الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

سيرة أم المؤمنين خديجة

بسم الله الرحمن الرحيم
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

نسب خديجة رضي الله عنها
v    خديجة أم المؤمنين  وسيدة نساء العالمين في زمانها أم القاسم ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشية الأسدية أم أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من آمن به وصدقه قبل كل أحد وثبتت جأشه
وأمها : فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر .

سنه e حين زواجه    
v  لما بلغ رسول الله e خمسا وعشرين سنة ، تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ، فيما حدثني غير واحد من أهل العلم عن أبي عمرو المدني .

خروجه e إلى التجارة بمال خديجة
v   كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه ، بشيء تجعله لهم ، وكانت قريش   قوما تجارا ؛ فلما بلغها عن رسول الله e ما بلغها ، من صدق حديثه ، وعظم أمانته ، وكرم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا ، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار ، مع غلام لها يقال له ميسرة ، فقبله رسول الله e منها ، وخرج في مالها ذلك ، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام .

خديجة ترغب في الزواج منه e
v   كانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة ، مع ما أراد الله بها من كرامته ، فلما أخبرها ميسرة مما أخبرها به بعثت إلى رسول الله e ، فقالت له - فيما يزعمون - : يا ابن عم ، إني قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك ، وصدق حديثك ، ثم عرضت عليه نفسها . 
v  كانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسبا ، وأعظمهن شرفا ، وأكثرهن مالا ؛ كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه .

الرسول e يتزوج من خديجة بعد استشارة أعمامه
v   لما عرضت عليه نفسها ذلك لرسول الله e ذكر ذلك لأعمامه فخرج معه عمه حمزة بن عبدالمطلب ، رحمه الله ، حتى دخل على خويلد ابن أسد ، فخطبها إليه ، فتزوجها . 

صداق خديجة
v   أصدقها رسول الله e عشرين بكرة ، وكانت أول امرأة تزوجها رسول الله e، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت ، رضي الله عنها .

أولاده e من خديجة
v   كل أولاده e منها سوى إبراهيم،ولدت له‏:‏ أولًا القاسم ـ وبه كان يكنى ـ ثم زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبد الله ‏.‏ وكان عبد الله يلقب بالطيب والطاهر، ومات بنوه كلهم في صغرهم، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن،إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته e سوى فاطمة رضي الله عنها، فقد تأخرت بعده ستة أشهر ثم لحقت به‏.‏

ورقة يتنبأ له e
v   كانت خديجة بنت خويلد قد ذكرت لورقة بن نوفل ابن أسد بن عبدالعزى - وكان ابن عمها ، وكان نصرانيا قد تتبع الكتب وعلم من علم الناس - ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب ، وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه ؛ فقال ورقة : لئن كان هذا حقا يا خديجة ، إن محمدا لنبي هذه الأمة ، وقد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر ، هذا زمانه ، أو كما قال .

تثبت خديجة رضي الله عنها من الوحي
v   قال ابن إسحاق : حدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير : أنه حدث عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله e: أي ابن عم ، أتستطيع   أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال : نعم ؛ قالت : فإذا جاءك فأخبرني به . فجاءه جبريل عليه السلام كما كان يصنع ، فقال رسول الله e لخديجة : يا خديجة ، هذا جبريل قد جاءني ؛ قالت : قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ؛ قال : فقام رسول الله e فجلس عليها ؛ قالت : هل تراه ؟ قال : نعم ؛ قالت : فتحول فاجلس على فخذي اليمنى ؛ قال : فتحول رسول الله e فجلس على فخذها اليمنى ؛ فقالت : هل تراه ؟ قال : نعم . قالت : فتحول فاجلس في حجري ؛ قالت : فتحول رسول الله e فجلس في حجرها ؛ قالت : هل تراه ؟ قال : نعم ؛ قال : فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله e جالس في حجرها ، ثم قالت له : هل تراه ؟ قال : لا ؛ قالت : يا ابن عم ، اثبت وأبشر ، فوالله إنه لملك وما هذا بشيطان .
قال ابن إسحاق : وقد حدثت عبدالله بن حسن هذا الحديث ، فقال : قد سمعت أمي فاطمة بنت حسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة ، إلا أني سمعتها تقول : أدخلت رسول الله e  بينها وبين درعها ، فذهب عند ذلك جبريل ، فقالت لرسول الله e : إن هذا لملك وما هو بشيطان . 


أول من آمن
v   لما دعا إلى الله : استجاب له عباد الله من كل قبيلة ، فكان حائز السبق : صديق الأمة أبا بكر رضي الله عنه ، فوازره في دين الله ، ودعا معه إلى الله ، فاستجاب لأبي بكر عثمان وطلحة وسعد رضي الله عنهم . وبادر إلى استجابته أيضاً صديقة النساء خديجة رضي الله عنها . وبادر إلى الإسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكان ابن ثمان سنين ، وقيل : أكثر ، إذ كان في كفالة رسول الله e ، أخذه من عمه .

وقوفها بجانبه e
v   آمنت به خديجة بنت خويلد ، وصدقت بما جاءه من الله ، ووازرته على أمره ، وكانت أول من آمن بالله وبرسوله ، وصدق بما جاء منه . فخفف الله بذلك عن نبيه e، لا يسمع شيئا مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له ، فيحزنه ذلك ، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها ، تثبته وتخفف عليه ، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس ، رحمها الله تعالى .

تبشير الرسول لخديجة ببيت من قصب
v   قال ابن إسحاق : وحدثني هشام بن عروة ، عن أبيه عروة بن الزبير ، عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله e: أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب ، لا صخب فيه ولانصب .     قال ابن هشام : القصب ههنا : اللؤلؤ المجوف .
v  عن علي رضي الله عنه يقول : سمعت النبي e يقول : خير نسائها مريم ابنة عمران وخير نسائها خديجة
v  عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي e يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ، ثم يقطعها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد

جبريل يقرىء خديجة السلام من ربها
v   قال ابن هشام : وحدثني من أثق به ، أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله e؛ فقال : أقرىء خديجة السلام من ربها ؛ فقال رسول الله e: يا خديجة ، هذا جبريل يقرئك السلام من ربك ، فقالت خديجة : الله السلام ، ومنه السلام ، وعلى جبريل السلام .
v  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب وقال إسماعيل بن خليل ، أخبرنا علي بن مسهر ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك فقال اللهم هالة قالت فغرت فقلت ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها .

الرسول e يعلم خديجة الوضوء والصلاة
v   فجاء رسول الله e خديجة ، فتوضأ لها ليريها كيف الطهور للصلاة كما أراه جبريل ، فتوضأت كما توضأ لها رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ثم صلى بها رسول الله عليه الصلاة والسلام كما صلى به جبريل فصلت بصلاته . 

حكيم وحارثة
v  كان حكيم بن حزام بن خويلد قدم من الشام برقيق ، فيهم زيد بن حارثة وصيف ، فدخلت عليه عمته خديجة بنت خويلد ، وهي يومئذ عند رسول الله e، فقال لها : اختاري يا عمة أي هؤلاء الغلمان شئت فهو لك ؛ فاختارت زيدا فأخذته ، فرآه رسول الله e عندها ، فاستوهبه منها ، فوهبته له ، فأعتقه رسول الله e وتبناه ، وذلك قبل أن يوحى إليه .

وفاة أبي طالب وخديجة ، وما عاناه رسول الله e بعدهما
v     عن هشام ، عن أبيه قال توفيت خديجة قبل مخرج النبي e إلى المدينة بثلاث سنين فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ونكح عائشة وهي بنت ست سنين ، ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين
v   ماتت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها بعد موت أبي طالب بأيام ، فاشتد البلاء على رسول الله e من قومه بعد موت خديجة وعمه ، وتجرؤوا عليه ، وكاشفوه بالأذى ، وأرادوا قتله ، فمنعهم الله من ذلك .

سبب زواج أبي العاص من زينب
v   كان أبو العاص من رجال مكة المعدودين : مالا ، وأمانة ، وتجارة ، وكان لهالة بنت خويلد ، وكانت خديحة خالته . فسألت خديجة رسول الله e أن يزوجه ، وكان رسول الله e لا يخالفها ، وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي ، فزوجه ، وكانت تعده بمنزلة ولدها . فلما أكرم الله رسول الله e بنبوته آمنت به خديجة وبناته ، فصدقنه ، وشهدن أن ما جاء به الحق ، و دن بدينه ، وثبت أبو العاص على شركه .

رد المسلمين فدية زينب لأبي العاص
v   عن عائشة قالت : لما بعث أهل مكة في فداء أسرائهم ، بعثت زينب بنت   رسول الله e في فداء أبي العاص بن الربيع بمال ، وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها ؛ قالت : فلما رآها رسول الله e رق لها رقة شديدة وقال : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها مالها ، فافعلوا ؛ فقالوا : نعم يارسول الله . فأطلقوه ، وردوا عليها الذي لها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق