الأربعاء، 16 أغسطس 2017

مفتاح النجاح

مفتاح النجاح

الحمدُ لله المحمود على كل حال . الموصوف بصفات الجلال والكمال . المعروف بمزيد الإنعام والإفضال . أحمدُه سبحانه وهو المحمود على كل حال ، وفي كل حال . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العظمة والجلال . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخليله الصادق المقال . اللهم صلّ على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل . وسلم تسليماً كثيراً .
§    هذه الكلمة لكل صاحب همة، ورب عزيمة، ورفيق طموح يريد النجاح في هذه الدنيا وفي الآخرة، فيكون مقبولاً عند الله وعند خلقه، راضياً عن ربه، وربه راضٍ عنه، محبوباً عند أهله وذويه وأصحابه، لحياته معنى، وله قضية، ولديه مبدأ، فأستعين بالله وأقول:
§    الأعمال بالنيات فانو الخير في كل عمل، واستحضر نفع الآخرين والكف عن الشر، ولا تضق ذرعاً بالمحن؛ فإنها تصقل الرجال، وتقدح العقل، وتشعل الهمم.
§    العمل والجد هو الطريق الأعظم إلى المجد، وهو بلسم لأدوائك، وعلاجٌ لأمراضك.
§    قيمة كل امرئٍ ما يحسن، والعاطل صفر، والفاشل ممقوت، والمفسق رخيص.
§    ركز اهتمامك على عملٍ واحد، وانغمس فيه، واحترق به، واعشقه لتكون مبدعاً.
§    ابدأ بالأهم فالمهم، وإياك والشتات، وتوزيع الجهد على عدة أعمالٍ؛ فإنه حيرةٌ وعجز.
§    النظام طريق النجاح، ووضع كل شيءٍ في موضعه مطلبٌ ، أما الفوضى فهي مذمومة.
§    الناجحون يحافظون على مقتنياتهم وأمتعتهم، وأشيائهم، فلا يبذرون، ولا يفسدون.
§    لا يفوح العطر حتى يُسحق، ولا يُضَّوُع العود حتى يُحرق، وكذلك الشدائد لك هي خيرٌ.
§    الناجح لا يغلب هواه عقله، ولا عجزه صبره، ولا تستخفه الإغراءات، ولا تشغله التوافه.
§    إياك والضجر والملل، فإن الضجور لا يؤدي حقاً، والملول لا يرى حرمة، وعليك بالصبر.
§    من ثبت نبت، ومن جد وجد، ومن زرع حصد، ومن صبر ظفر، ومن عَزّ بَزّ.
§    النملة تكرر الصعود ألف مرة، والنحلة تذهب كرةً بعد كرة، والذئب من أجل طعامه هجر المسرة
§    لما هوى السيف قطع، ولما اشتعل البرق سطع، ولما تواضع الدر رفع، ولما جرى الماء نفع.
§    الكسول مخذول، والهائم نائم، والفارغ بطال، وصاحب الأماني مفلس.
§    من لم يكن له في بدايته احتراق، لم يكن له في نهايته إشراق، ومن جد في شبابه ساد في شيخوخته
§    تذكر أن في القرآن: "سارعوا، وسابقوا، وجاهدوا، وصابروا، ورابطوا"
§    وفي السنة: {احرص على ما ينفعك}. و {بادروا بالأعمال}.
§    ما عال من اقتصد، وما فشل من اجتهد، ومن تفقه شبابه تعلقت السيادة بأهدابه.
§    فلوسك هي ضروسك، ودراهمك هي مراهمك، فلا تسرف ولا تبخل.
§    إن الماء الراكد يأسن، وإن البلبل المحبوس يموت، وإن الليث المقيد يذل.
§    ألذ طعامٍ بعد جوع، وأعذب ماءٍ بعد ظمأ، وأجمل نجاحٍ بعد تضحية.
§    إن الكتب تلقن الحكمة ولكنها لا تخرج حكماء، والسيف يقتل لكنه بكف الشجاع، السباحة لا تتعلم في الدفاتر ولكن في الماء، والرياضة لا تتلقى من الشاشة لكن في الميدان.
§    الدنيا تؤخذ غلاباً، وسوق المجد مناهبة، والحياة صراع، والعلياء تُنال بالعزائم، من عنده همةٌ متوقدة، ونفسٌ متوثبة، ونشاطٌ مغوار، وصبرٌ دائم فهو الفريد.
§    لا يرهب السيف حتى يسل، ولا يُخاف الرعد حتى يجلجل، ولا يهرب من السيل حتى يحتدم.
§    يقول تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى* وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى}{الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني}
§    أجمل السواعد سواعد العمال، وأحسن الرءوس رءوس المحلقين، وأهنأ النعاس نعاس المتهجدين، وأطهر الدماء دماء الشهداء.
§    الذي يقهر نفسه أعظم ممن يفتح مدينة، والذي يقاوم هواه أجل مِن مَن يحارب جيشاً.
§    وهذه جولة سريعة وعابرة عن نماذج فذة من الناجحين الصادقين :
§    أبو بكر الصديق ثاني اثنين، أنفق أمواله، يدعى من أبواب الجنة الثمانية، وهو قامع الردة.
§    عمر بن الخطاب يفر منه الشيطان، ووافقه الوحي أكثر من مرة.
§    عثمان بن عفان يجهز جيش العسرة، ويوقف بئر رومة، ويختم القرآن في كل ركعة.
§    علي بن أبي طالب يبارز في بدر، ويفتح حصن خيبر، ويقتل مرحباً، ويذبح عمرو يوم الخندق.
§    خالد بن الوليد يخوض مائة غزوة، ويقتل يوم اليرموك خمسة آلافٍ بيده، ويكسر تسعة أسياف.
§    ضُرب طلحة في جسمه حتى شلت يده، وقتل حنظلة جنباً فغسلته الملائكة، واهتز عرش الله لموت سعد.
§    طعن عبد الله بن عمرو والد جابر أكثر من ثمانين طعنة، فكلمه الله بلا ترجمان.
§    جمع أبي بن كعب القرآن وجوده، فذكره الله في الملأ الأعلى، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليه سورة البينة.
§    تصدق ابن عوف بألف جمل بحمولتها على الفقراء، وتصدق أبو طلحة بمزرعته في سبيل الله.
§    حفظ أبو هريرة غالب السنة، ووزع ليله -ثلاثاً- للصلاة والمذاكرة والنوم.
§    مشى أحمد بن حنبل ثلاثين ألف ميل في طلب الحديث، وحفظ ألف ألف أثر، وترك المسند أربعين ألفاً.
§    سافر جابر في طلب حديثٍ واحد إلى مصر شهراً، وسافر ابن المسيب ثلاثة أيامٍ في مسألة.
§    روى ابن حبان الحديث عن ألفي شيخ، وصنف الصحيح فصار أعجوبة.
§    كرر المزني رسالة الشافعي خمسمائة مرة، وكرر عالم أندلسي صحيح البخاري سبع مائة مرة.
§    أعاد أبو إسحاق الشيرازي درسه مائة مرة، وأعاد كل قياسٍ ألف مرة، وألف مائة مجلد.
§    صنف ابن عقيل الفنون ثمانمائة مجلد، وكان يأكل الكعك على الخبز ليوفر قراءة خمسين آية.
§    كتب ابن تيمية في اليوم أربعة كراريس، تفرغ الواحدة منها في أسبوع، ويؤلف كتاباً كاملاً في جلسةٍ واحدة، وكتب عنه أكثر من ألف مؤلف.
§    كتب ابن جرير مائة ألف صفحة، وصنف ابن الجوزي ألف مصنف، وحفظ ابن الأنباري أربعمائة تفسير.
§    بقي عطاء بن أبي رباح ينام في المسجد ثلاثين سنة في طلب العلم، وما فاتت تكبيرة الإحرام الأعمش ستين سنة.
§    ألف سيبويه أعظم كتابٍ في النحو وهو في الثلاثين من عمره، طرفة بن العبد من أصحاب المعلقات قتل وعمره ستٌ وعشرون، وقاد محمد بن القاسم الجيوش وعمره سبع عشرة سنة.
§    روى الحسن الحديث عن جده صلى الله عليه وسلم وعمره خمس سنوات، وعقل محمود بن الربيع مجة الرسول عليه الصلاة والسلام في وجهه وعمره خمس سنوات، وحفظ ابن عباس الحديث وعمره ثمان سنوات، وكان ابن تيمية يفتي وعمره ثماني عشرة سنة.
§    ألف ابن حجر الفتح ومقدمته في اثنين وثلاثين سنة، وكتاب الغريب لـ أبي عبيدة في أربعين سنة، وكتاب الأغاني للأصفهاني في خمسين سنة.
§    قتل جعفر البرمكي الوزير الخطير الجواد وعمره سبعٌ وثلاثون سنة، وعمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد الزاهد أربعون سنة، وابن المقفع الكاتب اللامع سبعٌ وثلاثون سنة.
§    حج مسروق فما نام إلا ساجداً، وصام الأسود بن يزيد حتى اخضر جسمه، وبكى يزيد بن هارون حتى ذهبت عيناه، ومشى أبو موسى الأشعري حتى تشققت قدماه.
§    قال البخاري: ما كذبت كذبةً منذ احتلمت، وقال الشافعي: ما حلفت بالله صادقاً ولا كاذباً.
§    قيل لـ أبي مسلم الخرساني: ما لك لا تنام؟ قال: همةٌ عارمة، وعزيمةٌ ماضية، ونفس لا تقبل الضيم، أسرع الفرس فركبه الملوك، وتبلد الحمار فركبه العبد، وافترس الأسد فملك الغابة.
§    أجرى أديسون مكتشف الكهرباء عشرة آلاف تجربة على بطارية كلها أخطأت فواصل حتى نجح، وأقام انشتاين عمره كله في النظرية النسبية، وجمع من براية أقلام ابن الجوزي ما أدفئ به ماء غسله عند الموت، وجمع الغبار من عمامة صلاح الدين فجعل لبنةً تحت رأسه في القبر، وترك حمل الطعام للأيتام في الظلام في جسم علي بن الحسين آثاراً وندوباً.
§    صام أبو طلحة أربعين سنة سرداً، وحج ابن المسيب ستين حجة، وأفتى الإمام أحمد في ستين ألف مسألة بالدليل، خدم أبو شجاع الملوك ستين سنة، فكفر عنها بخدمة ستين سنة في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام.
§    طاف ابن بطوطة الدنيا في ثلاثين سنة، ولقي في رحلته الألاقي حتى جمع الغرائب والعجائب وصار حديث الدهر، اعتزل ابن خلدون في قلعة فكتب تاريخه وحرره وحبره فصار آية للسائلين، كتب ابن عساكر الحافظ تاريخ دمشق في ستين سنة، فما ترك عالماً ولا أديباً ولا شاعراً ولا شاردةً ولا واردة عن دمشق إلا سجلها.
§    كان ابن تيمية إذا صعبت عليه مسألة استغفر الله ألف مرة، وقال تلاميذ الخطيب البغدادي له وهم في سفر: حدثنا، فقال: نبدأ بالقرآن فختمه كله ثم حدثهم، قيل لـ أبي الطاهر السُلَفي: من أين لك هذا العلم؟! قال: من جلوسي في بيتي مع الكتب سبعين سنة.
§    فكن رجلاً رجله في الثرى وهامة همته في الثريا
§    لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ
§    اطلب ولا تضجر من مطلبٍ فآفة الطالب أن يضجرا
§    أما ترى الحبل بطول المدى على صليب الصخر قد أثرا
§    وإنما رجل الدنيا وواحدها من لا يعول في الدنيا على رجل
§    ومشتت العزمات ينفق عمره حيران لا ظفرٌ ولا إخفاقُ
§    لا يصلح النفس ما دامت مدبرةً إلا التنقل من حالٍ إلى حالِ.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على خاتم النبيين، وإمام المتقين، وأشرف المرسلين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق