الأربعاء، 16 أغسطس 2017

مدخل إلى علم الفرق


بسم الله الرحمن الرحيم
مدخل إلى علم الفرق

حديث الإفتراق
عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله e: "افترقت اليهود على إحدى – أو اثنتين – وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى – أو اثنتين – وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة" .
الحديث فيه مسائل:
1.            عدد رواته من الصحابة y حوالي أربعة عشر صحابياً، منهم: أبو هريرة، وأنس، وابن مسعود، وعلي y
2.            عدد أحاديث الإفتراق ما يقارب خمسة عشر حديثاً، رويت بألفاظ متقاربة.
3.            ألفاظ أحاديث الإفتراق:
1-          الإقتصار على ذكر الإفتراق، مع ذكر عدد فرق الأمة، وقد جاء بألفاظ أربعة:
1) ذكر (البضع) و(النيف) دون تحديد عدد، وهي رواية ضعيفة.    2) تحديد العدد بإحدى وسبعين في حديثين ضعيفين.
3) تحديد العدد باثنتين وسبعين وفي تلك الأحاديث ضعف. 4) تحديد العدد بثلاث وسبعين وأحاديثها أرجح صحة وكثرة
2-           تحديد وصف الفرق الناجية بأربعة ألفاظ:
1) وصف الجماعة.        2) ما أنا عليه وأصحابي.         3) السواد الأعظم.            4) الإسلام وجماعتهم.
وهذه المعاني ترجع إلى : 1) معنى حسي: وهو إمام المسلمين ومن اجتمع حوله منهم.
                          2) معنى معنوي: وهو المنهج الذي يسير عليه الإمام ومن حوله. فلا تنافي بين الألفاظ الواردة.
س- أين نجد شروحات أحاديث الإفتراق ؟
ج- في الصحيحين والسنن وعند ابن تيمية في المنهاج وعند الصنعاني.
4.             العلماء الذين صححوا حديث الإفتراق، منهم:
الترمذي، وابن حبان، والحاكم، وابن تيمية، والشاطبي، وابن حجر، والعراقي، والسيوطي، والألباني وغيرهم.
5.            المنكرون لحديث الإفتراق منهم: ابن حزم، والرازي، وعبد الرحمن بدوي، وبدران، ومحمد عمارة، وأحمد صبحي وغيرهم.
6.            س- ما المقصود بالعدد في هذا الحديث ؟
ج- 1- ذهب السكسكي إلى أن المقصود بالعدد الوارد: أصول الفرق، وليس فروع كل أصل.
     2- وقال الرازي: يجوز أن يكون مراده e من ذكر الفرق: الفرق الكبار.
     3- وذهب القزويني إلى أن عدد الفرق في عصره بلغ سبعاً وسبعين فرقة.
7.            س- متى حدث هذا الإفتراق ؟
ج- روايات حديث الإفتراق جاءت بلفظ (تفترق) أو (ستفرق) والسين عند علماء العربية للمستقبل القريب.
نشأة الفرق: كانت الأمة الإسلامية زمن الرسول e إلى ست سنوات من خلافة عثمان t جماعة واحدة على الحق،
حتى قتل عثمان t ووقعت الفتنة فاقتتل المسلمون بصفين مرقت المارقة،وذلك لما حكم الحكمان وافترق الناس على غير اتفاق
وحدثت بدعة التشيع كالغلاة المدّعين لإلهية علي t ، والمدّعين النص على علي t السابين لأبي بكر وعمر y ، فهاتان البدعتان: بدعة الخوارج والشيعة .
نجمة ذات 8 نقاط: 2ثم في أواخر عصر الصحابة، حدثت بدعة القدرية والمرجئة فأنكرها الصحابة والتابعون كابن عمر وابن عباس وجابر y.
ثم في أواخر عصر التابعين، أوائل المائة الثانية، حدثت بدعة الجهمية منكرة الصفات.
ودخلت فيه بعد ذلك المعتزلة، فجاء ابن كلاب بعد هؤلاء لما ظهرت المحنة المشهورة.
ثم حدث الملاحدة من المتفلسفة وغيرهم وانتشروا بعد انقراض العصور المفضلة.
وفي القرن الرابع ظهرت الأشعرية، وافتتن الناس بها وظنوها طريقة أهل السنة، والأشعري قد أخذ عن الجبائي الإعتزال ثم سلك طريق ابن كلاب، وقد سلك طريق الأشعري جماعة من العلماء فانتشر في البلاد الإسلامية في دولة بني أيوب ثم مواليهم الأتراك وأخذه ابن تومرت إلى المغرب ونشره فصار هذا المذهب هو المعروف، وقد تفشى في الشافعية والمالكية، حتى جاء ابن تيمية فتصدى لإنتصار مذهب السلف ورد على الأشاعرة والرافضة والصوفية.
وظهرت في القرن الرابع أيضاً فرقة الماتريدية، وافتتن الناس بها كا الأشعرية، خاصة الأحناف في المشرق.
8.            س- ما هي الفرقة الزائدة في هذه الأمة وشرها ؟
ج- قال القرطبي قال بعض العلماء: هذه الفرقة قوم يعادون العلماء، ويبغضون الفقهاء، ولم يكن قط في الأمم السابقة اهـ.
ومعلوم أن أعظم علماء الأمة وفقهائهم صحابة رسول الله e ولم نجد من يبغضهم إلا الرافضة ومن تأثر بهم.
عن علي t قال: لتفترقن هذه الأمة على مثل ذلك، وأضلها فرقة وشرها، الداعية إلينا – أهل البيت – آية ذلك أنهم يشتمون أبا بكر وعمر y ..
- تعريف أصول الفرق: الأصول جمع أصل ، وهو لغة: أساس الشيء، وقيل: الحية، وقيل: ما كان من النهار بعد العشي، وقال الأكثر: الأصل لغة: ما يبنى عليه غيره وقيل غير ذلك.
واصطلاحاً: ما له فرع، لأن الفرع لا ينشأ إلا عن أصل، وقال الشوكاني: يقال على الراجح، والقاعد الكلية، والدليل.
الفرق لغة: قال ابن فارس: فرق يدل على تمييز وتزييل بين شيئين، وقال في التاج: الفرقة الطائفة بين الناس .. والجمع فرق..
             فالفرق هي: طوائف من الناس تميّزت وتباينت وتفرقت عن بعضها البعض.
             وعرفها الحفني بقوله: الفرقة في الإسلام: جماعة تذهب على أقول تميزها عن غيرها.
أصول الفرق: إنها الأفكار التي نشأ عنها أو استند عليها، أو تفرّع منها فكر طائفة من الناس تميزت وانحازت عن غيرها بأصول وقواعد ومنهج مستقل. وأول من تكلّم في أصول الفرق هو الإمام يوسف بن أسباط، ثم عبد الله بن المبارك.
9.            س- هل أهل السنة من أصول الفرق ؟
ج- أهل السنة فرقة واحدة، وليسوا من أصول الفرق، فلم يتفرع عنهم فرق أخرى في باب الإعتقاد،
وبهذا يعلم خطأ من قسم أهل السنة إلى ثلاث فرق: الأثرية، والأشعرية، والماتريدية ، كما فعل السفاريني والمواهبي والكوراني.      
  وذهب البغدادي إلى أن أهل السنة ثمانية أصناف.
وذهب الرافضي إلى أن أهل السنة فرق كثيرة وذكر منهم: الحشوية والمشبهة والشكاك والمالكية والشافعية والجهمية..وهو خطأ
10.      الضابط في معرفة الفرق: حتى نحكم على أي طائفة بأنها فرقة مستقلة لها منهجها الذي تسير عليه.
1-يقول الشهرستاني: فما وجدت مصنفين متفقين على منهاج واحد في تعديد الفرق، ثم اجتهد في حصر المسائل التي يكون الإختلاف فيها اختلافاً يعتبر مقالة وهذه المسائل هي:
 1- الصفات والتوحيد،     2- القدر والعدل،      3- الوعد والوعيد والأسماء والأحكام,
نجمة ذات 8 نقاط: 3 4- السمع والعقل والرسالة والإمامة. فالضابط عنده ما حرره بقوله: إذا وجدنا انفرادا واحدا من أئمة الأمة بمقالة من هذه القواعد عددنا مقالته مذهباً، وجماعته فرقة، وإن وجدنا واحداً انفرد بمسألة فلا يجعل مقالته مذهباً، بل نجعله مندرجاً تحت واحد ممن وافق سواها مقالته ورددنا باقي مقالاته إلى الفروع، بهذا تبينت أقسام الفرق وانحصرت كبارها في أربع وهي: القدرية، الصفاتية، الخوارج، الشيعة، ثم يتركب بعضها مع بعض، ويتشعب عن كل فرقة أصناف، فتصل إلى ثلاث وسبعين.
وهذا الضابط ينازع فيه أنه مبني على حصر الفرق في ثلاث وسبعين فرقة كما جاء في الحديث وفيه تكلف ظاهر.
      2- وقال الأصبهاني: قال بعض العلماء: الأصول التي ضل بها الفرق سبعة: القول في ذات الله، والقول في صفاته، وفي أفعاله، وفي الوعيد، وفي الإيمان، وفي القرآن، وفي الإمامة. اهـ. فأهل التشبيه ضلت في ذات الله، والجهمية في صفات الله، والقدرية في أفعال الله، والخوارج ضلت في الوعيد، والمرجئة في الإيمان، والمعتزلة في القرآن، والرافضة في الإمامة.
     3- قال الشاطبي: أن هذه الفرق إنما تصير فرقاً بخلافها للفرق الناجية في معنى كلي في الدين وقاعدة من قواعد الشريعة لا في جزئي من الجزئيات،إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعاً، واعتبر ذلك بمسألة التحسين العقلي
    4- توصل بعض الباحثين إلى أن الخلاف المذموم الذي يعد أساساً للفرق ينقسم إلى قسمين:
1-          الإختلاف في أصول الدين سواء في باب الإيمان أو الأسماء والصفات، أو القضاء والقدر، أو الجنة والنار، وسائر أصول الدين، وقد وصف الله أهله بالغي.
2-          الإختلاف في الفروع بشرط أن يكون مصحوباً بالتعصب والتأويل المسيء، والتحريف الواضح للنصوص، وبعض المفسرين جعلها داخلاً في النهي الوارد في قول الله: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
-                القول الراجح في تحديد أصول الفرق ما قاله ابن المبارك ومن تبعه: أصول البدع أربعة:
 الخوارج، والروافض، والمرجئة، والقدرية.
لكن دون تعيين فروع هذه الأصول كما فعل السجزي، وابن تيمية، ومن تبعهما.
- س- لماذا تعيين هذه الأصول ؟ ج-  لإخبار الرسول e عن هؤلاء ولأنها قد تفرع عنها فرق أخرى.
-                وأولها ظهوراً: الخوارج ثم الروافض ثم المرجئة ثم القدرية في آخر عصر الصحابة الكرام y .
ومن هذه الأصول نشأت الفرق كالجهمية والمعتزلة والكلابية والأشعرية والماتريدية والمشبهة والصوفية والكرامية وغيرهم.
-                الأحاديث الواردة في هذه الأصول الأربعة:
1-          الخوارج: ورد من حديث علي t قال: إذا حدثتكم عن رسول الله e حديثاً فو الله لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة، وإني سمعت رسول الله e يقول: " سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من ارمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة" . أخرجه البخاري ومسلم. وغيره من الأحاديث.
- وأحاديث الخوارج والرافضة والقدرية والمرجئة على نوعين:
               1) التصريح بالإسم، وهذا في القدرية والمرجئة أكثر لأن انحرافهم في الأقوال.
               2) التلويح بذكر صفاتهم، وهذا أكثر في الخوارج والرافضة لأن انحرافهم في الأقوال.
2-          نجمة ذات 8 نقاط: 4الرافضة: الأحاديث الواردة فيها في أسانيدها مقال، لكن مجموعها يدل على أن لها أصلاً، من ذلك:حديث عبد الله بن عباس y عن النبي e قال:"يكون في آخر الزمان قوم يُنبزون الرافضة،يرفضون الإسلام ويلفظونه، فاقتلوهم فإنهم مشركون"
- أما الأحاديث التي فيها إشارة إلى الرافضة منها: عن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله e : " لا تسبوا أصحابي.. الحديث" ولكثرة الأحاديث الواردة في الرافضة عقد العلماء لها أبواباً في كتبهم لبيان سوء مذهبهم.
-  المرجئة والقدرية: عن ابن أبي ليلى t قال: قال رسول الله e : "صنفان لا يردان عليّ الحوض: القدرية، والمرجئة" .
-                وهذه الفرق أخبثها وأخطرها على الإسلام والمسلمين: الرافضة ثم الخوارج ثم القدرية ثم المرجئة.
-                مراجع لأحاديث الرافضة: 1- السنن لأبي عاصم حققه الألباني، 2- الشريعة للآجري، 3- الإبانة لابن بطة، 4- السلسلة الصحيحة والضعيفة للألباني، 5- مجمع الزوائد للهيثمي، 6- السنة للخلال، 7- منهاج السنة النبوية لأبن تيمية، 8- جنة المرتاب للحويني.
-                س- هل ما ورد من كثرة الفرق الهالكة يدل على كثرة الهالكين ؟
ج- لا يدل لأمور:   1- أن الفرقة تطلق على الطائفة من الناس قلت أو كثرت، ولا يعني كثرة عدد الفرق كثرة أفرادها، فهي قلة بالنسبة للسواد الأعظم.
   2- أن الأحاديث تظافرت في فضل هذه الأمة، وأنها أمة مرحومة.
   3- أن الحكم عليها بالنار من باب الوعي، وإلا قد يعفى عن بعضهم كأصحاب الكبائر، إلا أن البدع أخطر، ومنها ما هو كفر، ومن هو زنديق، ومن هو مؤمن جاهل ظالم، ومن هو مخطيء متأول.
-  س- ما الفرق بين الفرقة والمذهب ؟
  ج- الفرقة: جماعة من الناس تذهب إلى أقوال تميزها عن غيرها، وتكون في الأمور الحسية. والمذهب: يكون في الأمور المعنوية
-  س- من ألف في الفرق ؟
   ج- لم يؤلف أحد في علم الفرق باستقلالية، ومن ألف لم يذكر اسمه صريحاً خوفاً على نفسه أو خوفاً من النقد أو لغير ذلك
أما ابن تيمية فلم يؤلف كتاباً مستقلاً في الفرق، لكن استخرجها العلماء من مؤلفاته .

أولاً: الخوارج:
- تعريف عام: هو من خرج عن طاعة إمام المسلمين.
- المعنى الخاص: هم الذين خرجوا على علي عند حادثة التحكيم.
-    س- لماذا سموا بهذا الإسم ؟
ج-  1- لأن النبي e سماهم " الخوارج كلاب أهل النار ".
      2- ولأنهم خرجوا عن المنهج الصحيح،
      3- ولأنهم خرجوا على الإمام الأعظم علي بن أبي طالب t.
-     نشأة الخوارج: في عهد النبي e عند تقسيم الغنائم في غزوة حنين فاعترض عليه ذو الخويصرة وقال: اعدل يا محمد فقال e : ليخرجن من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم....الحديث.
  ومبدأهم عند حادثة التحكيم في معركة الصفين، وكانوا يتعاملون بظاهر النصوص، ويقابلون من خالفهم بالسيف.
-    من صفاتهم: أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام.
-    نجمة ذات 8 نقاط: 5من أسمائهم: 1- الشكاكية، سموا بذلك لأنهم خرجوا على الإمام علي وقالوا شككت في أمرك وحكمت عدوك من نفسك
                  2- الحرورية: لأنهم بعد ما خرجوا نزلوا بأرض يقال لها حروراء.
                 3- الشراة: لأنهم قالوا اشترينا أنفسنا من الله.
                4- المارقة: لحديث "تمرق مارقة .. "
-    س- كيف تطور الفكر الخارجي ؟
-                أول من سعى إخراج هذه الفرقة: عبد الله بن سبأ اليهودي.
-                يتميزون بالشجاعة والفصاحة، وكان مبدأ أمرهم على الجهل، ولم يكن لهم علماء، بل فهموا الآية على فهمهم فأضلوا.
-                انقرض أكثر فرق الخوارج، وليست لهم دولة ظاهرة إلا الإباضية، وفرقة الصفرية من الخوارج قيل: أنهم في صحراء أفريقيا
-     مساكنهم: الغالب أنهم في عمان والموصل وحضر موت وفلجاج وجزيرة كيسوان في بلاد فارس ومغرب (الشام) وصنعاء اليمن، وشمال العراق، وجنوب الجزائر في الصحراء الكبرى.
-    من عقائدهم: 1-صحة إمامة أبي بكر وعمر y وتكفير علي وعثمان y وتكفيركل فرقة سواهم وموالاة ابن ملجم.
       2- من أذنب منهم كبيرة فهو كافر إلا النجدات فرقة منهم فإنها لا تكفر من أذنب منهم، وتكفر من أذنب من غيرهم، وأول من ابتدع هذا القول نافع بن الأزرق.
      3- من زنا أو سرق فأقيم عليه الحد استتيب فإن تاب وإلا قتل خلافاً للأزارقة.
       4- الإصرار على أي ذنب كان كفر.
      5- أن العالم يفنى إذا أفنى الله أهل التكليف لأنه خلقه لهم.                   
     6- أن مرتكبي الكبائر مخلدون في النار.
-     الفرق بين مذهب الخوارج والمعتزلة:
1-          إن الخوارج كالمعتزلة إلا في الإرادة فيقولون أن الله لم يزل مريداً ويكون على الوجه الذي أراده وعلمه خلاف المعتزلة.
2-          اتفقت أقوالهم في الوعيد إلا أن الخوارج تقول أن صاحب الكبيرة يعذب في النار والمعتزلة تقول أنه مخلد في النار.
- مخالفتهم لأهل السنة من وجوه:
 1- قضية التوحيد: فقد خالفوا في:
        1) نفي الصفات، 2) القول بخلق القرآن، 3) التأويل في أسماء الله، 4) نفي رؤية الله في الآخرة .
2- منهج الإستدلال عندهم: العقل، أما الكتاب والسنة فهما تابعان، ولا يثبتون العقيدة بأحاديث الآحاد.
3- قضية القدر: فهم ينفون عموم المشيئة والخلق، وأن العبد يخلق فعل نفسه.
4- مرتكب الكبيرة والوعد والوعيد: فيعتقدون أنه في منزلة بين منزلتين في الدنيا، أما في الآخرة ففي النار مخلد فيها.
-    عدد فرقهم: ثمانية عشرة فرقة منهم: الأزارقة، والإباضية، والصفرية، والنجدات، وجماعة التوقف والتبيّن، وجماعة التكفير.
وقد اختلف العلماء في عددهم: والسبب أنهم سرعان ما يتفرقون، ولأنهم يخفون أمرهم عن الناس، كذلك لقلة كتبهم.

1. الأزارقة:
-     نسبوا إلى نافع بن الأزرق الحنفي، وكان رئيس الخوارج بالبصرة والأهواز، وأحد رؤساهم ومصنفي كتبهم وشجعانهم.
-     من عقائدهم: 1- لا تحل لهم ذبائح من خالفهم من المسلمين ولا مناكحتهم ولا ميراثهم.
نجمة ذات 8 نقاط: 6         2- أباحوا قتل الأطفال والعميان والعجائز والعرجان .       3- يبطلون الرجم في حد الزنا للمحصن.
        4- أباحوا للحائض الصلاة والصيام.                 5- يكفرون الحكمين أبا موسى الأشعري وعمرو بن العاص.

2. الأباضية :
- أصحاب عبد الله بن أباض أحد شيوخهم ومصنفي كتبهم، كان مع نافع ثم انشق عنه، توفي 86هـ.
وينتسبون زوراً إلى جابر (أبو الشعثاء) أحد طلبة ابن عباس رضي الله عنه، ولكنه بريء منهم.
- نشأتهم: آخر الخلافة الراشدة وأوائل العهد الأموي.
- من عقائدهم: 1- قالوا الإيمان جميع الطاعات، فمن ارتكب معصية كبيرة أو صغيرة فهو كافر ولا يقولون مشرك.
        2- أحلوا الربا إلا النسيئة.          3- إذا وطيء الرجل زوجته وهي حائض حرمت عليه على التأبيد.
 4- لا يجوزن الصوم في السفر.      5- من زنا أو سرق أو قذف يقيمون عليه الحد ويستتيبونه فإن تاب وإلا كفروه وقتلوه.

3. الصفرية:
- أصحاب زياد بن الأصفر، وسموا بذلك نسبة إلى عبد الله بن صفار التميمي الذي كان مع نافع ثم انفصل عنه.
- من عقائدهم: قالوا: أن جميع الطاعات والمعاصي كلها شرك وكفر إلا ما غفر منها.

4. النجدات:
- أصحاب نجدة بن عامر الحنفي من أهل اليمامة، وانتشر أتباعه في البحرين وشواطيء الخليج وعمان واليمن، 36-69هـ
- من عقائدهم: 1- قالوا: من كذب كذبة كبيرة كانت أو صغيرة وهو مصر عليها فهو مشرك وإن لم يعتقد إباحة الكذب.
                  2- من زنا أو سرق أو شرب الخمر فإنه غير مشرك وهذا إن لم يعتقد إباحة ذلك.

5. جماعة التكفير والهجرة:
- أسسها علي عبده إسماعيل، ثم تبناها: شكري مصطفى وتبنى بعض عقائد المعتزلة والخوارج،
- منشأها:في سجون مصر تحت التعذيب الشديد الذي فرضه حاكم مصر جمال عبد الناصر.وتركيزهم على كتب الشاطبي
- مبادئهم: 1- قاعدة التبيين، 2- قاعدة الحد الأدنى من الفرائض، 3- قاعدة تعارض الفرائض،  4- تكفير مرتكب الكبيرة،
  5- الإطلاق على أنفسهم اسم (جماعة المسلمين)، 6- الدعوة إلى الأمية ومحاربة التعليم، 7- الإنعزال عن المجتمع والهجرة،
     8- رد قول الصحابة،                             9- رد الإجماع،                        10- رد القياس،   
11- منع التقليد، وتكفير المقلد،    12- الإدعاء بأنهم أهل اجتهاد،   13- الإدعاء بأن شكري مصطفى هو المهدي المنتظر.

6. جماعة التوقف والتبيين:
- نشأتها: إثر ضغوطات مباديء شكري مصطفى، ولديها اهتمام بالجانب العلمي.
- مبادئها: 1- التركيز على أصول الفقه، ومن أهم مصادرهم: كتاب (الموافقات) للشاطبي.
نجمة ذات 8 نقاط: 7   2- التركيز على سورة يوسف عليه السلام.  3- لديهم أسلوب قوي في كتاباتهم لكنها تخلو من فائدة.
   4- الإهتمام بكتب سيد قطب رحمه الله.     5- التركيز على فتوى ابن تيمية رحمه الله في ماردين.
6- التركيز في مسألة المحكم والمتشابه في القرآن، 7- التركيز على الآيات التي نزلت في المنافقين والكفار وتنزيلها على المسلمين
  8- عدم الإهتمام بتوحيد الأسماء والصفات،           9- لا يعذرون أحداً بالجهل،
10- التركيز على تربية الشباب عبر قصص سيد قطب سجيناً،                  11- السرية المتناهية في التعامل،
12- عدم مساعدة الملهوف والمحتاج بل عدم القيام بحقوق المسلمين إلا من هو على شاكلتهم
13- استخدام التقية في عرض مبادئهم، ويسمونها (الحركة بالمفهوم).          14- الإستشهاد بالنصوص مع تغيير المناط.  

ثانياً: المرجئة:
- سموا بذلك: لقولهم بالإرجاء، وأصله التأخير، وذلك أنهم قالوا: أن الإيمان الإعتقاد بالقلب فحسب، وأن تأخير الإقرار باللسان والعمل بالجوارح، وأجمعوا أنه لا يدخل النار إلا الكفار فحسب واحتجوا بقوله تعالى: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى}.
- فرق المرجئة: قد افترقوا على ثماني عشرة فرقة منها: الجهمية، والكلابية، والكرامية، والمقاتلة، والجبرية، إرجاء الفقهاء.
ومن فرقهم في هذا العصر: 1- الأشاعرة، 2- بعض الفقهاء من الحنفية.
- نشأة المرجئة: الخوارج كانوا متشددين في التكفير حتى كفروا بعض الصحابة بل كفروا علياً فنشأ الفكر الإرجائي بعد ما وقعت الفتنة بين علي ومعاوية.
- الفكر الإرجائي نشأ على قسمين: 1- إرجاء أمر المقاتلين في فتنة علي ومعاوية إلى الله،
                                        2- إرجاء أمر المنحرفين الزنادقة.              3- إرجاء العمل عن مسمّى الإيمان.
- أسباب انتشار الفكر الإرجائي في العالم الإسلامي:
               1- انتشار المذهب الأشعري،            2- انتشار الصوفية.
- نتائج الفكر الإرجائي:
         1- ظاهرة التكفير،        2- غربة مذهب أهل السنة،        3- موالاة أعداء الله،       4- الوقوف أمام الدعاة.

1. الجهمية:
- أصحاب جهم بن صفوان السمرقندي الضال المبتدع رأس الجهمية هالك، كان في زمن صغار التابعين، وإليه نسبوا وهو مولى لقبيلة من أسد، كان كاتباً للحارث بن سريح بخراسان، وكان تلميذا للجعد بن درهم.
- من عقائدهم: 1- أن الإيمان هو المعرفة بالقلب بالله وبرسله فحسب، وإن لم يكن إقرار باللسان ولا عمل بالجوارح
               2- قالوا: أن إيمانهم بذلك كإيمان جبريل عليه السلام.
              3- أن الجنة والنار لم يخلقا بعد وأنهما إذا خلقا يفنيان ويفنى من فيهما.
            4- أن من تكلم بلسانه كلمة كفر وهو يعتقد خلافه فهو مؤمن ولا يضره ذلك. ولم يتظاهر بمذهبه إلا فرقة يسيرة.


نجمة ذات 8 نقاط: 82. الكرامية:
- أصحاب محمد بن كرام السجستاني أحد شيوخهم ومصنفي كتبهم مع أنه كان عامياً لا يقرأ ولا يكتب بل كان يملي ذلك على أصحابه افتراء من بنات فكره، وهم يكتبون عنه ما يسمعون منه، وهو من نواحي سجستان، وكان يتعبّد ويظهر الزهد والتقشف وكذلك أصحابه إلى اليوم في خراسان، وأكبر ظهورهم في نيسابور وأعمالها وبيت المقدس، ومنهم طائفة قد عكفوا على قبره هناك.
- من عقائدهم:  1- أن الإيمان قول باللسان دون اعتقاد القلب وعمل الجوارح، فمن أقر بلسانه فهو مؤمن حقاً وإن اعتقد بقلبه ما شاء من الكفر والشرك.  
                    2- جحدوا العبادات، وزعموا أن المنافقين كانوا مؤمنين في الحقيقة وهو ضد اعتقاد الجهمية.

3. الكلابية:
- أصحاب عبد الله بن سعيد بن كلاب أبو محمد القطان من أهل البصرة، وكان نصرانياً فأسلم وفارق قومه.
- من عقائدهم: 1- أنه ليس لله كلام مسموع، وأن جبريل عليه السلام لم يسمع من الله شيئاً مما أداه إلى رسله، وأن الذي أنزل على الأنبياء حكاية كلام الله ليس فيه أمر ولا نهي ولا خبر وإنما يعرف ذلك منه بمعنى آخر وأنه ليس في القرآن سور ولا آيات بل هو شيء واحد يعبر به عن ذلك وإلى هذا القول ذهب أبو الحسن الأشعري وفرقته الأشعرية.

4. المقاتلة:
- أصحاب مقاتل بن سليمان وهو أحد عظمائهم ومصنفي كتبهم، وكان من كبار المرجئة وليس هو صاحب التفسير.
- من عقائدهم: 1-كانوا يعتقدون التجسيم كالحشوية فيقولون (لعنهم الله) إن الله على صورة الإنسان ذو لحم ودم، تعالى الله
                  2- لا يضر مع الإيمان معصية وإن كبرت، كما لا ينفع مع الكفر حسنة وإن كبرت.

ثالثاً: المعتزلة:
- لماذا سموا معتزلة ؟ أقوال: 1- لاعتزالهم عن الحق، 2- لاعتزالهم عن أقوال المسلمين فالناس كانوا مختلفين في مرتكبي الكبائر:
 1) قال بعضهم: هم كافرون،              2) وقال بعضهم: هم مؤمنون بما معهم من الإيمان،
 3) وقال بعضهم: هم مسلمون.            4) وأحدث واصل قولاً فقال: ليسوا بمؤمنين ولا كافرين، واعتزل المسلمين.
3- وقيل سموا معتزلة: لاعتزالهم عن مجلس الحسن البصري فمر بهم الحسن فقال: هؤلاء معتزلة.
- من أسماءهم: القدرية: سموا لنفيهم قضاء الله وقدره في معاصي العباد وجعلوا خلق الأفعال إلى فاعلها.
- مذهب المعتزلة مركب من مذهب جهم في نفس الصفات والقدر والإعتزال .
- من عقائدهم: 1- اجتمعوا على نفي الصفات عن الله عز وجل كالعلم والقدرة والسمع والبصر.
2- أن كلام الله محدث وإرادته محدثه وأنه يتكلم بكلام يخلقه في غيره، ويريد إرادة يحدثها ويريد خلاف معلومه، ويريد من عباده ما لا يكون، ويكون ما لا يريد.
3- أن الله لا يقدر على مقدورات غيره تعالى الله.         4- نفوا شفاعة النبي e لأهل الكبائر.
نجمة ذات 8 نقاط: 95- أن من ارتكب كبيرة فإن لم تكن كفراً يخرجه عن الإيمان استحق الخلود في النار أبد الآبدين وتبطل جميع حسناته.
- أصول المعتزلة خمسة: التوحيد والعدل والوعد والوعيد والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وجميع هذه انقرضت لكن بقي من أفكار المعتزلة: نفي الرؤية، والقول بخلق القرآن .
- فرق المعتزلة: ثماني عشرة فرقة منها: الجبّائية، والهذيلية، والجاحظية، والضرارية، والبشرية.
- أقسام القدرية: 1- نفاة العلم وهؤلاء انقرضوا.
                    2- نفاة عموم المشيئة والخلق وهؤلاء المعتزلة وقد انقرضوا كفرقة لكن بقيت آثارهم في الرافضة والأشاعرة والإباضية والزيدية، والمدرسة العقلية الحديثة.

1. الجبّائية:
- أصحاب أبي هاشم عبد السلام الجبائي أعظم رؤسائهم في زمانه وأحد مصنفي كتبهم، ويقال: أنهم أتباع أبي علي محمد الجبائي الذي أضل أهل خوزستان، وكانت المعتزلة البصرية في زمانه على مذهبه، ثم انتقلوا إلى مذهب ابنه أبي هاشم.
-  من عقائدهم: 1- قالوا: يجب على الله راحة عباده وكل ما أمرهم به،
 2- لا يحل لأحد أن يتمنى الشهادة ولا أن يريدها لأنها تغليب كافر على مسلم، وإنما يجب حب الصبر على الجراح.
3- أن الله تعالى مطيع لعباده إذا فعل ما أرادوه.
4- أن الله تعالى لم يمت نبياً ولا صاحب نبي ولا أمهات المؤمنين وهو يعلم أنهم لو عاشوا لعملوا خيراً بل أمات كل واحد منهم حين علم أنه لو عاش ولو طرفة عين كفر أو فسق بلا بد.
5- أن الله تعالى خلق الحبل في نساء العالمين من غير شيء.

2. الهذيلية:
- أصحاب الهذيل محمد بن مكحول العبدي المعروف بالعلاف البصري، مولى لعبد القيس، أحد رؤساء المعتزلة ومقدميهم، توفي235ه.
- من عقائدهم:
               1- إن لله قدرة وعلماً وسمعاً وبصراً، وإن كلام الله بعضه مخلوق وبعضه ليس بمخلوق، ففي المخلوق قوله (كن)
              2- أن الله تعالى ليس بخالق خلقاً، ويكفرون من قال إن الله تعالى خلق الخلق.
             3- أن أهل الجنة تفنى حركاتهم حتى يصيروا جماداً لا يقدرون على شيء من تحريك أعضائهم ولا الإنتقال من مواضعهم، وهو في تلك الحال يتلذذون إلا أنهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يجامعون.

3. الجاحظية:
- أصحاب أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، قيل: أنه كناني، وقيل: مولى صحب النظام وقرأ عليه، له كتب، مات 250هـ
- من عقائدهم: 1- أن المقلدين من اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأوثان وغيرها لا يدخلون النار لكن يصيرون تراباً.
2- كل من مات من أهل الإسلام الخالص مصراً على كبيرة ، وإن لم يوقع في عمره إلا مرة واحدة مخلد في النار.
3- أن إبراهيم ابن رسول الله e وجميع أطفال المسلمين الذين يموتون قبل البلوغ والمجانين لا يدخلون الجنة بل يصيرون تراباً
نجمة ذات 8 نقاط: 104. المدرسة العقلية:
- مبادئها: 1- إلغاء الحدود الشرعية،  2- إلغاء الجهاد،       3- نبذ الحجاب،        4- الإعتراض على تعدد الزوجات،
5- محاربة السلفية لأنها رجعية،         6- المصلحة مستقلة في التشريع،                 7- رفض تدخل الدين في السياسة،
 8- تحكيم العقل في كل شيء،           9- الملائمة والتوفيق بين نصوص الشرع والحضارة الغربية،
10- التوسع في تفسير القرآن،           11- الإجتهاد في أصول الدين والدعوة إلى تجديده وتقارب الأديان،
12- رد النصوص إذا لم يوافق العقل،    13- إقامة الرابطة الإجتماعية بين الناس،          14- رد السنة كلياً أو جزئياً،
15- السخرية بعلماء السلف،            16- الثناء لأهل البدع،                            17- الجهل بقضايا العقيدة.
- من كتبهم: مناقشة أفكار الترابي للأمين الحاج، وكتاب (التجديد في الفكر الإسلامي).

رابعاً: الرافضة:
- أول ما ظهر الرفض على يد عبد الله بن سبأ.
- من أسماءهم: 1) الرافضة: 1- لرفضهم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما،
               2- قيل: لرفضهم زيد بن علي y لما تولى أبا بكر وعمر y وقال بإمامتهما فقال زيد: رفضوني فسموا رافضة.
2) الشيعة: قالوا: نحن من شيعة علي t إلا أن بعضهم قال فيه غير الحق. وهو لفظ لا يقتضي مدحاً ولا ذماً إلا إذا أضيف.
وهذا اللفظ شاع في عهد علي رضي الله عنه.
3) الغالية: فإن بعضهم جعل علياً إلهاً، وجعله بعضهم نبياً، وقد قتل علي t بعضهم وأحرق بعضهم، وهو ينكرون الحساب
- من عقائدهم: 1- أن إمامة علي ثابتة نصاً، وأن الأئمة معصومون لا يجوز عليهم الغلط والسهو وأنكروا إمامة المفضول.
2- قالوا: بتفضيل علي على سائر الصحابة، وأنه الإمام بعد رسول الله e وتبرأوا من الشيخين وكثير من الصحابة إلا الزيدية.
3- قالوا: إن الأمة ارتدت بتركها إمامة علي .           4- أن الله لا يعلم ما يكون قبل أن يكون.
5- يقولون برجعة الأموات إلى الدنيا قبل يوم الحساب.  6- أن الإمام يعلم كل شيء مما كان وما يكون في أمر الدين والدنيا.
- مسائل في الرافضة: 1- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد تأثرت الرافضة بالمعتزلة في هذه المسألة، ويسمونها (تصدير الثورة)، ومن صوره ما أحدثوه في الحرم من المظاهرات ثم خمدوا.
2- مسألة التوحيد: فقد تأثروا كذلك بالمعتزلة في هذه المسألة، ويعنون بها: نفي الصفات، والرافضة قد نشأوا على التجسيم والتمثيل ثم آل مذهبهم إلى مذهب الإعتزال والتعطيل.
- فرق الرافضة: ثماني عشرة فرقة منهم: النصيرية، والإمامية، والقرمطية، والإسماعيلية، وبعضهم ذكر أنهم 300 فرقة.
- خلاصة الرافضة: الرافضة والزيدية إلى الباطنية والإثني عشرية في إيران، والباطنية: إلى إسماعيلية ونصيرية وقرامطة ودروز. والإسماعيلية إلى مستعلية ونزارية، والمستعلية غربية وشرقية، والغربية في اليمن والبهرة. والبهرة داودية وسليمانية. والنزارية الشرقية هم الحشاشون والأغاخانية وإسماعيلية الشام.
- أماكن تواجدهم: الإثني عشرية مركزهم في: إيران، ولهم وجود في باكستان والعراق وفي شرق السعودية في القطيف،
والقرامطة في: دار السلام في تنزانيا، والأغاخانية في: باكستان، والنصيرية في: سوريا، والدروز في: لبنان ويمثلهم الحزب التقدمي، والحشاشون لهم انتشار في: سوريا ولبنان.
نجمة ذات 8 نقاط: 11- الرافضة نشأت في عهد علي t ، وعلى ثلاث فرق: 1- الغالية، 2- السابة، 3- المفضلة.
فالغالية: هم من يغلون في علي t، ويجعلونه إلهاً، وتفرع منهم الصوفية والوجودية الذين يشبهون الخالق بالمخلوق.
والسابة: هم الذين يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وقد تسمى بالسبأية لأن رئيسها عبد الله بن سبأ اليهودي.
والمفضلة: هم الذين يفضلون علياً على عثمان y .
-  بعضهم يقسمونهم إلى ثلاثة: 1- الزيدية، 2- الكيسانية، 3- الرافضة.، وبعضهم يجعلها أربعة، وبعضهم يجعلها 12 فرقة.
- س- ما الفرق بين الشيعة والرافضة ؟
  ج- الشيعة: يغلون في علي لكن لا يسبون الشيخين، أما الرافضة: فمع غلوهم في علي t، يسبون أبا بكر وعمر y .

1. النصيرية:
- أصحاب محمد بن نصير أبي شعيب البصري النميري الذي كان مولى من أصحاب الحسن العسكري الإمام الحادي عشر للشيعة الإمامية، فلما مات الحسن ادعى ابن نصير أنه وكيل لابن الحسن، ثم ادعى النبوة ثم الربوبية، وقال بإباحة المحارم.
- من عقائدهم: 1- قائلون بإلهية علي t ويسبون فاطمة بنت رسول الله e ويسبون الحسن والحسين.
                  2- يقولون: إن خير الناس عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي t لأنه خلص روح اللاهوت من الجسد التراب.
- مساكنهم: الأردن ومدينة طبرية في الزمن القديم، وهم الآن في شمال سوريا ومركزهم القرداحة قرب اللاذقية.
- ويرفضون هذه التسمية، ويسمون أنفسهم بالعلويين.

2. الإمامية الإثني عشرية:
- سموا بذلك: لقولهم إن الإمامة في علي t ثم الحسن ثم الحسين ثم في علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم في موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي بن موسى ثم علي بن محمد ثم في الحسين بن علي بن محمد ثم تنقطع الإمامة إلى قيام محمد.
- من أسماءهم: القطعية لقولهم بانقطاع الإمامة، وبعضهم يطلقون عليهم الرافضة.
- الإمامية انقسموا بعد جعفر الصادق إلى: إسماعيلية باطنية، وإلى اثني عشرية.
- من عقائدهم: 1- قالوا إن القرآن نقص منه، إلا فرقة علي بن الحسين بن موسى.
 2- أن الله جسم إلا فرقة علي بن الحسين.
3- يزعمون أن محمد بن الحسن يأتي بشريعة جديدة ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.
4- يزعمون أن آخر أئمتهم هو محمد بن الحسن العسكري، وأئمة أهل البيت الحقيقين ينفون هذا يذكرون أن الحسن كان عقيماً، ولم يثبت نسبه في شجرة آل البيت،
5- يعتقدون في الأئمة ما لا يكون إلا في الرب تعالى، فالأئمة عندهم يعلمون الغيب، وأنهم معصومون، 6- أن دينهم مبني على الكذب، ما يسمونه عندهم بالتقية، وهو شيء أساسي،          7- يزعمون أن عندهم العلم اللدني،
8- الغلو في الخوارق، فينسبونه لأئمتهم،                            9- المتعة،                      10- نفي ليلة القدر،
11- تعظيم ليلة النصف من شعبان، وليلة 27 من رجب،        12- يؤمنون برجعة إمامهم وأنه المهدي.
نجمة ذات 8 نقاط: 12- وقد تأثروا بعقائد غير المسلمين كالبوذية والهندوسية وغيرهم، وأكثر ما يتأثرون باليهود.
- أصول تواجدهم: قم، وطنجة، والكوفة.
- عدد فرقهم: اختلفوا فقيل أربعة، وقيل: 14 فرقة، والحق أن في تقسيم الفرق تداخل، ويحتاج إلى تحقيق.

3. القرمطية:
- أصحاب أبي سعيد بن بهرام الجنابي القائم بالبحرين صاحب مذهب القرامطة الذين بالأحساء، ثم خرج من المذهب ودخل مذهب الصفرية من الخوارج وتبرأ مما كان عليه فحينئذ تبرأ منه أصحابه، وكان المختار منهم وادعى النبوة.
- مساكنهم: القطيف ومنطقة الأحساء.
- من عقائدهم: 1- كانوا يقولون بنبوة عبد الله الكندي، ويعبدونه وعبادتهم له تدل على أنهم اعتقدوه بعد النبوة إلهاً.
2- وفرض عليهم سبع عشرة صلاة لنفسه في اليوم والليلة في كل صلاة خمس عشرة ركعة، وكان يقول بالتناسخ.
3- القول بإمامة عبد الله بن معونة بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وقالوا: إنه حي لا يموت.
4- منهم من يقول أن علياً والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي بن الحنفية وجعفر بن محمد y أنبياء كلهم.

