبتنا في الله فلا نرغب في أحد سواه فلا نسأل مخلوقاً ولا نستشفع أو نستغيث بآخر ، إذ لا معطي ولا مغيث إلا الله . فلنقصر رغبتنا فيه ، ورهبتنا وخوفنا منه .
2. بأن لا نصرف شيئاً من عبادة الله تعالى إلى أحد سواه ؛ فلا نحلف بغير الله ولا نذبح على قبر ولي من أولياء الله ، ولا ننذر نذراً لغير الله ، ولا ندعو غير الله ولا نستغيث بسواه .
3. وبأن لا نعلق خيطاً أو عظماً أو حديداً نرجو بها دفع العين أو كشف الضر ، فإنه لا يدفع العين ولا يكشف الضر إلا الله .
4. وبأن لا نصدق كاهناً أو عرافاً أو منجماً فيما يخبر به ويدعيه من علم الغيب ؛ إذ لا يعلم الغيب إلا الله .
5. وبأنه لا نطيع حاكماً أو عالماً أو أباً أو أماً أو شيخاًَ في معصية الله ، إذ طاعة غير الله بتحريم ما أحل الله ، أو تحليل ما حرم شرك في ربوبية الله .
وإلى هنا انتهى الطريق أيها السائرون فدونكم
الجنة دار السلام فتهيأوا للدخول منتظرين رسل ربكم متى تصل إليكم حاملة استدعاء
ربكم المنعم الكريم لتفدوا عليه وتحطوا الرحال بساحته . ويومها يفرح ، المتقون .
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
من مسائل كتاب الطهارة
1) مسألة: (النية
واجبة في كل عمل) .
لحديث عمر رضي
الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: (إنما الأعمال بالنيات،
وإنما لكل امريء ما نوى). متفق عليه.
2) مسألة:
(الطَّهور هو الطاهر في نفسه، المطهِّر لغيره). لقوله صلى الله عليه وسلّم: (وجعلت لي الأرض
مسجداً وطهورا). الشيخان.
3) مسألة:
(المعتبر في نجاسة الماء تغير صفاته أو أحدها، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل
الخبث).
لحديث ابن
عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (الماء لا ينجسه شيء) أحمد
وأصحاب السنن وابن خزيمة وابن حبان والحاكم، صحيح
4) مسألة: (إذا
تغير الماء بشيء من الطاهرات تغيراً يزيل عنه اسم الإطلاق ـ كالشاي والمرق والعصير
ونحوها ـ لم يرفع الحدث، وجائز إزالة النجاسة به، ولا يجوز الوضوء بها). لقوله: {فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً} وقوله
صلى الله عليه وسلّم: (الصعيد الطيب طهور المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين)
5) مسألة: (الماء
المستعمل في رفع الحدث طاهر).
لحديث أبي
جحيفة رضي الله عنه قال: (توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلّم فجعل الناس يأخذون
فضل وضوئه) الشيخان.
6) مسألة:
(يجوز للرجل أن يتوضأ بفضل وضوء المرأة).
لحديث ابن
عباس رضي الله عنه عن ميمونة رضي الله عنها قالت: (أجنبت أنا ورسول الله صلى الله
عليه وسلّم فاغتسلت من جفنة ففضلت فضلة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلّم
ليغتسل منها، فقلت: إني قد اغتسلت منها! قال: إن الماء ليس عليه جنابة، أو لا
ينجسه شيء. فاغتسل منه) وهو صحيح.
7) مسألة:
(إذا مات في الماء ما ليس له نفس سائلة ـ أي ليس له دم سائل ـ لم ينجس). لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلّم قال: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه، فإن
في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء) البخاري.
8) مسألة: (يجب الإتيان
بالصفة الواردة في الحديث في غسل ولوغ الكلب دون سائر النجاسات).
لحديث أبي هريرة
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم
فليغسله سبع مرات؛ أولاهنّ بالتراب) مسلم.
9) مسألة: (سؤر الهرّة
طاهر) .لحديث كبشة بنت كعب بن مالك، وكانت تحت ابن أبي قتادة رضي الله عنهم أن
أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءاً، فجاءت هرّة تشرب منه، فأصغى لها الإناء حتى
شربت. قالت كبشة: فرآني أنظر إليه! فقال: أتعجبين يا ابنة أخي؟ فقلت: نعم! قال: إن
النبي صلى الله عليه وسلّم قال: إنها ليست بنجس! إنها من الطوافين عليكم
والطوافات) مالك وأحمد وأصحاب السنن، وهو صحيح.
10) مسألة: (تطهر
جلود الميتة بالدباغ، إلا الكلب والخنزيز؛ أما الكلب فلا جلد له، وأما الخنزير فقد
قال تعالى عنه:{فإنه رجس }الأنعام 145)
لحديث ابن
عباس رضي الله عنه قال: (مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم بشاة ميتة فقال: ألا استمتعتم
بجلدها؟ فقالوا: يا رسول الله! إنها ميتة! قال: إنما حرم أكلها). الشيخان.
11) مسألة:
(صوف الميتة وشعرها وقرنها وظفرها وحافرها ووبرها طاهر) . لأنه
ليس فيه دم مسفوح فلا وجه لتنجيسه، وهذا قول جمهور السلف.
12) مسألة:
(لا يطهر جلد ما لا يؤكل لحمه بذبحه) . لأن الدباغ كالذكاة؛ فيطهر ما يطهر بالذكاة.
13) مسألة: (بول
وروث ما يؤكل لحمه طاهر) . لحديث
العرنيين، وهو عن أنس رضي الله عنه أن رهطاً من عُكل أو قال عُرينة قدموا المدينة
فأمر لهم النبي صلى الله عليه وسلّم بلِقاح، وأمرهم أن يخرجوا فيشربوا من أبوالها
وألبانها، فشربوا حتى إذا برؤوا قتلوا الراعي واستاقوا النعم، فبلغ النبي صلى الله
عليه وسلّم غدوة، فبعث الطلب في أثرهم، فما ارتفع النهار حتى جيء بهم، فأمر بقطع
أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم، وألقوا في الحرّة يستسقون فلا يسقون). الشيخان.
14) مسألة: (بول الغلام
الذي لم يأكل الطعام يُرش). لحديث أم
قيس بنت مِحصن رضي الله عنها قالت: (دخلت بابن لي على رسول الله صلى الله عليه
وسلّم لم يأكل الطعام، فبال على ثوبه، فدعا بماء فرشّه عليه). الشيخان.
15) مسألة: (مني الآدمي
وما يؤكل لحمه طاهر) . لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت أفرك المني من
ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم يذهب فيصلي فيه) مسلم. وعنها قالت: (كنت
أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا كان يابساً، وأغسله إذا كان
رطباً). الدارقطني، وهو صحيح.
16) مسألة: ( لا
يجوز تخليل الخمر، وخل أهل الذّمة جائز ) .
لحديث أبي
طلحة رضي الله عنه (أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلّم عن أيتام ورثوا خمراً؟ قال:
أهرقها. قال: أو لا نجعلها خلاً؟ قال: لا). مسلم. وقال عمر رضي الله عنه: (لا
تأكلوا خلّ خمرٍ إلا خمراً بدأ الله بفسادها، ولا جناح على مسلم أن يشتري من خلّ
أهل الذمة). مجموع الفتاوى 21/484 .
17) مسألة: (يحرم
استعمال إناء مفضض إذا كان كثيراً، فإذا كان يسيراً لحاجة لم يُكره) .
لحديث أنس رضي
الله عنه أن قدح النبي صلى الله عليه وسلّم انكسر فاتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة) البخاري.
من مسائل الاستنجاء
1) مسألة: (لا
يجوز استقبال القبلة ولا استدبارها للحاجة في الصحراء) .
لحديث أبي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (إذا جلس أحدكم على حاجته
فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها). مسلم. وأما حديث ابن عمر رضي الله عنه قال:
(رقيت يوماً على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلّم على حاجته مستقبل
الشام مستدبر الكعبة). متفق عليه؛ فإما أن يسقط الاحتجاج به لدخول الاحتمال فيه،
وإما أن يُحمل على جواز ذلك في البنيان، والله أعلم.
2) مسألة:
(الاستنجاء واجب بالماء أو بالأحجار) . لقوله تعالى: {فيه
رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) التوبة 108، ولحديث سلمان رضي الله عنه
وسيأتي، ولحديث ابن عباس رضي الله عنه قال: (مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم بقبرين
فقال: إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير! أما أحدهما فكان لا يستبريء من بوله،
وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة). متفق عليه.
3) مسألة:
(لا يجوز الاستنجاء بأقل من ثلاثة أحجار) .
لحديث سلمان رضي الله عنه؛ قال له بعض المشركين:
إني أرى صاحبكم يعلمكم حتى الخراءة. قال سلمان: أجل! أمرنا أن لا نستقبل القبلة،
ولا نستنجي بأيماننا، ولا نكتفي بدون ثلاثة أحجار؛ ليس فيها رجيع ولا عظم) أحمد ومسلم
وأصحاب السنن. وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: (خرج النبي صلى الله عليه
وسلّم لحاجته، فقال: التمس لي ثلاثة أحجار، فأتيته بحجرين وروثة، فأخذ الحجرين
وألقى الروثة وقال: إنه ركس). أحمد والبخاري والنسائي وغيرهم؛ فمحتمل؛ لأخذه حجراً
ثالثاً مكان الروثة؛ كما في مسند أحمد (.. فألقى الروثة وقال: إنها ركس! ائتني
بحجر). والله أعلم.
4) مسألة: (لا
يجوز الاستنجاء بالروث ولا بالعظم) . لحديث سلمان وابن مسعود المتقدمين،
ولحديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (لا تستنجوا بالروث ولا
بالعظام! فإنه زاد إخوانكم من الجن). مسلم.
من مسائل المسح على
الخفين
1) مسألة: (المسح
في الحضر والسفر) . لحديث همام قال: (بال جرير رضي الله عنه ثم توضأ ومسح على
خفيه. فقيل: تفعل هذا؟ فقال: نعم! رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم بال ثم توضأ
ومسح على خفيه). قال الأعمش: قال إبراهيم: وكان يعجبهم هذا الحديث لإن إسلام جرير
كان بعد نزول المائدة. الشيخان. وحديث المغيرة رضي الله عنه قال: (كنت مع النبي صلى
الله عليه وسلّم في سفر، فقال: يا مغيرة خذ الإداوة، فأخذتها، فانطلق رسول الله صلى
الله عليه وسلّم حتى توارى عني، فقضى حاجته، وصببت عليه، فتوضأ وضوءه للصلاة، ومسح
على خفيه ثم صلى). الشيخان.
2) مسألة:
(يوقت المسح بيوم وليلة للمقيم، وبثلاثة أيام ولياليها للمسافر) .لحديث
شريح بن هانئ قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن المسح، فقالت: سل عليّاً فإنه أعلم
بهذا مني! إنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم. فسألت عليّاً فقال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوم
وليلة). مسلم.
3) مسألة: (من
شرط جواز المسح أن يلبس الخفين بعد كمال الطهارة) . لحديث المغيرة رضي الله
عنه في وضوء النبي صلى الله عليه وسلّم، وفيه: (ثم أهويت لأنزع خفيه، فقال: دعهما
فإني أدخلتهما طاهرتين. فمسح عليهما). الشيخان.
4) مسألة:
(يمسح ظاهر الخف دون باطنه) . لحديث علي رضي الله عنه قال: (لو كان الدين
بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه. لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلّم يمسح على طاهر خفيه). أحمد وأبو داود، وهو صحيح.
5) مسألة: (إذا
انقضت مدة المسح أو ظهر القدم استأنف الوضوء) .
للأحاديث المتقدمة في التوقيت، ولأن بقاء الطهور
مقيد بسبب، فإذا زال السبب زال معه الوضوء، وفي المسألة أقوال، والله أعلم.
6) مسألة: (إذا
كان في أعضائه جبيرة لزمه المسح عليها) .
لحديث جابر
رضي الله عنه قال: (خرجنا في سفر فأصاب رجلاً منا حجر، فشجه في رأسه ثم احتلم،
فسأل أصحابه: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصة، وأنت تقدر على
الماء! فاغتسل فمات. فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلّم أخبر بذلك،
فقال: قتلوه قتلهم الله! ألا سألوا إذ لم يعلموا! فإنما شفاء العي السؤال! إنما
كان يكفيه أن يتيمم ويعصر أو يعصب على جرحه ثم يمسح عليه، ثم يغسل سائر جسده) أحمد
وأبو داود والدارمي وابن ماجه.
من مسائل الغسل
1) مسألة: (يجب
الغسل بالتقاء الختانين)
لحديث أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (إذا جلس بين شعبها الأربع
ثم جهدها فقد وجب الغسل) الشيخان.
2) مسألة: (إذا
أسلم الكافر فعليه الغسل) . لحديث قيس بن عاصم رضي الله عنه (أنه أسلم فأمره
النبي صلى الله عليه وسلّم أن يغتسل بماء وسدر). أحمد وابن خزيمة وأبو داود
والترمذي والنسائي وابن حبان، وهو صحيح.
3) مسألة: (لا
يجب الدلك وإمرار اليد في الغسل) . لقوله صلى الله عليه وسلّم: (أما أنا فآخذ
ملء كفي من الماء فأصب على رأسي، ثم أفيض بعد على سائر جسدي). الشيخان. وحديث أم
سلمة رضي الله عنها قالت: (كنت امرأة أشد ضفر رأسي، فسألت رسول الله صلى الله عليه
وسلّم فقال: إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات، ثم تفرغي عليك، فإذا أنت قد
طهرت) مسلم وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم.
4) مسألة: (يجب
إيصال الماء في غسل الجنابة إلى باطن اللحية) . لحديث أبي ذر رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (إن الصعيد الطيب طهور ما لم يجد الماء ولو إلى
عشر حجج، فإذا وجدت الماء فامسسه بشرتك) أحمد وأصحاب السنن والبخاري في التاريخ
الكبير وغيرهم، وهو صحيح.
5) مسألة: (غسل الجمعة
سنة) . وهو واجب فيمن شأنه كمن هو في حديث عائشة رضي الله عنها قال: (كان
الناس عمال أنفسهم، فكانوا يروحون كهيئتهم! فقيل لهم: لو اغتسلتم!) الشيخان. وعن
ابن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم بينا هو قائم في الخطبة يوم الجمعة إذ دخل
رجل من المهاجرين الأولين، فناداه عمر: أية ساعة هذه؟ فقال: إني شغلت فلم أنقلب
إلى أهلي حتى سمعت التأذين، فلم أزد على أن توضأت. فقال: والوضوء أيضاً! وقد علمت
أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يأمر بالغسل) الشيخان.
من
مسائل التيمم
1) مسألة: (لايجوز
التيمم بغير التراب) .
لحديث
حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (جعلت لنا الأرض كلها
مسجداً، وترابها طهوراً) مسلم.
2) مسألة:
(صفة التيمم ضربة للوجه والكفين) . لحديث عمار
رضي الله عنه قال: (كنت في سريّة فأجنبت، فتمعكتُ في التراب ـ أي تقلّبت ـ فلما
أتيت النبي صلى الله عليه وسلّم ذكرت ذلك له، فقال: إنما كان يكفيك هكذا، فضرب
النبي صلى الله عليه وسلّم بكفيه الأرض، ونفخ فيهما وجهه، ثم مسح بهما وجهه وكفيه)
الشيخان. وأما الأحاديث التي فيها مسح الوجه واليدين إلى المرفقين فلا تصح، والله
أعلم.
3) مسألة: (التيمم
يرفع الحدث؛ فالمتيمم قد تطهر بنص الكتاب والسنّة، وهي طهارة بدل! فإذا قدر على الماء
بطلت هذه الطهارة! فإن وجد الماء فهو مُحدث بالسبب المتقدّم لا أن الحدث كان مستمرّاً)
.
لقوله
تعالى: {وإن كنتم جنباً فاطهروا} المائدة 6، ولحديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال:
(كنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم فصلى بالناس، فإذا هو برجل معتزل!
فقال: ما منعك أن تصلي؟ قال: أصابتني جنابة ولا ماء! قال: عليك بالصعيد..) الشيخان.
4) مسألة:
(يصلي المسلم بالتيمم كما يصلي بالوضوء، ولا ينقض التيمم إلا ما ينقض الوضوء
والقدرة على استعمال الماء) . لحديث أبي ذر المتقدم.
5) مسألة: (إذا
لم يجد ماء ولا تراباً صلى) . لقوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} التغابن
16، وقوله صلى الله عليه وسلّم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) الشيخان.
ولحديث عائشة رضي الله عنها (أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت، فبعث رسول الله صلى
الله عليه وسلّم رجالاً في طلبها، فوجدوها فأدركتهم الصلاة وليس معهم ماء، فصلوا
بغير وضوء، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأنزل الله عز وجل آية التيمم)
الشيخان.
6) مسألة: (إذا
خاف الحاضر ضرر البرد تيمم، وليس عليه إعادة) .
لحديث عمرو
بن العاص رضي الله عنه قال: (احتلمت في ليلة باردة، وأنا في غزوة ذات السلاسل،
فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح. فذكر ذلك لرسول الله صلى
الله عليه وسلّم فقال: يا عمرو! صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فقلت: إني سمعت الله عز
وجل يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم} فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولم يقل شيئاً)
أحمد وأبو داود والدارقطني، وهو صحيح.
7) مسألة: (إذا
كان بعض بدنه صحيحاً وبعضه جريحاً غسل الصحيح وتيمم للجريح) . لحديث جابر في الرجل الذي اغتسل فمات، وقد
سبق.
8) مسألة: (إذا
كان معه من الماء ما يكفي بعض أعضائه لزمه استعماله في الجنابة والوضوء، ويتيمم للباقي).
لحديث أبي
هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه،
وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) الشيخان.
9) مسألة: (يتيمم
للجنازة والعيد مع وجود الماء إذا خشي الفوات) . لقوله تعالى: {فاتقوا الله ما
استطعتم} التغابن 16
مقدمة في
الوضوء
تعريف الوضوء لغة:
الوضوء من الوضاءة وهي النظافة . وهو بالضم : الفعل أي فعل الوضوء , وبالفتح
هو: الماء
اصطلاحا:استعمال ماء
طهور في الأعضاء الأربعة . ( غاية المرام 1/403)
الحكمة من غسل الأعضاء
الأربعة: هي : أنها أقرب الأعضاء إلى ملابسة الآثام , قاله ابن القيم في
إغاثة اللهفان ( 1/ -)
متى فرض الله الوضوء
:فرض الله الوضوء مع الصلاة , كما في المبدع (1/113).
فضل الوضوء :
1.
تكفير الذنوب.لحديث ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه حتى تخرج من
تحت أظفاره ) رواه مسلم (244) . وهذا التكفير إنما هو لصغائر الذنوب كما هو
مذهب جمهور العلماء وأما الكبائر فلا تكفر إلا بالتوبة.
2.
والوضوء سبب لدخول الجنة لحديث ( من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام وصلى ركعتين مقبل
عليهما بقلبه ووجهه وجبت له الجنة ) أخرجه مسلم ( 234) ولما ورد من فعل بلال
رضي الله تعالى عنه فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم له: إني سمعت صوت نعليك في
الجنة فأخبرني بأرجى عمل , فقال بلال : ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا
( تاما في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي ) .
أخرجه البخاري ( 1149 ) ومسلم ( 2458) وما بين القوسين لفظ مسلم . وفي رواية لأحمد
(وصليت ركعتين ).
3. وهو
علامة لهذه الأمة يوم القيامة . لحديث ( إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا
محجلين من أثر الوضوء) أخرجه البخاري ( 136) ومسلم ( 246 ).
هل
الوضوء من خصائص هذه الأمة؟
الجواب :
الصحيح أنه ليس من خصائص هذه الأمة , وإنما من خصائصها أنهم يأتون يوم القيامة غرا
محجلين من أثر الوضوء.وهذا اختيار الحافظ ابن حجر كما في الفتح (1/284) لما ورد في
رواية مسلم ( سيما ليست لأحد غيركم ).
صفة
الوضوء:
(1) ينوي
رفع الحدث بهذا الوضوء , والنية محلها القلب , والتلفظ بها بدعة.
(2) يسمي
قائلا ( بسم الله )لحديث ( ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) وهذا الحديث
له طرق كثيرة يتقوى بها كما قرره جمع من أهل العلم ومنهم الحافظ , والألباني ,
وانظر تخريجه في الإرواء ( 81).
(3)
يغسل كفيه ثلاثا , وغسل الكفين هنا سنة بالاتفاق.
(4) يتمضمض
ويستنشق ويستنثر بكف واحدة. لقول عبدالله بن زيد رضي الله تعالى عنه في صفة
وضوء النبي صلى الله عليه وسلم أنه مضمض واستنشق ثلاثا بثلاث غرفات. أخرجه البخاري
( 186) ومسلم (235) وأما حديث أنه كان يتوضأ ويفصل بينهما فلا يصح كما قرره
الإمام أحمد وابن عيينة وابن القيم وأبي حاتم وابن الملقن وابن حجر والنووي
والألباني , غاية المرام (1/383) وتنقيح الكلام ص (71 )
والاستنشاق
هو : إدخال الماء إلى الأنف , والاستنثار هو إخراجه , والاستنثار السنة
أن يكون باليد اليسرى لأنه من باب إزالة الأذى وقد ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم
أنه كان يستنثر باليد اليسرى , كما في صحيح النسائي ( 89 ).
(5) يغسل
وجهه , والوجه :من منابت الشعر إلى أسفل اللحية ومن الأذن إلى الأذن عرضا ,
لقوله تعالى ( فاغسلوا وجوهكم ) وجاء فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مفسرا لذلك .
(6)
يغسل يديه من رؤوس الأصابع إلى المرفقين لقوله تعالى ( وأيديكم إلى
المرافق )
أي
مع المرافق , وأما حديث ( كان إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه ) فلا يصح كما قرره
الحافظ ابن حجركما في الفتح (1/350) والنووي وابن الجوزي وابن الصلاح والمنذري
0تنقيح الكلام ص73.
(7) يمسح
رأسه ومعه الأذنين ومسح الرأس يكون مرة واحدة لما ثبت عن علي رضي الله تعالى
عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم مسح مرة واحدة .
§
وأما الروايات التي
فيها أنه مسح رأسه ثلاثا فلا تصح على الصحيح , قال الحافظ ابن حجر : ولأن
المسح مبني على التخفيف ولأن العدد لو اعتبر في المسح لصار في صورة الغسل .الفتح
(1/312)
§
ويجب المسح مرة واحدة
لجميع الرأس وأما من اقتصر على مسح بعضه فلا يجوز لأن الذين نقلوا صفة وضوء الرسول
صلى الله عليه وسلم بينوا أنه مسح برأسه وظاهر النصوص هو تعميم الرأس بالمسح ولم
ينقل أنه مسح بعضه وتمسح الأذنان مع الرأس لحديث ( الأذنان من الرأس ) صحيح ابن
ماجه ( 443 ) الصحيحة ( 36) وقد ورد هذا الحديث من طرق يقوي بعضها
بعضا.
وصفة
مسح الأذنين : أن يدخل السبابتين في خرق الأذنين ويمسح بإبهاميه ظاهرهما , كما ثبت
من فعله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح أبي داود (123).
والصحيح
أنه لا يأخذ ماء جديد لأذنيه وإنما يمسحها بالماء المتبقي من ماء الرأس وهذا هو
اختيار شيخ الإسلام وابن القيم وابن باز وابن عثيمين وأما حديث ( أنه أخذ لأذنيه
ماء جديدا ) فهو حديث ضعيف 0 تنقيح الكلام 81.
(8) يغسل قدميه
من رؤوس الأصابع إلى الكعبين لقوله تعالى( وأرجلكم إلى الكعبين ) وبعض
الناس يتساهل في غسل القدمين فأقول له : احذر من ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم
قال في المتساهلين في ذلك ( ويل للأعقاب من النار ) أخرجه البخاري (164).
مسائل
تتعلق بصفة الوضوء
مسألة1: يقول
الدعاء الوارد بعد الوضوء:
1ـ
( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله) رواه مسلم 2ـ وزاد
الترمذي ( 55 ) : (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من
المتطهرين) .
3ـ
وعند النسائي (9909) بسند صحيح : ( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا
أنت أستغفرك وأتوب إليك)
·
أما رواية ( ينظر إلى السماء ) عندما يقول الدعاء فهي عند أحمد ( 4/151) ولا تصح .
مسألة2: جميع
الأذكار التي في الوضوء : هي التسمية قبله والدعاء بعده , وأما غير ذلك مما يقال
في أثناء الوضوء من الدعاء , كقول بعضهم
عند غسل اليد : اللهم يمن كتابي , وعند غسل الوجه : اللهم بيض وجهي , فلا يصح من
ذلك شيء كما قرره النووي وابن القيم والوابل الصيب ( 189) وابن الصلاح.
مسألة3: لابد
من إسباغ الوضوء أي : إيصال الماء لكل
موضع عضو من أعضاء الوضوء.
مسألة4: لابد
من الترتيب في غسل أعضاء الوضوء لأنها
جاءت مرتبة في القرآن ولفعل الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو تفسير لما كان
مجملا .
مسألة5: لابد
من الموالاة في الوضوء وهي : أن لايفصل بين أعضاء الوضوء بحيث ينشف العضو
الذي قبله , وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجل وفي ظهر قدمه لمعة الدرهم
لم يصبها الماء فأمره أن يعيد الوضوء والصلاة , كما في صحيح أبي داود( 1 /36).
مسألة7: التنشيف
بعد الوضوء جائز ولا دليل يدل على منعه أو مشروعيته فيبقى الأمر على أنه
مباح , أما حديث ( كان له خرقة يتنشف بها بعد الوضوء ) فقد أخرجه الترمذي ولا يصح
في هذا الباب شيء كما قرره الترمذي وابن القيم كما في الزاد (1/50).
مسألة8: مسح
العنق - الرقبة – لايشرع بل هو من البدع
لعدم ورود مايدل عليه , وأما حديث ( مسح العنق أمان من الغل ) فلا يصح , قال ابن
تيمية و ابن القيم : ولم يصح عنه في مسح العنق حديث . الفتاوى (21/ 127) و زاد
المعاد (1/195).
مسألة9: هل
يستحب مجاوزة الحد المشروع في الوضوء : – أي هل يستحب غسل اليد إلى العضد –
والقدم إلى أعلى الساق ؟ الصحيح أنه لايشرع لأن الله حدد الوضوء إلى المرفقين
والكعبين , ولعدم وروده عن الرسول صلى الله عليه وسلم , وهذا اختيار ابن تيمية كما
في الاختيارات (ص 14).
سنن
الوضوء:
1)
التسمية على الصحيح وهو مذهب الجمهور وهو اختيار الإمام ابن باز. 2)
غسل الكفين ثلاثا في بداية الوضوء سنة بالاتفاق,
3)
البدء باليمين , قال النووي : لو خالف صح وضوءه ولكن فاته الأكمل , كما نقله
الحافظ في الفتح (1/325) ورجحه ابن تيمية في الفتاوى
4) غسل
الأعضاء ثلاثا , ولو غسل مرة لكفى لما ثبت أنه توضأ مرة مرة كما في البخاري ( 157)
ولو توضأ مرتين لكفى لما في البخاري ( 158) أنه توضأ مرتين مرتين , وكذلك ثلاثا
ثلاثا في البخاري ( 159) ولو فرق فغسل بعض الأعضاء مرتين وبعضها ثلاثا لصح ذلك لما
ثبت في البخاري أنه فعل ذلك .
فائدة
: حديث ( أنه توضأ مرة مرة وقال : هذا وضوء لايقبل الله الوضوء إلا به ) قال
ابن حجر : حديث ضعيف له طرق كلها ضعيفه . الفتح (1/281).
فائدة
: قال ابن حجر : لم يأت عن الرسول صلى الله عليه وسلم الزيادة على ثلاث في
الوضوء , بل ورد عنه الذم لمن زاد عليها كما في حديث أنه توضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال
:( من زاد على هذا فقد فقد أساء وظلم ) وإسناده جيد . الفتح ( 1/281- 182).
5)
المبالغة في المضمضة والاستنشاق لغير الصائم لحديث ( وبالغ في الاستنشاق إلا أن
تكون صائما ) صحيح أبي داود ( 130 ).
6)
السواك , لحديث ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء ) صحيح أبي
داود ( 36).
7)
الدعاء بعده , كما سبق بيانه.
8)
تخليل الأصابع لحديث ( وخلل بين الأصابع ) صحيح أبي داود ( 130 ) وجاء من
فعله أنه كان يخلل أصابعه بخنصره .
وأما
حديث ( خللوا أصابعكم لايخلله الله بالنار يوم القيامة ) فلا يصح.
9)
تخليل اللحية , لما ورد عن عثمان رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يخلل لحيته ,أخرجه الترمذي (31) وقال حديث حسن صحيح , وقال البخاري : هو أصح
شيء في الباب , قال العلماء :اللحية على قسمين :
1-
إن كانت خفيفة بحيث يظهر لون الجلد منها فهنا يجب غسلها بلا خلاف . غاية المرام
(1/387)
2ـ
وإن كانت ثقيلة فهنا يكفي تخليلها وهذا مذهب الجمهور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق