بسم الله الرحمن الرحيم
Hصفات المنافقين في سورة النساءA
إعداد/ عبداللطيف بن محمد البلوشي
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..
قال سبحانه
وتعالى في سورة النساء ( 138 – 147 ) في معرض ذكر بعض صفات المنافقين:
)ﮮ ﮯ
ﮰ ﮱ ﯓ
ﯔ ﯕ ﯖ
ﯗ ﯘ ﯙ
ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ
ﯟ ﯠ ﯡ
ﯢ ﯣ ﯤ
ﯥ ﯦ ﯧ
ﯨ ﯩ ﯪ
ﯫ ﯬ ﯭ
ﯮ ﯯ ﯰ
ﯱ ﯲ ﯳ
ﯴ ﯵ ﯶ
ﯷ ﯸ ﯹ
ﯺ ﯻﯼ ﯽ
ﯾ ﯿﰀ ﰁ
ﰂ ﰃ ﰄ
ﰅ ﰆ ﰇ
ﰈ ﰉ ﭑ
ﭒ ﭓ ﭔ
ﭕ ﭖ ﭗ
ﭘ ﭙ ﭚ
ﭛ ﭜ
ﭝ ﭞ ﭟ
ﭠ ﭡ ﭢ
ﭣ ﭤ ﭥ
ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ
ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ
ﭱ ﭲ ﭳ
ﭴ ﭵ ﭶ
ﭷ ﭸ ﭹ
ﭺ ﭻ ﭼ
ﭽ ﭾ ﭿ
ﮀ ﮁ ﮂ
ﮃ ﮄ ﮅ
ﮆ ﮇ ﮈ
ﮉ ﮊ ﮋ
ﮌ ﮍ ﮎ
ﮏ ﮐ ﮑ
ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ
ﮗ ﮘ ﮙ
ﮚ ﮛ ﮜ
ﮝ ﮞ ﮟ
ﮠ ﮡ ﮢ
ﮣ ﮤ ﮥ
ﮦ ﮧﮨ ﮩ
ﮪ ﮫ ﮬ
ﮭ ﮮ ﮯ
ﮰ ﮱ ﯓ
ﯔ ﯕ ﯖ
ﯗ ﯘ ﯙ
ﯚ ﯛ ﯜ
ﯝ ﯞ ﯟ
ﯠ ﯡ ﯢ
ﯣ ﯤ ﯥ
ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ
ﯬ ﯭ ﯮ
ﯯ ﯰ ﯱ
ﯲ ﯳ ﯴ
ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ
ﯻ ﯼ ﯽ
ﯾ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صفات المنافقين
قصّ الله تعالى علينا
في قرآنه المجيد أخبار المنافقين وذكر صفاتهم، حتى نحذرها ولا نتشبّه بهم ولا نتورّط
بمثل أعمالهم الشنيعة، فمن صفات المنافقين التي هي أشدّ ضررا على المؤمنين:
1) موالاتهم ومناصرتهم
الكفار، وتركهم ومعاداتهم المؤمنين، نبّه سبحانه على فساد ذلك ليدعه من يقع في نوع
منه غفلة أو جهالة أو مسامحة.
2) أنهم كانوا يتخذون
الكافرين أولياء وأنصارا وأعوانا، ويتجاوزون ولاية المؤمنين ويتركونها، ظنّا منهم أن
الغلبة ستكون للكفار، ولم يدروا أن العاقبة للمتقين لأن الله معهم.
3) أنهم ينتظرون
ما يحدث للمؤمنين من خير أو شرّ، فإن تحقق نصر للمؤمنين وفتح وغنيمة قالوا زاعمين:
إنا كنا معكم مؤيّدين ومظاهرين، فأعطونا من الغنائم، وإن كان للكافرين نصيب من الظفر،
قالوا لهم: ألم نغلبكم على أمركم ونتمكّن من قتلكم وأسركم، فأبقينا عليكم، وحميناكم
ومنعناكم من المؤمنين بتخذيلهم وإذاعة الأخبار التي تثبط قلوبهم وتلقي الرّعب فيهم،
لكن ذلك لا يخفى على الله، فالله يحكم بينكم يوم القيامة، فيجازي كلّا على عمله. التفسير
الوسيط للزحيلي (1/ 399)
بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ
بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138)
· البشارة لا تستعمل
غالبا إلا فى سارّ الأخبار، إذ هى مأخوذة من انبساط بشرة الوجه، فاستعمالها فى الأخبار
السيئة يكون من باب التهكم والتوبيخ، أي بشر المنافقين بالعذاب المؤلم الذي لا يقدر
قدره، ولا يحيط بكنهه إلا علام الغيوب. تفسير المراغي (5/ 182)
الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ
الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ
فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139)
·
في الآية التَّهْيِيجِ عَلَى طَلَبِ الْعِزَّةِ
من جناب الله، والإقبال على عُبُودِيَّتِهِ وَالِانْتِظَامِ فِي جُمْلَةِ عِبَادِهِ
الْمُؤْمِنِينَ، الَّذِينَ لهم النصرة في الحياة الدنيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشهاد.
مختصر تفسير ابن كثير (1/ 449)
·
في ذلك إيماء إلى أن المنافقين لم تكن موالاتهم
للمشركين لأجل المماثلة في الدين والعقيدة، لأن معظم المنافقين من اليهود، بل اتخذوهم
ليعتزوا بهم على المؤمنين.
·
إيماء إلى أن المنافقين شعروا بالضعف فطلبوا
الاعتزاز، وفي ذلك نهاية التجهيل والذم. فإن العزة لله جميعا أي لا عزة إلا به، لأن
الاعتزاز بغيره باطل. التحرير والتنوير (5/ 234)
·
جميع أنواع العزة وأفرادها مختص بالله سبحانه،
وما كان منها مع غيره فهو من فيضه وتفضله كما في قوله: ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.
فتح القدير للشوكاني (1/ 606)
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ
فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ
بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ
إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ
جَمِيعًا(140)
الواجب على كل مكلف
في آيات الله الإيمان بها وتعظيمها وإجلالها وتفخيمها، وهذا المقصود بإنزالها، وهو
الذي خَلَق الله الخَلْق لأجله، فضد الإيمان الكفر بها، وضد تعظيمها الاستهزاء بها
واحتقارها، ويدخل في ذلك مجادلة الكفار والمنافقين لإبطال آيات الله ونصر كفرهم.
وكذلك المبتدعون
على اختلاف أنواعهم، فإن احتجاجهم على باطلهم يتضمن الاستهانة بآيات الله لأنها لا
تدل إلا على حق، ولا تستلزم إلا صدقا، بل وكذلك يدخل فيه حضور مجالس المعاصي والفسوق
التي يستهان فيها بأوامر الله ونواهيه، وتقتحم حدوده التي حدها لعباده ومنتهى هذا النهي
عن القعود معهم. تفسير السعدي (ص: 210)
قال
المفسرون: إن الذي أحيل عليه هنا هو قوله تعالى في سورة الأنعام 68: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا
فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) لأن شأن الكافرين يسري إلى الذين يتخذونهم أولياء،
التحرير والتنوير (5/ 235)
·
فى الآية دليل على اجتناب كل موقف يخوض
فيه أهله بما يدل على التنقص والاستهزاء بالأدلة الشرعية والأحكام الدينية. تفسير المراغي
(5/ 184)
·
نهى الله عن مجالستهم في تلك الحالة حتى
ينتقلوا إلى غيرها، لئلا يتوسل الشيطان بذلك إلى استضعاف حرص المؤمنين على سماع القرآن،
لأن للأخلاق عدوى. التحرير والتنوير (5/ 235)
·
في النهي عن القعود إليهم حكمة وهي وجوب
إظهار الغضب لله من ذلك كقوله: تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق .
التحرير والتنوير (5/ 235)
·
هذا الحكم تدريج في تحريم موالاة المسلمين
للكافرين، جعل مبدأ ذلك أن لا يحضروا مجالس كفرهم ليظهر التمايز بين المسلمين الخلص
وبين المنافقين، ورخص لهم القعود معهم إذ خاضوا في حديث غير حديث الكفر. ثم نسخ ذلك
بقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر
على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون. التحرير والتنوير (5/ 236)
·
الجزاء في قوله: إنكم إذا مثلهم عن المنهي
عنه لا عن النهي، وهذه المماثلة لهم خارجة مخرج التغليظ والتهديد ، ولا يصير المؤمن
منافقا بجلوسه إلى المنافقين، وأريد المماثلة في المعصية لا في مقدارها، أي أنكم تصيرون
مثلهم في التلبس بالمعاصي. التحرير والتنوير (5/ 237)
·
فى الآية إيماء إلى أن من يقر المنكر ويسكت
عليه يقع فى الإثم، وإلى أن إنكار الشيء يمنع من انتشاره بين الناس. تفسير المراغي
(5/ 184)
الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ
بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ
كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ
اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141)
·
السر فى التعبير عن ظفر المؤمنين بالفتح
وأنه من الله، وعن ظفر الكافرين بالنصيب- الإيماء إلى أن العاقبة للحق دائما، وأن الباطل
ينهزم أمامه مهما كان له أول أمره من صولة ودولة، وقد يقع أثناء ذلك نصيب من الظفر
للباطل ولكن تنتهى بغلبة الحق عليه مادام أهله متبعين لسنة الله بأخذ الأهبة وإعداد
العدّة. وإنما غُلب المسلمون فى هذه العصور على أمرهم وفتح الكافرون بلادهم التي فتحوها
من قبل بقوة إيمانهم، لأنهم تركوا أخذ الأهبة وإعداد العدة، وقام أعداؤهم بكل ما تستدعيه
الحروب الحاضرة فأنشئوا البوارج والمدافع والدبابات المدرعة، والغواصات المهلكة، والطائرات
المنقضّة، إلى نحو ذلك من آلات التدمير والهلاك فى البر والبحر والجور ووسائل ذلك من
علوم طبيعية أو آلية (ميكانيكية) أو رياضية. تفسير المراغي (5/ 185)
·
جعل ما يحصل للمسلمين فتحا لأنه انتصار
دائم، ونسب إلى الله لأنه مقدره ومريده بأسباب خفية ومعجزات بينة. وجعل ما يحصل لهم
من النصر نصيبا تحقيرا له، والمراد نصيب من الفوز في القتال. التحرير والتنوير (5/
237)
·
في الآية تثبيت للمؤمنين، لأن مثيل هذه
الأخبار عن دخائل الأعداء وتألبهم: من عدو مجاهر بكفره. وعدو مصانع مظهر للأخوة، وبيان
هذه الأفعال الشيطانية البالغة أقصى المكر والحيلة، يثير مخاوف في نفوس المسلمين وقد
يخيل لهم مهاوي الخيبة في مستقبلهم. فكان من شأن التلطف بهم أن يعقب ذلك التحذير بالشد
على العضد، والوعد بحسن العاقبة، فوعدهم الله بأن لا يجعل للكافرين، وإن تألبت عصاباتهم.
واختلفت مناحي كفرهم، سبيلا على المؤمنين.التحرير والتنوير (5/ 238)
·
الكلام إنذار للمنافقين وكفاية لمهم المؤمنين،
بأن فوض أمر جزاء المنافقين على مكائدهم وخزعبلاتهم إليه تعالى. التحرير والتنوير
(5/ 238)
·
فإن قلت: إذا كان وعدا لم يجز تخلفه. ونحن
نرى الكافرين ينتصرون على المؤمنين انتصارا بينا، وربما تملكوا بلادهم وطال ذلك، فكيف
تأويل هذا الوعد ؟
قلت:
إن أريد بالكافرين والمؤمنين الطائفتان المعهودتان بقرينة القصة فالإشكال زائل، لأن
الله جعل عاقبة النصر أيامئذ للمؤمنين وقطع دابر القوم الذين ظلموا فلم يلبثوا أن ثقفوا
وأخذوا وقتلوا تقتيلا ودخلت بقيتهم في الإسلام فأصبحوا أنصارا للدين، وإن أريد العموم
فالمقصود من المؤمنين المؤمنون الخلص الذين تلبسوا بالإيمان بسائر أحواله وأصوله وفروعه،
ولو استقام المؤمنون على ذلك لما نال الكافرون منهم منالا، ولدفعوا عن أنفسهم خيبة
وخبالا. التحرير والتنوير (5/ 239)
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا
كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142)
·
لَا شك أن الله لَا يُخَادَعُ، فَإِنَّهُ
الْعَالِمُ بِالسَّرَائِرِ وَالضَّمَائِرِ، وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لِجَهْلِهِمْ
وَقِلَّةِ عِلْمِهِمْ وَعَقْلِهِمْ، يَعْتَقِدُونَ أَنَّ أَمْرَهُمْ - كَمَا رَاجَ
عِنْدَ النَّاسِ وَجَرَتْ عَلَيْهِمْ أحكام الشريعة ظاهراً - فكذلك يكون حكمهم عند
الله يوم القيامة، وإن أمرهم يروج عنده، كما أخبر تعالى عنهم أَنَّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
يَحْلِفُونَ لَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ عَلَى الِاسْتِقَامَةِ، وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ
ذَلِكَ نَافِعٌ لهم. مختصر تفسير ابن كثير (1/ 450)
· فى جعل ذلك خداعا
لله تنبيه إلى شيئين، فظاعة فعلهم فيما تحرّوه من الخديعة،إذ هم بمخادعتهم للرسول إنما
يخادعون الله، وعظم شأن المقصود بالخداع، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم وأن معاملته
بذلك كمعاملة الله به. تفسير المراغي (5/ 186)
· حذرت الشريعة من
تجاوز حد النشاط في العبادة خشية السآمة، ففي الحديث «عليكم من الأعمال بما تطيقون
فإن الله لا يمل حتى تملوا» . لأن النفس إذا تطرقتها السآمة من الشيء دبت إليها كراهيته
دبيبا حتى تتمكن منها الكراهية، ولا خطر على النفس مثل أن تكره الخير. التحرير والتنوير
(5/ 240)
·
قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى
الصَّلَاةِ قَامُواْ كُسَالَى} هَذِهِ صِفَةُ ظَوَاهِرِهِمْ كَمَا قَالَ: {وَلاَ يَأْتُونَ
الصلاة إِلاَّ وَهُمْ كسالى}، ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى صِفَةَ بَوَاطِنِهِمُ الْفَاسِدَةِ،
فَقَالَ: {يُرَآءُونَ النَّاسَ} أَيْ لَا إِخْلَاصَ لَهُمْ وَلَا مُعَامَلَةَ مَّعَ
الله، بَلْ إنما يشهدون الناس تقيَّة لهم ومصانعة، وَلِهَذَا يَتَخَلَّفُونَ كَثِيرًا
عَنِ الصَّلَاةِ الَّتِي لاَ يَرَوْنَ فِيهَا غالباً ك (صلاة العشاء) في وَقْتَ الْعَتَمَةِ
وَصَلَاةِ الصُّبْحِ فِي وَقْتِ الْغَلَسِ.
·
الذكر القليل في تلك الصلاة التي يراءون
بها، هو الذكر الذي لا مندوحة عن تركه مثل: التأمين، وقول ربنا لك الحمد، والتكبير،
وما عدا ذلك لا يقولونه من تسبيح الركوع، وقراءة ركعات السر. التحرير والتنوير (5/
241)
·
وصف الذكر بالقلة لعدم الإخلاص، أو لكونه
غير مقبول، أو لكونه قليلا في نفسه، لأن الذي يفعل الطاعة لقصد الرياء، إنما يفعلها
في المجامع ولا يفعلها خاليا كالمخلص. فتح القدير للشوكاني (1/ 610)
·
فهذه الأوصاف المذمومة تدل بتنبيهها على
أن المؤمنين متصفون بضدها، من الصدق ظاهرا وباطنا، والإخلاص، وأنهم لا يجهل ما عندهم،
ونشاطهم في صلاتهم وعباداتهم، وكثرة ذكرهم لله تعالى. وأنهم قد هداهم الله ووفقهم للصراط
المستقيم. فليعرض العاقل نفسه على هذين الأمرين وليختر أيهما أولى به، وبالله المستعان.
تفسير السعدي (ص: 211)
مُذَبْذَبِينَ
بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ
فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (143)
·
قال ابن جرير عَنْ قَتَادَةَ {مُّذَبْذَبِينَ
بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلَاءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلَاءِ} يَقُولُ: لَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ
مُخْلِصِينَ، وَلَا مُشْرِكِينَ مُصَرِّحِينَ بِالشِّرْكِ . مختصر تفسير ابن كثير
(1/ 451)
·
الإشارة بقوله: (بين ذلك) إلى ما استفيد
من قوله: (يراؤن الناس) لأن الذي يقصد من فعله إرضاء الناس لا يلبث أن يصير مذبذبا،
إذ يجد أصنافا متباينة المقاصد والشهوات. التحرير والتنوير (5/ 245)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ
أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ
فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145)
النار
دركات سبع، فالمنافق في الدرك الأسفل منها، وهي الهاوية، لغلظ كفره وكثرة غوائله، وأعلى
الدركات: جهنم، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية. وقد تسمى جميعها
باسم الطبقة العليا، أعاذنا الله من عذابها . فتح القدير للشوكاني (1/ 611)
· فى الآية إشارة إلى
أن دار العذاب فى الآخرة ذات دركات بعضها أسفل من بعض، كما أن دار النعيم درجات بعضها
أعلى من بعض. تفسير المراغي (5/ 189)
عن
أبي هريرة قَالَ {الدَّرْكُ الْأَسْفَلُ}: بُيُوتٌ لَهَا أَبْوَابٌ تُطْبَقُ عليهم
فتوقد عليهم من تحتهم ومن فوقهم.
مختصر
تفسير ابن كثير (1/ 452)
· إنما كان المنافقون
فى الدرك الأسفل من النار، لأنهم شر أهلها، إذ هم جمعوا بين الكفر والنفاق ومخادعة
الرسول والمؤمنين وغشهم، فأرواحهم أسفل الأرواح، ونفوسهم أحط النفوس، ومن ثم كانوا
أجدر الناس بالدرك الأسفل منها. تفسير المراغي (5/ 190)
إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا
وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ
مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا
(146)
* هذا الجزاء الشديد
الذي أعده الله للمنافقين لا يكون للذين تابوا من النفاق والكفر وندموا على ما فرط
منهم وأتبعوا ذلك بأمور ثلاثة:
(1) اجتهادهم فى
صالح الأعمال التي تغسل أدران النفاق، بأن يلتزموا الصدق فى القول والعمل مع الأمانة
والوفاء بالوعد، ويخلصوا النصح لله ورسوله، ويقيموا الصلاة مع الخشوع والخضوع ومراقبة
الله فى السر والعلن.
(2) اعتصامهم بالله
بأن يكون غرضهم من التوبة وصلاح العمل مرضاة الله، مع التمسك بكتابه، والتخلق بآدابه،
والاعتبار بمواعظه، والرجاء فى وعده، والخوف من وعيده، والائتمار بأوامره، والانتهاء
عن نواهيه.
(3) إخلاصهم لله
بأن يدعوه وحده ولا يدعوا من دونه أحدا لكشف ضر ولا لجلب نفع، بل يكون كل ما يتعلق
بالدين والعبادة خالصا له وحده . تفسير المراغي (5/ 190)
مَا يَفْعَلُ
اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا
(147)
·
في هذه الآية دليل على كمال عدل الله، وأن
الله لا يُعَذِّب أحدا قبل قيام الحجة عليه، وفيه التحذير من المعاصي؛ فإن فاعلها يجعل
لله عليه سلطانا مبينا. تفسير السعدي (ص: 211)
· أن
الوعيد الذي توعد به المنافقون إنما هو على الكفر والنفاق، فإذا تابوا وأصلحوا واعتصموا
بالله غفر لهم العذاب، فلا يحسبوا أن الله يعذبهم لكراهة في ذاتهم أو تشف منهم، ولكنه
جزاء السوء، لأن الحكيم يضع الأشياء مواضعها، فيجازي على الإحسان بالإحسان، وعلى الإساءة
بالإساءة، فإذا أقلع المسيء عن الإساءة أبطل الله جزاءه بالسوء، إذ لا ينتفع بعذاب
ولا بثواب، ولكنها المسببات تجري على الأسباب. وإذا كان المؤمنون قد ثبتوا على إيمانهم
وشكرهم،. وتجنبوا موالاة المنافقين والكافرين، فالله لا يعذبهم، إذ لا موجب لعذابهم.
التحرير والتنوير (5/ 245)
من هداية الآيات:
1- حرمة اتخاذ الكافرين
أولياء من دون المؤمنين.
2- الباعث للناس
على اتخاذ الكافرين أولياء هو الرغبة في العزة ورفع المذلة وهذا باطل، فالعزة لله ولا
تطلب إلا منه تعالى بالإيمان واتباع منهجه.
3- حرمة مجالسة أهل
الباطل إذا كانوا يخوضون في آيات الله نقداً واستهزاء وسخرية.
4- الرضا بالكفر
كفر، والرضا بالإثم إثم.
5- تكفل الله تعالى
بعزة المؤمنين الصادقين ومنعتهم فلا يسلط عليهم أعداءه فيستأصلونهم، أو يذلونهم ويتحكمون
فيهم.
6- بيان صفات المنافقين1.
7- قبح الرياء وذم
المرائين.
8- ذم ترك الذكر
والتقليل منه لأمر الله تعالى بالإكثار منه في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً} .
9- ذم الحيرة والتردد
في الأمور كلها.
10- حرمة اتخاذ الكافرين
أولياء من دون المؤمنين.
11- إذا عصى المؤمنون
ربهم فاتخذوا الكافرين أولياء سلط الله عليهم أعداءهم فساموهم الخسف.
12- التوبة تجب ما
قبلها حتى إن التائب من ذنبه كمن لا ذنب له ومهما كان الذنب الذي غشيه.
13- لا يعذب الله
تعالى المؤمن الشاكر لا في الدنيا ولا في الآخرة، فالإيمان والشكر أمان الإنسان.
أيسر التفاسير للجزائري
(1/ 563)
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
مراجع الموضوع:
فتح القدير للشوكاني –
محمد
بن علي الشوكاني ت 1250هـ
تفسير المراغي - أحمد بن مصطفى
المراغي ت 1371هـ
تيسير الكريم
الرحمن في تفسير كلام المنان - عبد الرحمن
بن ناصر السعدي ت 1376هـ
التحرير والتنوير لابن
عاشور - محمد الطاهر بن محمد بن عاشور التونسي ت 1393هـ
مختصر تفسير ابن كثير
- (اختصار وتحقيق) محمد علي الصابوني
التفسير الوسيط
للزحيلي - د وهبة بن مصطفى
الزحيلي
أيسر التفاسير
للجزائري - جابر بن موسى أبو بكر الجزائري
أعطونا الصفات المذكورة بسورة النساء
ردحذف