4. الإسماعيلية:
- منسوبون إلى محمد بن إسماعيل، وليسوا على دينه، وهو ابن جعفر الصادق، وكان أكبر أخوته وتوفي في حياة أبيه بالمدينة عام 145ه
وهم يقولون أن الإمامة بعد جعفر الصادق كانت إلى ابنه إسماعيل، لكن المحققين أنكروا ذلك فقد مات إسماعيل في حياة أبيه.
- نشأتهم: نشأوا بعد موت جعفر الصادق، وأول دعوتهم في خراسان على يد ميمون بن القداح، وذلك سنة 260 ه.
- من عقائدهم: 1- قالوا: أنه الذي إليه كتم السر الباطن عندهم الذي أنزل الله على رسول الله e وأمره بكتمه إلا عن خليفته علي t.
2- يسمون كلمة (كن) الأمر ويفرعون في ذلك ضلالات كثيرة.
3- أنكروا القيامة والحشر والبعث والحساب والميزان والصراط والجنة والنار، وحملوا ذلك على أشياء اصطلحوا عليها تلبيساً وجحوداً، قالوا: البعث هو الإنتباه من نومة الغفلة، وقالوا: الميزان هو ميزان الحكمة، والجنة: سقوط التكاليف في الدنيا، والنار: التمسك بالتكاليف.
4- عمدوا إلى الوحيين فقالوا: ليس فيهما ناسخ ولا منسوخ بل جميع ذلك مستعمل ليجعلوا أحكامهما متناقضة.
5- مذهبهم مبني على تقسيم الدين إلى ظاهر وباطن، فالظاهر للعوام، والباطن للخواص.
6- لديهم تقسيم للإمام إلى: 1- إمام مستقر: وهو من يكون من نسل آل البيت،
2- إمام مستودع: وهو الإمام الذي يدعو إلى آل البيت، وليس من نسلهم.
- من الكتب التي ألفت فيهم: (الباكورة اليافعة) للأفندي، و(كشف أسرار الباطنية) للمحمادي، و(رسائل إخوان الصفا) ألفها الإسماعيلية

نجمة ذات 8 نقاط: 135. الزيدية:
- وهم ينتمون زوراً إلى زيد بن علي، لأن زيداً رفض موافقتهم على سب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
وهم أقرب إلى السنة . وهذا اللفظ لم يعرف إلا في عهد زيد بن علي في بداية القرن الثاني.
- س- ما الذي جعلهم يأخذون بعقيدة المعتزلة ؟
1- ظهور نزعة التشيع في بعض علماء المعتزلة،          2- تتلمذ بعض الزيدية على علماء المعتزلة،
3- دخول كثير من علماء الزيدية في مذهب المعتزلة،   4- ثناء بعض علماء الزيدية لعلماء المعتزلة،
5- احتفاظ بعض علماء الزيدية لكتب المعتزلة.
- يتميزون بالإنفتاح لذا دخل في مذهبهم كثير من علماء المعتزلة، ويتميزون بحب العلم لذا رجع كثير منهم إلى السنة.

خامساً: الفرقة الناجية: أهل السنة والجماعة:
- هي الفرقة الناجية المختصة بالإستقامة والهداية.
- وقد سمتها كل فرقة من فرق الضلالة باسم غير موافق للحق حسداً منهم لها وافتراء عليها فمن تلك الأسماء:
1- مجبرة: سمتها القدرية لقولها إن أفعال العباد بقضاء الله وقدره وإرادته وخلقه،
2- الشكاكية: سمتها المرجئة لكون الواحد منهم إذا سئل: أمؤمن أنت ؟ قال: أنا مؤمن إن شاء الله،
3- ناصبة: سمتها الرافضة لقولها باختيار الإمام ونصبها له بالعقد.
4- مشبهة: سمتها الجهمية لقولها بإثبات الصفات لله تعالى من العلم والقدرة والحياة وغير ذلك من صفاته.
5- مجسمة: سمتها الأشعرية لقولها إن الله عز وجل تكلم بالقرآن بحرف وصوت.
6- حشوية: سمتها الغالية لكثرة ولعها بالأخبار وكلام السلف الصالح.
7- مسودة: سمتها الباطنية لكونها السواد الأعظم الذي لا يجوز إجماعهم على الخطأ.
8- مرجئة: سمتها المنصورية لقولها إن تارك الصلاة إذا لم يكن جاحداً لوجوبها مسلم على الصحيح.
وجميع ذلك غير صحيح بل هي الفرقة الهادية، واعتقادها: هو الإعتقاد الصحيح، الذي نزل به القرآن ووردت به السنة

سادساً: الصوفية:
- الصوفية ينتسبون إلى أهل السنة وليسوا منهم، قد خالفوهم في الإعتقاد والأفعال والأقوال، أما الإعتقاد فسلكوا مسلكاً للباطنية الذين قالوا إن للقرآن ظاهراً وباطناً، فالظاهر ما عليه حملة الشريعة، والباطن ما يعتقدونه من أمور باطلة لا صحة لها.
- من عقائدهم: 1- قالوا: إن للقرآن والسنة حقائق خفية (باطنية) غير ما عليه علماء الشريعة من الأحكام الظاهرة.
2- أن الله عز وجل حال بهم وممازج لهم، وهو مذهب الحسين بن منصور الحلاج المصلوب ببغداد في أيام المقتدر.
3- يدعون أنهم قد ارتفعت درجتهم عن التعبّدات اللازمة للعامة، وانكشفت لهم حجب الملكوت، وصارت عبادتهم بالقلب.
4- يحملون الأشياء كلها على الإباحة فيقولون: كل ما وقع في الدنيا من حلال وحرام فهو حلال لنا.


5- أباحوا النظر للمرأة الأجنبية في الخلوة وإلى المردان والإختلاط والتلذذ بسماع أصوات النساء والصبيان وسماع المزامير والدفوف والرقص والتصفيق في الشوارع والأسواق، وجعلوا ذلك عبادة يتدينون بها ويجتمعون لها ويؤثرونها على الصلاة، ويعتقدونها أفضل العبادات. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق